مقال رائع جدأ قراته في موقع عرب تايمز واحببت ان انقله لكم وخاصة الى محبين جبران -
- مقالة ألقاها د. حسيب شحادة في شهر نيسان 2011 في مركز كَيْسا للثقافة في هلسنكي.
كلمة في الذكرى الثمانين لرحيل جبران خليل جبران، فخر الأرز والوادي المقدّس
وُلد جبران خليل جبران (بن ميخائيل بن سعد من أحفاد يوسف جبران الماروني البشعلاني الكاثوليكي) الشاعر الفيلسوف والرسّام الأديب في قرية بْشَرِّي الجبلية في شمالي لبنان وهاجر مع والدته، كاملة ابنة الخوري اسطفان رحمة، وإخوته إلى بوسطن التي عرفت آنذاك بأثينا الأمريكية سنة ١٨٩٥.
كان جبران أصغرَ أختيه، مريانا وسلطانة، سنّا وكان له أخ من أمّه يُدعى بطرس ويكبُره بستّ سنوات. تشبّع الفتى جبران بجو شرقي حميم ملؤه الحب والدفء والحنين إلى الوطن. لم ينخرط جبران في أية دراسة منظّمة في المدرسة في صغره بل تلقّى دروساً في تعلّم أُسس الكتاب المقدّس واللغتين العربية والسريانية. دأب جبران على الكتابة بالعربية ثم النقل للإنجليزية إلا أن صديقته الحميمة هاسكل (أحبّ في حياته ١٢ امرأة) شجعته للتحول إلى الكتابة بالإنجليزية مباشرة. أسلوبه سهل، لا فكاهة ولا سخرية فيه وقد التقت في نثره تيارات الصوفية والإبداعية والرمزية. خاطب المغترب العربي عامّة والسوري-اللبناني خاصة معبرا عن معاداته للسلطة كل سلطة كسلطة الوالد والغني ورجل الدين.
تُرجم نتاج جبران، ١٦ مؤَّلفا، إلى سبعين لغة وهناك نصوص جديدة له نُشرت مؤخرا تحت عُنوان “إقلب الصفحة يا فتى”. أثّرت حياة جبران تأثيرا عميقا على كتاباته وتندرج أفكاره في محورين: شرائع المجتمع وسموّ الأم من جهة والقرية والمدينة من الناحية الأخرى. إنه من روّاد الأدب العربي الحديث.
تركت والدة جبران آثارا عميقة في شخصيته المثالية الطموحة والثائرة، دائمة الشك والقلق. اتّسمت طبيعته بالانعزال والحزن، بالحساسية والاستقلالية واللذة في العمل، بعدم التسامح مع النقد ومع الظلم والإكثار من التدخين. بلورة مستقبله لعبت السيدات جوزفين پيبودي (Josephine Peabody) وماري هاسكل (Mary Haskell) ومي زيادة دورا محوريا في بلورة مستقبل جبران فنيّا وروحيا وأدبيا. عندما كان جبران ابنَ خمسَ عشرةَ سنة ًعاد إلى بلاد الأرز لتعلّم العربية وآدابها، وقد تصادم مع أبيه الراعي القاسي السكّير (كميلة رحمة كانت زوجته الثالثة) الذي لم يرغب في ميول ابنه الفنية الإبداعية.
قضى جبران المدة الواقعة ما بين ١٨٩٨-١٩٠٢ في معهد الحكمة في بيروت وتتلمذ على مشاهير الأساتذة مثل الخوري يوسف الحداد. في عام ١٩٠٤ فقد أمّه وشقيقته سلطانة وأخاه بطرس، أضف إلى ذلك شبّ حريق برسوماته التي كانت معروضةً في داي. أضف إلى ذلك خيبةَ جبران العاطفية إذ أنه لم يحظ بالزواج من تلك الفتاة اللبنانية التي أحبّها وأحبته بسبب التقاليد البالية. هذه المآسي والآلام التي وقعت عليه وقوع الصاعقة لم تُثبّطه عن الاستمرار في العطاء والإبداع. تعلم جبران الفنّ في باريس ما بين ١٩٠٨-١٩١٠ على يد رودان وتعرّف على الفنّانين والأدباء في الحيّ اللاتيني وزار مراكزَ فنية عديدة في أوروبا.
