يتبع مما سبق أعلاه ...!
5- أحداث ما بعد موت المسيح على الصليب :بحسب أنجيل يوحنا 19 : 31 ـ 37
وقد شهد عليها يوحنا الحبيب الذي كان حاضراً فكتب عنها في إنجيله 19:
" ثم إذ كان استعداد، فلكي لا تبقى الأجساد على الصليب في السبت، لأن يوم ذلك السبت كان عظيما،
سأل اليهود بيلاطس أن تكسر سيقانهم ويرفعوا
فأتى العسكر وكسروا ساقي الأول والآخر المصلوب معه
وأما يسوع فلما جاءوا إليه لم يكسروا ساقيه، لأنهم رأوه قد مات
لكن واحدا من العسكر طعن جنبه بحربة، وللوقت خرج دم وماء
والذي عاين شهد، وشهادته حق، وهو يعلم أنه يقول الحق لتؤمنوا أنتم
لأن هذا كان ليتم الكتاب القائل: عظم لا يكسر منه
وأيضا يقول كتاب آخر : سينظرون إلى الذي طعنوه "المعنى الروحي لخروج الدم والماء بعد طعنه في جنبه :هم طعنوه ليتأكدوا من موته. وبطعنة العسكري تحققت النبوة أولاً وتحقق الجميع أن المسيح مات فعلاً فلا يقول اليهود حينما
يقوم المسيح أنه كان فاقداً لوعيه. وللوقت حينما طعنه العسكري خرج دم وماء خرج دم حي خلافاً لما قد ينزل من أي إنسان
ميت حين يطعن، والميت يتجمد الدم في عروقه. وخرج مع الدم ماءٌ نقى، والميت لا يخرج منه ماء نقى. إذاً خروج دم وماء
من جسد ميت يخالف طبيعة الإنسان. وهذا فيه إشارة واضحة أن الجسد مات ولكن لم يَرَ فساداً. وبالتالي فهو جسد ابن الله حقاً.
وبسبب ما حدث نمزج في كأس الإفخارستيا ماء مع الخمر. نحن هنا أمام صورة ذبيحة حية فما أمامنا يخالف الموت الطبيعي
وعلاماته، هي ذبيحة حية ناطقة على المذبح الناطق السمائي تعلن أن الفداء قد تم والعقوبة استكملت، ومات الحي الذي لا يموت.
وكانت الحياة في هذا الجسد الميت راجعة لأن لاهوت المسيح لم يفارق ناسوته لحظة واحدة ولا طرفة عين، لكن الروح الإنسانية
فارقته، وظل لاهوته متحداً بناسوته في القبر، ولاهوته متحد بروحه الإنسانية التي ذهبت للجحيم لتفرج عن المحبوسين
وتنطلق بهم إلى الفردوس.
كان موت المسيح كما شبهه داود كنائم ثمل من الخمر (مز65:78، 66). إذاً خروج الدم والماء من جنبه يلزم أن يُعتبر كعلامة
حياة وسط الموت. فبينما كان ميتاً على الصليب كان حياً بلاهوته، فلاهوته ظل متحداً بناسوته حتى بعد أن مات.
وهذا ما أعطى لناسوته حياة. ونلاحظ أن الذي إهتم بتسجيل هذه الحادثة هو القديس يوحنا الذي كتب إنجيله ليثبت
أن المسيح هو ابن الله، فهو يثبت لاهوته ويهتم بالأحداث التي تثبت لاهوته، خصوصاً أنه هو وحده الذي كان بجانب الصليب
ورأى خروج الدم والماء من جنب المسيح.
وبما أن يوحنا الحبيب شهد على كل الذي حدث على الصليب فهو من كتب في رسالته الأولى( 5 : 8 )
" والذين يشهدون في الأرض هم ثلاثة: الروح، والماء، والدم. والثلاثة هم في الواحد "
فالروح الذي يعمل في الماء في سر المعمودية، والروح الذي يحول الخمر إلى دم في الإفخارستيا. والروح القدس بعمله
في المؤمنين بعد أن يلدهم من الماء ويعطيهم حياة وتقديس في الإفخارستيا ، ويكرسهم ويخصصههم لله في سر الميرون
يشهد في حياتهم للمسيح.
