علم الدولة : الجنس : المشاركات : 116 العـمر : 82 الإقامة : حمص العـمل : مهندس زراعي متقاعد المزاج : هادئ السٌّمعَة : 1 التسجيل : 08/07/2011
موضوع: داود قسطنطين الخوري السبت أبريل 19, 2014 4:40 am
داود قسطنطين الخوري
1860 ـ 1939 المهندس جورج فارس رباحية
وُلِدَ داود بن قسطنطين الخوري في مدينة حمص يوم الخميس في 2 شباط سنة 1860 وتلقّى فيها علومه الأوليّة ثم أخذ عن والده اللغة العربية وآدابها وكذلك اللغة التركية وشيئاًمن اليونانية ، وكانت مطالعته الشخصية مدرسته الكبرى . فأصبح كوكباً ساطعاً في سماء الأدب والفن والتأليف والتمثيل والشعر فكان سريع الخاطر ، متوقِّد الذهن واسع الخيـال . وتفتّتحت عبقريته عن شِعْرً رقيق وفنّ تصويري رائع . وذاع صيته حتى في الأقطـار العربية . عمل في بداية عهده موظفاً في الدوائر الحكومية ثم أُستاذاً للرياضيات والفــن والموسيقى في المدارس الأرثوذكسية بحمص عام 1888 ، وتخرَّج على يديــه ما لايُحصى من التلاميذ الذين أضحوا بعدئذ من أرقى رجالات المدينة عِلْماً وثقافة وأخلاقاً وبعضهم آقاموا في المهجر . وتقديراً لنبوغــه وخدماته الكبيرة لوطنه وللمدارس التي عمل بها فعيّنتــه الجمعيــة الإمبرطورية الفلسطينية ـ التي كانت تنفق وتدير المدارس الأرثوذكسية ـ عضواً في إدارتها ومنحته الحكومة الروسية وسام القديس فلاديمير عام 1907 . بقي داود يعمل في مجال التدريس ومديراً لتحرير جريدة حمص إلى أن دخـلت تركيـا الحرب العالمية الأولى سنة 1914 فانقطع عن التدريس لسبب إقفال المدارس وتوقّفْ جريدة حمص عن الصدور . فعمل بعدها بالتجارة والصناعة . كان آية باهرة بالذكاء والنباهة فاستثمر قلمه ومواهبه في سبيل النفع العام وخدمة المجتمع وقد حباه الله حنجرة فيها النغم الطروب واللحن الحزين، ولعلمه بفنون التمثيل والتأليف وسبك الحقائق في قالب الخيال فكانت رواياته الشهيرة المذكورة أدناه غنائية من نوع الأوبريت : العفاف في رواية الأميرة جنفياف ـ اليتيمة المسكوبية ـ الصدف المدهشة ـ عمر بـن الخطّاب والعجوز ـ الإبن الضال ـ جابر عثرات الكرام ـ العشر عذارى ـ السامـري الشفيق ، وله أيضاً مع المعلِّم يوسف شاهين ( 1853 ـ 1944 ) روايتان هما : يهوديت وسمير أميس وكانت أناشيد هاتين الروايتين وألحانهما من وضعه وألحانه .وكثيراُ ماكان ينظم ويُلحِّن في ليلة واحدة أُغنية وأُغنيتين . كما لاقــت الروايتان : العفاف في رواية الأميرة جنفياف واليتيمة المسكوبية نجاحاً كبيراً .فالأولى مُثِّلَت في حمص عام 1890و مئات المرّات في جميع الأقطار العربية من قِبَل ممثّلين هواة ومحترفين كما مُثِّلَت في البرازيل عام 1900 من قِبَل تلاميذه في المهجر تزوّج داود من كرياكي إبنة الخوري ابراهيم السمان سنة 1892 ورُزِقا ثلاثة بنين وثلاث بنات : توفيق ـ عبد المسيح ( البرتو ) ـ عفيف ـ مفيدة ـ أديل ـ عفيفة . وبطلب من ولديه في البرازيل توفيق وعبد المسيح ( ألبرتو ) سافر إلى البرازيل ( سان باولو ) عام 1926 ورحّبت به الجالية الحمصية هناك وأكرمته بما يليق بمقامه . وفي الوطن و المهجر لم يترك مناسبة إلاّ وكان من مدعوّيها ومُلقياً