| ما اجمل ماكتبه جبران | |
|
+27Dreams Missa Ibrahim Elias Hadad حسان عيسى بنت الناصرة Eman Hadad Iyad Daoud Mariam Tanous Elham Essper Elias Mikhael Enas RMossa زهرة المدائن Lamis Hanna عطر الليل Lama Nakhoul رفقة جرجس Elias Tony Ginwa Ramona-k Rania فادي !!! الوردة الجورية Amer-H Dima Ibrahim Yara 31 مشترك |
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
Lamis Hanna
الجنس : المشاركات : 98 العـمر : 41 الإقامة : Amion alkoura العـمل : good المزاج : nice السٌّمعَة : 0 التسجيل : 11/05/2013
| موضوع: خليل الكافر الإثنين مايو 12, 2014 1:11 pm | |
| و أجمل ما قرأت من الأرواح المتمردة هي خليل الكافر
من عمق هذه الأعماق نناديك ، أيتها الحرية ، فاسمعينا ! من جوانب هذه الظلمة نرفع أكفنا نحوك ، فانظرينا ! وعلى هذه الثلوج نسجد أمامك ، فارحمينا ! من منبع النيل إلى مصب الفرات يتصاعد نحوك عويل النفوس متموجا مع صراخ الهاوية ومن أطراف الجزيرة إلى جبهة لبنان تمتد إليك الأيدي مرتعشة بنزع الموت ! ومن شاطئ الخليج إلى أذيال الصحراء ترتفع نحوك الأعين مغمورة بذوبان الأفئدة فالتفتي ، أيتها الحرية ، وانظرينا ! في المدارس والمكاتب تناجيك الشبيبة اليائسة في الكنائس والجوامع يستميلك الكتاب المتروك وفي المجالس والمحاكم تستغيث بك الشريعة المهملة فأشفقي ، أيتها الحرية ، وخلصينا ! في شوارعنا الضيقة يبيع التاجر أيامه ليعطي أثمانها للصوص المغرب ولا من ينصحه ! وفي حقولنا المجدبة يحفر الفلاح الأرض بأظافره ويزرعها حبات قلبه ويسقيها دموعه ولا يستغل غير الأشواك ولا من يعلمه ! فتكلمي ، أيتها الحرية ، وعلمينا ! لحفظ عروشهم وطمأنينة قلوبهم قد سلحوا الدرزي لمقاتلة العربي وحمسوا الشيعي لمصارعة السني ونشطوا الكردي لذبح البدوي وشجعوا الأحمدي لمنازعة المسيحي فحتى متى يصرع الأخ أخاه على صدر الأم ؟ وإلى متى يتوعد الجار جاره بجانب قبر الحبيبة ؟ وإلام يتباعد الصليب عن الهلال أمام عين الله ؟ إصغي أيتها الحرية ، واسمعينا تكلمي بلسان فرد واحد منا فمن شرارة واحدة يشتعل القش اليابس أيقظي بحفيف أجنحتك روح رجل من رجالنا فمن سحابة واحدة ينبثق البرق ينير بلحظة خلايا الأودية وقمم الجبال
إسمعينا ، أيتها الحرية إرحمينا يا ابنة أثينا خلصينا يا رفيقة موسى أسعفينا يا حبيبة محمد علمينا يا عروسة يسوع قوي قلوبنا لنحيا أو شددي سواعد أعدائنا علينا فنفنى وننقرض ونرتاح
| |
|
| |
زهرة المدائن
الجنس : المشاركات : 413 العـمر : 38 الإقامة : Bethleem العـمل : yes المزاج : good السٌّمعَة : 1 التسجيل : 19/04/2013
| موضوع: رد: ما اجمل ماكتبه جبران الأربعاء مايو 14, 2014 9:13 am | |
| إن النفس الحزينة المتألمة تجد راحة بانضمامها إلى نفس أخرى تماثلها بالشعور وتشاركها بالإحساس مثلما يستأنس الغريب بالغريب في أرض بعيدة عن وطنيهما فالقلوب التي تدنيها أوجاع الكآبة بعضها مع بعض لا تفرقها بهجة الأفراح وبهرجتها، فرابطة الحزن أقوى في النفوس من روابط الغبطة والسرور والحب الذي تغسله العيون بدموعها يظل طاهراً وجميلاً وخالداً. | |
|
| |
Mariam Tanous
الجنس : المشاركات : 629 العـمر : 40 الإقامة : لبنان -الكورة العـمل : موظفة المزاج : جيد السٌّمعَة : 0 التسجيل : 07/02/2013
| موضوع: يوم مولدي - في كتاب (دمعة وابتسامة) الأربعاء سبتمبر 24, 2014 1:03 pm | |
| يوم مولدي باريس، 6 كانون الثاني 1908 من مقال في كتاب (دمعة وابتسامة)
في مثلِ هذا اليوم وَلَدَتْنِي أُمّي.
في مثلِ هذا اليوم منذ خمس وعشرين سنة
وَضَعَتْنِي السَّكِينَةُ بين أيدي هذا الوجود المملوء بالصراخِ والنزاعِ والعراك.
... قد سرت خمسًا وعشرين مرة مع الأرض والقمر والشمس والكواكب
حول الناموسِ الكلّي الأعلى، ولكن:
هوذا نفسي تهمس الآن أسماء ذلك الناموس
مثلما ترجّع الكهوفُ صَدَى أمواجِ البحر...
منذ خمسٍ وعشرين سنة خَطَّتْنِي يَدُ الزَّمان كَلِمةً
في كتاب هذا العالم الغريب الهائل. وهاأنذا كلمة مبهمة،
ملتَبِسَةُ المعاني، تَرْمُزُ تارَةً إلى لا شيء وطورًا إلى أشياءَ كثيرة.
... في هذا اليوم تنتصب أمامي معاني حياتي الغابرة،
كأنَّها مرآة ضئيلة أنظر فيها طويلاً فلا أَرَى سِوَى أوجُهِ
السّنينَ الشاحبة، وملامحِ الآمالِ والأحلامِ والأماني
المتجعِّدة كملامِحِ الشيوخ. ثم أغمض عيني وأنظر ثانية
في تلك المرآة فلاَ أرى غيرَ وجهي. ثم أُحدِّق إلى وجهي
فلا أرى فيه غيرَ الكآبة. ثم أستنطِقُ الكآبة فَأَجِدُهَا خرساء
لا تتكلَّم. ولو تكلّمَتِ الكآبة لكانت أكثَرَ حَلاَوَة من الغبطة.
