| شعراء الصعاليك | |
|
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
المهندس جورج فارس رباحية
علم الدولة : الجنس : المشاركات : 116 العـمر : 82 الإقامة : حمص العـمل : مهندس زراعي متقاعد المزاج : هادئ السٌّمعَة : 1 التسجيل : 08/07/2011
| موضوع: شعراء الصعاليك الأربعاء أبريل 09, 2014 5:50 am | |
| شــــعراء الصعاليك المهندس جورج فارس رباحية الصعلكة في اللغة : هي الفقر ، والصعلوك جمع صعاليك : الفقير ، وصعاليك العرب هم لصوصهم وفقراؤهم . قال حاتم الطائي وهو يعني الفقر والغنى : غنينا زماناً بالتصعلك والغِنى ***** فكلا سقاناه بكأسيها الدهر وقال الأعشى : على كل أحوال الفتى قد شربتها ***** غنيّاً وصعلوكاً وما إن أقاتها ويقول جابر بن ثعلبة الطائي : كأن الفتى لم يَعْرَ يوماً إذا اكتسى ***** ولم يك صعلوكاً إذا ما تموّلا فالنصوص التي ذكرناها ، لا تدع مجالاً للشك في أن الصعلكة هي الفقر ، وإن كانت دلالـــــــة الكلمة قد تطوّرت ، فأطلقت أيضاً على الفقـــــر المقترن بحس مرهف وإدراك لمـــا بينهم وبين الأغنياء من فوارق ، جعلهم هذا يدركون آلامهم النابع من خلاء أيديهم من المال ، وعجزهم عن الحياة التي يشتهون . إن الصعاليك لم يجدوا غضاضة في غاراتهم على أموال الأغنياء البخلاء ، بل اعتـقدوا أنهم على الحق قيما يفعلون ، لأنهم يكفلون لأنفسهم وللضعفاء من إخوانهم أسباب الحياة . فنزعاتهم تتضح في عدة مظاهر : 1 ـ كراهية الأغنياء البخلاء ، والسطو على أموالهم ن أما الأغنياء الكرماء فإنهم لا يقربون أموالهم . 2 ـ المساواة في الغنائم ، لأنهم كانوا يقتسمون ما يغنمون ، وكانوا يتساوون في القسمة ، فلا يختص رئيسهم نفسه بنصيب أكبر من غيره . 3 ـ كانوا ذوي نجدة وعطف على الفقراء العاجزين عن الكسب والغارة ، فكانوا يعطوهم من الأسلاب أنصبة مثل أنصبتهم . 4 ـ أغلب أعمال الغزو والسطو كانوا ينفذّونها ليلا . وقصائدهم كانت تشير إلى ذلك .
5 ـ لم يجدوا عيباَ في عملهم ، بل إنهم فاخروا به ، ورأوه نوعاً من الفتوة والقصـــــاص من البخلاء ن والاشتراكية القسرية ، والتضامن الاجتماعي . لهذا كان الصعاليك يعدّون أنفسهم أحسن حالاً من الحاكم المرتشي ومن القاضي الذي يأكل أموال اليتامى . أم أدبهم فيمتاز بعدّة خصائص : 1 ـ أنه يُصَوّر ضرباً من الأخلاق والنزعات لا نجده في غيره . 2 ـ شعرهم يصوّر نفسياتهم وأعمالهم ، فهو صدى للواقع . 3 ـ يتميّز شعرهم بوحدة الموضوع ، فليس فيه مقدّمات تمهيدية من غزل وبكاء أطلال ووصف لرحيل أو رواحل أو استطراد لموضوع آخر . 4 ـ أكثر شعرهم مقطعات لا قصائد ، ولعل مردّ هذا إلى أنهم ذوو خفة وسرعة واختلاس ، لم يألفوا التمهّل والتروّي والتنميق ، فجاء شعرهم صورة من حياتهم . 5 ـ ليس في شعرهم غزَل ، وكيف يتغزّل مَنْ يقضي نهاره يترقّب ، وليله يترصّد ، ولا يستقرّ في مقام . 6 ـ يكثرون من توجيه الخطاب في شعرهم إلى زوجاتهم . إن شعراء الصعاليك هم كُثّرْ في العصرين الجاهلي والإسلامي ،واشتــهر منهم في الجاهلية : عروة بن الورد ـ تأبّط شراً ـ الشنفري ـ السليك بن السلكة ـ عمرو بن براقة . وفي الإســــلام : الأحيمر السعدي وغيرهم وقد عُرِفوا جميعاً بسرعة الحركة والخفّة والعدو والخبــــرة بدروب الصحراء . ونورد أدناه موجز عن بعضهم : 1 ـ عروة بن الورد ( ت 616 ) م : هو عُرْوَة بن الوَرْدْ بن زيد وقيل بن عمرو بن زيد بن عبد الله بن ناشب بن هَرِم بن لـــديم بن عود بن غالب بن قطيعــــة بن عبس بن بغيض بن الرّيث بن غطفــــان بن سعد بن قيس بن عيـلان بن مُضَر بن نزار . هو شاعر من شعراء الجاهلية وفارس من فرسانها وصـــعلوك من صعاليكها المعدودين المقدمين الأجواد ، وكان نصرانياً ولُقِّبَ بأمير الصعاليك لأنه كان يجمعهم ويقوم بأمرهم إذا أخفقوا في غزواتهم . قال عبد الملك بن مروان : مَنْ قال إن حاتِماً ( حاتــــــم الطائي ) أســمَحَ النّاس فقد ظلَم عروة بن الورد . ـــ لم يكن جودُه بمقصورٍ على الصعاليك ، وإنما كان يتناول المَرضى والضعفاء ، وكل ضيفٍ أتاه ، فقد كان بيته بيتَ الضيف وفراشُه فراشَه كما قال : فِراشي فِراشُ الضّيفِ والبيتُ بيتُه ، ***** لم يُلهِني عنهُ غــــزالٌ مُقنَّعُ أحَدّثهُ ، إنّ الحــــديثَ من القِــرى ، ***** وتعلمُ نفسي أنّهُ سوفَ يَهجَعُ ـــ وهذا عروة يصف ليله القاسي : لحا الله صعلوكاً إذا جنّ ليله ***** مصافي المشــاش آلفا كل مجزرِ ينام عشاء ثم يُصبح ناعســاً ***** يحتّ الحصى عن جنبه المتعفّرِ ـــ قيل أن عروة بلغه عن رجل من بني كنانة يُدعى ابن كنانة أنه من أبخل الناس وأكثرهم مالاً فبثَّ عليه عيوناً فأتوه بخبره ن فشدّ على إبله ن فاستقاها ثم قسمها في قومه ، فقال : ما بالشراءِ يسود كل مُسَـــــوَّدٍ ، ***** مثرٍ ، ولكنْ ، بالفِعالِ ، يسودُ بل لا أكاثِرُ صاحبي في يُسْرِهِ ، ***** وأصُدُّ إذ في عيشهِ تصــــريدُ فإذا غنيتُ ، فإنّ جــــــاري نيلُهُ ***** من نائلي ، وميسري معهــودُ وإذا افتقرتُ ، فلن أرى متخشعاً ***** لأخي غِنى ، معروفه مـكدودُ ـــ من أجْلِ الأبيات التالية التي قالها عروة بن الورد ، قال عبد الملك بن مروان عن عروة : ما يسرّني أن أحداً من العرب ممن ولدني ، لم يلدني ، إلاّ عروة بن الورد : إني امرؤ عافى إنائي شـركةٌ ، ***** وأنتَ امــــرؤ عـــافى إنائك واحــــدُ أتهزأُ مني أن سمنتَ وأن ترى ***** بوجهي شحوب الحقِّ ، والحقّ جاهدُ أقسم جسمي في جسوم كثيرة ، ***** وأحســــو قراحَ المـاء ، والماءُ باردُ ـــ والأبيات التالية التي قالها عروة تحمل في طيّاتها فلسفته في الحياة وضرورة الســير في بلاد الله ، خلق الله ، من أجل الثراء والغنى ، بدلاً من شكوى الفقر ، أو الطلب من الذين لا يُثمر فيهم المعروف أو الخير : إذا المرءُ لم يطلبْ معاشــــاً لنَفْســــهِ ، ***** شكا الفقرَ ، أو لامَ الصديق ، فأكثرا وصارَ على الأذنين كلاً ، وأوشــــكتْ ***** صِــــــلاتُ ذوي القربَى له أن تنكرا وما طالبُ الحاجات ، من كلّ وجهةٍ ، ***** من النـــاس ، إلاّ من أجدَّ وشـــــمّرا فســـر في بــــلاد الله ، والتمس الغنى ***** تَعِش ذا يسارٍ ، أو تموت فتعــــــذرا 2 ـ الشنفري ( ت 554 ) م : هو ثابت بن أوس الأزدي يمني الأصـــــل شاعر جاهلي قحطاني وقيل أنه من بني الحارث بن ربيعة ، والشنفري هو لقبه ويعني غليظ الشفتين وهو من أعــــدى العدّائين العرب الذين لم تلحقهم الخيل وجرى المثل بالـنفري فقيل : أعدى من الشنفري ، وهو خال تأبّط شـــراً وقيست قفزاته ليلة مقتله فكانت الواحدة منها حـوالي عشــــــرين خطوة . قيل أنه نشــــأ في قوم الإزد فأغاظوه فهرب إلى بني ســلامان وعن مقتله هناك عدة روايات عن سببها ، إحـداها تقول: أن الشنفري قال يوماً لابنة مولاه أن تغسل رأسه فلطمته فأضمر الشر لبني سلامان وحلف أن يقتل منهم مائة رجل وبالمختصر فقد غزاهم وقتل 99 رجلاً فقتلوه وصـــــلبوه وبقي عاماً أو عامين مصلوبا ، وبقي على ما نذر رجل واحد ، فجـــاء رجل من بني سلامان كان غائبـــاً عن تلـــك الأحداث فمرّ به وركل رأس الشنفري برجـــله فدخل فيها قطعة من عظم رأسه فهاجت عليـــه رجله فمات على الفور ، فعاش هذا الرجل تمام المــائة . وهو صاحب (لامية العرب ) الشهيرة ومطلعها : أقيموا بني أمي صدور مطيّكم ***** فإني إلى قوم سواكم لأميل 3 ـ تابّط شـــرّاً ( ت 530 ) م : هو ثابت بن جابر بن سفيان بن عَمَيْثَل بن عدي بن كعب بن حَزن وقيلَ حَرُب بن تَيْم بن سعد بن فهم بن عَمرو بن قيس بن مُضَر بن نزار ، أبو زهير ، الفهمي ، أمّه أميمـــة من بني القَيْن ، بطن من فَهْم ،ولدت خمسة أولاد : تأبّط شراً ، وريش لَغْب ، وريش نَســـر و وكعب جَدَر ، ولآ بواكي ، وقيل أنها ولدت سادساً اسمه عمرو .