6- دفن جسد السيد المسيح :بحسب إنجيل متى 27: 57 - 61" ولما كان المساء، جاء رجل غني من الرامة اسمه يوسف، وكان هو أيضا تلميذا ليسوع
فهذا تقدم إلى بيلاطس وطلب جسد يسوع. فأمر بيلاطس حينئذ أن يعطى الجسد
فأخذ يوسف الجسد ولفه بكتان نقي
ووضعه في قبره الجديد الذي كان قد نحته في الصخرة، ثم دحرج حجرا كبيرا على باب القبر ومضى
وكانت هناك مريم المجدلية ومريم الأخرى جالستين تجاه القبر"+
وبحسب إنجيل مرقس 15: 42 - 47" ولما كان المساء، إذ كان الاستعداد، أي ما قبل السبت
جاء يوسف الذي من الرامة، مشير شريف، وكان هو أيضا منتظرا ملكوت الله، فتجاسر ودخل إلى بيلاطس وطلب جسد يسوع
فتعجب بيلاطس أنه مات كذا سريعا. فدعا قائد المئة وسأله: هل له زمان قد مات
ولما عرف من قائد المئة، وهب الجسد ليوسف
فاشترى كتانا، فأنزله وكفنه بالكتان، ووضعه في قبر كان منحوتا في صخرة، ودحرج حجرا على باب القبر
وكانت مريم المجدلية ومريم أم يوسي تنظران أين وضع. "+
وبحسب إنجيل لوقا 23 : 50 - 56" وإذا رجل اسمه يوسف ، وكان مشيرا ورجلا صالحا بارا
هذا لم يكن موافقا لرأيهم وعملهم، وهو من الرامة مدينة لليهود. وكان هو أيضا ينتظر ملكوت الله
هذا تقدم إلى بيلاطس وطلب جسد يسوع
وأنزله، ولفه بكتان ، ووضعه في قبر منحوت حيث لم يكن أحد وضع قط
وكان يوم الاستعداد والسبت يلوح
وتبعته نساء كن قد أتين معه من الجليل، ونظرن القبر وكيف وضع جسده
فرجعن وأعددن حنوطا وأطيابا. وفي السبت استرحن حسب الوصية."+
وبحسب إنجيل يوحنا 19 :38 - 42" ثم إن يوسف الذي من الرامة، وهو تلميذ يسوع، ولكن خفية لسبب الخوف من اليهود، سأل بيلاطس أن يأخذ جسد يسوع،
فأذن بيلاطس. فجاء وأخذ جسد يسوع
وجاء أيضا نيقوديموس ، الذي أتى أولا إلى يسوع ليلا، وهو حامل مزيج مر وعود نحو مئة منا
فأخذا جسد يسوع، ولفاه بأكفان مع الأطياب، كما لليهود عادة أن يكفنوا
وكان في الموضع الذي صلب فيه بستان، وفي البستان قبر جديد لم يوضع فيه أحد قط
فهناك وضعا يسوع لسبب استعداد اليهود، لأن القبر كان قريبا ."+++
العادات الاجتماعية :إن هناك سلسلة عادات اجتماعية تختلف بين البلدان في إحياء الجمعة العظيمة، في سوريا ولبنان ترتدي النساء ثياب سوداء
علامة الحداد في حين تبثّ مكبرات الصوت ترانيم المناسبة مثل "اليوم علّق على خشبة" و"أنا الأمّ الحزينة"،
في الفيليبين تغلق أغلب المحال التجارية وتتوقف المبادلات التجارية والحفلات في هذا اليوم، في حين يقوم البعض من الشبّان
كما في دول أمريكا الجنوبية والدول الكاثوليكية تمثيلاً حيًا لدرب الآلام، في إسبانيا تُقام مسيرات الجمعة العظيمة
في كافة أنحاء المملكة وأبرزها المسيرة التي تقام في مدينة إشبيلية. أما في القدس يتم الاحتفال بدرب الصليب
بحسب مواقعه التقليدية في المدينة القديمة بدءًا من قلعة أنطونيا وحتى كنيسة القيامة.
وتعرض برامج تلفازية حول حياة والآلام يسوع في كافة دول العالم المسيحي فضلًا عن ترانيم تتعلق بالمناسبة.
في الدول ذات الثقافة البروتستانتية يؤكل كعك خاص في المناسبة فضلًا يتم إغلاق المحال التجاريّة خاصًة محال بيع الكحول
ويتم إيقاف كافة البرامج الكوميديَّة في الإذاعة والتلفاز.
وكجزء ملحق من الصوم الكبير و"الأزمنة المحرمة" فلا يحلّ للمسيحين لزواج أو العماد خلال يوم الجمعة العظيمة
كما لا تجوز المظاهر الاحتفالية، سابقًا وفي لبنان تحديدًا كان من العادات الركوع لمدة ثلاث ساعات تذكارًا للساعات الثلاث
التي نازع فيها المسيح على الصليب غير أن مثل هذه العادات لم تظل فاعلة اليوم.