في الخمس والعشرين سنة الغابرة قد أحببت كثيرًا.
وكثيرًا ما أحببتُ ما يكرهُه الناس وكرِهْتُ ما يستحسنونه.
والذي أَحْبَبْتُه عندما كنتُ صَبِيًّا ما زلت أحبُّه الآن.
والذي أحبُّه الآن سأحبُّه إلى نهاية الحياة.
فالمَحَبَّةُ هي كل ما أستطيع أن أحصل عليه
ولا يقدر أَحَدٌ أَنْ يُفْقِدَني إِيَّاه....
أحببتُ الحرِّيَّة فكانت محبتي تنمو بِنُمُوِّ معرِفَتِي عبودِيَّةَ الناس للمجد
والهوان، وتتَّسِعُ باتِّساعِ إدراكي خُضُوعَهُم
للأصنامِ المخيفة التي نَحَتَتْهَا الأجيالُ المظلمة،
ونَصَبَتْهَا الجَهَالة المستَمِرّة،
ونَعَّمَتْ جَوَانِبَهَا ملامِسُ شِفَاهِ العبيد،
لكنَّني كنتُ أحبُّ هؤلاءِ العبيد بمحَبَّتي الحرية،
وأُشفِقُ عَلَيهم لأنّهم عميان يُقَبِّلونَ أحناك
الضواري الدامية ولا يبصرون، ويمتصُّون
لهاث الأفاعي الخبيثة ولا يشعرون، ويَحْفِرُون
قبورَهُمْ بأظافِرِهِم ولا يعلمون.
أَحْبَبْتُ الحرّيَّة أكثرَ من كلِّ شيء لأنَّني وجدتُهَا فتاة
قد أضناها الانفراد، وأَنْحَلَهَا الاعتزال... حتى صارت
خيالاً شَفَّافًا يَمُرُّ بين المنازِلِ،
ويَقِفُ في منعَطَفَاتِ الشَّوارع،
وينادي عابِرِي الطريق... فلا يسمعون ولا يلتفتون.
في الخمسِ والعشرين سنة أحببتُ السعادة... لكنني
لم أجدها... ولما انفَرَدْتُ بطلبها سمعت نفسي تهمس في أذني قائلة:
السعادة صَبِيَّةٌ تولَدُ وتحيا في أعماق القلب ولن
تجيء إليه من محيطه. ولمَّا فَتَحْتُ قلبي لكي أرى السعادة
وجدت هناك مرآتها وسريرها وملابسها، لكنني لم أجدها.
وقد أحببت الناس. أحببتهم كثيرًا.
والناس في شرعي ثلاثة:
واحد يلعن الحياة،
وواحد يباركها،
وواحد يتأمل بها.
فقد أحببت الأول لتعاسته، والثاني لسماحته، والثالث لمداركه...
واليوم... أقف بجانب نافذتي،... ثم أنظر مُتَأَمِّلاً بما وراءَ المدينة، فأرى
البرِّيَّةَ بكلِّ ما فيها من الجمال الرهيب...
ثم أنظر متأمِّلاً بما وراءَ البحر فأرى الفضاءَ غيرَ المُتَنَاهِي
بكلّ ما فيه من العوالِمِ السَّابِحة،
والكواكبِ اللاَّمِعَة،
والشموسِ والأقمارِ والسيَّاراتِ والثَّوابِتِ وما بينها
من الدوافِعِ والجواذِبِ المتسالمة المتنازعة، المتولَّدة، المتحوِّلة،
المُتَمَاسِكَة بِناموسٍ لا حدَّ له ولا مدى...
أنظُرُ وأتأمَّل بجميعِ هذه الأشياء... فأنسى الخمس
والعشرين... ويظهر لي كِيَانِي ومحيطي بكلِّ ما أخفاه
وأعلَنَهُ كَذَرَّةٍ من تنهُّدَةِ طفلٍ ترتجف في خلاء أَزَليِّ
الأعماق، سرمديِّ العُلُوّ، أبديّ الحدود. لكني أشعر
بكيانِ هذه الذرة، هذه النفس، هذه الذات التي أدعوها
أنا... وبصوتٍ مُتَصَاعِدٍ من قُدْسِ أقْدَاسِهَا تصرخ:
سلام أيتها الحياة.
سلام أيتها اليقظة.
سلام أيتها الرؤيا.
سلام أيها النهار الغامِرُ بنورِكَ ظلمَةَ الأرض.
سلام أيها الليل المظهِّر بظلمتِكَ أنوارَ السماء.
سلام أيتها الفصول.
سلام أيها الربيع المُعِيدُ شَبِيبَةَ الأرض.
سلام أيها الصيف المذيعُ مجدَ الشمس.
سلام أيها الخريف الواهبُ ثمارَ الأتعاب وإلَّةَ الأعمال.
سلام أيها الشتاء المُرجعُ بثوراتك عزمَ الطبيعة.
سلام أيتها الأعوام الناشِرَة ما أخفته الأعوام.
سلام أيتها الأجيال المُصلِحَة ما أفسدته الأجيال.
سلام أيها الزمن السائرُ بنا نحو الكمال.
سلام أيها الروح الضابطُ أعنَّةَ الحياة.