كان ثابت من شـعراء الجاهلية الصعاليك ، وهناك عـدة روايات عن سبب تسميه بتأبّط شراً منها أنه يوماً أخذ سيفاً تحت إبطه وخرج من بيته فجاء مَنْ سأل عنه أمّه فقالت : تابّط شرّاً وخرج . كان كثير الغارات ، سريع العدو ، كان من أسرع العدّائين فإذا جاع كان يجري خلف الظباء فيأخذ واحداً منها فيذبحه ثم يشويه ويأكلـــه ، تكوّنت عنه الأساطير من فُتّاك العرب في الجاهلية شعره قوي الملاحظة ، دقيق الوصــــف ، بـديهي العاطفة ، ساذج الحكمة . قُتِلَ في بلاد هذيل وأُلقي به في غار يُقال له رخمان . وهذا تأبّط شراً يصف ليل الصعاليك : قليـــــل غرار النـوم أكبر همّه ***** دم الثـــأر أو يلقى كميـــا مقنعــــا يبيت بمغنى الوحش حتى ألفنه ***** ويصبح لا يحمي لها الدهر مرتعا 4 ـ السُليّك بن السلكة (توفّي 606 ) م : هو السُلّيك بن عمير بن يثربي بن سنان السعدي التميمي من بني مقاعس ، شــــاعر أســــود ، عدّاء ، يُلَقّب بالرئبال ( الأسد ) والسلكة هي أمّه أمَة سوداء كانت شاعرة وشعرها أشــعر من شعر ابنــها ، كان أعرف الناس بالأرض وأعلمهم بمسالكها . كان يغير على اليمن فإذا لم يتمكّن أغار على ربيعة . قتله أسد بن مدرك الخثمي ، وقيل قتله يزيد بن رويم الذهلي الشيباني . كــان السليك يصف ليله بدون اهتمام للنوم ولا يُغريه الليل ولا القمر فيقول : إني لتارك هامات بمجزرة ***** لا يزدهيني سواد الليل والقمر 5 ـ عمرو بن بَرَاقَة ( توفي 634 ) م : هو عمرو بن الحارث بن عمرو بن منبه البنهمي من همدان ويُعْرَف بعمرو بن بَرَاقَة وهي أمّه ، ويثعْرف أيضاً بعمرو بن براق ، شاعر همدان له أخبار في الجاهلية . عـــاش إلى خلافة عمر بن الخطاب ( 634 ـ 644 ) م . قال الكلبي : أذِنَ عمر للناس فدخل عمرو بن براقة وكان شيخاً كبيراً يعرج . له قصيدة تعتبر من أشهر أشعار الصعاليك التي يقول فيها : متى تجمع القلب الذكي وصارما ***** وأنفا حميماً تتّقيك المظالم 6 ـ خفاف بن ندبة ( توفي 640 ؟ ) م : هو خفاف بن عمير بن الحارث بن عمرو ( الشريد ) بن قيس بن عيلان السلمي ، أخذ نسبه من أمّه ندبة بنت شيطان ، وكانت سوداء سباها الحارث بن الشريد حين أغارعلى بني الحارث بن كعب ن فوهبها لابنه عمير فولدت له خفّافاً . يُكَنّى بأبي خُراشة ، وهو ابن عم الشـــــــاعرة الخنساء . كان من فرسان العرب المعدودين ، وقد روي عن الأصمعي قوله : خفّاف ودريد بن الصمّة أشعر الفرسان . ادرك الإسلام فأسلم ، شهد فتح مكة وغزوة حنين والطائف ومـــدح أبو بكر الصديق . رُوِيَ أن خفّاف ومعاوية بن الحارث بن الشريد أغارا على بني ذبيان يوم حوزة فلما قتلوا معاوية بن عمرو قال خفّااف : والله لا أريم اليوم أو أقيد به سيدهم فحمل على مالك بن حمار الشخين وهو يومئذ فارس بني فزارة وسيدهم فقتله وقال : فإن تك خيلي قد أصيب صميمها فعمداً على عيني تيممت مالكا أقول له والرمح يأطر متنه تأمل خفافاً إنّني أنا ذلكا 7 ـ قيس بن الحدادّيــة ( 612 ؟ ) م : هو قيس بن منقذ بن عمرو السلولي ، من بني سلول بن كعب من خزاعة . كان شجاعاً فتاكاً كثير الغارات ، تبرّأت منه خُزاعة في سوق عكاظ وأشهدت على نفسها أنها لا تحتمل جريرة لهُ ولا تُطالب بجريرة عليه فَنُسِبَ إلى أمّه وهي من بني حِداد من ( محارب ) ، وقال المرزباني : إنه من بني الحُداد من كنانة . شِعْره من الطبقة الثانية في عصره . كان يهوى أم مـــــالك بنت ذؤيب الخزاعي وَلَهُ فيها شِعْر بديع الصنعة . قتله بعض بني مزينة في غارة لهم . 8 ـ الأُحيمَر السعدي ( توفي 787 ) م : هو الأحيمر بن فلان بن الحارث بن يزيد السعدي ، من سعد بن زيد مناة بن تميم , شاعر من مخضرمي الدولتين الأموية ( 660 ـ 750 ) م والعباسية ( 750 ـ 1258 ) م كان لصاً فاتكاً مارداً من أهل بادية الشام ، وهو صاحب البيت السائر على كل لسان : عَوى الذِئبُ فاستأنَسْتُ بالذئب إذ عوى ***** وصَوَّتَ إنســـــانٌ فَكِدتُ أطيـــرُ يــــرى اللهُ إنّــــي للأنــــيسِ لَكَــــــارِهٌ ***** وِتَبْغِضُهُم لي مُقلَـــــةٌ وضــــميرُ فَلِلَّيــــــلِ إن وارانــــــي اللَّــــيلُ حكمُهُ ***** وِللشَمْسِ إن غـــــابَت عليَّ نُذورُ وإنـــــــي لأَســــــتحي مِنَ اللهِ أن أُرَى ***** أُجَرِّرُ حَبْــــلاً ليسَ فيــــه بعـــيرُ وأن أســـــــألَ المــــــرْءَ اللئــ يمَ بَعيرَهُ ***** وَبَعرانُ رَبِّــي في البــــلاد كثيرُ معي فِتْيــــــةٌ بيضُ الوجــــوهِ كأنّهــــم ***** على الرَحلِ فَوقَ الناعجاتِ بُدورُ أيا نخـــــلات الكَـرمِ لا زالَ رائِحــــــاً ***** عَلَيكُــــــنَّ مَنْــــــهَلُّ الغَمَامِ مَطـيرُ 9 ـ مالك بن الريب ( ) م : هو مالك بن الرّيب بن حَوْط بن قُرْط بن حُسَيْل ( أو حِسْل )بن ربيعة بن كابية بن حُرقُوص بن مازن بن مالك بن عمرو بن تميم .وأمّه بنت سنيح بن الحرّ بن ربيعة بن كابية بن حرقوص بن مازن . يقول القني في وصف مالك : ( وكان مالك بن الريب فيما ذُكِر من أجمـــل العرب جمالاً ، وأبينهم بياناً فلما رآه سعيد بن عثمان بن عفان واللي خراسان أُعجبَ يه ) . نشأ مالك في بادية تميم بالبصرة في أول الدولة الأموية ( 660 ـ 750 ) م فمسـرحه الأول كات البادية وحريّتها التي فهمها بطريقة البدوي الذي لا يجد حداً يوقفها وكانت السبب الرئيسي في لصوصيّته وتزعمه مجموعة من اللصوص سارت على هواه في تحقيق رغبته ورغباتهم . كان لصاً فاتكاً يُصيب الطريق مع شظاظ الضبي الذي يُضرب به المــــثل ( ألصُّ من شظاظ ) .هرب من الحجاج بن يوسف الثقفي لأنه هجاه ، فآمنه بشر بن مروان واســـــتصحبه سعيد بن عثمان بن عفان والي خراسان . اتصفت شخصيّته بالشجاعة والثبات بالمعركة فهو خبير بفنون القتال يعطف بالخيل عندما يثدبر الآخرون ، يُنجِد المستغيث ، كل تلك الصفات يُقابله ضـــعف وًرِقّة أمام أبناء العم والجيران ، وهذا ما ظهر في يائيّه المشهورة : ألا ليْتَ شِــــــعْري هَـــــــل أبِيتَنَّ ليلًــــةً ***** بجنبِ الغَضا أزجي القِلاصَ النَواجيا فًليْتَ الغضا لم يقطـــعِ الرّكبُ عَرضَـهُ ***** ولَيتَ الغَضـــا ماشى الرِّكــــابَ لياليا ولَيْتَ الغضا والأثـــــــلَ لم ينبُتا مــــعاً ***** فأنّ الغضــــا والأثـــــلَ قد قَتَـــــلانِيا وقد كـــنت عطــــافاً إذا الخيــل أدبرت ***** سريعاً إلى الهيجا إلى مَنْ دعــــــانيا وقد كنت صبّاراً على القرن في الوغى ***** وعن شتمي ابن العم والجار وانيــــا إن الله يرجعنــــي من الغــــزو لا أرى ***** وإنْ قلّ مـــالي طــــالباً ما ورائيــــا تقــــول ابنتي لما رأت طــــول رحلتي ***** ســـــفارك هذا تاركـــي لا أبً ليــــا لعمري لئن غــالت خراســـــان هامتي ***** لقد كنت عن بابأأأي خراســــان نائيا فإن أنج من بـــابي خراســـــان لا أعد ***** إليـــها وإن منيتــــــــموني الأمــــانيا تذكّــــرت من يبكي علــــي فلم أجــــد ***** سوى السيف والرمـــح الرديني باكيا وأشـــــقر محـــــبوكاً يجــــرّ عنــــانُه ***** إلى الماء لم يترك له المـــوت ســاقيا ولكن بأطـــــــراف الســــــمينة نسوة ***** عزيز عليهـــنّ العيشــــــة ما بيـــــــا يقول الأصفهني عن موت مالك : ( مرض مالك بن الريب عند قفول ســــــعيد بن عثمان من خراسان في طريفه ، فلما أشرف على الموت ، تخلّف معه مُرَّة الكاتب ، ورجل من قومه من بني تميم وهما اللذان يقول فيهما : أيا صاحبي رحلي دنا الموت فانزلا ***** برابية إنّي مُقيمٌ لياليا وبعضهم يقول أنه مات في غزو مع سعيد ويقول آخرون أنه مات في خان فرثته الجن لما رأت من غربته ووحدته . 10 ـ شِظاظُ الضَّبّيُّ ( ) : هو شظاظ الضبيّ ، مولى لبني تميم . كان أخبث الشعراء اللصوص مع أبو حردبة وغويث الذين كانوا مع مالك الريب . كانوا يجتمعون ويتحدّثون عن أعجب ما فعلوه وأخذوه ورأوه في أعمالهم اللصوصية . قال أبو الهيثم في كتاب الأغاني : ( ..... ثمّ صَلبَ الحجّاج رجـــــلاً من الشراة بالبصرة ، ، وراح عشيّاً ، لينظر إليه ، فإذا برجلٍ بإزائه مُقبلٌ بوجهه عليه ، فدنا منه ، فسمعه يقول للمصلوب : طال ما ركبتَ فأعقبْ ، فقال الحجّاج : من هذا ؟ قالوا : هــذا شِظاظ اللّص ، قال : لا جَرَم ! والله ليُعقبنكَ ، ثم وقف ، وأمر بالمصلوب ، فأُنزِل ، وصَـــلَبَ شِظاظ مكانه ) فكانت هذه نهاية شِظاظ . وبالنسبة إلى شِعْرِه نذكر هذه الأبيات : مَنْ مُبْلِغٌ فِتيانَ قومي رِسـالةً ***** فلا تَهْلِكُـــــوا فَقْــــراً عِرْقِ ناهِقِ فإنّ به صَيْداً عَزيزاً وهَجْمَةً ***** طِــــوالَ الهوادي بائناتِ المرافقِ نجائبَ عِيْدِيَّ يكونُ بُغــــاؤُهُ ***** دُعاءً وقدْ جاوَزْنَ عُرْضَ الشَّقائقِ 11 ـ أبو حَرْدَبَة ( ) : هو أبو حردبة ـ أحد بني أثالة بن مازن . يذكر صاحب الأغاني خبراً له مع مالك بن الرّيب يقول : ( وكان السبب الذي من أجله وقع مالك بن الريب إلى ناحية فارس ، انه كـــان يقطـــع الطريق هو وأصحابٌ له ، منهم : شِظاظ وأبو حربة وغويث ، فساموا الناس شراً ، وطلبـــهم مروان بن الحَكَم ، وهو عامل على المدينة ، فهربوا فكتبَ إلى الحارث بن حاطب الجمحي ، وهو عامله على بني عمرو بن حنظلة يطلبهم ،فهربوا منه ..... ) . ومن شعره قال : فَهَلِ الإلهُ يَشِيْعُني بفوارسٍ ***** لِبَني أُميّةَ في سَرارِ جَمِيرِ 12 ـ يَـعْـلَى الأحول الأَزْدِيّ ( ) : هو يعلى الأحول بن مُسلم بن أبي قيس الزدي ، أحد بني يشـكر بن عمــــــرو بن رالان ، ورالان هو يشكر ــ ويشكر هو لقبه ــ بن عمران بن عمرو بن عدي بن حــارثة بن لوذان بن كهف الظلام بن ثعلبة بن عمرو بن عامر . كان لصّاً فاتكاً خراباً خليعاً ، يجمع صعاليك الأزد وخلعاءهم ، فيغيرون على أحياء العرب ويقطع الطريق على السابلة فشكوا إلى نافع بن علقمة وكان والي مكة فطلب من عشيرته إحضاره فلما أتوا به ، قيّده وأودعه السجن . ومن شِعْره : ألا ليتَ حاجاتي اللّواتي حبسْنني ***** لدى نافعٍ قُضِّينَ منذ زمـانِ ومــا بي بُغْضٌ للبــــلادِ ولا قِلًى ***** ولكِنَّ شوقاً في سواه دعاني فليتَ القِلاصَ الأدْمَ قدْ وَخَدَتْ بنا ***** بوادِ يمانٍ ذي رُبّى ومَحـانِ بوادِ يمانٍ يُنْبتُ السّـــــِدْرَ صَدْرُهُ ***** وأسفَلُهُ بالمَرْخِ والشَّبُـــهانِ 13 ـ مالك بن حريمٍ الهَمْدَانيّ ( ) : هو مالك بن حريم بن بم مالك بن حريم بن دألان بن سابقة بن ناشج بن دافع بن مالك جشم بن حاشد بن جشم بن خيران بن نوف بن همدان . ومالك شاعر فحل مخضرم جاهلي إسلامي ، ولص مشهور . ونورد مقطعاً من قصيدته الشهيرة يصف الشيب الذي خطَّ شَعْره : جَزَعْتَ ولم تَجْزَعْ مِنَ الشَّيْبِ مَجْزعا ***** وقد فاتَ رِبْعِيُّ الشَّبابِ فَوَدَّعا ولاح بيــــاضٌ في ســــــوادٍ كأنّــــــه ***** صِوارٌ بِجَوِّ كان جَدْباً فأمْرَعــــا فإن يَكُ شـــــابَ الرأسُ مِنّي فإنّنــــي ***** أبَيْتُ على نفسي مَناقِبَ أربعــــا فواحِـــــــدةٌ : أن لا أبيــــــتَ بِغِــــرَّةٍ ***** إذا ما سَوامُ الحَيِّ حَوْلي تَضَوَّعا وثانيــــــــةٌ : أن لا أُصَمّـــــِتَ كَلْبَنــا ***** إذا نَزَلَ الأضيافُ حِرْصاً لِنُودَعا وثالثــــــــةٌ : أن لا تُقَـــــذّعَ جــارتي ***** إذا كان جارُ القَومِ فِيـــهم مَقّذعـا ورابعــــــةٌ : أن لا أُحَجِّــــلَ قِـــتدْرَنا ***** عِلى لَحْمِها حينَ الشِّتاءِ لِنَشْبَـــعا 14 ـ أبو الطَّمحان القَيْنيّ ( ) : هو أبو الطمحان ، واسمه حنظَلة بن الشَّرْقيّ ، أحد بني القَيْن بن جسر بن شَيْع الله بن الأسد بن وَبْرَة بن تغلب بن حُلوان بن عمران بن الحافِ بن قضاعة . جميع المصــادر تقول أنه كان شاعراً جاهلياً من المخضرمين ( أدرك الجاهلية والإسلام ) . لم تذكر المصادر شيئاً عن نشأته كل الذي تذكره هو حياته ، وهو رجــــــل كبير ، وقال عنه صــــاحب الأغاني أنه : ( كان أبو الطمحان شاعراً خارباً صعلوكاً ..... وكان ترباً للزبير بن عبد المطلب في الجاهلية ونديماً له ) وقال عنه صاحب كتاب الشعر والشعراء : أنه كان فاسقاً .وذكره صاحب كتاب المعمّرين فقال : ( وعاش أبو الطمحان القيني بن الشّرقي .... مائتي سنة ) . وقد وُصِفَ شِعْره بالجَيِّد ، ومنه : وبالحيْرَةِ البيضاءِ شيْخٌ مُسَلَّطٌ ***** إذا حـلف الإيمانَ باللهِ بَرَّتِ لقد حلقــــوا مِنيّ غُــدافاً كأنّهُ ***** عناقيدُ كَرْمٍ أبنَعَتْ فاسْبَطَرَّتِ فَظَلَّ العذارى يومَ تُحْلَقُ لِمَّتي ***** على عَجَلٍ يلقُطْنَها حيثُ خَرَّتِ ذكرنا أعلاه إن شعراء الصعاليك هم كُثّرْ في العصرين الجاهلي والإسلامي ، وتناولنا البعض منهم بالتفصيل ونبيّن أدناه أسماء البعض الآخر : 1 ـ الحارث بن ظالم المري ، توفي نحو 600 م . 2 ـ حاجز بن عوف الأزدي ن توفي قبيل الإسلام بفترة قصيرة . 3 ـ أبو منازل السعدي ، من بني تميم ، توفي في خلافة عمر بن الخطاب ( 634 ـ 644 ) م 4 ـ الخطيم بن نويرة ، عاش في صدر الإسلام ، وربما أدرك أوائل العصر الأموي . 5 ـ القتال الكلابي ، من بني عامر بن صعصعة ، توفي نحو 688 م . 6 ـ فضالة بن شريك الأسدي ، توفي عام 686 م 7 ـ صخر الغي من هذيل ، توفي في صدر الإسلام . 8 ـ الأعلم الهذلي ، هو حبيب بن عبد الله الهذلي ، شقيق صخر الغي ، توفي في صدر الإسلام 9 ـ أبو خراش الهذلي ، هو خويلد بم مُرّة أشهر صعاليك هذيل شعر مخضرم توفي في خلافة عمر بن الخطاب ( 634 ـ 644 ) م من لدغة أفعى . 10 ـ مسعود بن خرشة من بني حرقوص بن مازن من تميم شاعر بدوي إسلامي . ولا بد من تعداد أسماء بعض شعراء الصعاليك : أبو النشناش النهشلي ـ الخطيم المحرزي ـ حُرَيْث عنّاب الطائي ـ دوير دُؤالة العقيلي ـ أيمن بن الهماز ـ سليمان عياش ـ بدر سعد الفقعي ـ الســــمهري العقيلي ـ بكر النطاح الحنفي ـ تليـــــد الظبّي ـ الشمردل بن حاجر ـ حجدر العكلي ـ طهمان عمرو الكلابي ـ عبد الله السعدي ـ جعفر علبة الحارثي ـ حبيب عوف العبدي ـ عبيد أيوب العنبري ـ طريف العنبري ـ جعدة طـــــريف السعدي ـ عبيد عياش البكري ـ عرقل بن الخطيم ـ محمد أنس الأسدي ـ عُطارد قَران ـ مسعود التميمي ـ المرار سعيد الفقعسي ـ العطاف العقيلي ـ عياش الضبي ـ معاوية الفزاوي ـ غيــــلان الربيع ـ فرعان السعدي ـ الهفوان العقيلي ـ القتال الباهلي ـ الهيردان ـ وبرة المعني الطائي ـ أبو لطيفة العقيلي ـ يزيد الصقيل العقيلي ـ لوط الطائي ـ مالك حريم الهمذاني ـ عمرو بن مسعود . 6/10/2013 المهندس جورج فارس رباحية المـــــراجع والمـصــــادر : ــــ شعراء النصرانية في العصر الجاهلي ج1 : الأب لويس شيخو اليسوعي بيروت 1891 ــــ المنجد في اللغة والأعلام : بيروت 1973 . ــــ تاريخ الأدب العربي : حنا الفاخوري ــــ ديوان عروة بن الورد : أسماء أبو بكر محمد ، بيروت 1998 ــــ ديوان عروة بن الورد والسموأل : دار بيروت للطباعة 1982 ــــ ديوان تأبّط شراً : علي ذو الفقار شاكر ، دار الغرب الإسلامي 1984 ــــ مواقع على الإنترنت :
| |
|
| |
Amer-H صديق فيروزي متميز جدا
علم الدولة : الجنس : المشاركات : 9804 الإقامة : Sweden العـمل : IT-computer المزاج : Good السٌّمعَة : 316 التسجيل : 09/02/2007
| موضوع: من قصائد : عروة بن الورد الأربعاء أبريل 09, 2014 4:52 pm | |
| شكرا أستاذ جورج لمساهماتك القيمة والتي تزيد روضتنا جمالا وثقافة لك مني جزيل الشكر وأسمح لي أن أشاركك الموضوع بإضافة بعض المقاطع من قصائد كل شاعر من قصائد : عروة بن الورد أَلا إِنَّ أَصحابَ الكَنيفِ وَجَدتُهُم أَلا إِنَّ أَصحابَ الكَنيفِ وَجَدتُهُم --- كَما الناسِ لَمّا أَخصَبوا وَتَمَوَّلوا وَإِنّي لَمَدفوعٌ إِلَيَّ وَلاؤُهُم --- بِماوانَ إِذ نَمشي وَإِذ نَتَمَلمَلُ وَإِذ ما يُريحُ الحَيَّ صَرماءُ جونَةٌ --- يَنوسُ عَلَيها رَحلُها ما يُحَلَّلُ مُوَقَّعَةُ الصَفقَينِ حَدباءَ شارِفٌ --- تُقَيَّدُ أَحياناً لَدَيهِم وَتُرحَلُ عَلَيها مِنَ الوِلدانِ ما قَد رَأَيتُمُ --- وَتَمشي بِجَنبَيها أَرامِلُ عُيَّلُ وَقُلتُ لَها يا أُمَّ بَيضاءَ فِتيَةٌ --- طَعامُهُمُ مِنَ القُدورِ المُعَجَّلُ مَضيغٌ مِنَ النَيبِ المَسانِ وَمُسخَنٌ --- مِنَ الماءِ نَعلوهُ بِآخَرَ مِن عَلُ فَإِنّي وَإِيّاكُم كَذي الأُمِّ أَرهَنَت --- لَهُ ماءَ عَينَيها تُفَدّي وَتَحمِلُ فَلَمّا تَرَجَّت نَفعَهُ وَشَبابَهُ --- أَتَت دونَها أُخرى حَديداً تُكَحِّلُ فَباتَت لِحَدِّ المِرفَقَينِ كِلَيهِما --- تُوَحوِحُ مِمّا نابَها وَتُوَلوِلُ تُخَيَّرُ مِن أَمرَينِ لَيسا بِغِبطَةٍ --- هُوَ الثَكلُ إِلّا أَنَّها قَد تَجَمَّلُ كَليلَةِ شَيباءَ الَّتي لَستَ ناسِياً --- وَلَيلَتِنا إِذ مَنَّ ما مَنَّ قِرمِلُ أَقولُ لَهُ يا مالِ أُمُّكَ هابِلٌ --- مَتى حُبِسَت عَلى الأَفَيَّحِ تُعقَلُ بِدَيمومَةٍ ما إِن تَكادُ تَرى بِها --- مِنَ الظَمَأِ الكَومَ الجِلادَ تُنَوَّلُ تُنَكَّرُ آياتُ البِلادِ لِمالِكٍ --- وَأَيقَنَ أَن لا شَيءَ فيها يُقَوَّلُ ------------------- أَتَجعَلُ إِقدامي إِذا الخَيلُ أَحجَمَت أَتَجعَلُ إِقدامي إِذا الخَيلُ أَحجَمَت --- وَكَرّي إِذا لَم يَمنَعِ الدَبرَ مانِعُ سَواءً وَمَن لا يُقدِمُ المُهرَ في الوَغى --- وَمِن دَبرُهُ عِندَ الهَزاهِزِ ضائِعُ إِذا قيلَ يا اِبنَ الوَردِ أَقدِم إِلى الوَغى --- أَجَبتُ فَلاقاني كَمِيٌّ مُقارِعُ بِكَفّي مِنَ المَأثورِ كَالمِلحِ لَونُهُ --- حَديثٌ بِإِخلاصِ الذُكورَةِ قاطِعُ فَأَترُكُهُ بِالقاعِ رَهناً بِبَلدَةٍ --- تَعاوَرُهُ فيها الضِباعُ الخَوامِعُ مُحالِفَ قاعٍ كانَ عَنهُ بِمَعزِلٍ --- وَلَكِنَّ حَينَ المَرءُ لا بُدَّ واقِعُ فَلا أَنا مِمّا جَرَّتِ الحَربُ مُشتَكٍ --- وَلا أَنا مِمّا أَحدَثَ الدَهرُ جازِعُ وَلا بَصَري عِندَ الهِياجِ بِطامِحٍ --- كَأَنّي بَعيرٌ فارَقَ الشَولَ نازِعُ ------------------- إِذا المَرءُ لَم يَبعَث سَواماً وَلَم يُرَح إِذا المَرءُ لَم يَبعَث سَواماً وَلَم يُرَح --- عَلَيهِ وَلَم تَعطِف عَلَيهِ أَقارِبُه فَلَلمَوتُ خَيرٌ لِلفَتى مِن حَياتِهِ --- فَقيراً وَمِن مَولىً تَدِبُّ عَقارِبُه وَسائِلَةٍ أَينَ الرَحيلُ وَسائِلٍ --- وَمَن يَسأَلُ الصُعلوكَ أَينَ مَذاهِبُه مَذاهِبُهُ أَنَّ الفِجاجَ عَريضَةٌ --- إِذا ضَنَّ عَنهُ بِالفَعالِ أَقارِبُه فَلا أَترُكُ الإِخوانَ ما عُشتُ لِلرَدى --- كَما أَنَّهُ لا يَترُكُ الماءُ شارِبُه وَلا يُستَضامُ الدَهرَ جاري وَلا أُرى --- كَمَن باتَ تَسري لِلصَديقِ عَقارِبُه وَإِن جارَتي أَلوَت رِياحٌ بِبَيتِها --- تَغافَلتُ حَتّى يَستُرَ البَيتَ جانِبُه ------------------- قالَت تُماضِرُ إِذ رَأَت مالي خَوى قالَت تُماضِرُ إِذ رَأَت مالي خَوى --- وَجَفا الأَقارِبُ فَالفُؤادُ قَريحُ ما لي رَأَيتُكِ في النَدِيِّ مُنَكِّساً --- وَصِباً كَأَنَّكَ في النَدِيِّ نَطيحُ خاطِر بِنَفسِكَ كَي تُصيبَ غَنيمَةً --- إِنَّ القُعودَ مَعَ العِيالِ قَبيحُ المالُ فيهِ مَهابَةٌ وَتَجِلَّةٌ --- وَالفَقرُ فيهِ مَذَلَّةٌ وَفُضوحُ _________________ | |
|
| |
Amer-H صديق فيروزي متميز جدا
علم الدولة : الجنس : المشاركات : 9804 الإقامة : Sweden العـمل : IT-computer المزاج : Good السٌّمعَة : 316 التسجيل : 09/02/2007
| موضوع: من قصائد : الشنفرى الأربعاء أبريل 09, 2014 5:11 pm | |
| من قصائد : الشنفرى
وأَنا امرؤٌ إِن يَأخُذوني عنوةً وأَنا امرؤٌ إِن يَأخُذوني عنوةً --- أقرَن إِلى سَنَنِ الرِّكابِ وأُجنَبِ ويكونُ مركبُكِ القَعودَ وحدجَهُ --- وابنُ النعامةِ يومَ ذلكَ مَركَبي -------- أَقيموا بَني أُمّي صُدورَ مَطِيَّكُم أَقيموا بَني أُمّي صُدورَ مَطِيَّكُم --- فَإِنّي إِلى قَومٍ سِواكُم لَأَمَيلُ فَقَد حُمَّت الحاجاتُ واللَيلُ مُقمِرٌ --- وَشُدَّت لِطِيّاتٍ مَطايا وَأَرُحلُ وَفي الأَرضِ مَنأى لِلكَريمِ عَنِ الأَذى --- وَفيها لِمَن خافَ القِلى مُتَعَزَّلُ لَعَمرُكَ ما في الأَرضِ ضيقٌ عَلى اِمرئٍ --- سَرى راغِباً أَو راهِباً وَهوَ يَعقِلُ وَلي دونَكُم أَهلَونَ سيدٌ عَمَلَّسٌ --- وَأَرقَطُ زُهلولٌ وَعَرفاءُ جَيأَلُ هُمُ الرَهطُ لا مُستَودَعُ السِرَّ ذائِعٌ --- لَدَيهِم وَلا الجاني بِما جَرَّ يُخذَلُ وَكُلٌّ أَبِيٌّ باسِلٌ غَيرَ أَننَّي --- إِذا عَرَضَت أُولى الطَرائِدِ أَبسَلُ وَإِن مُدَّتِ الأَيدي إِلى الزادِ لَم أَكنُ --- بِأَعجَلِهِم إِذ أَجشَعُ القَومِ أَعجَلُ وَما ذاكَ إِلاّ بَسطَةٌ عَن تَفَضُّلٍ --- عَلَيهِم وَكانَ الأَفضَلَ المُتَفَضَّلُ وَلي صاحِبٌ من دونِهم لا يَخونني --- إِذا التبسَت كفِّي بِهِ يَتَأكّلُ وَإِنّي كَفانِي فَقدُ مَن لَيسَ جازِياً --- بِحُسنى وَلا في قُربٍه مُتَعَلَّلُ ثَلاثَةُ أَصحابٍ فُؤادٌ مُشَيَّعٌ --- وَأَبيَضُ إِصليتٌ وَصَفراءُ عَيطَلُ هَتوفٌ مِنَ المُلسِ المُتونِ يَزينُها --- رَصائِعُ قَد نيطَت إلَيها وَمِحمَلُ إِذا زَلَّ عَنها السَهمُ حَنَّت كَأَنَّها --- مُرَزَّأَةٌ عَجلى تُرِنُّ وَتُعوِلُ وَأَغدو خميصَ البَطنِ لا يَستَفِزُّني --- إِلى الزاد حِرصٌ أَو فُؤادٌ مُوَكّلُ وَلَستُ بِمِهيافٍ يُعَشّي سَوامَهُ --- مُجَدَّعَةً سُقبانَها وَهيَ بُهَّلُ وَلا جَبأَ أَكهى مُرِبٍّ بِعِرسِهِ --- يُطالِعُها في شَأنِهِ كَيفَ يَفعَلُ وَلا خَرِقٍ هَيقٍ كَأَنَّ فُؤادَهُ --- يَظَلُّ بِهِ المُكَّاءُ يَعلو وَيَسفِلُ وَلا خالِفٍ دارِيَّةٍ مُتَغَزَّلٍ --- يَروحُ وَيَغدو داهِناً يَتَكَحَّلُ وَلَستُ بِعَلٍّ شَرُّهُ دونَ خَيرِهِ --- أَلَفَّ إِذا ما رُعتَهُ اِهتاجَ أَعزَلُ وَلَستُ بِمِحيارِ الظَلامِ إِذا اِنتَحَت --- هُدى الهَوجِل العِسّيفِ يَهماءُ هَوجَلُ إِذا الأَمَعزُ الصُوّانُ لاقى مَناسِمي --- تَطايَرَ مِنهُ قادِحٌ وَمُفَلَّلُ أَديمُ مِطالَ الجوعِ حَتّى أُميتَهُ --- وَأَضرِبُ عَنهُ الذِكرَ صَفحاً فَأَذهَلُ وَأَستَفُّ تُربَ الأَرضِ كَيلا يَرى لَهُ --- عَلَيَّ مِنَ الطَولِ اِمُرؤ مُتَطَوَّلُ وَلَولا اجتِنابُ الذَأم لَم يُلفَ مَشرَبٌ --- يُعاشُ بِهِ إِلّا لَدَيَّ وَمَأكَلُ وَلَكِنَّ نَفساً مُرَّةً لا تُقيمُ بي --- عَلى الذَأمِ إِلّا رَيثما أَتَحَوَّلُ وَاَطوي عَلى الخُمصِ الحَوايا كَما اِنطَوَت --- خُيوطَةُ مارِيٍّ تُغارُ وَتُفتَلُ وَأَغدو عَلى القوتِ الزَهيدِ كَما غَدَا --- أَزَلُّ تَهاداهُ التَنائِفُ أَطحَلُ غَدا طاوِياً يُعارِضُ الريحَ هافِياً --- يَخوتُ بِأَذنابِ الشِعابِ وَيَعسَلُ فَلَمّا لَواهُ القوتُ مِن حَيثُ أَمَّهُ --- دَعا فَأَجابَتهُ نَظائِرُ نُحَّلُ مُهَلهَةٌ شِيبُ الوُجوهِ كَأَنَّها --- قِداحٌ بِكَفَّي ياسِرٍ تَتَقَلقَلُ أَو الخَشرَمُ المَبعوثُ حَثحَثَ دَبرَهُ --- مَحابيضُ أَرداهُنَّ سامٍ مُعَسَّلُ مُهَرَّتَهٌ فوهٌ كَأَنَّ شُدوقَها --- شُقوقُ العِصِيَّ كَالِحاتٌ وَبُسلُ فَضَجَّ وَضَجَّت بِالبَراح كَأَنَّها --- وَإِيّاه نوحٌ فَوقَ عَلياءَ ثُكَّلُ وَأَغضى وَأَغضَت وَاِتَّسى وَاِتَّسَت بِهِ --- مَراميلُ عَزّاها وَعَزَّتهُ مُرمِلُ شَكا وَشَكَت ثُمَّ اِرعَوى بَعدُ وَاِرعَوَت --- وَلَلصَّبرُ إِن لَم يَنفَع الشَكوُ أَجمَلُ وَفاءَ وَفاءَت بادِراتٌ وَكُلُّهَا --- عَلى نَكَظٍ مِمّا يُكاتِمُ مُجمِلُ وَتَشرِبُ أَسآرِيَ القَطا الكُدرُ بَعدَما --- سَرَت قَرَباً أَحناؤُها تَتَصَلصَلُ هَمَمتُ وَهَمَّت وَاِبتَدَرنا وَأَسدَلَت --- وَشَمَّرَ مِنّي فارِطٌ مُتَمَهَّلُ فَوَلَّيتُ عَنها وَهَي تَكبو لِعَقرِهِ --- يُباشِرُهُ مِنها ذُقونٌ وَحَوصَلُ كَأَنَ وَغاها حَجرَتَيهِ وَحَولَهُ --- أَضاميمُ مِن سِفرِ القَبائِلِ نُزَّلُ تَوافَينَ مِن شَتّى إِلَيهِ فَضَمَّها --- كَما ضَمَّ أَذوادَ الأَصاريمِ مَنهَلُ فَعَبَّت غِشاشاً ثُمَّ مَرَّت كَأَنَّها --- مَعَ الصُبحِ رَكبٌ مِن أُحاضَةَ مُجفِلُ وَآلَفَ وَجهَ الأَرضِ عِندَ افتِراشِها --- بِأَهدَأ تُنبيهِ سَناسِنُ قُحَّلُ وَأَعدِلُ مَنحوضاً كَأَنَّ فُصوصَهُ --- كِعابٌ دَحاها لاعِبٌ فَهيَ مُثَّلُ فَإِن تَبتَئِس بِالشَنفَرى أُمُّ قَسطَلٍ --- لَما اِغتَبَطَت بِالشَنفَرى قَبلُ أَطوَلُ طَريدُ جِناياتٍ تَياسَرنَ لَحمَهُ --- عَقيرَتُهُ لأَيَّها حُمَّ أَوَّلُ تَنامُ إِذا ما نامَ يَقظى عُيونُها --- حِثاثاً إِلى مَكروهِهِ تَتَغَلغَلُ وَإِلفُ هُمومٍ ما تَزالُ تَعودُهُ --- عِياداً كَحُمّى الرَبعِ أَو هِيَ أَثقَلُ إِذا وَرَدت أَصدَرتُها ثُمَّ إِنَّها --- تَثوبُ فَتَأتي مِن تُحَيتٍ وَمِن عَلُ فَإِمّا تَرَيني كَاِبنَةِ الرَملِ ضاحِياً --- عَلى