يسوع مثال الغفران :
فقال يسوع: “يا ابتِ اغفر لهم، لانهم لا يعلمون ما يفعلون” (لوقا 23 : 34).
عندما كان يسوع معلقاً على الصليب ما كان ينظر بعينيه بقدر ما كان يحس بجوارحه بالجمهور الهادر المحيط به،
ومن خلال ذلك الجمهور كان يرى آلافاً لا حد لها من البشر، آلافاً من الخطاة والضعفاء والخائنين لحبه
وهم يمرون امامه حاملين ما استطاعوا من الشوك والمطارق وحفنات المسامير.
فما الصليب الا نتيجة الخطايا وما الاشواك والمسامير الا خطايا خونة الحب ونكران الجميل.
ورغم ذلك فان يسوع لا يتوقف في محبته عند حد، لا بل نكاد نقول انه يحب بالاكثر اولئك الذين يحملون اليه مزيداً
من الشوك والألم لانهم يحتاجونه بالاكثر، ولذلك نسمعه يصرخ من اعلى الصليب ومن اعماقه:
“يا ابتِ اغفر لهم لانهم لا يعلمون ما يفعلون”.
ان هذه الصرخة تذكرنا اولاً بحب يسوع وسعة صدره، فهو يعرف ضعفنا، واننا لسنا ملائكة،
وعندما نقترف الخطايا فلعلنا لا نعلم ما نفعل، ولذا فبحبه العظيم يغفر لنا، فكيف لا نمتنع والحالة هذه من اهانة ذلك
الذي يبحث عن اعذار لزلاتنا؟ وكيف نشك في غفرانه ان عدنا اليه تائبين؟ وهذه الصرخة هي درس في المحبة للجميع دون تمييز،
حتى للاعداء. فلقد علّم يسوع في حياته محبة الاعداء (متى 5 : 44)
وها هو يعلن عن ذلك بينما يلفظ انفاسه الاخيرة. انه قمة الغفران والحب.
وهذه الصرخة اخيرا هي دعوة لنا لاكتشاف اعماق حب يسوع والاقتداء به فلنفعل.
آمين.
يا قلب يسوع الهي المسجود له الممتلئ قداسة ورحمة.
انني أجسر ان اهدي لك لأنك قلب قدوس القديسين وما قلبي الا ضعيف ومائل الى الخطأ ومع ذلك فإني واثقة
بأن رحمتك الغزيرة تقبله مني لتطهره وتصلحه وتقدسه. يا معلمي المحبوب اني اهدي لقلبك الأقدس ذاتي بجملتها
وكل ما أنا حاصلة عليه واملكه اي حياتي و موتي وعقلي وتمييزي وضميري ومخيلتي وارادتي
ولا سيما قلبي مع جميع حركاته وأشواقه، أهدي لك جسدي وحواسي وأقوالي وأعمالي وجميع أشغالي وأفراحي وآلامي،
وبالنتيجة اني اهدي ذاتي واكرسها بجملتها لقلبك الأقدس من الآن وحتى الأبد.
هذا واني بكل سرور اعدك بأنني سأكرم قلبك الأقدس وأسجد له كل أيام حياتي وسأجتهد بنشر أسمه واكرامه وجذب القلوب الى محبته.
ان قلبك الإلهي الموجود حقيقة مع ناسوتك المقدس تحت السر العجيب سيكون منذ الآن وصاعداً ملجأي وراحتي
وتعزيتي ورجائي ومحبتي. يا مخلصي الحبيب ليكن قلبك تتمة سجودي وشكري وصلواتي وتوبتي وليكن لي كل شيء،
أي نوري وقوتي وسندي ومقري وحياتي.
وانت ايتها العذراء الحبل بلا دنس، أمي وسيدتي العزيزة اني اقدم هذا التكريس على يديك المباركتين،
واجسر ان اطلب منكِ ان تحفظيني الى النفس الأخير من حياتي أميناً لابنكِ الحبيب الذي تجب لهُ
المحبة والمجد الى دهر الداهرين،
آمين
يا إخوتي لنحاول ان نغفر زلات أخوتنا نحونا حباً بقلب يسوع