والمحجوبُ عنا بِنِقَابِ الشَّمْس . | |
|
| |
Rania صديقة فيروزية متميزة
علم الدولة : الجنس : المشاركات : 487 العـمر : 39 الإقامة : سوريا العـمل : مقبول المزاج : رومانسي السٌّمعَة : 8 التسجيل : 10/02/2007
| موضوع: من كتاب الاجنحة المتكسرة – بحيرة النار الأربعاء أكتوبر 15, 2014 9:52 am | |
| من كتاب الاجنحة المتكسرة – بحيرة النار إن الذين لم يهبهم الحبّ أجنحة لا يستطيعون أن يطيروا إلى ما وراء الغيوم. إن قلب المرأة لا يتغير مع الزمن ولا يتحول مع الفصول. قلب المرأة ينازع طويلا ولكنه لا يموت. قلب المرأة يشابه البرية التي يتخذها الإنسان ساحة لحروبه ومذابحه، فهو يقتلع أشجارها ويحرق أعشابها ويلطّخ صخورها بالدماء ويغرس تربتها بالعظام والجماجم، ولكنها تبقى هادئة ساكنة مطمئنة ويظل فيها الربيع ربيعاً والخريف خريفاً إلى نهاية الدهور... إن أموال الآباء تكون في أكثر المواطن مجلبة لشقاء البنين. تلك الخزائن الواسعة التي يملأها نشاط الوالد وحرص الأم تنقلب حبوساً ضيقة مظلمة لنفوس الورثة. ذلك الإله العظيم الذي يعبده الناس بشكل الدينار ينقلب شيطاناً مخيفاً يعذّب النفوس ويميت القلوب. | |
|
| |
Enas RMossa
الجنس : المشاركات : 723 العـمر : 35 الإقامة : سوريا ـ سويد العـمل : نعم المزاج : جيد السٌّمعَة : 1 التسجيل : 18/09/2012
| موضوع: رد: ما اجمل ماكتبه جبران الأربعاء أكتوبر 15, 2014 3:48 pm | |
| إذا تقت إلى البركات التي لا تعرف لها إسماً ، وإذا حزنت وأنت لاتعرف سبباً لحزنك ، فأنت حينئذ تنمو بالحقيقة مع جميع الناميات ، وترتفع متسامياً إلى ذاتك العظمى أود الآن لو يتاح لي أن أكمّل ذاتي ، ولكن أنّى لي ذلك إذا لم أتحول إلى سيادة يعيش عليها العاقلون من الأحياء إن الموت يسدل النقاب عن وجه الحقيقة أبداً ، وإذا كنتم بالحقيقة تودون أن تعرفوا قيمتي عن طريق الموت فما ذلك إلا لأن في قلبي أكثر مما على لساني وفي رغباتي أكثر مما في يدي خيل اليّ في الأمس القريب أني ذرة تتموج مرتجفة في دائرة الحياة .... واليوم أعرف كل المعرفة أنّي أنا الدائرة وأن الحياة بأسرها تتموج فيّ بذرات منتظمة كيف أخسر إيماني بعدل الحياة ، وأنا أعرف أن أحلام الذين ينامون على الريش ليس أجمل من أحلام الذين ينامون على الأرض؟؟؟ رمل وزبد -جمعت كل احزاني في الخريف ودفنتها في بستاني وعندما رجع نيسان وجاء الصيف ليتزوج الارض، نبتت في بستاني ازهار بالغة الجمال تختلف عن جميع الازهار الاخرى. فجاء جيراني لكي ينظروا ازهار بستاني، وقالوا لي جميعهم: اذا جاء الخريف وجاء معه وقت البذار افلا تعطينا من بذار هذه الازهار لكي نزرعها في بساتيننا؟ رمل وزبد أنت حر أمام شمس النهار. أنت حر أمام قمر اليل وكواكبه. أنت حر حيث لا شمس ولا قمر ولا كواكب. لكن أنت عبد لمن تحب لأنك تحبه. وأنت عبد لمن يحبك لأنه يحبك.
الحياة موكب عظيم , ينظر اليه بطئ الخطى فيحسبه سريعا جدا ولذلك يهرب منه, وينظر اليه سريع الخطى فيحسبه بطيئا ويهرب منه . ربما كان عدم الاتفاق اقصر مسافة بين فكرين . قد تعلمت الصمت من الثرثار , والتساهل من المتعصب واللطف من الغليظ , والاغرب من كل هذا انني لا اعترف بجميل هؤلاء المعلمين . | |
|
| |
Eman Hadad
الجنس : المشاركات : 671 العـمر : 42 الإقامة : Lebanon العـمل : Good المزاج : lol السٌّمعَة : 3 التسجيل : 02/12/2012
| موضوع: رد: ما اجمل ماكتبه جبران الجمعة نوفمبر 21, 2014 2:21 pm | |
| سوف أجعل روحي غلافاً لروحك... وقلبي بيتاً لجمالك, وصدري قبراً لأحزانك... سوف أحبك محبة الحقول للربيع... سوف أحيا بك حياة الأزاهر بحرارة الشمس... سوف أصغي لأحاديث نفسك مثلما تصغي الشواطىء لحكاية الأمواج سأذكرك مثلما يذكر الغريب المتوحش وطنه المحبوب، و الفقير الجائع مائدة الطعام الشهية، والملك المخلوع أيام عزه ومجده، و الأسير الكئيب ساعات الحرية و الطمأنينة. جبران خليل جبران
| |
|
| |
Dima Ibrahim صديقة فيروزية متميزة
الجنس : المشاركات : 893 العـمر : 39 الإقامة : Syria-Sweden العـمل : well المزاج : bra السٌّمعَة : 10 التسجيل : 20/02/2007
| موضوع: أدار العدل ما أنساك دهري الأحد ديسمبر 21, 2014 4:12 pm | |