رِقَّةٍ أَحفى وَلا أَتَنَعَّلُ فَإِنّي لَمَولى الصَبرِ أَجتابُ بَزَّهُ --- عَلى مِثلِ قَلبِ السِمعِ وَالحَزمَ أَفعَلُ وَأُعدِمُ أَحياناً وَأَغنى وَإِنَّما --- يَنالُ الغِنى ذو البُعَدةِ المُتَبَذَّلُ فَلا جَزعٌ مِن خَلَّةٍ مُتَكَثَّفٌ --- وَلا مَرحٌ تَحتَ الغِنى أَتَخَيَّلُ وَلا تَزدَهي الأَجهالُ حِلمي وَلا أَرى --- سِؤولاً بِأعقابِ الأَقاويلِ أَنمُلُ وَلَيلَةِ نَحسٍ يَصطَلِيَ القَوسَ رَبُّها --- وَأَقطُعَهُ اللاتي بِها يَتَنَبَّلُ دَعَستُ عَلى غَطشٍ وَبَغشٍ وَصُحبَتي --- سُعارٌ وَإِرزيزٌ وَوَجرٌ وَأَفكُلُ فَأَيَّمتُ نِسواناً وَأَيتَمتُ آلَدَةً --- وَعُدتُ كَما أَبدَأتُ وَاللَيلُ أَليَلُ وَأَصبَحَ عني بِالغُمَيصاءِ جالِساً --- فَريقانِ مَسؤولٌ وَآخَرُ يَسأَلُ فَقالوا لَقَد هَرَّت بِلَيلٍ كِلابُنَا --- فَقُلنا أَذِئُبٌ عَسَّ أَم عَسَّ فُرغُلُ فَلَم تَكُ إِلّا نَبأَةً ثُمَّ هَوَّمَت --- فَقُلنا قَطاةٌ ريعَ أَم رِيَعَ أَجدَلُ فَإِن يَكُ مِن جِنٍّ لَأَبَرحُ طارِقاً --- وَإِن يَكُ أُنساً ماكَها الأُنسُ تَفعَلُ وَيَومٍ مِنَ الشِعرى يَذوبُ لَوابُهُ --- أَفاعيهِ في رَمضائِهِ تَتَمَلمَلُ نَصَبتُ لَهُ وَجهي وَلا كِنَّ دونَهُ --- وَلا سِترَ إِلّا الأَتُحَمِيَ المُرَعبَلُ وَضافٍ إِذا هَبَّت لَهُ الريحُ طَيَّرَت --- لَبائِدَ عَن أَعطافِهِ ما تَرَجَّلُ بَعيدٌ بِمَسَّ الدُهنِ وَالفَليُ عَهدُهُ --- لَهُ عَبَسٌ عافٍ مِنَ الغِسلِ مُحوِلُ وَخَرقٍ كَضَهرِ التِرسِ قَفرٍ قَطَعتُهُ --- بِعامِلَتَينِ ظَهرُهُ لَيسَ يُعمَلُ وَأَلحَقتُ أولاهُ بِأُخراهُ موفِياً --- عَلى قُنَّةٍ أُقعي مِراراً وَأَمثِلُ تَرودُ الأَراوِيَ الصُحمُ حَولِي كَأَنَّها --- عَذارى عَلَيهنَّ المُلاءُ المُذَيَّلُ وَيَركُدنَ بالآصالِ حَولِي كَأَنَّني --- مِنَ العُصم أَدفى يَنتَحي الكَيحَ أَعقَلُ ------------ وَنائِحَةٍ أَوحَيتُ في الصُبح سَمعَها وَنائِحَةٍ أَوحَيتُ في الصُبح سَمعَها ---- فَريعَ فُؤادي وَاِشمَأَزَّ وَأَنكَرا فَخَفَّضتُ جَأشي ثُمَّ قُلتُ حَمامَةٌ ---- دَعَت ساقَ حُرٍّ في حَمامٍ تَنَفَّرا وَمَقرونَةٍ شِمالُها بِيَمينِها ---- أُجَنَّبُ بَزّي ماؤُها قَد تَقَصَّرا وَنَعلٍ كَأَشلاءِ السُمانى تَرَكتُها ---- عَلى جَنبِ مَورٍ كَالنَحيزَةِ أَغبَرا فَإِن لا تَزُرني حَتَفتي أَو تُلاقِني ---- أَمَشّي بِدَهوٍ أَو عِدافٍ بَنَوُّرا أُمَشّي بِأَطرافِ الحَماطِ وَتارَةً ---- تُنَفَّصُ رِجلي بُسبُطاً فَعَصَنصَرا أُبَغّي بَني صَعبِ بنِ مُرٍّ بِلادَهُم ---- وَسَوفَ أُلاقيهِم إِن اللَهُ أَخَّرا وَيَوماً بِذاتِ الرَسَّ أَو بَطنِ مِنجَلٍ ---- هُنالِكَ نَبغي القاصِيَ المُتَغَوَّرا ------------ إِنَّ بِالشّعبِ الذي دونَ سلعٍ إِنَّ بِالشّعبِ الذي دونَ سلعٍ ---- لَقتيلاً دَمُه ما يُطَلُّ خَلَّفَ العِبءَ علَيَّ وَوَلّى ---- أَنَا بِالعِبءِ له مُستَقِلُّ وَوَراءَ الثَّأرِ منّي ابنُ أُختٍ ---- مَصِعٌ عُقدَتُهُ ما تُحَلُّ مُطرِقٌ يَرشُح مَوتاً كَما ---- أطرَقَ أَفعى يَنفُثُ السمَّ صِلُّ خَبَرٌ ما نابَنا مصمَئِلٌّ ---- جَلَّ حَتّى دَقَّ فِيه الأَجَلُّ بَزَّنِي الدَّهرُ وكانَ غَشُوماً ---- بِأبِيٍّ جَارُهُ ما يُذَلُّ شَامِسٌ في القُرِّ حتّى إِذا ما ---- ذَكَتِ الشِّعرى فَبَردٌ وظِلُّ يَابِسَ الجَنبَينِ من غَيرِ بُؤس ---- وَنَدِيُّ الكَفَّينِ شَهمٌ مُدِلُّ ظَاعِنٌ بالحَزمِ حَتّى إِذا ما ---- حَلَّ حَلَّ الحَزمُ حَيث يَحُلُّ غَيثُ مُزنٍ غامِرٌ حيثُ يُجدِي ---- وَإِذا يَسطُو فَلَيثٌ أَبَلُّ مُسبِلٌ في الحَيِّ أَحوى رِفَلٌّ ---- وإِذا يَعدُو فَسِمعٌ أَزَلُّ وَلَهُ طَعمانِ أَريٌ وَشَريٌ ---- وَكِلا الطَّعمَينِ قَد ذاقَ كُلُّ يَركَبُ الهَولَ وَحِيداً وَلا ---- يَصحَبُهُ إِلّا اليَمانِي الأَفَلُّ وَفُتُوٍّ هَجَّروُا ثُمَّ أَسرُوا ---- لَيلَهم حتّى إِذا انجابَ حَلُّوا كُلُّ ماضٍ قَد تَرَدَّى بماضٍ ---- كَسَنا البَرقِ إِذا ما يُسَلُّ فاحتَسَوا أَنفاسَ نَومٍ فَلَمَّا ---- ثَمِلُوا رُعتُهُم فَاشمَعَلُّوا فَادَّرَكنا الثَّأرَ مِنهُم وَلَمَّا ---- يَنجُ مِلحَيَّينِ إِلّا الأَقَلُّ فَلَئِن فَلَّت هُذَيلٌ شَبَاهُ ---- لَبِما كانَ هُذَيلاً يَفُلُّ وَبِما أَبركَهُم في مُناخٍ ---- جَعجَعٍ يَنقُبُ فِيه الأَظَلُّ وَبِما صَبَّحَها في ذُراها ---- مِنهُ بَعد القَتلِ نَهلٌ وَشَلُّ صَلِيَت مِنّى هُذَيلٌ بِخِرقٍ ---- لا يَمَلُّ الشَّرَّ حَتّى يَمَلُّوا يُنهِلُ الصَّعدَة حتّى إِذا مَا ---- نَهِلَت كانَ لَها مِنهُ عَلُّ تَضحَكُ الضَّبعُ لِقَتلى هُذَيلٍ ---- وَتَرى الذِّئبَ لَها يَستَهِلُّ وَعِتَاقُ الطَّيرِ تَهفُو بِطَاناً ---- تَتَخَطّاهُمُ فَما تَستَقِلُّ حَلَّتِ الخَمرُ وكانَت حَرَاماً ---- وَبِلأيٍ ما أَلَمَّت تَحِلُّ فاسقِنيها يا سَوادَ بنَ عَمرو ---- إِنَّ جِسمي بَعدَ خالِي لَخَلُّ رائحٌ بالمجدِ غادٍ عليهِ ---- من ثيابِ الحَمدِ ثَوبٌ رِفَلٌّ أَفتَحُ الراحة بالجُودِ جُوداً ---- عاشَ في جَدوى يَدَيِهِ المُقِلُّ
_________________ | |
|
| |
Amer-H صديق فيروزي متميز جدا
علم الدولة : الجنس : المشاركات : 9804 الإقامة : Sweden العـمل : IT-computer المزاج : Good السٌّمعَة : 316 التسجيل : 09/02/2007
| موضوع: تأبط شراً الأربعاء أبريل 09, 2014 6:43 pm | |
| تأبط شراً تأبط شراً لقب لثابت بن جابر بن سفيان الفهمي . جاءه هذا اللقب من أمه التي رأته مرة يخرج حاملاً سيفه فقالت لمن سألها عنه : تأبط شراً وخرج . إشتهر تأبط شراً بالشجاعة . فكان يغير في الليل والنهار وحيداَ ، مترجلاً في أغلب الاحيان على قدميه بدون ان يدركه احد من شدة كره وفره وسرعة عدوه . وقالت روايات إنه كان صديق الوعول ورفيق الغزلان . التحمت شخصية تأبط شراً بالاسطورة وشاعت اخباره بين العرب. فقد تمكن من أن يوحّد بين الحياة ولذة المغامرة ، وقال شعراً يقارب الشعر الملحمي التمردي . وتميز هذا الشعر بنبرة الواقعية والنزعة التصويرية الطبيعية ، مع رؤيا حيوية للوجود . فيه وفي شعره بعض فنان لوّن الخيال وجبله بدفق الاحساس وجمال الوقائع الانسانية . وفي شخصيته الكثير من العفوية والسذاجة الصادقة ، كما فيها من الفارس نزعة التحدي وجماح القوة الطاغية . إلتبست بعض قصائد تأبط شراً باشعار سواه من شعراء الصعاليك . فقد نسبت اليه ، مثلاً ، قصيدة لامرىء القيس . وهذا التقارب بينه وبين شعراء الصعاليك ، وبالاخص امرىء القيس والشنفري وعمرو بن برّاق يوحي بالمستوى الفني العالي الذي بلغه هذا الشاعر الصعلوك. فهو كما نرى في شعره ، قد تمتع بموهبة خصبة في جعل الفاظ اللغة أشبه بصور ولوحات مشبعة بالحروف الموسيقية الدالة على معانيها . وكانت هذه المعاني مستقاة من الانفعال بالصحراء والمغامرة . مضت حياة تأبط كعاصفة من الشعر والمجد والنشوة بالخطر والتحدي الى ان قضى مذبوحاً في فخ نصبته له قبيلة طالما روعتها غزواته وهجماته على احيائها وانعامها . وجاء في “الأغاني” لأبي الفرج الأصفهاني: هو ثابت بن جابر بن سفيان بن عميثل بن عدي بن كعب بن حزن. وقيل: حرب بن تميم بن سعد بن فهم بن عمرو بن قيس عيلان بن مضر بن نزار. وأمه امرأة يقال لها: أميمة، يقال: إنها من بني القين بطن من، فهم ولدت خمسة نفر: تأبط شراً، وريش بلغب، وريش نسر، وكعب جدر، ولا بواكي له، وقيل: إنها ولدت سادساً اسمه عمرو. وتبأبط شراً لقب لقب به، ذكر الرواة أنه كان رأى كبشاً في الصحراء، فاحتمله تحت إبطه، فجعل يبول عليه طول طريقه، فلما قرب من الحي ثقل عليه الكبش، فلم يقله فرمى به فإذا هو الغول، فقال له قومه: ما تأبطت يا ثابت؟ قال: الغول، قالوا: لقد تأبطت شراً فسمي بذلك. وقيل: بل قالت له أمه: كل إخوتك يأتيني بشيء إذا راح غيرك، فقال لها: سآتيك الليلة بشيء، ومضى فصاد أفاعي كثيرة من أكبر ما قدر عليه، فلما راح أتى بهن في جراب متأبطاً له، فألقاه بين يديها، ففتحته، فتساعين في بيتها، فوثبت، وخرجت، فقال لها نساء الحي: ماذا أتاك به ثابت؟ فقالت: أتاني بأفاع في جراب، قلن: وكيف حملها؟ قالت: تأبطها، قلن: لقد تأبط شراً، فلزمه تأبط شراً. حدثني عمي قال حدثني علي بن الحسن بن عبد الأعلى عن أبي محلم بمثل هذه الحكاية وزاد فيها: أن أمه قالت له في زمن الكمأة: ألا ترى غلمان الحي يجتنون لأهليهم الكمأة، فيروحون بها؟ فقال أعطيني جرابك، حتى أجتني لك فيه، فأعطته، فملأه لها أفاعي، وذكر باقي الخبر مثل ما تقدم. ومن ذكر أنه إنما جاءها بالغول يحتج بكثرة أشعاره في هذا المعنى، فإنه يصف لقاءه إياها في شعره كثيراً، فمن ذلك قوله: فأصبحت الغول لي جارة فيا جارتا لك ما أهـولا فطالبتها بضعها فالتـوت علي وحاولت أن أفعـلا فمن كان يسأل عن جارتي فإن لها باللوى مـنـزلا