بشعره بتلك المناسبة وعلى سبيل المِثال لاالحصر مناسبات : اليوبيل الفضي للميتم السوري في سان باولو ـ تهنئة بشارة محرداوي بعيده الخمسيني ـ قصيدة بمناسبة تبرع أسعد عبدالله حداد بمكتبة فاخرة للنادي السوري ـ تهنئة المطران أثناسيوس عطاالله بيوبيله الفضي عام 1911 بحمص ـ تهنئة صديقه المعلِّم يوسف شاهين بيوبيله الفضي بحمص . توفي المُعَلِّم داود قسطنطين في سان باولو يوم الخميس في 16 شباط سنـــة 1939 . فأقامت له الجاليات العربية سواء في البرازيل أو في الولايات المتحدة الأميركية حفلات تأبينية ورثاه أُدباء المهجر مثل نسيب عريضة ، ندرة حداد ، بدري فركوح ، نظير زيتون ، ، نصر سمعان ، ميشيل مغربي ،سلوى سلامة أطلس وغيرهم بقصائد شعرية تليق بما قدّمه في حياته من أعمال عظيمة . كما استلمت عائلتـه في سان باولو مئات البرقيات ورسائل التعزية منها رسالة تعزية من الخوري عيسى أسعد(1878 ـ 1949) حيث كان زميله في التعليم وفي تحرير جريدة حمص كما نعته كافة صحف المهجر .و نشر الكاتب الكبير نظير زيتون على صفحات جريــدة ( الفجر ) الحمصية مقالاً نفيساً شرح فيه حياة الفقيد وأدبه ونبوغه . ونشرت جريـدة ( حمص )في عددها رقم 439 الصادر بشهر تموز سنة 1960 مقالاً تحت عنوان : (( اليوبيل المئوي للخالد الذكر المغفور له العلاًمـة الكبير رجل التضحيـــة : داودقسطنطين الخوري )) وفي المقال نبذة عن حياة الفقيد وخدماته العديدة الصادقة لحمص وبعض من قصائده . وأوصى المرحوم أن يكتب على قبره ومن نظمه : تفنى الجسوم ورسمها يفنى على مرّ الزمن فابْرِرْ فليس يدوم إلاّ اللـه والذكر الحسن وفي الوطن و تخليداً لذكراه : 1 ـ عمل المجلس البلدي لمدينة حمص على تسمية الشارع الكائن في حي باب السباع المبتدىْ من شــارع ( محمد عبده ) والمنتهي بشــارع ( أميّة ) بإسم : داود قسطنطين الخوري وذلك بتاريخ 29تشرن أول 1953 . 2 ـ كما أن وزارة الثقافة أحيت ذكراه بإصدار كتاب سنة 1964 بعنوان : المُعَــلِّم داود قسطنطين الخوري ( تراثه الكامل في الرواية والشعر والأدب ) . ونورد فيما يلي مقتطفات من أعماله : 1 ـ عمل على نظم ترنيمة للقديس إيليان نغمتها حجاز بوزن : نورنا آسير يانتو ( لك يا أرض الشآم ) . تُرَتّل في نهاية القداس في كنيسة القديس اليان الحمصي في حمص من قبل جوقة الكنيسة ويمكن سماع الترنيمة على الرابط :
وكلمات الترنيمة هي : لكِ ياحمصُ افتخارُ ثابتٍ طولَ الزّمانِ أنتِ للأبـرارِ دارُ أنتِ منشا يولـيانِ قــرار يا إيليــان يا بهاء الشهدا اشفِ نفسي وداوِ للجسـدا 1 يا من استشهدّتَ في ثا لث قرن للمســيحِ ذقت موتاً رغبـة في دينه الحق الصحيحِ 2 ذقت في الإيمان ذلاًّ وثبـاتاً وجــلاده واحتملت الذلّ حتى نلتَ إكلـيل الشهاده 3 لم يكن يُثنيك في الإ يمانِ عنف الحاكمين وقبلتَ الموت موت الشــهداء الباسلين 4 فأبوك العــابد الأو ثان والمـر النـكال شجّ منك الرأس عنفاً بالمسامير الطــوال 5 في الورى كنت مجيداً وابن إجــلالٍ رفيع عِفتَ هذا المـجد والإ جلال حُبّاً بيســوع 6 ياشــهيداً قد تجـلّى في البرايا نور فضله كُن لنا خــير شفيعٍ عنـد مَنْ مُتَّ لأجله 7 يا طبيباً كم شفى في الناس من داءٍ وســقمِ داوِ آلامـي لأُشْـفى من ضنى نفسي وجسمي ===========