| أدار العدل ما أنساك دهري قضيت بساحتيك أعز عمري أعود إليك يوم أنفك أسري كسار عاد في أنفاس فجر وما فارقت عن ملل وهجر ولكن شاء ربك كل أمر وعدت إلى هداك أرد أمري إلى الرأي الخليق بكل حر مررت بيت غيرك بين كر وفر وسط أنواء وصر وفت بموطن سهل ووعر سبيل الحق في سر وجهر فما لانت قناتي يوم عسري ولا شذت طباعي يوم يسر وكنت كعهدك المسؤول أجري على العدل المجرد بين غيري صبرت على بعدك جل صبري كريم العيش في حلو ومر كريما رغم أعنات وقسر عزيزا جانبي في كل طور وكم مرت ليال لست أدري أنصر صبحها أم يوم قهر صمدت لصرفهن صمودا صخر فكم سهم تكسر دون صدري سموت عن الصغار فصنت قدري وأكثر ما رأيت رجال غدر لهم قلب البغي ووجه بكر ومسموم الفعال ولفظ سحر تنسرت البغاث بأرض نسر ودل الذئب في أرض الهزبر وشمر عن مداه كل غر وطاول صاحب الماضي الأغر علوتهم بطبع ليس يجري مع الأهواء من وكر لوكر سخرت بكل مشاء بهجر فباء بخيبة ومرير خسر وإذ عصفت عواصفهم بشر وقتنيها يد سبقت بخير جزت خيرا لخير يوم ضر وألقت سترها أكرم بستر أفاء ظلاله في يوم حر فباتت نارهم بردا بصدري شكرت الله يوم بلغت بري رخي البال محمود المقر وما مثل القضاء مجال فخر ولا مثل العدالة رمز طهر | |
|
| |
Dima Ibrahim صديقة فيروزية متميزة
الجنس : المشاركات : 893 العـمر : 39 الإقامة : Syria-Sweden العـمل : well المزاج : bra السٌّمعَة : 10 التسجيل : 20/02/2007
| موضوع: الشعلة البيضاء - الأجنحة المتكسرة الثلاثاء ديسمبر 23, 2014 6:09 pm | |
| الشعلة البيضاء - الأجنحة المتكسرة وانقضى نيسان وأنا أزور منزل فارس كرامة وألتقي بسلمى وأجلس قبالها في تلك الحديقة متأملاً محاسنها، معجباً بمواهبها، مصغياً لسكينة كآبتها، شاعراً بوجود آياد خفية تجتذبني إليها. فكل زيارة كانت تبين لي معنى جديداً من معاني جمالها وسراً علوياً من أسرار روحها حتى أصبحت أمام عينيّ كتاباً أقرأ سطوره وأستظهر آياته وأترنم بنغمته ولا أستطيع الوصول إلى نهايته. إن المرأة التي تمنحها الآلهة جمال النفس مشفوعاً بجمال الجسد هي حقيقة ظاهرة غامضة نفهمها بالمحبة ونلمسها بالطهر، وعندما نحاول وصفها بالكلام تختفي عن بصائرنا وراء ضباب الحيرة والالتباس. وسلمى كرامة كانت جميلة النفس والجسد فكيف أصفها لمن لا يعرفها؟ هل يستطيع الجالس في ظل أجنحة الموت أن يستحضر تغريدة البلبل وهمس الوردة وتنهدة الغدير؟ أيقدر الأثير المثقل بالقيود أن يلاحق هبوط نسمات الفجر؟ ولكن أليس السكوت أصعب من الكلام؟ وهل يمنعني التهيب عن إظهار خيال من خيالات سلمى بالألفاظ الواهية إذا كنت لا أستطيع أن أرسم حقيقتها بخطوط من الذهب؟ إن الجائع السائر في الصحراء لا يأبى أكل الخبز اليابس إذا كانت السماء لا تمطره المن والسلوى. كانت سلمى نحيلة الجسم تظهر بملابسها البيضاء الحريرية كأشعة قمر دخلت من النافذة. وكانت حركاتها بطيئة متوازنة أشبه شيء بمقاطيع الألحان الأصفهانية، وصوتها منخفضاً حلواً تقطعه التنهدات فينسكب من بين شفتيها القرمزيتين مثلما تتساقط قطرات الندى عن تيجان الزهور بمرور تموجات الهواء. ووجهها ــ ومن يا ترى يستطيع أن يصف وجه سلمى كرامة؟ بأية ألفاظ نقدر أن نصور وجهاً حزيناً هادئاً محجوباً وليس محجوباً بنقاب من الاصفرار الشفاف؟ بأية لغة نقدر أن نتكلم عن ملامح تعلن في كل دقيقة سراً من أسرار النفس الكبيرة المتألمة في داخل الجسد، وتذكر الناظرين إليها بعالم روحي بعيد عن هذا العالم؟ إن الجمال في وجه سلمى لم يكن منطبقاً على المقاييس التي وضعها البشر للجمال، بل كان غريباً كالحلم أو كالرؤيا أو كفكر علوي لا يقاس ولا يحد ولا يتسخ بريشة المصور، ولا يتجسم برخام الحفار. جمال سلمى لم يكن في شعرها الذهبي بل في هالة الطهر المحيطة به. ولم يكن في عينيها الكبيرتين بل في النور المنبعث منهما. ولا في شفتيها الورديتين بل في الحلاوة السائلة عليهما. ولا في عنقها العاجي بل في كيفية انحنائه قليلاً إلى الأمام. جمال سلمى لم يكن في كمال جسدها بل في نبالة روحها الشبيهة بشعلة بيضاء متقدة سابحة بين الأرض واللانهاية. جمال سلمى كان نوعاً من النبوغ الشعري الذي نشاهد أشباحه في القصائد السامية والرسوم والأنغام الخالدة، وأصحاب النبوغ تعساء مهما تسامت أرواحهم تظل مكتنفة بغلاف من الدموع. وكانت سلمى كثيرة التفكير قليلة الكلام، ولكن سكوتها كان موسيقياً ينتقل بجليسها إلى مسارح الأحلام البعيدة، ويجعله أن يصغي لنبضات قلبه ويرى خيالات أفكاره وعواطفه منتصبة أمام عينيه. أما الصفة التي كانت تعانق مزايا سلمى وتساور أخلاقها فهي الكآبة العميقة الجارحة، فالكآبة كانت وشاحاً معنوياً ترتديه فتزيد محاسن جسدها هيبة وغرابة، وتظهر أشعة نفسها من خلال خيوطه كخيوط شجرة مزهرة من وراء ضباب الصباح. وقد أوجدت الكآبة بين روحي وروح سلمى صلة المشابهة فكان كلانا يرى في وجه الثاني ما يشعر به قلبه ويسمع صوته صدى مخبآت صدره فكأن الآلهة قد جعلت كل واحد منا نصفاً للآخر يلتصق به بالطهر فيصير إنساناً كاملاً، وينفصل عنه فيشعر بنقص موجع في روحه.