قالت عنه هاسكل "إنه يعيش في عالمين-سوريا وأمريكا ولا يشعر في كليهما أنه في بيته”. بعد عودته إلى أمريكا انتقل جبران إلى نيويورك عام ١٩١٢ حتى وفاته. ومن المعروف أنّ حبّاً بالمراسلة قد تبرعم عام ١٩١٤ بين جبران في نيويورك ومي زيادة في القاهرة واستمرّ حتى عام ١٩٣١. كان جبران من مؤسسي "الرابطة القلمية" عام ١٩٢٠ الذين دُعوا عمّالاً أمثال ميخائيل نُعيمة وإيليا أبو ماضي ونسيب عريضة.
ربما كان جبران أشهرَ كاتب عربي في العالم. أُقيم مُتحف جبران في بْشرّي في ١٢ آب ١٩٨٣ وكرسي لدراسة جبران. يُكتب اسمه في الغرب Gibran Kahlil Gibran أما اسمه الشخصي بالكسر فهو حسب اللهجة العربية اللبنانية وأما اسم أبيه فمغلوط وحرف الهاء يجب أن يتلو الكاف ليلفظا خاء أي (Khalil). يعتبر كتابه الفلسفي الصغير "النبي" الذي كُتب أصلا بالإنجليزية وصدر عام ١٩٢٣ أكثر أعماله رواجاً وأهمها فقد بيع منه حتى عام ١٩٨٣ وهو الذكرى المائة لولادة جبران حوالي سبعة ملايين نسخة، كما وتُرجم إلى عشرات اللغات. ملكة رومانيا أرسلت رسالة إعجاب وتقدير لجبران على نبيّه.
النبي عبارة عن مجموعة من الأقوال والحِكم حول الحبّ والعمل والزواج والموت الخ. أطلقها غريب في مدينة ما. إنّ نيّة جبران في الرجوع إلى لبنان عام ١٩٢٢ إثر شراء دير صغير مهجور خارج مار سركيس بالقرب من بشري مسقط رأسه لم تتحقق. ذلك الدير أصبح ضريح جبران حيث نُقل رفاته في ١٢ آب عام ١٩٣١. بين القومية والعالمية كان جبران في البداية خلالَ فترة الحرب العالمية الأولى قومياً ثم اتّخذ فيما بعد منهجا عالميا كما وشنّ حربا شعواءَ على رجال الدين والتقاليد المتخلفة مثل الزواج التجاري.
يُزاد إلى ذلك إعلاؤُه لشأن الحبّ وثورته ضد الجهل والظلم والعبودية والرياء. والحقّ يقال إن جبران أحبّ أبناء بَجْدته وما المقصود من لسعاته النقدية للوطن الأم سوريا إلا دليلا قاطعا ساطعا لما يرميه من تغيير وتبديل نحو الأفضل والأرقى. ففي اعتقاد جبران هناك عبوديات شتّى نحو العمياء والخرساء والصماء والعرجاء والشمطاء والرقطاء والعوجاء والحدباء والجرباء والسوداء. إلا أن أغرب العبوديات هي العمياء التي تجعل الانسان المعاصر بَدنا حديثا لروح قديمة وقبرا مكلّسا لعظام بالية نخرة. ما زال تراثُ جبران الأدبيُ والفنيُ محطَّ أنظار المهتمين والدارسين، ويبدو أن الآداب العربية لم تُنجب مثيلاً لجبران الذي يُعتبر وبحقّ الحدّ الفاصل بين التقليد والتجديد وأمير الشعر المنثور في العصر الحاضر. هذه العبقرية الخالدة كتبت بالإنجليزية والعربية وقرأها ويقرأها كل إنسان يتوق إلى الأدب الفلسفي والروحاني الرفيع وما أحوجَ عالَمنا التكنولوجي الحاضر إلى مثل هذا اللون الأدبي.
