في زمن تسمية مدرسة إعدادية فيروزة بإعدادية الأخطل أي قبل 1970 . قررت المدرسة أن تقيم رحلة إلى المصايف السورية الجميلة وما أجمل الشاطىء السوري من طرطوس حتى حدود تركيا ...
أنطلقت الرحلة من فيروزة بإتجاه الساحل ومقصدها الأساسي كان غابات الفرنقلق في كسب ومن ثم العودة إلى طرطوس وأرغب بالكلام هنا فقط عن موقعين هما غابات الفرنقلق وجزيرة أرواد وليس عن كل الرحلة .
الأسماء التي كانت في الرحلة كثيرة ولكن يعذرني من كان بالرحلة سأذكر فقط من أتذكرهم لعلاقتهم بما حدث في الموقعين ....
وبعد طريق ومشوار طويل جدا وعدة أستراحات على الطريق وصل بنا باص الهوب هوب إلى غابات الفرنقلق بعد أن ذقنا الصبر عند اللفات الصعبة جدا في الطريق والتي حاول فيها السائق عدة مرات إلى الأمام والخلف حتى يخلص حاله الباص أولا لضيق الطريق وصعوبة اللفات في حينه ...المهم نزلنا وكانت سماكة ورق الأشجار تحت الشجر عالية وكان هناك مجرى نهري ضيق يغذيه نبع مائي وجسر خشبي قديم فوق المجرى وبعض المقاعد الخشبية القديمة ولكن كان المنظر رائع جدا وأرتفاع الأشجار شاهق ومنظر الغابة خلاب وكل شيء على مايرام وكان هناك أصوات لطيور في أعالي الشجر وبعض الحيوانات من فصيلة ربما السعادين أو القردة تتنقل مابين الأشجار ولكن منظرها غير واضح علينا حتى نتأكد ماهي....ولكن المهم كيف سيتم الحركة في هذه الغابة والصبايا لابسين كعب عالي والبعض شحاطة وبعض الأساتذة والطلاب لابسين بوط رياضة أو شحاط مناسب أوكندرة ...وخوفا من فقدان بعضنا بعضا في الغابة قررت الإدارة تقسيم الطلاب إلي مجموعتين الأولى بقيادة الأستاذ هادي درغلي والأخرى بقيادة الأستاذ موسى حنون وكان المدير الأستاذ عبد الكريم الحصري وهنا طلاب من الصف سابع ثامن وتاسع أما أنا فكنت طالب أبتدائي.بعض أسما الطلاب التي أذكرها : حسان المشمل، شعلان سمعان ، يعقوب عبدالنور ، جورج المليح ،موسى العسكر، ريمون حنون، سليمان المشمل ... وكثيرون من أصداقائهم وذكر الأسماء هو فقط تذكيرا بأي جيل كانت الرحلة ، ومن الصف السابع والثامن كان سهيل نكود مجحم نكود وأديب الحصري ..ومجموعة كبيرة من أصداقائهم .ومن الصبايا ريموند حنون سهام البلاط ريام حنون ومجموعة أخرى الصبايا .... عند تنقلنا بالغابة وبك مهارة كان الأستاذ هادي درغلي بشحاطه أبو أصبع أكثر واحد فينا متوازن بالحركات كي لاينزلق على الورق الكثيف
وكنت أنا في مجموعته فطلب منا أن نتحرك والأيادي ماسكة ببعضها البعض كي لانضيع أو ننزلق وننطمر بين الأوراق ... وتحرك الفريق الثاني بقيادهء الأستاذ موسى حنون وبقية الطلاب باتجاه أخر ...ومع تعمقنا قليلا بالغابة كل من الفريقين فقد الاتصال بالأخر وكل منهما فقد أتجاهه لأكثر من ساعة ولا أحد من الفريقين يرى الأخر وبدأ الصراخ والمناداة وبعضهم أخذ بالبكاء وبعضهم أفلت يده من يد صيقه في المجموعة وبدأ الشقلبة على الأوراق الكثيفة وماعاد غير الله يعرف وين صار
وتجاوز الوقت لأكثر من ساعتين حتى تم لم شمل الطلاب والفريقين معنا ..حيث كان أحد الطلاب في الفريق الأخر قد صادف شخص في الغابة لانعرف عنه أي شيء ذو شعر طويل وكثيف وذقن طويلة وأكثر من نصف جسمه عاري ..من أين جاء وأين يسكن وماذا يأكل لا أحد يعرف عنه شىء وكلامه غير مفهوم وحتى عندما حاولوا أن يعطوه بيضة مسلوقة فأكلها بقشرها لقمة واحدة والله أعلم كيف كان تعجب الطلاب والصبايا منه . المهم بعد رعبة طويلة حوال الكثير تناول الطعام في الغابات ولكن بدون نفس كما يقال بالعاميه. والبعض كان يضحك تارة والبعض كان يفكر كيف سيكون الموقف لو لم نجد بعضا البعض في الغابة.