إن النفس الحزينة المتألمة تجد راحة بانضمامها إلى نفس أخرى تماثلها بالشعور وتشاركها بالإحساس مثلما يستأنس الغريب بالغريب في أرض بعيدة عن وطنيهما ــ فالقلوب التي تدنيها أوجاع الكآبة بعضها مع بعض لا تفرقها بهجة الأفراح وبهرجتها، فرابطة الحزن أقوى في النفوس من روابط الغبطة والسرور؛ والحب الذي تغسله العيون بدموعها يظل طاهراً وجميلاً وخالداً. | |
|
| |
Dima Ibrahim صديقة فيروزية متميزة
الجنس : المشاركات : 893 العـمر : 39 الإقامة : Syria-Sweden العـمل : well المزاج : bra السٌّمعَة : 10 التسجيل : 20/02/2007
| موضوع: توطئة - الأجنحة المتكسرة السبت ديسمبر 27, 2014 3:04 pm | |
| توطئة - الأجنحة المتكسرة كنت في الثامنة عشرة من عمريي عندما فتح الحب عينيَّ بأشعته السحرية، ولمس نفسي لأول مرة بأصابعه النارية. وكانت سلمى كرامة المرأة الأولى التي أيقظت روحي لمحاسنها، ومشت أمامي إلى جنة العواطف العلوية حيث تمر الأيام كالأحلام وتنقضي الليالي كالأعراس. سلمى كرامة هي التي علمتني عبادة الجمال بجمالها، وأرتني خفايا الحب بانعطافها، وهي التي أنشدت على مسمعي أول بيت من قصيدة الحياة المعنوية. أي فتى لا يذكر الصبية الأولى التي أبدلت غفلة شبيبته بيقظة هائلة بلطفها، جارحة بعذوبتها، فتاكة بحلاوتها؟ من منا لا يذوب حنيناً إلى تلك الساعة الغريبة التي إذا انتبه فيها فجأة رأى كليته قد انقلبت وتحولت، وأعماقه قد اتسعت وانبسطت وتبطنت بانفعالات لذيذة بطل ما فيها من مرارة الكتمان، مستحبة بكل ما يكتنفها من الدموع والشوق والسهاد. لكل فتى سلمى تظهر على حين غفلة في ربيع حياته. وتجعل لانفراده معنى شعرياً وتبدل وحشة أيامه بالأنس، وسكينة لياليه بالأنغام. كنت حائراً بين تأثيرات الطبيعة وموحيات الكتب والأسفار عندما سمعت الحب يهمس بشفتي سلمى في آذان نفسي، وكانت حياتي خالية مقفرة باردة شبيهة بسبات آدم في الفردوس عندما رأيت سلمى منتصبة أمامي كعمود النور، فسلمى كرامة هي حواء هذا القلب المملوء بالأسرار والعجائب، هي التي أفهمته كنه هذا الوجود وأوقفته كالمرآة أمام هذه الأشباح. حواء الأولى أخرجت آدم من الفردوس بإرادتها وانقياده، أما سلمى فأدخلتني إلى جنة الحب والطهر بحلاوتها واستعدادي، ولكن ما أصاب الإنسان الأول قد أصابني، والسيف الناري الذي طرده من الفردوس هو كالسيف الذي أخافني بلمعان حده، وأبعدني كرهاً عن جنة المحبة قبل أن أخالف وصية، وقبل أن أذوق طعم ثمار الخير والشر. واليوم، وقد مرت الأعوام المظلمة طامسة بأقدامها رسوم تلك الأيام، لم يبقى لي من ذلك الحلم الجميل سوى ذكريات موجعة ترفرف كالأجنحة غير المنظرة حول رأسي، مثيرة تنهدات الأسى في أعماق صدري، مستقطرة دموع اليأس والأسف من أجفاني.. وسلمى ــ سلمى الجميلة العذبة قد ذهبت إلى ما وراء الشفق الأزرق ولم يبق من آثارها في هذا العالم سوى غصات أليمة في قلبي، وقبر رخام منتصب في ظلال أشجار السرو. فذلك القبر وهذا القلب هما كل ما بقي ليحدث الوجود عن سلمى كرامة. غير أن السكينة التي تخفر القبور لا تفشي 1لك السر المصون الذي أخفته الآلهة في ظلمات التابوت، والأغصان التي امتصت عناصر الجسد لا تبيح بحفيفها مكنونات الحفرة، أما غصات وأوجاع هذا القلب فهي التي تتكلم وهي التي تنسكب الآن مع قطرات الحبر السوداء معلنة للنور أشباح تلك المأساة التي مثلها الحب والجمال والموت.
فيا أصدقاء شبيبتي المنتشرين في بيروت، إذا مررتم بتلك المقبرة القريبة من غابة الصنوبر ادخلوها صامتين، وسيروا ببطء كيلا تزعج أقدامكم رفات الراقدين تحت أطباق الثرى، وقفوا متهيبين بجانب قبر سلمى وحيوا التراب الذي ضم جثمانها. ثم اذكروني بتنهدة قائلين في نفوسكم: ههنا دفنت آمال ذلك الفتى الذي نفته صروف الدهر إلى ما وراء البحار، وههنا توارت أمانيه وانزوت أفراحه وغادرت دموعه واضمحلت ابتساماته، وبين هذه المدافن الخرساء تنمو كآبته مع أشجار السرو والصفصاف. وفوق هذا القبر ترفرف روحه كل ليلة مستأنسة بالذكرى، مرددة مع أشباح الوحشة ندابات الحزن والأسى، نائحة مع الغصون على صبية كانت بالأمس نغمة شجية بين شفتي الحياة فأصبحت اليوم سراً صامتاً في صدر الأرض. أستحلفكم يا رفاق الصبا بالنساء اللواتي أحبتهن قلوبكم أن تضعوا أكاليل الأزهار على قبر المرأة التي أحبها قلبي ـ فرب زهرة تلقونها على ضريح منسي تكون كقطرة الندى التي تسكبها أجفان الصباح بين أوراق الورود الذابلة. | |
|
| |
Dima Ibrahim صديقة فيروزية متميزة
الجنس : المشاركات : 893 العـمر : 39 الإقامة : Syria-Sweden العـمل : well المزاج : bra السٌّمعَة : 10 التسجيل : 20/02/2007