قيمة الإنسان، أي إنسان، وكرامته ينبغي أن تعلو قيمة وأولوية الذهب الأسود أو الأخضر. في كتاباته عالج جبران قضايا إنسانية عالمية مثل الحبّ والخير والشر، الدين والحق والعدل، الحياة والموت والروح، المادة والصداقة والجمال. لا يسع المتمعّنُ في آثار جبران العربية إلا أن يقف بين الفينة والأخرى مشدوها إزاء عذوبة لغته وسلاسة أسلوبه المتميّز بمثابة السهل الممتنع.
يتساءل المرء كيف تمكّن جبران من انتزاع هذه الملكة اللسانية الفذّة ولم يدرس لغةَ الضاد في صِغره في لبنان سوى ثماني أو تسع سنين. لا شكّ أن نهمَ القراءة والمطالعة المتواصلة بالإضافة إلى الموهبة والكتابة قد تضافرت لإنماء تلك البذرة الطيبة في روح جبران وعقله. تفاعلت عناصر النظرية والتطبيق والسلب والإيجاب باتّزان وبقوة فتمخّض عنها امتلاك ناصية اللغة العربية الأدبية على أفضل شكل ممكن. لا يشكّ القارىء مُرهَفُ الحسّ بأن هذا العملاق في كتابته وأسلوبه قد تضلّع من العربية التي غدت وكأنّها لغة أمِّه.
في هذا الصدد نقول إن جبران قدوةٌ لكل كاتب عربي مغترب ومستشرق أو أستاذ للغة العربية في الغرب. كفى بربكم التحدّث عن اللغة العربية وأدبها الرفيع شعراً ونثراً بلغة أخرى، إذ أن كل أستاذ يحترم نفسَه وحضارةَ الشعب التي يدرّسها أن يُحيط باللغة، مرآةِ الثقافة والحضارة، علما وعملا أي نظريا وتطبيقيا وإلا فهو في الواقع رجل فشٌّ وشتّان ما بين الثرى والثُّريّا وبين الورد والزهر والشوك والقُطرب. وكما قال جبران "أتظنّ أنك تستطيع معرفة طعم الخمرة بمجرّد النظر إلى خارج الجرّة". التجديد لا التقليد ولجبران أراءٌ لغوية قيلت قبل تسعة عقود تقريبا وما زالت ذات قيمة علمية بيّنة، منها أن اللغة شكلٌ من أشكال الابتكار فإذا ركدت أو هجعت قوّة الابتكار تعثرت اللغة وتوقّفت عن مسيرتها.
وحول الصراع المستمر ما بين العربية الفصحى وأخواتها العاميات قال جبران إن اللهجاتِ العاميةَ لن تُغلب ويجب ألا تُغلب فهي مصدر ثريّ من البيان والفصاحة والحيوية. وإحياء اللغة رسالة ملقاة على الشاعر الحقيقي المبدع لا الشويعر، وكتب جبران في هذه النقطة يقول "وإذا كان الشاعر أبا اللغة وأمَّها فالمقلّد ناسجُ كفنِها وحفّار قبرها". وفي مكان آخرَ في "دمعة وابتسامة" كتب "...لكن يعزّ عليّ أن أرى لغة الأرواح تتناقلها ألسنةُ الأغبياء".
الفكرة المحورية في فلسفة جبران اللغوية هي الابتكار ثم الابتكار لا الاجترار، التجديد لا التقليد. وحول الشرق والغرب قال جبران ما يلي عام ١٩٢٣ عندما سُئل عن مستقبل اللغة العربية ونهضة الشرق العربي: "... أما الشرقيون في الوقت الحاضر فيتناولون ما يطبُخه الغربيون ويبتلعونه ولكنه لا يتحوّل إلى كيانهم الشرقي بل يُحوِّلهم إلى شبه غربيين، وهي حالة أخشاها وأتبرّم منها لأنها تبين لي الشرقَ تارةً كعجوز فقد أضراسَه وطوراً كطفل بدون أضراس" "إن روح الغرب صديق وعدو لنا. صديق إذا تمكنّا منه وعدو إذا تمكن منّا؛ صديق إذا فتحنا له قلوبَنا وعدو إذا وهبناه قلوبنا؛ صديق إذا أخذنا منه ما يوافقنا وعدو إذا وضعنا نفوسنا في الحالة التي توافقه".
إن جميع كتابات جبران تدعو إلى التفكّر العميق، فإن كنت تخاف أن تفكّر فالأجدر بك ألا تقرأ جبران. من أقوال جبران لا بل من درره: ١. وُجد مسيحي واحد وقد مات مصلوبا ٢. السعادة تبتدىء في قُدس أقداس النفس ولا تأتي من الخارج ٣. المرء بما يُعطيه لقومه من فكرته أو عزيمته ٤. ما أنبل القلب الحزين الذي لا يمنعه حزنه على ان ينشد أغنية مع القلوب الفرحة ٥. الجود أن تعطي أكثر مما تستطيع، والإباء أن تاخذ أقلّ مما تحتاج إليه ٦. الحقّ يحتاج إلى رجلين: رجلٌ ينطق به ورجل يفهمه ٧. الصديق المزيّف كالظلّ يمشي ورائي عندما أكون في الشمس ويختفي عندما أكون في الظلام ٨. إذا كنتَ لا تفهم صديقك في جميع الظروف فأنت لا ولن تفهَمه ٩.
تقوم الأوطان على كاهل ثلاثة : فلاّح يغذيه، جندي يحميه ومعلم يربيه ١٠. الربيع جميل في كل مكان ولكنه أكثرُ من جميل في سوريا ١١. أحِنّ إلى بلادي لجمالها وأُحبّ سكّان بلادي لتعاستهم ١٢. لبنانُكم شيخ قابض على لحيته، قاطب ما بين عينيه ولا يفكّر إلا بذاته، أما لبناني ففتى ينتصب كالبرج ويبتسم كالصباح ويشعر بسواه شعوره بنفسه ١٣. المجنون هو من يجرؤ على قول الحقيقة ١٤. التدخين بالنسبة لي هو مُتعة وليس عادة مستبِدّة ١٥. الموسيقي حديث القلوب كالمصباح تطرد ظلمةَ النفس وتُنير القلب ١٦. مَن يردُ ينابيعَ الحياة بجرّة فارغة صُرف بجرّتين طافحتين ١٧. سَل ما شئتَ فقد جعل الله الحقيقة ذات أبواب يفتحها بوجه مَن يشاء ١٨. إذا أغمضتَ بصرك وفتحت بصيرتك رأيتَ بدايةَ الوجود ونهايتَه ١٩. أولادكم ليسوا أولاداً لكم، إنهم أبناء وبنات الحياة المشتاقة إلى نفسها ٢٠. إنْ كان بقائي يُوجب فناءَ سواي فالموت إذن ألذُّ لديّ وأحبُّ ٢١.
إن المرأةَ من الأمّة بمنزلة الشعاع من السراج ٢٢. إذا سُجنت الأفعى في القفص لا تنقلب حمامةً ٢٣. وإلامَ يتباعد الصليب عن الهلال أمامَ عين الله؟ ٢٤. والحبُّ في الروحِ لا في الجسم نعرفُه كالخمر للوَحْي لا للسُّكر تنعصِرُ ٢٥. إذا عاند القضاء أمّةً جعل حكماءَها تحت رحمة جُهّالها ٢٦. إنّ البلبل لا يحوك عُشّاً في القفص كيلا يورث العبوديةَ لفراخه ٢٧. ما أصغرَ جرّتي أمامَ فيض الحياة ٢٨. الحقيقة التي تحتاج إلى برهان هي نصف حقيقة ٢٩. أحبّ بلادي وللحبّ ألف عين ترى وألفُ أذن تسمع ٣٠ إنما الناسُ سُطورٌ كُتبت لكنْ بماء ٣١. قد أحببتُ الحرية أكثر من كلّ شيء لأنني وجدتها فتاة قد أضناها الانفراد وأنحلها الاعتزال ٣٢. إنما القصد من الوجود الطموح إلى ما وراء الوجود ٣٣. أنا شاعر أنظم ما تنثره الحياة وأنثر ما تنظمه، ولهذا أنا غريبٌ وسأبقى غريباً حتى تخطفَني المنايا وتحملني إلى وطني ٣٤.