كان أحد العدائين المعدودين: أخبرني عمي عن الحزنبل عن عمرو بن أبي عمرو الشيباني قال: نزلت على حي من فهم إخوة بني عدوان من قيس، فسألتهم عن خبر تأبط شراً، فقال لي بعضهم: وما سؤالك عنه، أتريد أن تكون لصاً؟ قلت: لا، ولكن أريد أن أعرف أخبار هؤلاء العدائين، فأتحدث بها، فقالوا: نحدثك بخبره: إن تأبط شراً كان أعدى ذي رجلين وذي ساقين وذي عينين، وكان إذا جاع لم تقم له قائمة، فكان ينظر إلى الظباء فينتقي على نظره أسمنها، ثم يجري خلفه فلا يفوته، حتى يأخذه، فيذبحه بسيفه، ثم يشويه فيأكله. يصف غولاً افترسها: وإنما سمي تأبط شراً لأنه – فيما حكي لنا – لقي الغول في ليلة ظلماء في موضع يقال له رحى بطسان في بلاد هذيل، فأخذت عليه الطريق فلم يزل بها، حتى قتلها، وبات عليها فلما أصبح حملها تحت إبطه وجاء بها إلى أصحابه، فقالوا له: لقد تأبطت شراً، فقال في ذلك:
تأبط شراً ثم راح أو اغـتـدى يوائم غنماً أو يشيف على ذحل
يوائم: يوافق، ويشيف: يقتدر. وقال أيضاً في ذلك:
ألا من مبلغ فـتـيان فـهـم بما لاقيت عند رحى بطـان وأني قد لقيت الغول تهـوي بسهب كالصحيفة صحصحان فقلت لها: كلانـا نـضـوأين أخو سفر فخلي لي مكانـي فشدت شدة نحوي فـأهـوى لها كفي بمصقول يمـانـي فأضربها بلا دهش فخـرت صريعاً لليدين ولـلـجـران فقالت: عد، فقلت لها: رويداً مكانك إنني ثبت الـجـنـان فلم أنفك متـكـئاً عـلـيهـا لأنظر مصبحاً ماذا أتـانـي إذا عينان فـي رأس قـبـيح كرأس الهر مشقوق اللسـان وساقا مخدج وشواة كـلـب وثوب من عباء أو شـنـان
لم لا تنهشه الحيات؟ أخبرنا الحسين بن يحيى: قال: قرأت على حماد: وحدثك أبوك عن حمزة بن عتبة اللهبي: قال: قيل لتأبط شراً: هذه الرجال غلبتها، فكيف لا تنهشك الحيات في سراك؟ فقال: إني لأسرى البردين. يعني أول الليل، لأنها تمور خارجة من حجرتها، وآخر الليل تمور مقبلة إليها. محاولة قتله هو وأصحابه بالسم: قال الأثرم: قال أبو عمرو في هذه الرواية: وخرج تأبط شراً يريد أن يغزو هذيلاً في رهط، فنزل على الأحل بن قنصل – رجل من بجيلة – وكان بينهما حلف، فأنزلهم ورحب بهم، ثم إنه ابتغى لهم الذراريح ليسقيهم فيستريح منهم، ففطن له تأبط شراً، فقام إلى أصحابه، فقال: إني أحب ألا يعلم أنا قد فطنا له، ولكن سابوه حتى نحلف ألا نأكل من طعامه، ثم أغتره فأقتله لأنه إن علم حذرني – وقد كان مالأ ابن قنصل رجل منهم يقال له لكيز قتلت فهم أخاه – فاعتل عليه وعلى أصحابه فسبوه وحلفوا ألا يذوقوا من طعامه ولا من شرابه، ثم خرج في وجهه، وأخذ في بططن واد فيه النمور، وهي لا يكاد يسلم منها أحد، والعرب تسمي النمر ذا اللونين، وبعضهم يسميه السبنتي، فنزل في بطنه وقال لأصحابه: انطلقوا جميعاً فتصيدوا، فهذا الوادي كثير الأروى، فخرجوا وصادوا، وتركوه في بطن الوادي فجاءوا فوجدوه قد قتل نمراً وحده، وغزا هذيلا فغنم وأصاب، فقال تأبط شراً في ذلك:
أقسمت لا أنسى وإن طال عيشنا صنيع لكيز والأحل بن قنصـل نزلنا به يوماً فساء صبـاحـنـا فإنك عمري قد ترى أي منزل بكى إذ رآنا نازلـين بـبـابـه وكيف بكاء ذي القليل المعـيل فلا وأبيك ما نزلنـا بـعـامـر ولا عامر ولا الرئيس ابن قوقل ولا بالشليل رب مروان قاعداً بأحسن عيش والنفاثي نوفل
يتخذ من العسل مزلقاً على الجبل فينجو من موت محقق: وقال أيضاً في هذه الرواية: كان تأبط شراً يشتار عسلاً في غار من بلاد هذيل، يأتيه كل عام، وأن هذيلاً ذكرته، فرصدوه لإبان ذلك، حتى إذا جاء هو وأصحابه تدلى، فدخل الغار، وقد أغاروا عليهم فأنفروهم، فسبقوهم ووقفوا على الغار، فحركوا الحبل، فأطلع تأبط شراً رأسه، فقالوا: أصعد، فقال: ألا أراكم، قالوا: بلى قد رأيتنا. فقال: فعلام أصعد، أعلى الطلاقة أم الفداء؟ قالوا: لا شرط لك، قال: فأراكم قاتلي وآكلي جناي، لا والله لا أفعل، قال: وكان قبل ذلك نقب في الغار نقباً أعده للهرب، فجعل يسيل العسل من الغار ويثريقه، ثم عمد إلى الزق فشده على صدره ثم لصق بالعسل فلم يبرح ينزلق عليه حتى خرج سليماً وفاتهم، وبين موضعه الذي وقع فيه وبين القوم مسيرة ثلاث، فقال تأبط شراً في ذلك: أقول للحيان وقد صفـرت لـهـم وطابي ويومي ضيق الحجر معور هما خطـتـا إمـا إسـار ومـنة وإما دم والقتل بـالـحـر أجـدر وأخرى أصادي النفس عنها وإنهـا لمورد حزم إن ظفرت ومصـدر فرشت لها صدري فزل عن الصفا به جؤجؤ صلب ومتن مخـصـر فخالط سهل الأرض لم يكدح الصفا به كدحه والموت خزيان ينـظـر فأبت إلى فهم ومـا كـنـت آئبـاً وكم مثلها فارقتها وهي تصـفـر إذا المرء لم يحتل وقد جـد جـده أضاع وقاسى أمره وهو مـدبـر ولكن أخو الحزم الذي ليس نـازلاً به الأمر إلا وهو للحزم مبصـر فذاك قريع الدهر ما كـان حـولاً إذا سد منه منخر جاش منـخـر فإنك لو قايست باللصب حيلـتـي بلقمان لم يقصر بي الدهر مقصر
ينهزم أمام النساء: قال: وخرج تأبط في سرية من قومه، فيهم عمرو بن برّاق، ومرة بن خليف، والمسيب بن كلاب، وعامر بن الأخنس، وهو رأس القوم، وكعب حدار، وريش كعب، والسمع وشريس بنو جابر إخوة تأبط شراً، وسعد ومالك ابنا الأقرع، حتى مروا ببني نفاثة بن الديل وهم يريدون الغارة عليهم، فباتوا في جبل مطل عليهم، فلما كان في وجه السحر أخذ عامر بن الأخنس قوسه، فوجد وترها مسترخياً، فجعل يوترها ويقول له تأبط: بعض حطيط وترك يا عامر، وسمعه شيخ من بني نفاثة، فقال لبنات له: أنصتن فهذه والله غارة لبني ليث – وكان الذي بينهم يومئذ متفاقماً في قتل حميصة بن قيس أخي بلعاء، وكانوا أصابوه خطأ – وكانت بنو نفاثة في غموة والحي خلوف وليس عندهم غير أشياخ وغلمان لا طباخ بهم، فقالت امراة منهم: اجهروا الكلام، والبسوا السلاح، فإن لنا عدة فواللات ما هم إلا تأبط وأصحابه. فبرزن مع نوفق وأصحابه، فلما بصر بهم قال: انصرفوا فإن القوم قد نذروا بكم، فأبوا عليه إلا الغارة فسل تأبط سيفه وقال: لئن أغرتم عليهم لأتكئن على سيفي حتى أنفذه من ظهري، فانصرفوا ولا يحسبون إلا أن النساء رجال، حتى مروا بإبل البلعاء بن قيس بقرب المنازل فأطردوها، فلحقهم غلام من بني جندع بن ليث؟ فقال: يا عامر بن الخنس، أتهاب نساء بني نفاثة وتغير على رجال بني ليث؟ هذه والله إبل لبلعاء بن قيس. فقال له عامر: أو كان رجالهم خلوفاً؟ قال: نعم، قال: أقرئ بلعاء مني السلام، وأخبره بردي إبله، وأعلمه أني قد حبست منها بكراً لأصحابي، فإنا قد أرملنا، فقال الغلام: لئن حبست منها هلبة لأعلمنه، ولا أطرد منها بعيراً أبداً. فحمل عليه تأبط فقتله، ومضوا بالإبل إلى قومهم؛ فقال في ذلك تأبط:
ألا عجب الفـتـيان مـن أم مـالـك تقول: أراك اليوم أشـعـث أغـبـرا تبوعـاً لآثـار الـسـرية بـعـدمـا رأيتك بـراق الـمـفـارق أيسـرا فقـلـت لـهـا: يومـان يوم إقـامة أهز به غصناً من البـان أخـضـرا ويوم أهز السـيف فـي جـيد أغـيد له نسوة لم تلـق مـثـلـي أنـكـرا يخفن علـيه وهـو ينـزع نـفـسـه لقد كنت أبـاء الـظـلامة قـسـورا وقد صحت في آثار حـوم كـأنـهـا عذارى عقيل أو بـكـارة حـمـيرا أبـعـد الـنـفـاثـيين آمـل طـرقة وآسى علـى شـيء إذا هـو أدبـرا أكفكف عنهم صحبـتـي وإخـالـهـم من الذل يعرا بـالـتـلاعة أعـفـرا فلو نالت الكفان أصـحـاب نـوفـل بمهمهة من بطن ظرء فـعـرعـرا ولما أبى الـلـيثـي إلا تـهـكـمـاً بعرضي وكان العرض عرضي أوفرا فقلت له: حـق الـثـنـاء فـإنـنـي سأذهب حتى لـم أجـد مـتـأخـرا ولما رأيت الـجـهـل زاد لـجـاجة يقـول فـلا يألـوك أن تـتـشـورا دنوت له حـتـى كـأن قـمـيصـه تشرب من نضح الأخادع عصـفـرا فمن مبلغ ليث بـن بـكـر بـأنـنـا تركنا أخاهـم يوم قـرن مـعـفـرا