2 ـ ونظم أبيات شعرية بعد أن تمّ بناء وتجديد كنيسة القديس إيليان وتدشينها عام 1845 في عهد المطران متوديوس فقد أرَّخ التدشين المرحوم والده قسطنطين الخوري بعدّة أبيات من الشعر التي أصلحها نجله داود محتفظاً بمعانيها الأصلية والمثبّتة الآن على لوحة رخامية بمدخل الكنيسة وكان مطلعها : لشهيد حمص شيّد ذا الدير الذي أضحى مزاراً للبعيـد وللقريبِ فلتفخر هذي المدينة إذ بهــا قد أشرق القديس إيليان الطبيب 3 ـ من قصيدة الحنين إلى سوريا : لي لذّة في ذكْر مجد ربوعي لكنه ذكّرٌ يُسيل دمــــوعي ذكْرٌ به أرجو لقلبـي راحةً فيثير نارَ الوجـد بين ضلوعي أن أنسى سوريا فما أنا بإبنها ـ الوافي وما حُبّي لها بطبيــعي فأنا الولوع بحبّها في صبْوتي والبُعد عنها لايُزيل ولوعــي ياأيّها الدهـر الذي أقصيتني اتجود لي يومـاً بحسْن رجوع؟ 4 ـ من ترتيلة وطنية : حيّ الديار الســورية بعواطف حب وطنيــة تلك الجِــنان العربية ما أحــلاها لاأنسـاها مادام لي نفس حيّة سورية مغنــى أُنْسي مستوطني منشأ غرسـي في أفقها لاحت شمسي وأبصرت فيـــها نفْسي نور الحيـاة الحبيّة
5 ـ من قصيدة يفتخر بعروبته : ألا يامعشر العرب الأكـابر وياأهل المـآثر والمفاخر لكم لغة حوَت أسمى الجواهر بدّر اللفظ والمعنى غنـية ــــــ فإن لم أحترم لغتي وجنسي أضع قوميّتي وجلال غرسي فيا لغـة الجدود فدتك نفْسي فدومي ياحيـاة العرب حيّة
6 ـ وهذه الأبيات من أجمل قصائده : ما لي فتنت صبابة بهواك **** وزلال مائك واعتلال هواكِ عاصيك في فردوس روضك طائع **** منه يفيض اليمن في يُمناكِ هذا دمي هو من دماك منحته **** فمن المروءة أن يكون فداكِ إني أحن إلى رباك تشوّقاً **** وإلى المدى يا حمص لا أنساكِ ــــــــــــ 7 ـ كما نظم الأناشيد والترتيل الوطنية والدينية مثل: نشيد النادي السوري نشيد النادي الحمصي ـ ترتيلة الإتحاد الوطني ـ ترتيلة موجّهة لسوري والبلاد العربية ـ نشيد وطني سوري ـ أناشيد أدبية ـ أناشيد مدرسية أناشيد دينية وغيرها . ملاحظة : وصل إلى حمص في تموز 2009 من البرازيل ابن حفيده : المخرج السينمائي أوتافيو الخوري للتحضير لتصوير فيلم عن حياة والد جده داود قسطنطين الخوري وأنهى أعمال التصوير في تشرين أول 2009 ويتوقع أن يكون الفيلم جاهزاً للعرض خلال مدة عام .
حمص 17/11/2009 المهندس جورج فارس رباحية
المصادر والمـــراجع : ـ إنارة الأذهان في ترجمة الشهيد الحمصي إيليان : الخوري عيسى أسعد 1928 ـ تذكار اليوبيل الفضي للمطران اثناسيوس عطاالله : رزق الله نعمة الله عبود 1911 ـ المعلِّم داود قسطنطين الخوري : وزارة الثقافة 1964 ـ أدباء المهجر : جورج صيدح 1957 ـ تاريخ حمص ج2 : منير الخوري عيسى أسعد 1984 ـ الجذر السكاني الحمصي ج5 : نعيم الزهراوي 2003
Amer-H صديق فيروزي متميز جدا
علم الدولة : الجنس : المشاركات : 9804 الإقامة : Sweden العـمل : IT-computer المزاج : Good السٌّمعَة : 316 التسجيل : 09/02/2007
موضوع: رد: داود قسطنطين الخوري السبت أبريل 19, 2014 7:14 am