| موضوع: وَاللُّطفُ في النّاسِ أَصدافٌ وَإِن نعمت الإثنين يناير 12, 2015 5:32 pm | |
| وَاللُّطفُ في النّاسِ أَصدافٌ وَإِن نعمت ... أَضلاعها لَم تَكُن في جَوفِها الدُّرَرُ فَمن خَبيثٍ لَهُ نَفسان واحِدَةٌ ... مِنَ العَجينِ وَأُخرى دُونَها الحجَرُ وَمِن خَفيفٍ وَمِن مُستَأنثٍ خَنثٍ ... تَكادُ تُدمي ثَنايا ثَوبِهِ الإِبَرُ وَاللُّطفُ لِلنّذلِ دِرعٌ يَستَجيرُ بِهِ ... إِن راعَهُ وَجَلٌ أَو هالَهُ الخَطَرُ فَإِن لَقيتَ قَوِيّاً لَيّناً فَبِهِ ... لأَعيُنٍ فَقَدَت أَبصارَها البصَرُ | |
|
| |
Eman Hadad
الجنس : المشاركات : 671 العـمر : 42 الإقامة : Lebanon العـمل : Good المزاج : lol السٌّمعَة : 3 التسجيل : 02/12/2012
| موضوع: رد: ما اجمل ماكتبه جبران الإثنين يناير 26, 2015 4:54 pm | |
| من كتاب الارواح المتمردة : ما اتعس المراة التي تستيقظ من غفلة الشبيبة فتجد ذاتها في منزل رجل يغمرها بامواله وعطاياه , ويسربلها بالتكريم والمؤانسه لكنه لا يقدر ان يلامس قلبها بشعلة الحب المحييه , ولا يستطيع أن يشبع روحها من الخمرة السماوية التي يسكبها الله من عيني الرجل في قلب الرجل ما اتعس الرجل الذي يحب صبية من بين الصبايا ويتخذها رفيقة لحياته , ويهرق على قدميها عرق جبينه ودم قلبه , ويضع بين كفيها ثمار أتعابه وغلة اجتهاده , ثم ينتبه فجأة فيجد قلبها الذي حاول ابتياعه بمجاهدة الأيام وسهر الليالي قد اعطي مجانا لرجل اخر ليتمتع بمكنوناته ويسعد بسرائر محبته منذ البدء وظلام الليل يخيم على أرواحنا، فمتى يجيء الفجر؟ من الحبوس إلى الحبوس تنتقل أجسادنا والأجيال تمرّ بنا ساخرة، فإلى متى نحتمل سخرية الأجيال؟ ومن نير ثقيل إلى نير أثقل تذهب أعناقنا وأمم الأرض تنظر من بعيد ضاحكة منّا، فإلام نصبر على ضحك الأمم؟ ومن القيود إلى القيود تسير ركابنا، فلا القيود تفنى ولا نحن ننقرض، فإلى متى نحيا؟ منذ ابتداء الدهر إلى أيّامنا هذه، والفئة المتمسكة بالشرف الموروث تتحالف وتتفق مع الكهان ورؤساء الأديان على الشعب. هي علّة مزمنة قابضة بأظفارها على عنق الجامعة البشرية، ولن تزول إلا بزوال الغباوة من هذا العالم عندما يصير عقل كل رجل ملكاً ويصبح قلب كل امرأة كاهنا . | |
|
| |
Dima Ibrahim صديقة فيروزية متميزة
الجنس : المشاركات : 893 العـمر : 39 الإقامة : Syria-Sweden العـمل : well المزاج : bra السٌّمعَة : 10 التسجيل : 20/02/2007
| موضوع: رد: ما اجمل ماكتبه جبران الأربعاء فبراير 18, 2015 8:01 pm | |
| “إن قلب المرأة لا يتغير مع الزمن ولا يتحول مع الفصول، قلب المرأة ينازع طويلاً ولكنه لا يموت، قلب المرأة يشابه البرية التي يتخذها الإنسان ساحة لحروبه ومذابحه، فهو يقتلع أشجارها ويحرق أعشابها ويلطخ صخورها بالدماء ويغرس تربتها بالعظام والجماجم، ولكنها تبقى هادئة ساكنة مطمئنة ويظل يها الربيع ربيعاً والخريف خريفاً إلى نهاية الدهور” | |
|
| |
Lama Nakhoul
الجنس : المشاركات : 294 العـمر : 42 الإقامة : Canada- Lebanon العـمل : My owon work المزاج : Good السٌّمعَة : 0 التسجيل : 31/01/2013
| موضوع: المنقذ السبت فبراير 21, 2015 11:27 pm | |
| المنقذ
ومرت خمسة أعوام على زواج سلمى ولم ترزق ولداً ليوجد بكيانه العلاقة الروحية بينها وبين بعلها ويقرب بابتسامته نفسيهما المتنافرتين مثلما يجمع الفجر بين أواخر الليل وأوائل النهار. والمرأة العاقر مكروهة في كل مكان لأن الأنانية تصور لأكثر الرجال دوام الحياة في أجساد الأبناء فيطلبون النسل ليظلوا خالدين على الأرض. إن الرجل المادي ينظر إلى زوجته العاقر بالعين التي يرى بها الانتحار البطيء فيمقتها ويهجرها ويطلب حتفها كأنها عدو غدار يريد الفتك به، ومنصور بك غالب كان مادياً كالتراب وقاسياً كالفولاذ وطامعاً كالمقبرة وكانت رغبته بابن يرث اسمه وسؤدده تكرهه بسلمى المسكينة وتحوّل محاسنها في عينيه إلى عيوب جهنمية.. إن الشجرة التي تنبت في الكهف لا تعطي ثمراً، وسلمى كرامة كانت في ظل الحياة فلم تثمر أطفالاً؛ إن البلبل لا يحوك عشاً في القفص كيلا يورث العبودية لفراخه. وسلمى كرامة كانت سجينة الشقاء فلم تقسم السماء حياتها إلى أسيرين؛ إن أزاهر الأودية هي أطفال يلدها الحب والحنو، فسلمى كرامة لم تشعر قط بأنفاس الحنو وملامس الانعطاف في ذلك المنزل الفخم النائم على شاطئ البحر في رأس بيروت، ولكنها كانت تصلي في سكينة الليالي ضارعة أمام السماء لتبعث إليها بطفل يجفف بأصابعه الوردية دموعها ويزيل بنور عينيه خيال الموت من قلبها.
