اليوم العشرون :
تقدمة لقلب يسوع الأقدس:
سعيدٌة أنا أنك دعوتني إليك
وقبلتُ سيدي دعوتك الثمينة فرِحاً
أقبلتُ نحوكَ مفتوحة القلب منشرحة الفؤاد
أُشبع نفسي من فيض خيرك الذي لا يعرف نهاية
وأنهلُ من نبع حبك الذي لا ينضب
شبعت نفسي من خيراتك وأرتوت روحي من أسرارك المحيية
ها هو قلبي لك، فاملأه من حبك!
آمين.
تأمل:
يا قلبَ يسوع، يا مَنْ احتجبَكَ حبُّكَ في القربان ارحمنا
الافخارستيا، سر غذائِنا الروحي، وقال أيضاً:"إنَّ جسدي مأكلٌ حقٌّ ودمي مشربٌ حقٌّ" (يو 55:6).
كما نطلب الخبزَ اليومي علينا فإنَّ نفسَنا أيضاً بحاجة إلى قوتِ الحياة وهو التناول اليومي
الذي يجعلنا دائماً في حضرة الله ومتحدين به كلَّ ساعة من نهارِنا لا بل من مسيرةِ حياتِنا الأرضية.
ومنذ تأسيس سر الافخارستيا حيث أكلَ يسوع العشاء الفصحي مع تلاميذِهِ وسلّم لهم فصحَ
العهد الجديد لا تفتأ الكنيسةُ تعمل بكلِّ ما في وسعِها على أنْ تنشرَ هذه العبادة وهي التناول
اليومي بين أبنائِها.
ففي سفر أعمال الرسل نقرأ "إنَّ المسيحيين الأولين كانوا مواظبين على تعاليم الرسل
والشِركة في كسر الخبز والصلوات" (أع 42:2).
وهذا ما تدعو إليه الكنيسة اليوم أيضاً في الاشتراك في الذبيحة الإلهية والتناول وبالخصوص
يوم الرب، لأن الاشتراك في الذبيحة الإلهية وتناول جسد الرب أمران متلازمان لا ينفصلان.
وهذا ما سعى إليه آباء الكنيسة حيث بذلوا جُلَّ عنايتِهم في تحريض المؤمنين على التناول اليومي،
فقد قال القديس امبروسيوس:"هذا الخبز هو يومي فلماذا لا نقبله إلا مرة في السنة ؟"
والقديس اغسطينوس يخاطب شعبَه قائلاً:"إننا خطأة نرتكب الخطايا كلَّ يوم فلنتناول
إذاً كلَّ يوم" وأراد بذلك أنْ يُفهِمَنا أنَّ خيرَ علاج لضعفِنا البشري وأكبر قوة لنا لتجنّب العثراتِ
اليومية هو التناول اليومي.
كما واصل الأحبار القديسون تحريض المؤمنين أيضاً على التناول اليومي وبالأخص البابا القديس
بيوس العاشر وإلى يومِنا هذا يحثّون الشعبَ المسيحي على التناول رغم كلِّ الصعوبات
والعقبات التي ربما تعترض هذه المسيرة الروحية وتَحُولُ دون الاقتراب إلى المائدة المقدسة…
فلذا على المؤمن أنْ يهيّئَ نفسَه طاهراً لأن التناول هو واسطة لتقديس نفوسِنا،
وهذه سِمَةُ حياتِنا الروحية أنْ نحيا بحضرةِ الله دائماً في أكلِ جسدِ الرب وشربِ دمِهِ.
خبـر عن شهر قلب يسوع:
ذات يوم خرج خروف من الحظيرة.. ولم يعد.. ماذا حدث؟
امور كثيرة تداخلت دفعته ان يعدو سريعا.. سريعا والى ابعد مكان.. عرف الراعي.. حزن..
انكسر قلبه.. سالت دموع غزيرة من عينيه.. كان يحب خروفه.. فقرر ان يخرج ليبحث عنه..
ويعود به..
بلغته الاخبار.. الخروف الآن على الجانب الآخر من الوادي والطريق الى هناك.. وعر.. وعر..
والوحوش المفترسة بلا حصر.. لم يقدر الراعي ان يقاوم الحاح قلبه.. ذهب يفتش عنه
غير محتسب للاخطار..
جرحت اشواك الطريق الحادة قدميه وأسالت منها الدماء.. لم يتراجع.. أصرّ ان يجد خروفه..
قارب ان يصل لمكانه.. بيد انه لابد ان يجتاز الآن من حديقة مخيفة ثم يصعد بعدها رابية صمم
ساكنوها على ان يقتلوه.. لم يعبأ مرّ على جثسماني ثم صعد بعدها الى الجلجثة..
ألم.. اهوال.. دماء.. موت.. ابشع موت..
ثم قام من القبر ليكمل بحثه عن الخروف! اخيرا وجده.. فرح جدا جدا به.. فكم كان يحبه..
انحنى على الارض وحمله.. لم يقدر ان يطلب منه ان يسير ورائه..
لم تعد للخروف قدرة ان يرى او يسير فقد اتلفت الغربة عينيه وأوهنت عضلاته لذا حمله الراعي..
رفعه من الطين على يديه القويتين.. غسله من القذارة.. ووضعه على منكبيه..
لم يمانع الخروف فقد ملّ الارض البعيدة.. خنقته همومها واتعبته ملذّاتها.. أسره حبّ الراعي له..
أسره على نحو خاص آثار الجلجثة الباقيه على جسد الراعي حين عرف انها بسببه..
نفذ حب الراعي الى اعماقه، عاد الى الحضيرة.. خروفا نظيفا.. خروفا يبدأ صفحة جديدة..
كان ميتا فعاش..
يا أصدقاء هذه حقا هي قصة لقاء كل انسان تائب مع يسوع.. عاش من قبل في الخطية،
لقاء الخروف الضال مع الراعي المصلوب.. ما أحلى قلب هذا الراعي.. قلبه متسع..
متسع بحب عجيب الى اقصى حد لكل انسان وفي كل وقت.. لك أنت شخصيا..
إكرام:
إن لاقيتَ عدوكَ في بيت، فسلم عليه حباً لقلب يسوع الأقدس الذي احبَ أعدائهِ وغفرَ لهم.
نافـذة:
يا قلبَ يسوع، يا مَنْ احتجبَكَ حبُّكَ في القربان أرحمنا
يا يسوع الوديع والمتواضع القلب إجعل قلبنا مثل قلبك.