الذكرى يمكن أن تضحك عالوجه ولكن تبكي في القلب ...
رأيت في الفيس بوك هذه الصورة فتذكرت جيل جميل جدا مر في تاريخ فيروزة جمعتهم مقاعد الدراسة عدة سنوات وتفرقوا فيما بعد في عدة بلدان وتجمعهم أحيانا بعض الكتابات والمعاتبات المرحة ..ففي عام 1984 دخلت شعبتهم الدراسية وكانوا من الخيرين دراسيا ..وحتى نعطيهم حقهم من الأسماء التي بقيت في الذاكرة أمل البلاط ، مارلين توما ، ماهر البلاط ، فاتح عبدالنور ، فارس الميدع ، سركيس عبد الحي .....والبعض من سكرة كالدكتور صطوف عودة ..وبعضهم من الفحيلة ابراهيم بركات ...وعمار بركات ....وللأسف لم أتابع التواصل مع الجميع ولم أعلم ماتوصل إليه الجميع دراسيا ..ولكن في أخر زيارة لي على سوريا شربنا فنجان قهوة مع الدكتور صطوف عودة ..
ولكن لازالت الكثير من الإتصالات مع البعض منهم ونتناقش أحيانا في أمور عامة تتعلق في نواحي الحياة ...والذكرى التي سأكتبها هي من المفارقات التي حدثت معي ...بعد أن أصبحت مع طلاب الصف كأسرة واحدة ..قررنا أن نذهب برحلة أستجمامية مع من يرغب إلى المصايف السورية في منطقة الكفرون ..وقتها أنا تبرعت بأجرة الميكرو والطلاب كانوا كرماء في كل شيء وكان الأكل جماعي من الجميع وكأنهم أخوة في عائلة واحدة ..وحقا في ذلك اليوم شعرنا جميعا بأن المحبة الفيروزية موجودة في كل لقمة طعام أكلناها معا وكانت المرة الأولى التي يمكن أن يكون ذلك التجانس بين عدة شباب وصبايا من صف واحد ولكن من عائلات فيروزية مختلفة ولكن تربطهم صفة المحبة ..وتربطني صداقة قوية مع مع جميع العائلات ...
الرحلة كانت كأي رحلة أصدقاء مع بعض وبنفس الوقت تعرفنا أكثر على أفكار وطموحات الطلاب والطالبات وحتى البعض منهم كان لديه أستفسارات خاصة حول عدة أمور في هذه الحياة وكانت الأحاديث عامة والفرحة كانت على وجوه الجميع والتجانس الذي كان فيما بينهم كان جميل جدا بالرغم من أن كلكم تعلمون أن عند التنافس على الدرجة الأولى في الصف كانت تخلق نوع من الحساسية بين الطلاب إلا أن الأوائل في تلك الرحلة كانوا في وضع محبة للغاية ..
..وبعد قضاء ذلك اليوم والعودة إلى القرية العزيزة على قلوب الجميع ...وعلى ما أظن أن كل أهالي الطلاب الذين كانو معنا فرحوا لما سمعوه عن ذلك اليوم النشاطي لمجموعة أصدقاء من صف واحد وأنا الوحيد من كان معهم ..
وحسب مايقال بالأمثال يافرحة ماتمت ..وهاهي أيام معدودة وبدأت الإشاعات والكلام الذي لايسىء إلا لمن تكلم ..ومنهم من قال كيف يدفع مدرس أجرة ميكرو الرحلة اذا لم يكن هناك غاية في نفس يقعوب ..هناك من حول الرحلة إلي موضوع ديني كبعض الآباء الروحيين وبعضهم إلى موضوع سياسي والبعض إلي موضوع تربوي والبعض تكلم عن الهدف القومي للوحدة العربية من خلال رحلة يوم واحد ولمبلغ مادي بسيط وهو أجرة ميكرو ..ودخلنا في س و ج ولم نتنتهي من موضوع الرحلة إلا بعد وجع رأس كبير ..وبالرغم من ذلك من في رأسه وعي إنساني أو القليل من التفكير ممن تكلموا عن تلك الرحلة الرحلة لرحلوا من فيروزة لأن فيروزة الطيبة لايستحق أن يعيش فيها أناس تنافق وتتكلم بحوالي 100 لسان ...
أنتهى العام الدراسي وتوجهت أنا إلى مدينة حمص للتدريس هناك كانت روعة الإخلاص في العمل والإبداع ..ولم يمر شهر أو شهرين على بداية العام الدراسي كان جيل الرحلة قد بدأ البكالوريا ..
وكان الجميع بحاجة إلى تشجيع وليس أكثر من كلمة نقولها جيد للطالب كانت تعطي دفع معنوي لكي ينتظر تشجتع آخر مع كلمة جيد جدا ...وكنا نلتقي معظمهم ولو بشربة فنجان قهوة ...
ثم تجمعنا معنا بدورة بسيطة وتشجيعة تعطي دفع معنوي للطلاب والأجابة عن بعض الاستفسارات وفعلا نفذنا ذلك بعد طلب أكثر من ولي أمر للطلاب ...وأنتهت تلك السنة على خير والجميع تقريبا كان سعيد بنتائجه ..وبعدها تقريبا بقيت أتصالات عادية من فترة لفترة مع البعض لأن الكل ألتزم بجامعته ..وفي الفرص أحيانا كانوا يذكروني بزيارة ..
إذا إذا خلاصة الذكرى كانت أنني دفعت من جيبي أجرة الميكرو للرحلة وأشبعوني إشعات لمبلغ مالي بسيط ..
بعد حوالي 8 سنوات من قصة الرحلة كنت أيام الصيفية أقضيها في الدورات الصيفية في مدارس حمص من الثامنة صباحا إلى الثامنة مساء ..وفي أحد الأيام جاء أحدهم وأقترح علي بأن أساعد الطلاب في الثانوية بإقامة دورة صيفية في فيروزة..وبعد دراسة الفكرة أضطررت أن أتخلى عن إحدى الدوارت في حمص لكي أدرس طلاب الدورة في فيروزة وهذا واجب ويبقى تدريس طلاب أهل القرية مهم لي ولهم ...تركت إحدى الدورات في حمص وألتزمت بالدورة في فيروزة
وأستمرت الدورة طوال فترة الصيف كبقية كل الدورات..وإلى الأن لم أستلم بقية حساب الدورة الذي هو يعادل أكثر من ثلاثة أضعاف مادفعته لرحلة الطلاب ..إذا في سلم الخسارة والربح في الرحلة خسرت المبلغ المادي البسيط وأشبعونا بالكلام المبرح وفي الحالة الثانية خسرت مبلغ مادي ولكن لم أسمع أحدهم قال الله يعطيك العافية ..فهل كانت الرحلة ليوم واحد لغاية في نفس يعقوب والدورة لمدة ثلاثة أشهر لغاية في نفس من ....
أنا شخصيا أؤمن بميزان الحق الألهي وأؤمن أنه سيقول لنا في تلك اللحظة كم أعطيت وليس كم أحتفظت به لنفسك ...