تترافق المناسبة أيضًا بأمسيات موسيقية لجوقات تؤدي ترانيم الحداد.+++++++++++تأمل روحي في العبارات التي قالب الرب يسوع على الصليب :
السيد المسيح قال كلماته بترتيب عجيب على الصليب المقدس فهو
اولا: طلب المغفرة للناس
ثانيا: ذكر اعداؤه قبل احباؤه
الكلمتين الاخيرتين فيهما هتاف النصر والفرح
ولنتأمل بالعبارات السبعة التي قالها السيد المسيح وهو على الصليب المقدس :
نبدأ الآن نتكلم عن كل عبارة من عباراته المقدسه:
1- "ياابتاه اغفر لهم لأنهم لايعلمون ماذا يفعلون" (لوقا 34:23).السيد المسيح وهو في عمق الألم كان منشغلا بغيره اكثر من نفسه اول من فكر في انقاذهم هم صاليبيه.
وأنت ماذا تستفيد أن لم تغفر لغيرك؟
فهؤلاء لايدرون ماذا يفعلون
- لونجينوس الذي طعن المسيح بالحربه آمن بالمسيح ثم بشر في ولايه كبادوكيه واستشهد
على يد طيباريوس قيصر وتعيد له الكنيسه مرتين.
- القديس اريانوس والي انصنا سفك دم عشرات الآلآف وقتلهم في وحشيه ثم آمن واستشهد في برمهات
على يد الامبراطور دقلديانوس وكتب اسمه في السنكسار.
- شاول الطرسوسي آمن بالسيد المسيح وأصبح من أعظم الرسل.
ياابتاه اغفر لهم : للذين يؤمنون ويتوبون
"هكذا احب الله العالم حتي بذت ابنه الوحيد لكي لايهلك كل من يؤمن به"
اليهود الحاليين لم يؤمنوا بالمخلص الذي ولد من 2014 سنه ولذلك لم ينالوا الغفران في هذه العباره
يعلن انه ابن الله "لاهوته " وبذلك رد علي الذين يقولون له ان كنت ابن الله انزل من علي الصليب2- الحق اقول لك انك اليوم تكون معي في الفردوس (لوقا 43:23)أول أنسان خاطبه السيد المسيح هو هذا اللص .السيد المسيح لم يرد علي كثيرين طوال مده المحاكمه
"لم يفتح فاه كشاه تساق الي الذبح " اللص اليمين فكر في ابديته واللص الشمال فكر في انقاذ جسده .
نحن لا نعرف المختارون , فمن كان يظن ان هذا اللص سيصير واحدا منهم.
لقد كان هذا اللص عجيبا: اعترف بالسيد المسيح رباً "اذكرني يارب"
وأعترف به ملكاً "متي جئت في ملكوتك"
وأعترف به مخلصاً قادر ان ينقله الي الفردوس
وأعترف بخطاياه ولاستحقاقه الموت فقال لزميله " اما نحن فبعدل جوزينا لأننا ننال أستحقاق ما فعلناه"
وأنتهر زميله وقال له " اولا تخاف الله اذ انت تحت الحكم بعينه... أما هذا فلم يفعت شيئا ليس في محله"
وبذلك يكون اعترف ببر السيد المسيح وخلوه من كل الخطايا وبالتالي يكون السيد المسيح صلب بسبب
خطايا غيره وليس خطاياه.
عجيب هذا اللص فهو الوحيد الذي دافع عن السيد السيح وسط هذه الالاف ولم يقل كلمة اساءة توجه اليه
بعكس تلاميذه الذين هربوا. فهذا اللص تعرف علي الهه من خلال ساعات قليله قضاها معه في عمق فادرك
انه هو الله فالمهم هو العمق في العلاقه مع الله .
السيد المسيح المعلم الصالح رد علي اللص بتعليم جميل انك الان تكون معي في الفردوس مكان الانتظار
إلى أن تأتي القيامة الثانية وتكون عن يميني وندخل معا الملكوت
اليوم تكون معي دليل اكيد علي عدم وجود مطهر وكذلك تنفي ان الروح تظل في الارض ثلاثة ايام
السيد المسيح اعلن فتح باب الفردوس لاول مره بعد خطيئه آدم وهذان عملان إلهيان فتح باب الفردوس
وغفران خطايا اللص اليمين.3
- هوذا ابنك .....هوذا امك (يوحنا 27 26:19)السيد المسيح وهو في وسط الآلآم كان يهتم بالآخرين اكثر من اهتمامه بنفسه اهتم بصالبيه
واهتم باللص ثم عهد بأمه البتول القديسه مريم الي القديس البتول يوحنا الحبيب.
