تأمل روحي في العبارات التي قالب الرب يسوع على الصليب :
السيد المسيح قال كلماته بترتيب عجيب على الصليب المقدس فهو
اولا: طلب المغفرة للناس
ثانيا: ذكر اعداؤه قبل احباؤه
الكلمتين الاخيرتين فيهما هتاف النصر والفرح
ولنتأمل بالعبارات السبعة التي قالها السيد المسيح وهو على الصليب المقدس :
نبدأ الآن نتكلم عن كل عبارة من عباراته المقدسه:
1- "ياابتاه اغفر لهم لأنهم لايعلمون ماذا يفعلون" (لوقا 34:23).
السيد المسيح وهو في عمق الألم كان منشغلا بغيره اكثر من نفسه اول من فكر في انقاذهم هم صاليبيه.
وأنت ماذا تستفيد أن لم تغفر لغيرك؟
فهؤلاء لايدرون ماذا يفعلون
- لونجينوس الذي طعن المسيح بالحربه آمن بالمسيح ثم بشر في ولايه كبادوكيه واستشهد
على يد طيباريوس قيصر وتعيد له الكنيسه مرتين.
- القديس اريانوس والي انصنا سفك دم عشرات الآلآف وقتلهم في وحشيه ثم آمن واستشهد في برمهات
على يد الامبراطور دقلديانوس وكتب اسمه في السنكسار.
- شاول الطرسوسي آمن بالسيد المسيح وأصبح من أعظم الرسل.
ياابتاه اغفر لهم : للذين يؤمنون ويتوبون
"هكذا احب الله العالم حتي بذت ابنه الوحيد لكي لايهلك كل من يؤمن به"
اليهود الحاليين لم يؤمنوا بالمخلص الذي ولد من 2014 سنه ولذلك لم ينالوا الغفران في هذه العباره
يعلن انه ابن الله "لاهوته " وبذلك رد علي الذين يقولون له ان كنت ابن الله انزل من علي الصليب
2- الحق اقول لك انك اليوم تكون معي في الفردوس (لوقا 43:23)
أول أنسان خاطبه السيد المسيح هو هذا اللص .السيد المسيح لم يرد علي كثيرين طوال مده المحاكمه
"لم يفتح فاه كشاه تساق الي الذبح " اللص اليمين فكر في ابديته واللص الشمال فكر في انقاذ جسده .
نحن لا نعرف المختارون , فمن كان يظن ان هذا اللص سيصير واحدا منهم.
لقد كان هذا اللص عجيبا: اعترف بالسيد المسيح رباً "اذكرني يارب"
وأعترف به ملكاً "متي جئت في ملكوتك"
وأعترف به مخلصاً قادر ان ينقله الي الفردوس
وأعترف بخطاياه ولاستحقاقه الموت فقال لزميله " اما نحن فبعدل جوزينا لأننا ننال أستحقاق ما فعلناه"
وأنتهر زميله وقال له " اولا تخاف الله اذ انت تحت الحكم بعينه... أما هذا فلم يفعت شيئا ليس في محله"
وبذلك يكون اعترف ببر السيد المسيح وخلوه من كل الخطايا وبالتالي يكون السيد المسيح صلب بسبب
خطايا غيره وليس خطاياه.
عجيب هذا اللص فهو الوحيد الذي دافع عن السيد السيح وسط هذه الالاف ولم يقل كلمة اساءة توجه اليه
بعكس تلاميذه الذين هربوا. فهذا اللص تعرف علي الهه من خلال ساعات قليله قضاها معه في عمق فادرك
انه هو الله فالمهم هو العمق في العلاقه مع الله .
السيد المسيح المعلم الصالح رد علي اللص بتعليم جميل انك الان تكون معي في الفردوس مكان الانتظار
إلى أن تأتي القيامة الثانية وتكون عن يميني وندخل معا الملكوت
اليوم تكون معي دليل اكيد علي عدم وجود مطهر وكذلك تنفي ان الروح تظل في الارض ثلاثة ايام
السيد المسيح اعلن فتح باب الفردوس لاول مره بعد خطيئه آدم وهذان عملان إلهيان فتح باب الفردوس
وغفران خطايا اللص اليمين.
3 - هوذا ابنك .....هوذا امك (يوحنا 27 26:19)
السيد المسيح وهو في وسط الآلآم كان يهتم بالآخرين اكثر من اهتمامه بنفسه اهتم بصالبيه
واهتم باللص ثم عهد بأمه البتول القديسه مريم الي القديس البتول يوحنا الحبيب.
