من الذاكرة 8 "نبتة وصورة " وذكريات

مابين عامي 1983 ـ 1984 أديت خدمة العلم في الشمال اللبناني أو ما كان يسمى القطاع الشمالي ويمتد من جسر
المدفون في كفرعبيدة في البترون جنوبا إلى شمال مدينة طرابلس وفي العمق إلى جرورد البترون وزغرتا وجرود مدينة طرابس ...
في تلك الفترة تنقلت بين عدة قرى ومدن بحسب المهام التي كانت توكل إلي ..أنا كنت الضابط المسيحي الوحيد في
الكتيبة التي كانت أخدم فيها وهذا وضع على عاتقي مهما إضافية عدية جدا وخاصة أننا كنا في مهام أمنية في
مناطق كانت تقرع فيها الأجراس كل صباح يوم أحد ، من البترون وبقسميا إلى الكورة وأميون وكذلك في شكا
والمناطق التابعة لها ..
تعرفت في تلك الفترة على معظم الكنهة في تلك المناطق وزرت وصليت في أغلب الكنائس والأديرة ، وقابلت الكثير
من السياسين في تلك المناطق وكذلك زرت العديد من الأدباء والشعراء ومنهم الشاعر عبدالله ابراهيم أبي عبدالله من سكان
بلدة جران حيث أهداني ديوانه الشعري "سُمَّره " كما قابلت هناك الياس بيك صقر وهو كان وكيل التفتيش في وزارة الداخلية
في دمشق وبعد تقاعده سكن في قرية بتعبورة وقدم لي إحدى مؤلفاته " المسلم مسيحي والمسيحي المسلم"
ويستشهد فيه بأقوال لبعض المطارنة وكذلك لكبار الشيوخ ..كذلك زرت وصليت عدة مرات في دير الكفتون للراهبات
وكنت في كل مرة أزور الدير أقدم لهم بعض المساعدات وكانوا دوما يطلبوا مساعدتي في ظروف أمنية كانت صعبة جدا .
وتعرفت على الكثيرين من قادة الأحزاب في تلك المناطق وخاصة قيادة الحزب الشيوعي والحزب القومي الأجتماعي
في الكورة ..وقابلت عدة نواب في البرلمان اللبناني ومنهم م فارس.. وأ. سابا ,بالأضافة لبعض الشخصيات الدينيةفي
دير البلمند وكذلك بعض المدرسين في قرية كفرحاتا من جرود مدينة شكا ..ومنهم أحد الأصدقاء متزوج من مدينة حمص
وأخو زوجته متزوج مع فتاة من قريتنا فيروزة ..في تلك الفترة أيضا أفتح مهرجان للشباب في بلدة كفيفان بحضور بعض
الفنانين اللبنانين التي أسماءهم الأن كبيرة في عالم الفن . وكذلك كنت ضيف شرف على فرقة الزجل بقيادة الشاعر
الكبير جريس البستاني في حفلة أقاموها أيضا في بلدة كفيفان ولازال لدي شريط الفيديو لتلك الحفلة ..
ذكرت ذلك ليس لأرفع من شأني وإنما تقديرا لتواضعي لأن المثل يقول "يارايح كثر ملايح" بمعنى أنا خدمة العسكرية
مدة محدودة فلاداعي لأن يترك الفرد صورة بشعة عن ذاته بعد رحيله ..الكثير من تعرفت عليهم في تلك المناطق
لازالت لدي أتصالات معهم كأخوة في الحياة المدنية ..وبعضهم هاجر إلى أمريكا والأخر إلى كندا ومنهم في أوروبا
وقسم مازال يعيش في لبنان ..وطبعا البعض فقدت الأتصال معه لأسباب عديدة.
منذ فترة وليست بالبعيدة وصلتني رسالة من أخو شهيد هناك من الحزب القومي السوري أستشهد في الفترة
التي كنت فيها هناك يطلب مني الحضور لإقامة إلي هناك لأنهم سيقيموا له حفل تأبيني بمناسبة مرور 25 عاما
على أستشهاده وذلك بعد عودة أخوه الكبير من أمريكا ليستقر في لبنان . وكذلك تلقيت عدة دعوات لحضور وضع
حجر الأساس لكنيسة مار سابا في إحدى البلدات التي خدمت فيها ..في طيلة الفترة التي خدمت فيها في لبنان
كنت أسمع من الأهالي عن بعض التصرفات الغير لائقة من بعض زملاء لنا وللأسف أقول زملاء ..بعد أنتهاء الخدمة
ذهبت لتوديع عائلتين في ذلك القطاع قبل أن أرجع إلى سوريا ، العائلة الأولى في بلدة بقسميا وبيتهم بالقرب
من كنيسة مارس سمعان العامودي شفيع بقسميا وأهدوني نبتة صغيرة لايتجاوز طولها 15 سم . والعائلة الثانية
هي بيت كاهن في بلدة كفرحاتا وأهدوني نبتة الغاردينا ..فقط تلك النبتتين هما ما أخذته معي من لبنان إلى سوريا
، أما النبتة الأولى فقد زرعتها عنا في الدار وكبرت وأصبح طولها أكثر من متر وعندما علم أحد بياعين الورود عن
وجدودها طلبوا شرائها ، فقالوا له أهلي بأن صاحبها مسافر غير موجود وهي غالية جدا عليه . أما نبته الغاردينا
بالطبع جفت ولكن لازالت بعض الأزرار الجافة محفوظة منها في أحد الكتب.
وبما أن الموضوع هو صورة وذكريات ، فقد كنت أبحث من فترة عن صور لبعض الكنائس والأديرة عند كتابتي لموضوع
كنائس وأديرة في لبنان ، فشاهدت على النت صورة لكنيسية مار سمعان العامودي في بلدة بقسميا . وعندما
دخلت عالموقع الذي فيه الصورة شاهدت أنا هناك فتاة مشتركة في الموقع من بلدة بقسميا ..وطبعا في حسابها
الشخصي لايوجد أي معلومات عن كيفية الأتصال بها ، أشتركت في الموقع وكتبت لها ..في البدء قالت ومن تكون حضرتك
، فقلت لها أحد الضباط السوريين الذين خدموا في بقسميا .. طبعا وبدون أن أشاهدها تصورت أنها أرتجفت وتوقعت
أنها لن ترد عليي ..ومضت عدة أيام ولم ترد، فكتبت لها ثانية وقلت لها إذا ذهبتي إلى الكنيسة أشعلي لي هناك شمعة
لأني كنت قد صليت في تلك الكنيسية منذ أكثر من 25 سنة ، فردت وقالت إذا أنت مسيحي ..
كتبت لها وقلت لها إذا أنتي فعلا من بقسميا فأرجوا أن توصلي سلامي إلى شخص بيته في المكان الفلاني بالقرب
من الكنيسية أسمه " ج . جرجس" وفي المنزل عنده صالون كبير والشابيبك تطل على الكنيسة وفي حديقة المنزل
يوجد شجرة كبيرة هي الأرزة الإيطالية ،بعد عدة أيام ردت وكتبت لي وصل سلامك ولكن الذي تتكلم عنه هو يكون والدي
وأنا أبنته.. وعندما أبلغته قال لي أنتي لم تكوني مولودة بعد ,عندما كان الملازم يخدم عندنا في البلدة فهو كان يخجل
أن يشرب فنجان القهوة في بيتنا لأنه كان يعتبر ذلك هو تكلفة مادية لأهل البيت وهو كان يذهب للصلاة في كل
يوم أحد وساعد أهل البلدة كثيرا في فترة وجوده هنا... من ذلك البيت المسيحي الكريم في بقسميا أعطوني تلك النبتة
الصغيرة في ذلك الوقت كبرت النبتة ، وكانت الفتاة التي كتبت لها غير مولودة بعد ولكنها ولدت بعد رحيلي من لبنان
وكبرت كما كبرت تلك النبتة الصغيرة وصادفت الصدفة عن طريق صورة كنيسة مار سمعان العامودي لكنيسة بقسميا أن
تشترك معنا في هذا الموقع ابنة ذلك الرجل الكريم المؤمن والذي قابلته في عام 1984 في أصعب فترات الحرب في لبنان
أهلا بأخواتنا بالرب يسوع المسيح من لبنان الذين سجلوا مؤخرا .
.....

