تاريخ عيد قلب يسوع
انتشرت عبادة قلب يسوع في القرن السابع عشر والرائدة هي القديسة مارغريت ماري ألاَكوك التي ظهر لها يسوع
وطلب منها التعبّد لقلبه. وهذه القديسة فرنسيّة الأصل ولدت سنة 1647 من عائلة تقيّة ترهّبت بدير راهبات الزيارة
في عمر 43 تعيّد لها الكنيسة في 17 تشرين الأوّل، ويوم أبرزت نذورها الرهبانيّة كتبت بواسطة دمها:
" كلّ شيء من الله ولا شيء منّي كلّ شيء لله ولا شيء لي كل شيء من أجل الله ولا شيء من أجلي".
وكتبت في موضع آخر: "كلّ ما تقدّمت أرى أن الحياة الخالية من حبّ يسوع هي أشقى الشقاء".
ظهورات المسيح لهذه القديسة كثيرة وتذكر منها الكنيسة أربع ظهروات، كان يسوع من خلالها يشير إلى قلبه النافر
من صدره معبّراً عن أسفه الشديد لنكران الناس له. هو السيّد نفسه حدّد للقديسة مارغريت ماري الإحتفال بعيد قلبه
الأقدس يوم الجمعة الواقع بعد عيد القربان بأسبوع وبناءً على ذلك بدأت راهبات الزيارة الإحتفال بهذا العيد اعتباراً 1685
الوعود التي وعد بها السيد المسيح للمتعبدين لقلبه الأقدس للقديسة مرغريتا مريم الأكواك .
ان عبادة قلب يسوع تعني حبه اللامتناهية لنا. وتقوم بتخصيص أول جمعة من كل شهر بالقلب الأقدس، بتناول القربان
و ممارسة أعمال التقوى. أما ثمرة هذه العبادة فقد لخصها المخلص نفسه في مواعيده للقديسة مرغريتا مريم الأكواك:
1. سوف أمنحهم جميع النعم اللازمة لحالتهم.
2. القي السلام في بيوتهم.
3. أعزيهم في جميع أحزانهم.
4. أكون ملجأهم الأمين في حياتهم و خاصة في مماتهم.
5. أسكب بركات وافرة على جميع مشروعاتهم.
6. يجد الخطأة في قلبي ينبوع الرحمة الغزيرة.
7. تحصل الأنفس الفاترة على الحرارة.
8. ترتقي الأنفس الحارة سريعاً الى قمة الكمال.
9. أبارك البيوت التي تضع فيها صورة قلبي للتكريم.
10. امنح الاكليروس موهبة يلينون بها القلوب الأشد صلابة
11. من يعمل بهمة على نشر هذه العبادة فسيكون اسمه مكتوباً في قلبي و لن يمحى منه أبداً.
12. الوعد الكبير "إني أعدك في فرط رحمة قلبي، بأن حبي القادر على كل شيئ سيعطي جميع الذين يتناولون
أول جمعة من الشهر مدة تسعة أشهر متوالية نعمة الثبات الأخير. فإنهم لن يموتوا في نقمتي،
بل سيقبلون الأسرار المقدسة، و يكون قلبي ملجأ اميناً في تلك الساعة الاخيرة".
---------------
ابتدأت عبادة قلب يسوع الأقدس في سنة 1833 على يد فتاة تدعى (أنجله) كانت هذه الفتاة في أول أمرها
متوسطة الأخلاق والسلوك في مدرستها ،لكن على اثر اعتكاف دام أربعة أيام غيرت سلوكها تغيرا كبيرا،
فدخلت أخوية بنات مريم وطلبت إلى العذراء القديسة أن تمنحها عبادة شديدة لقلب يسوع ابنها الإلهي .
فاستجابت العذراء طلبتها وألهمتها أن تسعى لتخصيص شهر حزيران بتكريم قلب يسوع على منوال شهر أيار
المخصص بها وكان ذلك سنة 1833. وقد استطاعت أنجله أن تقنع مسؤولتها بفكرتها وكذلك فعلت مع رئيس
أساقفة باريس فجاءت موافقته لأجل رجوع الخطاة وخلاص فرنسا.
في 23 من شهر آب سنة 1856 أصدر مجمع الطقوس مرسوما بان الأب الأقدس البابا بيوس التاسع يلزم الكنيسة
كلها بان تحتفل بعيد قلب يسوع الأقدس وتقيم صلاته الفرضية ويرى الآباء المرسلون مؤلفو كتاب تأملات شهر قلب
يسوع أن عبادة قلب يسوع مبدأها مع ابتداء الكنيسة المقدسة عينها نشأت عند أسفل الصليب لان هي أول
من سجد لهذا القلب المطعون لأجلنا ثم أن الرب يسوع المسيح من بعد قيامته أرى جرح جنبه تلاميذه المجتمعين،
وأمر توما بان يضع فيه إصبعه ومن ثم رأينا أعظم قديسي العصور الأولى وما بعدها قد تعمقوا في بحر هذه العبادة.
أما العبادة الجهورية فقد حفظت لأهالي القرن السابع عشر وعلى وجه الخصوص مملكة فرنسا التي نشأت
حين قال الرب يسوع في أحدى ظهوراته انه لا يلاقي من البشر الذين أحبهم سوى الكفران والاحتقار والإهانات
والنفاق والبرودة نحو سر محبته وهذا ما يصدر من أناس خصصوا ذاتهم به فطلب أن يعيد في اليوم الذي يلي
متمن عيد سر الجسد وهو يوم جمعة إكراما لقلبه يتناول فيه المؤمنون جسده تعويضا عن خطاياهم
وهنا يعد يسوع أن قلبه سيمنح نعما كثيرة وبركات غزيرة لأولئك الذين يكرمونه.
وقد ترددت الراهبة، التي ظهر يسوع وأعطاها هذه الرسالة، لعظم ما أعطاها، لكنه أجابها بأنه يختار الضعفاء
ليخزي الأقوياء. حينذاك طلبت منه القوة لتقوم بهذا العمل العظيم، وقد ساعدت الكنيسة في انتشار هذه العبادة
بعد مقاومات ومحاربات كثيرة ثم نمت واتسعت بعد أن ثبتها الأحبار الأعظمون