قال: غزا تأبط بني نفاثة بن الديل بن بكر بن عبد مناة بن كنانة وهم خلوف، ليس في دارهم رجل، وكان الخبر قد أتى تأبط، فأشرف فوق جبل ينظر إلى الحي وهم أسفل منه، فرأته امرأة فطرح نفسه، فعلمت المرأة أنه تأبط، وكانت عاقلة، فأمرت النساء فلبسن لبسة الرجال، ثم خرجن كأنهن يطلبن الضالة، وكان أصحابه يتفلتون ويقولون: أغز، وإنما كان في سرية من بين الستة إلى السبعة، فأبى أن يدعهم، وخرج يريد هذيلاً، وانصرف عن النفاثيين، فبينا هو يتردد في تلك الجبال إذ لقي حليفاً له من هذيل، فقال له: العجب لك يا تأبط، قال: وما هو؟ قال: إن رجال بني نفاثة كانوا خلوفاً فمكرت بك امرأة، وأنهم قد رجعوا. ففي ذلك يقول: ألا عجب الفتيان من أم مـالـك تقول: لقد أصبحت اشعث أغبرا
مصرعه على يد غلام دون المحتلم: فلما رجع تأبط وبلغه ما لقي أصحابه قال: والله ما يمس رأسي غسل ولا دهن حتى أثأر بهم. فخرج في نفر من قومه، حتى عرض لهم بيتع من هذيل بين صوى جبل، فقال: اغنموا هذا البيت أولاً، قالوا: لا والله، ما لنا فيه أرب، ولئن كانت فيه غنيمة ما نستطيع أن نسوقها. فقال: إني أتفاءل أن أنزل، ووقف، وأتت به ضبع من يساره، فكرهها، وعاف على غير الذي رأى، فقال: أبشري أشبعك من القوم غداً. فقال له أصحابه: ويحك، انطلق، فوالله ما نرى أن نقيم عليها. قال: لا والله لا أريم حتى أصبح. وأتت به ضبع عن يساره فقال: أشبعك من القوم غداً. فقال أحد القوم: والله إني أرى هاتين غداً بك، فقال: لا والله لا أريم حتى أصبح. فبات، حتى إذا كان في وجه الصبح، وقد رأى أهل البيت وعدهم على النار، وأبصر سواد غلام من القوم دون المحتلم، وغدوا على القوم، فقتلوا شيخاً وعجوزاً، وحازوا جاريتين وإبلاً. ثم قال تأبط: إني قد رأيت معهم غلاماً؛ فأين الغلام الذي كان معهم؟ فأبصر أثره فاتبعه، فقال له أصحابه: ويلك دعه فإنك لا تريد منه شيئاً، فاتبعه، واستتر الغلام بقتادة إلى جنب صخرة، وأقبل تأبط يقصه وفوق الغلام سهماً حين رأى أنه لا ينجيه شيء، وأمهله حتى إذا دنا منه قفز قفزة، فوثب على الصخرة، وأرسل السهم، فلم يسمع تأبط إلا الحبضة فرفع رأسه، فانتظم السهم قلبه، وأقبل نحوه وهو يقول: لا بأس، فقال الغلام: لا بأس، والله لقد وضعته حيث تكره، وغشية تأبط بالسيف وجعل الغلام يلوذ بالقتادة، ويضربها تأبط بحشاشته، فيأخذ ما أصابت الضربة منها، حتى خلص إليه، فقتله، ثم نزل إلى أصحابه يجر رجله، فلما رأوه وثبوا، ولم يدروا ما أصابه، فقالوا: مالك؟ فلم ينطق، ومات في أيديهم، فانطلقوا وتركوه، فجعل لا يأكل منه سبع ولا طائر إلا مات، فاحتملته هذيل، فألقته في غار يقال له غار رخمان، فقالت ريطة أخته وهي يومئذ متزوجة في بني الديل:
نعم الفتى غادرتم برخمان ثابت بن جابر بن سفيان
وقال مرة بن خليف يرثيه:
إن العزيمة والـعـزاء قـد ثـويا أكفان ميت غداً في غار رخمـان إلا يكن كرسف كـفـنـت جـيده ولا يكن كفن من ثـوب كـتـان فإن حراً من الأنسـاب ألـبـسـه ريش الندى، والندى من خير أكفان وليلة رأس أفعاها إلـى حـجـر ويوم أور من الـجـوزاء رنـان أمضيت أول رهط عـنـد آخـره في إثر عـادية أو إثـر فـتـيان
_________________ | |
|
| |
Amer-H صديق فيروزي متميز جدا
علم الدولة : الجنس : المشاركات : 9804 الإقامة : Sweden العـمل : IT-computer المزاج : Good السٌّمعَة : 316 التسجيل : 09/02/2007
| موضوع: من قصائد :السُليّك بن السلكة الأربعاء أبريل 09, 2014 7:31 pm | |
| من قصائد :السُليّك بن السلكة
بَكى صُردٌ لَمّا رَأى الحَيَّ أَعرَضَت بَكى صُردٌ لَمّا رَأى الحَيَّ أَعرَضَت --- مَهامِهُ رَملٍ دونَهُم وَسُهوبُ وُخَوَّفَهُ رَيبِ الزَمانِ وَفَقرُهُ --- بِلادَ عَدُوٍّ حاضِرٍ وَجَدوبُ وَنَأيٌ بَعيدٌ عَن بِلادِ مُقاعِسٍ --- وَإِنَّ مَخاريقَ الأُمورِ تُريبُ فَقُلتُ لَهُ لا تُبكِ عَينَكَ إِنَّها --- قَضيَّةٌ ما يُقضى لَها فَتَنوبُ سَيَكفيكَ فَقدَ الحَيِّ لَحمُ مَغَرَّضٌ --- وَماءُ قُدورٍ في الجِفانِ مَشوبُ أَلَم تَرَ أَنَّ الدَهرَ لَونانِ لَونُهُ --- وَطَورانِ بِشرٌ مَرَّةً وَكَذوبُ فَما خَيرُ مَن لا يَرتَجي خَيرَ أَوبَةٍ --- وَيَخشى عَلَيهِ مِريَةٌ وَحُروبُ رَدَدتُ عَلَيهِ نَفسَهُ فَكَأَنَّما --- تَلاقى عَلَيهِ مِنسَرٌ وَسُروبُ فَما ذَرَّ قَرنُ الشَمسِ حَتّى رَأَيتُهُ --- مُضادَ المَنايا وَالغُبارُ يَثوبُ وَضارَبتُ عَنهُ القَومَ حَتّى كَأَنَّما --- يُصَعِّدُ في آثارِهِم وَيَصوبُ وَقُلتُ لَهُ خُذ هَجمَةً جَبريَّةً --- وَأَهلاً وَلا يَبعُد عَلَيكَ شَروبُ وَلَيلَةَ جابانٍ كَرَرتُ عَلَيهِمُ --- عَلى ساحَةٍ فيها الإِيَابُ حَبيبُ عَشيَّة كَدَّت بِالحَراميِّ ناقَةٌ --- بِحَيِّهَلا يَدعو بِها فَتُجيبُ فَضارَبتُ أُولَى الخَيلِ حَتّى كَأَنَّما --- أُميلَ عَلَيها أَيدَعٌ وَصَبيبُ
--- --- --- لَعَمرُ أَبيكَ وَالأَنباءُ تُنمى لَعَمرُ أَبيكَ وَالأَنباءُ تُنمى --- لَنِعمَ الجارُ أُختُ بَني عُوارا مِن الحَفَراتِ لَم تَفضَح أَباها --- وَلَم تَرفَع لِإِخَوتِها شَنارا كَأَنَّ مَجامِعَ الأَردافِ مِنها --- نَقىً دَرَجَت عَلَيهِ الريحُ هارا يَعافُ وِصالَ ذاتِ البَذلِ قَلبي --- وَيَتَّبِعُ المُمَنَّعَةَ النوارا وَما عَجِزَت فَكيهَةُ يَومَ قامَت --- بِنَصلِ السَيفِ وَاِستَلَبوا الخِمارا --- --- --- أَلا عَتَبَت عَلَيَّ فَصارَمَتني أَلا عَتَبَت عَلَيَّ فَصارَمَتني --- وَأَعجَبَها ذَوو اللِّمَمِ الطِوالِ فَإِنّي يا اِبنَةَ الأَقوامِ أُربي --- عَلى فِعلِ الوَضيِّ مِنَ الرِجالِ فَلا تَصِلي بِصُعلوكٍ نَؤومٍ --- إِذا أَمسى يُعَدُّ مِنَ العيَالِ وَلَكِن كُلُّ صُعلوكٍ ضَروبٍ --- بِنَصلِ السَيفِ هاماتِ الرِجالِ أَشابَ الرَأسَ أَنّي كُلَّ يَومٍ --- أَرى لي خَالَةً وَسطَ الرِجالِ يَشُقُّ عَلَيَّ أَن يَلقَينَ ضَيماً --- وَيَعجِزُ عَن تَخَلُّصِهِنَّ مالي --- --- --- كَأَنَّ قَوائِمَ النَحامِ لَمّا كَأَنَّ قَوائِمَ النَحامِ لَمّا --- تَحَمَّلَ صُحبَتي أُصُلاً مَحارُ عَلى قَرماءَ عاليَةٌ شَواهُ --- كَأَنَّ بَياضَ غُرَّتِهِ خِمَارُ وَما يُدريكَ ما فَقري إِلَيهِ --- إِذا مَا القَومُ وَلَّوا أَو أَغاروا وَيُحضِرُ فَوقَ جُهدِ الحُضرِ نَصّاً --- يَصيدُكَ قافِلاً وَالمُخُّ رارُ
_________________ | |
|
| |
Amer-H صديق فيروزي متميز جدا
علم الدولة : الجنس : المشاركات : 9804 الإقامة : Sweden العـمل : IT-computer المزاج : Good السٌّمعَة : 316 التسجيل : 09/02/2007
| موضوع: من قصائد : عمرو بن بَرَاقَة الأربعاء أبريل 09, 2014 9:38 pm | |
| من قصائد : عمرو بن بَرَاقَة