من الذاكرة 8 "نبتة وصورة " وذكريات Smrh

_________________
من الذاكرة 8 "نبتة وصورة " وذكريات 2-1410

شكرا جزيلا على هذا الترحيب ...
أنا لم أراك ولكن سمعت عنك وقرأت كتاباتك
يسعدني أنا أكون معكم صديقة وأخت بالرب يسوع المخلص
وبشفاعة القديس سمعان العمودي أرحمنا يارب
vthank

شكرا لهذا الإطراء وقد تكلم لي كثيرا خالي عنك .وجورج خوري في بلجيكا يهديك الف سلام
أجمل أرض وأطهر أرض هي تلك الربوع في كفيفان منطقة الطوباوي أسطفان نعمة

كفيفان دير كفيفان حيث خدم الطوباوي أسطفان نعمة
من الذاكرة 8 "نبتة وصورة " وذكريات B30b12827846531

من الذاكرة 8 "نبتة وصورة " وذكريات B30b12827846531

شكرا استاذ عامر ، وقال الرب طوبى للانقياء القلب لأنهم يعاينون الله.
من لايعرفك يجهلك ولكن في بقسميا كلهم يعرفوك ويذكرونك دوما بالخير .
بشفاعة القديس سمعان العمودي الرب رحمنا في بقسميا

vthank

» همسة وصورة
» فيروزيات أغاني وكلمات وذكريات وصور
» من الذاكرة 7.. "الله يرحمو "
» من الذاكرة 1
» من الذاكرة (2)