المهم قررت الإدارة التوجه بنا إلى طرطوس لزيارة جزيرة أرواد . وهكذا كان أنطلق الباص فينا ثم وصلنا إلى اللاذقية وأخيرا طرطوس وتجمعنا لنركب المراكب للوصول إلى جزيرة أرواد وكل منا يتصور كيف كان منظر المراكب قبل حوالي 35 سنة وماهي جاهزيتها ودرجة الأمان فيها ...على أما أذكر ركبنا ثلاثة مراكب وكان على إحداها سليمان وحسان المشمل وموسى العسكر.....بالإضافة للأخرين مع الأستاذ موسى حنون ...وأنطلقت المراكب الثلاث بإتجاه جزيرة أرواد وهاهي أقل من خمس دقائق لنشاهد أن مركب الذي عليه الأستاذ موسى حنون والطلاب قد بدأ يطلب النجدة لتوقف المحرك عن العمل وبدأ الموج يلعب بالمركب كما يشاء والصراخ بدأ يعلو من بعض الصبايا والطلاب فشاهدنا الموقف من المركب الذي نحن عليه وطلب الأستاذ هادي درغلي من سائق المركب بمحاولة نجدة المركب الأخر لأننا من نفس الرحلة وعندما أقترب مركبنا من المركب الأخر لنجدته سسمعنا أصوات الصراخ حتما على المركب كان هناك صبايا وسمعنا صوت كل واحد يقول للثاني وصايتك إن صابنا شيء وأنت وصلت سليم خبر أهلي ... ولما مد مركبنا الحبل ليجر المركب إلى شاطىء الجزيرة بدأ الفرح واضح على وجوه الجميع ...وهاهي لحظا أقل من ربع ساعة ليتوقف محرك مركبنا أيضا وبدأ الصراخ من جديد على المركبين وبعضهم رغب أن يلقي بنفسه بالبحر ليكمل سباحة خوفا من الأعظم ..ولكن لانعرف كيف عاد وعمل محرك مركبنا من جديد ووصلنا جميعا إلى شاطئ الجزيرة ....والمهم تجولنا في الجزيرة ووصلنا إلى القلعة وشاهدنا المعتقل في القلعة وكيف كان الفرنسيون يعذبون السجناء هناك ...فقال الكثير منا والله السجن بالقلعة أهون من رعبة المركب بالبحر
حتما الكلام كان مزاح حتى يتم خلق جو من المرح يشجع الطلاب لركوب المركب من جديد والعودة بسلام إلى شاطئ طرطوس ...وفعلا عندنا بالسلامة ومن ثم إلى فيروزة
ولكن صدى هذا الرحلة بقي الشغل الشاغل لكلام الطلاب طوال العام ومنهم بقي يتذكرها لسنوات أما أنا فلا أنساها أبدأ .
تحياتي
_________________