وقد صلت سلمى متوجعة حتى ملأت الفضاء صلاة وابتهالاً وتضرعت مستغيثة حتى بدّد صراخها الغيوم، فسمعت السماء ندائها وبثت في أحشائها نغمة مختمرة بالحلاوة والعذوبة وأعدتها بعد خمسة أعوام من زواجها لتصيّرها أما وتمحو ذلها وعارها. الشجرة النابتة في الكهف قد أزهرت لتثمر. البلبل المسجون في القفص قد هم ليحوك عشاً من ريش جناحيه. القيثارة التي طرحت تحت الأقدام قد وضعت في مهب نسيم المشرق ليحرك بأمواجه ما بقي من أوتارها. سلمى كرامة المسكينة قد مدت ذراعيها المكبلتين بالسلاسل لتقبل موهبة السماء. وليس بين أفراح الحياة ما يضارع فرح المرأة العاقر عندما تهيئها النواميس الأزلية لتصيرها أما، كل ما في يقظة الربيع من الجمال، وكل ما في مجيء الفجر من المسرة يجتمع بين أضلع المرأة التي أحرمها الله ثم أعطاها. لا يوجد نور أشد سطوعاً وأكثر لمعاناً من الأشعة التي يبعثها الجنين السجين في ظلمة الأحشاء. وكان نيسان قد جاء متنقلاً بين الروابي والمنحدرات عندما تمت أيام سلمى لتلد بكرها، وكأن الطبيعة قد وافقتها وعاهدتها فأخذت تضع حمل أزاهرها وتلف بأقمطة الحرارة أطفال الأعشاب والرياحين. مضت شهور الانتظار وسلمى تترقب الخلاص مثلما يترقب المسافر طلوع كوكب الصباح، وتنظر إلى المستقبل من وراء دموعها فتراه مشعشعاً وقد طالما ظهرت الأشياء القاتمة متلمعة من خلال الدموع. ففي ليلة وقد طافت أشباح الظلام بين تلك المنازل في رأس بيروت، انطرحت سلمى على مضجع المخاض والأوجاع فانتصب الموت والحياة يتصارعان بجانب فراشها، ووقف الطبيب والقابلة ليقدما إلى هذا العالم ضيفاً جديداً، وسكنت حركة عابري الطريق وانخفضت نغمة أمواج البحر ولم يعد يسمع في ذلك الحي سوى صراخ هائل يتصاعد من نوافذ منزل منصور بك غالب.. صراخ انفصال الحياة من الحياة.. صراخ محبة البقاء في فضاء اللاشيء والعدم.. صراخ قوة الإنسان المحدودة أمام سكينة القوى غير المتناهية. صراخ سلمى الضعيفة المنطرحة تحت أقدام جبارين: الموت والحياة. عندما لاح الفجر ولدت سلمى ابناً، ولما سمعت إهلاله فتحت عينيها المغلقتين بالألم ونظرت حواليها فرأت الأوجه متهللة في جوانب تلك الغرفة.. ولما نظرت ثانية رأت الحياة والموت ما زالا يتصارعان بقرب مضجعها فعادت وأغمضت عينيها وصرخت لأول مرة “يا ولدي”. ولفت القابلة الطفل بالأقمطة ووضعته حذاء أمه، أما الطبيب فظل ينظر بعينين حزينتين نحو سلمى ويهز رأسه صامتاً بين الدقيقة والأخرى. وأيقظت نغمة الفرح بعض الجيران فجاؤوا بملابس النوم ليهنئوا الوالد بولده، أما الطبيب فبقي ينظر بعينين كئيبتين نحو الوالدة وطفلها. وأسرع الخدم نحو منصور بك ليبشروه بقدوم وريثه ويملؤوا أيديهم من عطاياه أما الطبيب فلبث واقفاً ينظر بعينين يائستين إلى سلمى وابنها. ولما طلعت الشمس قربت سلمى ولدها من ثديها ففتح عينيه لأول مرة ونظر في عينها ثم اختلج وأغمضها لآخر مرة. فدنا الطبيب وأخذه من بين ذراعيها وانسكبت على وجنتيه دمعتان كبيرتان ثم همس في سره قائلاً “هو زائر راحل؟” مات الطفل وسكان الحي يفرحون مع الوالد في القاعة الكبرى ويشربون نخبه ليعيش طويلاً، وسلمى المسكينة تحدق بالطبيب وتصرخ قائلة “أعطني ولدي لأضمه” ثم تحدق ثانية فترى الموت والحياة يتصارعان بجانب سريرها. مات الطفل ورنة الكؤوس تنمو بين أيدي الفرحين بمجيئه. ولد مع الفجر ومات عند طلوع الشمس… ولد مع الفجر ومات عند طلوع الشمس، فأي بشري يستطيع أن يقيس الزمن ليخبرنا ماذا كانت الساعة التي تمر بين مجيء الفجر وطلوع الشمس. هي أقصر من الدهر الذي يمر بين ظهور الأمم وتواريها. ولد كالفكر ومات كالتنهدة واختفى كالظل فأذاق سلمى كرامة طعم الأمومة ولكنه لم يبق ليسعدها ويزيل يد الموت عن قلبها.. حياة قصيرة ابتدأت بنهاية الليل وانقضت بابتداء النهار فكانت مثل قطرة الندى التي تسكبها أجفان الظلام ثم تجفهها ملامس النور. كلمة لفظتها النواميس الأزلية ثم ندمت عليها وأعادتها إلى سكينة الأبدية. لؤلؤة قذفها المد إلى الشاطئ ثم جرفها الجزر إلى الأعماق. زنبقة ما انبثقت من كمام الحياة حتى انسحقت تحت أقدام الموت. ضيف عزيز ترقبت سلمى قدومه ولكنه ما حل حتى ارتحل وما فتح مصراعي الباب حتى اختفى. جنين ما صار طفلاً حتى صار تراباً: وهذه حياة الإنسان بل حياة الشعوب، بل حياة الشموس والأقمار والكواكب.. وحولت سلمى عينيها نحو الطبيب وتنهدت بشوق جارح ثم صرخت قائلة “أعطني ابني لأضمه بذراعي… أعطني ولدي لأرضعه..” فنكس الطبيب رأسه وقال والغصات تخرسه “قد مات طفلك يا سيدتي فتجلدي وتصبري لكي تعيشي بعده”. فصرخت سلمى بصوت هائل ثم سكتت هنيهة، ثم ابتسمت ابتسامة فرح ومسرة، ثم تهلل وجهها وكأنها عرفت شيئاً لم تكن تعرفه وقالت بهدوء “أعطني جثة ولدي، قربه مني ميتاً”. فحمل الطبيب الطفل الميت ووضعه بين ذراعيها فضمته إلى صدرها وحولت وجهها نحو الحائط وقالت تخاطبه “ قد جئت لتأخذني يا ولدي، قد جئت لتدلني على الطريق المؤدية إلى الساحل، ها أنذا يا ولدي فسر أمامي لنذهب من هذا الكهف المظلم”. وبعد دقيقة دخلت أشعة الشمس من بين ستائر النافذة وانسكبت على جسدين هامدين منطرحين على مضجع تخفره هيبة الأمومة وتظلله أجنحة الموت. فخرج الطبيب باكياً من تلك الغرفة، ولما بلغ القاعة الكبرى تبدلت تهاليل المهنئين بالصراخ والعويل، أما منصور بك غالب فلم يصرخ ولم يتنهد ولم يذرف دمعة ولم يفه بكلمة بل لبث جامداً منتصباً كالصنم قابضاً بيمينه على كأس الشراب. وفي اليوم التالي كفنت سلمى بأثواب عرسها البيضاء ووضعت في تابوت موشى بالمخمل الناصع، أما طفلها فكانت أقمطة أكفانه وتابوته ذراعي أمه وقبره صدرها الهادئ. حملوا الجثتين في نعش واحد مشوا ببطء متلف يشابه طرقات القلوب في صدور المنازعين فسار المشيعون وسرت بينهم وهم لا يعرفونني ولا يدرون ما بي. بلغوا المقبرة فانتصب المطران بولس غالب يرتل ويعزم ووقف الكهان حوله ينغمون ويسبحون. ولما أنزلوا التابوت إلى أعماق الحفرة همس أحد الواقفين: قائلاً: هذه أول مرة رأيت فيها جسدين يضمهما تابوت واحد”. وقال آخر: “تأملوا بوجه منصور بك فهو ينظر إلى الفضاء بعينين زجاجيتين كأنه لم يفقد زوجته وطفله في يوم واحد”.