إن الشعر الجميل يبقى شعراً جميلاً وإن كُتب بفحمة على حائط ٣٥. ألمُ الخصب أمرُّ من ألم العُقم ٣٦. أنا بريء ممن يتوهّم الثرثرة معرفة والصمت جهالة والتصنّع فنّاً ٣٧. المعاكسة أدنى مراتب الذكاء ٣٨. ما عاش يسوع مسكيناً خائفاً ولم يمت شاكياً متوجّعا بل عاش ثائراً وصلب متمردا ومات جبّاراً فجعل الحياة رمزا للحقّ والحرية ٣٩. الحياة امرأة عاهرة ولكنّها جميلة ومن يرَ عُهرها يكره جمالَها ٤٠. ومَن لم يكن صديقاً لنفسه كان عدوَّ الناس ٤١. والناس في شرعي ثلاثة: واحد يلعن الحياة وواحد يباركها وواحد يتأمّل فيها. فقد أحببت الأوّلَ لتعاسته والثاني لسماحته والثالث لمداركه ٤٢. الوحدة حليفة الكآبة كما أنها أليفة كل حركة روحية ٤٣. أما في الشرق فالانتقاد فن مجهول ٤٤. أحبّ الذين أُحرقوا ورُجموا وشُنقوا وقضوا بحدّ السيف من أجل فكرة امتلكت عقولَهم أو عاطفةٍ أشعلت قلوبهم ٤٥. إنّك لا تقوى على أسر فكرتي، لأنها حرّة كالنسيم السائر في فضاء لا حدَّ له ولا مدى ٤٦. إنّ المحافظةَ على حقوق الغير هي أشرف وأجمل مآتي الانسان ٤٧. دينكم رياء ودُنياكم ادّعاء وآخرتُكم هباء ٤٨. من الغباوة أن نستأصلَ الضرسَ إذا كان بإمكاننا تطبيبه ٤٩.
إنّ معرفة الذات هي أمّ كلِّ معرفة ٥٠. أنا أبكي على الشرقيين لأن الضحِكَ على الأمراض جهلٌ مركّب ٥١. ومن يغتسل بدموعه مرّةً يظلّ نقيّاً إلى نهاية الدهور ٥٢. ولكن أليستِ الوقاحةُ بخشونتها أفضلَ من الخيانة بنعومتها؟ ٥٣. صوت المرأة غير مسموع عند الشرقيين ٥٤. والبغلنة في اقتناع العربي المائت جوعاً بمضغه من أذناب الفجل بينما خبز الحياة يملأ السهول والأودية ٥٥ . الصديق الأمين بلسم الحياة، الحبّ زهرة والصداقة شجرتها ٥٦. ويل لامة تأكل ممّا لا تزرع و تلبس مما لا تصنع، ويل لأمة تستقبل حاكمها بالتطبيل و التزمير و تودعه بالفحيح و الزمير لتستقبل حاكما آخر بالتطبيل و التزمير، ويل لأمة كل قبيلة فيها أمّة ٥٧. أنتم تشربون الخمر لتسكروا، وأنا أشربها لأصحو من خمرة غيرها ٥٨. نحن الذين عشنا في جوف الثعبان العثماني خمسة قرون ولم نزل في قيد الحياة، تلك واللهِ آية أعظم من آية يونان النبي ٥٩. إنما الرجل العظيم ذلك الذي لا يسود ولا يُساد ٦٠. الفرد الراقي هو الطريق إلى المجتمع القومي المتحرّر ٦١. ومهما أُعجب برقيّ الغربيين ومعارفهم يبقَ الشرقُ موطناً لأحلامي ومسرحا لأمانيّ وآمالي. ٦٢. أنا حيٌّ مثلُكَ. أنا أقف الآن إلى جنبكَ.
أغمضْ عينيك وانظرْ، فتراني أمامَك ٦٣. الإنسان الأغنى ليس من يملك الأكثر، بل هو من يحتاج الأقلّ. ٦٤. الصمتُ إجابة بارعة لا يتقنها الكثيرون. ٦٥.الألفاظ هي الثياب التي ترتديها أفكارنا، فيجب ألا تظهر أفكارُنا في ثياب رثّة بالية. ٦٦. الضربات القوية تهشّم الزجاج لكنها تصقل الحديد. إن أجمل تكريم لذكرى جبران هو نشر أدبه وفنه بين الناس.
من قلم : د. حسيب شحادة