وقد اهتم الرب يسوع بامه في ثلاث نقاط :
- الحديث معها.
- العنايه بها.
- يمنحها ابنا روحيا يرعاها.
وكان يوحنا قد تبع السيد حتي الصليب واخذ العذراء ولم يترك اورشليم حتي نياحتها و والسيد المسيح
هو الذي تكلم مع السيده العذراء وهي لم تتركه لحظه واحده وقالت له "اما العالم فيفرح لقبوله الخلاص،
واما احشائي فتلتهب بالنار عند نظري الي صلبوتك الذي انت صابر عليع من اجل الكل يا ابني والهي"
4- "الهي الهي لماذا تركتني "( متي 46:27)
بهذه العبارة أثبت السيد المسيح ناسوته وتكلم كأبن الانسان وهذه العبارة تعني أن الآب قد ترك الابن للعذاب.
وهذا يعنى ان آلام السيد المسيح على الصليب كانت آلاماً حقيقية. وبهذه الكلمات يذكر الرب اليهود
بالمزمور القائل "ثقبوا يدى وقدمي، وأحصوا كل عظامي ..... وهم ينظرون ويتفرسون في. يقسمون ثيابي
بينهم وعلى قميصي يقترعون" ع 18،17.
قال السيد الهي الهي لأنه تألم نائباً عن البشريه. "وضع نفسه.. آخذا صورة عبد.. وأطاع حتى الموت موت الصليب
" السيد المسيح أناب عن البشرية في:
- الصوم
- طاعة الناموس
- تقديم حياه طاهرة مقبولة من الاب "ليس من يعمل صلاح ولا واحد"
- الموت والعذاب وفي دفع ثمن الخطية عنا
5- "أنا عطشان" (يو 28:19)
من أجل خطايانا قد جف حلق الرب وذلك لأجل العرق الكثير الذي سال كقطرات دم في بستان جثيماني
وفي رحلة الطويلة والمحاكمات والتعذيب. الرب كان عطشاناً من الناحية الجسدية ومن الناحية الروحية
عطشاناً ليتمم الخلاص للبشر. الرب قال "أنا عطشان" ليطلب معونة بشرية ولكن هم قدموا له خلاٍ
ممزوجاً بالمر كنوع من المخدر لتخفيف الألم ولكنه "لم يرد أن يشرب" مت (34:27) ولكن لكي تتم النبوات
"وفي عطشي سقوني خلاٍ (مز 34:69). وخطايانا كل يوم هي التي تجعل حلقه المقدس يجف كل يوم.
6- قد أكمل (يو 30:19)
"العمل الذي أعطيتني لأعمل، قد أكملته" (يو 4:17)
- السيد المسيح أكمل بر الناموس "من منكم يبكتني على خطية" (يو 46:8).
- أكمل كل النبوات الخاصة به.
- أكمل عمله الكرازي.
- كما كملت الخطايا الموضوعة على كتفيه- كمل أيضاً العار الواقع عليه "ملعون من علق على خشبه"
بذلت ظهري للضاربين، وخدي للناتفين، ووجهي لم أستره عن خزي البصاق.
- كمل آلامه بالجسد وكمل الغضب الواقع عليه.
"قد أكمل" هي هتاف الفرح والانتصار، هتف به الرب الذي صارع وملك، وأستطاع ان يشترينا بثمن
7- ياأبتاه في يديديك أستودع روحي (لو 46:23)
+ في يديديك أنت أستودعها، وليس في يدي غيرك...
+ "رئيس هذا العالم يأتي، وليس له في شئ" (يو 30:14). لقد أشتاق رئيس هذا العالم (الشيطان) أن يحصل على هذه النفس.
+ يقول القديس متى الرسول أن السيد المسيح "صرخ بصوت عظيم" (مت 50:27). هذا الصوت دليل
على أنتصار الرب لأنه بالموت داس الموت.
+ وبانسبة لنا طمأنينة من ناحية خلود الروح أي أنها لاتنتهي بالموت.
+ في عبارة يا أبته أثبت السيد المسيح لاهوته وأنه أبن الله.
والآن نطلب منه مغفرة خطايتنا ببركة دمه المسفوك عنا على عود الصليب
ولإلهنا القوة والمجد والبركة والعزة إلى آبد الآبدين
آمين.
_________________