وقد اهتم الرب يسوع بامه في ثلاث نقاط :
- الحديث معها.
- العنايه بها.
- يمنحها ابنا روحيا يرعاها.
وكان يوحنا قد تبع السيد حتي الصليب واخذ العذراء ولم يترك اورشليم حتي نياحتها و والسيد المسيح
هو الذي تكلم مع السيده العذراء وهي لم تتركه لحظه واحده وقالت له "اما العالم فيفرح لقبوله الخلاص،
واما احشائي فتلتهب بالنار عند نظري الي صلبوتك الذي انت صابر عليع من اجل الكل يا ابني والهي"4- "الهي الهي لماذا تركتني "( متي 46:27)بهذه العبارة أثبت السيد المسيح ناسوته وتكلم كأبن الانسان وهذه العبارة تعني أن الآب قد ترك الابن للعذاب.
وهذا يعنى ان آلام السيد المسيح على الصليب كانت آلاماً حقيقية. وبهذه الكلمات يذكر الرب اليهود
بالمزمور القائل "ثقبوا يدى وقدمي، وأحصوا كل عظامي ..... وهم ينظرون ويتفرسون في. يقسمون ثيابي
بينهم وعلى قميصي يقترعون" ع 18،17.
قال السيد الهي الهي لأنه تألم نائباً عن البشريه. "وضع نفسه.. آخذا صورة عبد.. وأطاع حتى الموت موت الصليب
" السيد المسيح أناب عن البشرية في:
- الصوم
- طاعة الناموس
- تقديم حياه طاهرة مقبولة من الاب "ليس من يعمل صلاح ولا واحد"
- الموت والعذاب وفي دفع ثمن الخطية عنا5- "أنا عطشان" (يو 28:19)من أجل خطايانا قد جف حلق الرب وذلك لأجل العرق الكثير الذي سال كقطرات دم في بستان جثيماني
وفي رحلة الطويلة والمحاكمات والتعذيب. الرب كان عطشاناً من الناحية الجسدية ومن الناحية الروحية
عطشاناً ليتمم الخلاص للبشر. الرب قال "أنا عطشان" ليطلب معونة بشرية ولكن هم قدموا له خلاٍ
ممزوجاً بالمر كنوع من المخدر لتخفيف الألم ولكنه "لم يرد أن يشرب" مت (34:27) ولكن لكي تتم النبوات
"وفي عطشي سقوني خلاٍ (مز 34:69). وخطايانا كل يوم هي التي تجعل حلقه المقدس يجف كل يوم.6- قد أكمل (يو 30:19)"العمل الذي أعطيتني لأعمل، قد أكملته" (يو 4:17)
- السيد المسيح أكمل بر الناموس "من منكم يبكتني على خطية" (يو 46:8).
- أكمل كل النبوات الخاصة به.
- أكمل عمله الكرازي.
- كما كملت الخطايا الموضوعة على كتفيه- كمل أيضاً العار الواقع عليه "ملعون من علق على خشبه"
بذلت ظهري للضاربين، وخدي للناتفين، ووجهي لم أستره عن خزي البصاق.
- كمل آلامه بالجسد وكمل الغضب الواقع عليه.
"قد أكمل" هي هتاف الفرح والانتصار، هتف به الرب الذي صارع وملك، وأستطاع ان يشترينا بثمن
7- ياأبتاه في يديديك أستودع روحي (لو 46:23)+ في يديديك أنت أستودعها، وليس في يدي غيرك...
+ "رئيس هذا العالم يأتي، وليس له في شئ" (يو 30:14). لقد أشتاق رئيس هذا العالم (الشيطان) أن يحصل على هذه النفس.
+ يقول القديس متى الرسول أن السيد المسيح "صرخ بصوت عظيم" (مت 50:27). هذا الصوت دليل
على أنتصار الرب لأنه بالموت داس الموت.
+ وبانسبة لنا طمأنينة من ناحية خلود الروح أي أنها لاتنتهي بالموت.
+ في عبارة يا أبته أثبت السيد المسيح لاهوته وأنه أبن الله.والآن نطلب منه مغفرة خطايتنا ببركة دمه المسفوك عنا على عود الصليب
ولإلهنا القوة والمجد والبركة والعزة إلى آبد الآبدين
آمين.
_________________