معظم الطوائف المسيحية تخلّت عن هذا التقليد القديم في 1950-1960 إذ اعتُبر عرفاً قديماً ومرهقاً،
وحتى الأوثودكس اليونانيين قد تخلى معظمهم عن التقليد في السنوات الأخيرة.
مع ذلك، فإن المرأة الروسية لا تزال تحمل وشاحها وتغطي رأسها وهي تسير عبر أبواب الكنيسة.
على الرغم من أنه لا يوجد حكم رسمي أو قانون في الكنيسة يطلب من جميع النساء تغطية شعرهن بارتداء الوشاح في الكنيسة،
إلا أن تغطية الرأس أمر شائع عند النساء في جميع الكنائس الروسية.
إنه أمر لا تُجبَر النساء إلى القيام به؛ بل هو مجرد جزء طبيعي من البيئة التقليدية للكنيسة.
إذا دخلت فتاة الى الكنيسة دون وشاح على رأسها، فلن ينبّهها أحد أو يزجرها، لأنهم يعرفون أنها مع مرور الوقت،
سوف تبدأ تدريجياً بتبنّي مثال النساء حولها.
بطبيعة الحال، في بعض الأحيان، تقوم بعض الجدّات بإرشاد الفتيات، وهناك دائماً سلّة عند مدخل الكنيسة
تحتوي على بعض الأوشحة الإضافية.
لكن لماذا؟
هناك عدة أسباب جميلة قد نسيناها أو ربما نتجاهلها، وهي:
– احترام التقليد والتمسّك به: المرأة الروسية لا تناقش الموضوع، وتحترم ببساطة التقاليد المقدسة في الكنيسة الأرثوذكسية الروسية.
إنها تميل إلى الثقة بأنه إذا حافظت الكنيسة على هذه القاعدة لمئات السنين، فمن المحتمل أن تكون لها قيمة
وحكمة وستقودها إلى الاتجاه “الصحيح”.
– التواضع: تغطية الرأس هو رمز واضح، ودليل على التواضع، فضيلة تسعى الديانة المسيحية تعليم المرأة
الإجتهاد في اكتسابها في حياتها الشخصية والداخلية.
– الحشمة: سبب آخر شائع هو أن الوشاح يساعد النساء على تحقيق الحشمة التي يجب أن تكون للمرأة في الكنيسة،
حتى لا يصرف الآخرين عن الصلاة. من الواضح أن الوشاح لا يكفي؛ بل هو مجرد عنصر مهم آخر من اللباس المحتشم في الكنيسة.
الخضوع: يرى البعض في الوشاح علامة خضوع المرأة للرجل. لكن هو علامة على خضوع أعظم:
خضوع لتعاليم الكتاب المقدس. يوضحها القديس بولس الرسول في رسالته الأولى إلى أهل كورنثوس (6:11-5)
وَأَمَّا كُلُّ امْرَأَةٍ تُصَلِّي أَوْ تَتَنَبَّأُ وَرَأْسُهَا غَيْرُ مُغُطَّى، فَتَشِينُ رَأْسَهَا، لأَنَّهَا وَالْمَحْلُوقَةَ شَيْءٌ وَاحِدٌ بِعَيْنِهِ.
إِذِ الْمَرْأَةُ، إِنْ كَانَتْ لاَ تَتَغَطَّى، فَلْيُقَصَّ شَعَرُهَا. وَإِنْ كَانَ قَبِيحًا بِالْمَرْأَةِ أَنْ تُقَصَّ أَوْ تُحْلَقَ، فَلْتَتَغَطَّ.