وظل الكهان يرتلون ويسبحون حتى فرغ حفار القبور من ردم الحفرة فأخذ المشيعون إذ ذاك يقتربون واحداً واحداً من المطران وابن أخيه يصبرونهما ويواسونهما بمستعذبات الكلام. أما أنا فبقيت واقفاً منفرداً وحدي وليس من يعزيني على مصيبتي كأن سلمى وطفلها لم يكونا أقرب الناس إليّ. عاد المشيعون وبقي حفار القبور منتصباً بجانب القبر الجديد وفي يده رفشه ومحفره، فدنوت منه وسألته قائلاً: “أتذكر أين قبر فارس كرامة؟ فنظر إلي طويلاً ثم أشار نحو قبر “سلمى” وقال: “في هذه الحفرة قد مددت ابنته على صدره، وعلى صدر ابنته مددت طفلها وفوق الجميع قد وضعت التراب بهذا الرفش”.
فأجبته: “وفي هذه الحفرة أيضاً قد دفنت قلبي أيها الرجل… فما أقوى ساعديك”. ولما توارى حفار القبور وراء أشجار السرو… خانني الصبر والتجلد فارتميت على قبر “سلمى” أبكيها…
| |
|
| |
هديل ديب
الجنس : المشاركات : 18 العـمر : 31 الإقامة : Lebanon العـمل : Study المزاج : Nice السٌّمعَة : 1 التسجيل : 14/06/2015 وسام العطاء
| موضوع: حظيت بملء العين حسنا وروعة السبت يونيو 20, 2015 11:08 am | |
| حظيت بملء العين حسنا وروعة -- عروس كبعض الحور جاد بها الخلد يود بهاء الصبح لو أنه لها -- محيا وغر الزهر لو أنها عقد فإن خطرت في الرائعات من الحلى -- تمنت حلاها الروض والأغصن الملد كفاها تجاريب الحداثة رشدها -- وقد جاز ريعان الصبا قبلها الرشد ولو لم يكن مهرا لها غير عقلها -- لكان الغنى لا المال يقنى ولا النقد غنى لا يحل الزهد فيه لفاضل -- حصيف إذا في غيره حسن الزهد ليهنئكما هذا القران فإنه -- سرور بما نلقى وبشرى بما بعد ففي يومه رقت وراقت سماؤه -- لمن يجتلى وانزاحت السحب الربد وفي غده سلم تقر به النهى -- وحلم تصافر عنده الأنفس اللد هناك تجد الأرض حلي رياضها -- ويثنى إلى أوقاته البرق والرعد فلا حشد إلا ما تلاقى أحبة -- ولا شجو إلا ما شجا طائر يشدو | |
|
| |
Enas RMossa
الجنس : المشاركات : 723 العـمر : 35 الإقامة : سوريا ـ سويد العـمل : نعم المزاج : جيد السٌّمعَة : 1 التسجيل : 18/09/2012
| موضوع: عروس شعر تنجلي الأربعاء يوليو 15, 2015 5:39 pm | |
| عروس شعر تنجلي بين الحلى والحلل ما أبهج الزهر على جبينها المكلل يا حسنها تخطر في هفهافها المذيل كأنما الحور نسجن غزله من غزل شبهتها بملك من الجنان مرسل في غيهب أبيض لماع بها منزل أما ترى في ناظريها لمحة لم تزل من زرقة السماء في اليوم البشوش المقبل عذراء ملء العين في شبابها المقتبل تحدث الغصون عن قوامها المعتدل تهفو القلوب مائلات نحوها إن تمل من نبعة أكرم بها منتسبا وأنبل بنت أب هو الإباء ماثلا في رجل منزه الشيمة عن عيب وعن تبذل له من الإكرم والإعزاز أسنى منزل مناح أقصى العذر مناع لأدنى العذل وماله بخطة شائنة من قبل هو ابن عبد الله ذي القدر الرفيع المعتلي أمسى عماد جيليه بالطول والتطول وخير أم عرفت بالخلق المكمل من خير عنصر بأسباب العلى متصل هذا وما تشاء من محمدة بعد قل في غادة آدابها من الطراز الأول حديثها في الأنفس العطشى كماء الجدول ضميرها أنقى ضمير خالص من دخل زاهية زاهرة باهرة للمجتلي كالكوكب الدري للأبصار يبدو من عل أوج العنان برجه ونوره في المقل أم العروس ولها شغل وأي شغل بكل أمر صالح للحال والمستقبل أوتيت سعدا يا عروس فالبسيه وارفلي وليحيا سامي ناعما بحظه المكتمل سليل فتح الله وجه الوجهاء الأمثل السيد العالي الجناب السند المبجل إن ابنه لسره في الفضل والتفضل فتى عزيز النفس حر الفعل عف المقول قد يسر الله له فوزا بأقصى الأمل دام ودامت عرسه في فرح وجذل ولا تفتني ههنا تهنئة في عجل تنوب عن تهنئة سالفة لم تقل أعددتها منظومة من جوهر مفصل لإملي وزوجها هدية من قبلي نعم التفى بنفسه والعنصر المسلسل يعد في الأفراد إن عد رجال العمل ونعمت الهيفاء ما في ميلها من ميل لها ابتسامات الصباح وشجون البلبل فأنا أدعو بفؤاد المخلص المبتهل بسعد يوحنا الحبيب وهناء إملي ولاكمتمال الشمل شمل الأسرة الممثل في صورة اشبه ما كانت بهم في محفل أذكر من في ذكره مسرة لكم ولي ماذا يفي الثناء من حق الصديق المفضل اسكندر الشهم الأبي العادل المعتدل الصادق السالم في أخلاقه من علل وزوجه ذات الحلي الكاسفات للحلي لطف وظرف في جمال في عفاف أجمل وفطنة شبه سنى في درة مشتعل يا آل خوري إن مطرانا لكم أوفى ولي خليلكم فيما مضى خليلكم فيما يلي باق على العهد مدى الدهر بلا تحول عيشوا أصولا وفروعا في الصفاء الأجزل بحسب مؤثل ونسب مؤصل | |
|
| |
| ما اجمل ماكتبه جبران | |
|