تَقولُ سُلَيمى لا تَعَرَّض لِتَلفَةٍ تَقولُ سُلَيمى لا تَعَرَّض لِتَلفَةٍ --- وَلَيلُكَ عَن لَيلِ الصَعاليكِ نائِمُ وَكَيفَ يَنامُ اللَيلَ مَن جُلُّ مالِهِ --- حُسامٌ كَلَونِ المِلحِ أَبيَضُ صارِمُ غَمُوضٌ إِذا عَضَّ الكَريهَةَ لَم يَدَع --- لَهُ طَمَعاً طَوعُ اليَمينِ مُلازِمُ أَلَم تَعلَمي أَنَّ الصَعاليكَ نَومُهُم --- قَليلٌ إِذا نامَ الخَلِيُّ المُسالِمُ جُرازٌ إِذا مَسَّ الضَريبَةَ لَم يَدَع --- بِها طَمَعاً طَوعُ اليَدَينِ مُكَارِمُ إِذا اللَيلُ أَدجى وَاِكفَهَرَّ ظَلامُهُ --- وَصاحَ مِنَ الأَفراطِ بومٌ جَواثِمُ وَمالَ بِأَصحابِ الكَرى غالِباتُهُ --- فَإِنّي عَلى أَمرِ الغَوايَةِ حازِمُ كَذَبتُم وَبَيتِ اللَهِ لا تَأخُذونَها --- مُراغَمَةً مادامَ لِلسَيفِ قائِمُ تَحالَفَ أَقوامٌ عَلَيَّ لِيَسلَموا --- وَجَروا عَلَيَّ الحَربَ إِذ أَنا سالِمُ أَفَاليَومَ أَدعى لِلهَوادَةِ بَعدَما --- أُجيلَ عَلى الحَيِّ المَذاكي الصَلادِمُ كَأَنَّ حَريماً إِذ رَجا أَن أَرُدَّها --- وَيَذهَبَ مالي يا اِبنَةَ القَومِ حالِمُ مَتى تَجمَعِ القَلبَ الذَكِيَّ وَصارِماً --- وَأَنفاً أَبِيّاً تَجتَنِبكَ المَظالِمُ وَمَن يَطلُبِ المَالَ المُمَنَعَّ بِالقَنا --- يَعِش مُثرِيّاً أَو تَختَرِمهُ المَخارِمُ وَكُنتُ إِذا قَومٌ غَزَوني غَزَوتُهُم --- فَهَل أَنا في ذا يالَ هَمدانَ ظالِمُ فَلا صُلحَ حَتّى تُقدَعَ الخَيلُ بِالقَنا --- وَتُضرَبَ بِالبيضِ الخِفافِ الجَماجِمُ وَلا أَمنَ حَتّى تَغشِمَ الحَربُ جَهرَةً --- عُبَيدَةَ يَوماً والحُروبُ غَواشِمُ أَمُستَبطِئٌ عَمرُو بنِ نَعمانَ غارَتي --- وَما يُشبِهُ اليَقظانَ مَن هُوَ نائِمُ إِذا جَرَّ مَولانا عَلَينا جَريرَةً --- صَبَرنا لَها إِنّا كِرامٌ دَعائِمُ وَنَنصُرُ مَولانا وَنَعلَمُ أَنَّهُ --- كَمَا النّاسُ مَجرومٌ عَلَيهِ وَجارِمُ ----------- أَلا هَل لِلهُمومِ مِن اِنفِراجِ أَلا هَل لِلهُمومِ مِن اِنفِراجِ --- وِهَل لي مِن رُكوبِ البَحرِ ناجِ أَكُلُّ عيشَةٍ زَوراءَ تَهوي --- بِنا في مُظلِمِ الغَمراتِ ساجي كَأَنَّ قَواذِفَ التَيّارِ فيها --- نِعاجٌ يَرتَمينَ إِلى نِعاجِ يِشُقُّ الماءُ كَلكَلُها مُلِحّاً --- عَلى ثِبَجٍ مِنَ المِلحِ الأُجاجِ ----------- عَرَفَت مِنَ الكُنودِ بِبَطنِ ضَيمٍ عَرَفَت مِنَ الكُنودِ بِبَطنِ ضَيمٍ --- فَجَوِّ بِشائِمٍ طَلَلاً مُحيلا تَعَفّى رَسمُهُ إِلّا خِياماً --- مَجَلَّلَةٌ جَوانِبُها جَليلا عَداني أَن أَزورَكَ أَنَّ قَومي --- وَقَومُكَ أَلقَحوا حَرباً شَمولا وَأَنَّكَ لَو رَأَيتَ الناسَ يَومَ ال --- حِيارِ عَذَرتِ بِالشُغُلِ الخَليلا غَداةَ تَصارَخَت عَبدُ بنُ عَمرٍو --- وَأَهلُ تُضاعِ فَاِحتَمَلوا قَتيلا غَداةَ حَبا لَهُم عَمرُو بنُ عَمرٍو --- بِشِكَّةِ كامِلٍ يَدعو جَزيلا فَرَدّوهُ بِمُشعَلَةٍ قَلوسٌ --- تَخالُ رِداءَهُ مِنها طَميلا وَقامَ مُصَوِّبٌ مِنّا وَمِنهُم --- وَكُلٌّ يَتَحي حَنَقاً وَبيلا وَقامَ مُصَوِّتانِ بِرَأسِ عَثٍّ --- أَقامَ الحَربَ وَالعَيَّ الطَويلا وَغودِرَ في دِيارِهِم حُبَيشٌ --- وَعيلَ عَلى الأَكارِسِ أَن يَؤولا وَعيلَ عَلى الحُمولِ وَمَن عَلَيها --- فَلا سَيراً يُطيقُ وَلا حُلولا وَنُسلِكُهُم مَدارِجَ بَطنِ صُرٍّ --- إِلى قَرنٍ كَما سُقتَ الحَسيلا كَأَنَّ نِساءَهُم بَقَرٌ مِراحٌ --- خِلالَ شَقائِقٍ تَطَأُ الوُحولا لَهُنَّ صَواعِقٌ يَعرِفنَ فينا --- بَني الأَخواتِ وَالنَسَبَ الدَخيلا بِكُلِّ خَبيبَةٍ وَمَجازِ عُرضٍ --- تَرى نَمَطاً يُطَوَّحُ أَو خَميلا فَلَمّا أَن هَبَطنا القاعَ رَدّوا --- غَواشينا فَأَدبَرنا حُفولا وَقامَ لَنا بِبَطنِ القاعِ صيقٌ --- فَخَلّى الوازِعونَ لَنا السَبيلا فَأَدرَكنا دُعاهُم مِن بَعيدٍ --- نَهتَزُّ البيضَ يَشفينَ الغَليلا فَأَيّاً ما رَأَيتَ نَظَرتَ طِرفاً --- عَلَيهِ الطَيرَ مُنعَفِراً تَليلا فَلَمّا أَن رَأَيتُ القَومَ فَلّوا --- فَلا رِنداً قَبَضتُ وَلا فَتيلا حَبَكتُ مَلاءَتي العَلِيّا كَأَنّي --- حَبَكتُ بِها قُطامِياً هَزيلا كَأَنَّ مِلاءَتي عَلى هِجَفٍّ --- أَحَسَّ عَشِيَّةً ريحاً بَليلا عَلى حَثِّ البَرايَةِ زَمخَرِيِّ ال --- السَواعِدِ يَنبَري رَتَكاً زَليلا وَأَدبَرَ عايِذُ البَقمي شَدّاً --- يَكُدُّ الصَمدَ وَالحَزَنَ الرَحيلا وَغادَرَنا وَغادَرَ مَولِيانا --- بِقاعَ أَبيدَةِ الوَغمَ الطَويلا
_________________ | |
|
| |
المهندس جورج فارس رباحية
علم الدولة : الجنس : المشاركات : 116 العـمر : 82 الإقامة : حمص العـمل : مهندس زراعي متقاعد المزاج : هادئ السٌّمعَة : 1 التسجيل : 08/07/2011
| موضوع: رد: شعراء الصعاليك الأربعاء أبريل 09, 2014 9:43 pm | |
| الأخ العزيز عامر ألف شكر لك فقد أغنيت المقال درراً | |
|
| |
Amer-H صديق فيروزي متميز جدا
علم الدولة : الجنس : المشاركات : 9804 الإقامة : Sweden العـمل : IT-computer المزاج : Good السٌّمعَة : 316 التسجيل : 09/02/2007
| موضوع: من قصائد : خفاف بن ندبة الأربعاء أبريل 09, 2014 10:17 pm | |
| كل الشكر لك أخ جورج ..إن الشعر فعلا كأنه درر ......... من قصائد : خفاف بن ندبة
أَلا طَرَقَت أَسماءُ في غَيرِ مَطرَقِ أَلا طَرَقَت أَسماءُ في غَيرِ مَطرَقِ --- وَأَنّى إِذا حَلَّت بِنَجرانَ نَلتَقي سَرَت كُلَّ وادٍ دونَ رَهوَةَ دافِعٍ --- وَجَلذانَ أَو كَرمٍ بَلِيَّةَ مُحدِقِ تَجاوَزَت الأَعراضَ حَتّى تَوَسَّنَت --- وَسادي بِبابٍ دونَ جِلذان مُغلَقِ بِغُرِّ الثَنايا خَيَّفَ الظَلمُ نَبتَهُ --- وَسُنَّةَ رِئمٍ بالجُنَينَةِ مونِقِ وَلَم أَرَها إِلّا تَعِلَّةَ ساعَةٍ --- عَلى ساجِرٍ أَو نَظرَةً بِالمُشَرَّقِ وَحَيثُ الجَميعُ الحابِسونَ بِراكِسٍ --- وَكانَ المُحاقُ مَوعِداً لِلتَفَرُّقِ بِوَجّ وَما بالي بِوَجّ وِبالُها --- وَمَن يَلقَ يَوماً جِدَّةَ الحُبّ يُخلِقِ وَأَبدى شُهورُ الحَجِّ مِنها مَحاسِناً --- وَوَجهاً مَتى يَحلِل لَهُ الطيبُ يُشرِقِ فَأَمّا تَرَيني أَقصَرَ اليَومَ باطِلي --- وَلاحَ بَياضُ الشَيبِ في كُلِّ مَفرقِ وَزايَلَني رَيقُ الشَبابِ وَظِلُّهُ --- وَبُدِّلتُ مِنهُ سَحقَ آخَرَ مُخلِقِ فَعَثرَةِ مَولىً قَد نَعَشتُ وَأُسرَةٍ --- كِرامٍ وَأَبطالٍ لَدى كُلِّ مَأزِقِ وَحِرَّةِ صادٍ قَد نَضَحتُ بِشَربَةٍ --- وَقَد ذُمَّ قَبلي لَيلَ آخَرَ مُطرِقِ وَنَهبٍ كَجُمّاعِ الثُرَيّا حَوَيتُهُ --- غِشاشاً بِمُحتاتِ القَوائِمِ خَيفَقِ وَمَعشوقَةٍ طَلَّقنَها بِمُرِشَّةٍ --- لَها سَنَنٌ كَالأَتحَمِيِّ المُخرَّقِ فَباتَت سَليباً مِن أُناسٍ تُحِبُّهُم --- كَئيباً وَلَولا طَعنَتي لَم تُطَلَّقِ وَخَيلٍ تَعادى لا هَوادَةَ بِينَها --- شَهِدتُ بِمَدلوكِ المَعاقِمِ مُحنِقِ طَويل عُظامٍ غَيرِ خافٍ نَمى بِهِ --- سَليمُ الشَظا في مُكرَباتِ المُطَبَّقِ بَصيرٌ بَأَطرافِ الحِدابِ مُقَلِّصٍ --- نَبيلٍ يُساوى بِالطِرافِ المُرَوَّقِ إِذا ما استَحَمَّت أَرضُهُ مِن سَمائِهِ --- جَرى وَهوَ مَودُعٌ وَواعِدُ مَصدَقِ وَمَدَّ الشمالَ طَعنُهُ في عِنانِهِ --- وَباعَ كَبوع الشادِنِ المَتَطَلِّقِ مِنَ الكاتِماتِ الرَبوَ تَمزَع مُقَدّماً --- سَبوقاً إِلى الغاياتِ غَيرَ مُسَبَّقِ وَعَتهُ جَوادٌ لا يُباعُ جَبينُها --- بِمَنسوبَةٍ أَعراقُهُ غَيرِ مُحمِقِ وَمَرقَبَةٍ طَيَّرتُ عَنها حَمامَها --- نَعامَتُها مِنها بِضاحٍ مَزَلَّقِ تَبيتُ عِتاق الطَيرِ في رَقَباتِها --- كَطَرَّةِ بَيتِ الفارِسي المُعَلَّقِ رَبَأتُ وَحُرجوجٍ جَهَدتُ رَواحَها --- عَلى لاحِبٍ مِثلِ الحَصيرِ المُشَقَّقِ تَبيتُ إلى عِدٍّ تَقادَمَ عَهدُهُ --- بِحَرٍّ تَقى حَرَّ النَهارِ بِغَلفَقِ كَأَنَّ مَحافيرَ السِباعِ حِياضَهُ --- لِتَعريسِها جَنبَ الأَزاءِ المُمَزَّقِ مُعَرَّسُ رَكبٍ قافِلينَ بِصرَةٍ --- صِرادٍ إِذا ما نارُهُم لَم تُحَرَّقِ فَدَع ذا وَلَكِن هَل تَرى ضَوءَ بارِقٍ --- يُضيءُ حَبِيّاً في ذُرىً مُتَأَلّقِ عَلا الأُكمَ مِنهُ وابِلٌ بَعدَ وابِلٍ --- فَقَد أُرهِقَت قَيَعانُهُ كُلُّ مُرهَقِ يَجُرُّ بِأَكنافِ البِحارِ إِلى المَلا --- رَباباً لَهُ مِثلُ النَعامِ المُعَلَّقِ إِذا قُلتَ تَزهاهُ الرِياحُ دنا لَهُ --- رَبابٌ لَهُ مِثلُ النَعامِ المُوَسَّقِ كَأَنَّ الحُداةَ وَالمُشايِعَ وَسطَهُ --- وَعوذاً مَطافيلاً بِأَمعَزَ مُشرِقِ أَسَألَ شَقاً يَعلو العِضاهَ غُثاؤُهُ --- يُصَفِّقُ في قيعانِها كُلَّ مَصفَقِ فَجادَ شَرَوراً فَالسَتارَ فَأَصبَحَت --- يَعارُ لَهُ وَالوادِيانِ بِمَودِقِ كَأَنَّ الضَبابَ بِالصَحارى عَشِيَّةً --- رِجالٌ دَعاها مُستَضيفٌ لِمَوسِقِ لَهُ حَدَبٌ يَستَخرِجُ الذِئبَ كارِهاً --- يُمِرُّ غُثاءً تَحتَ غارٍ مُطَلَّقِ يَشُقُّ الحِدابَ بِالصَحارى وَيَنتَحي --- فِراخَ العُقابِ بِالحِقاءِ المُحَلّق
--------------- ما هاجَكَ اليَومَ مِن رَسمٍ وَأَطلالِ ما هاجَكَ اليَومَ مِن رَسمٍ وَأَطلالِ --- مِنها مُبينٌ وَمِنها دارِسٌ بالِ بَينَ السَنامِ وَهضميهِ وَذي بَقَرٍ --- كَأَنَّها صُحُفٌ يُخطها تالي دارٌ لِقَيلَةَ إِذ قَلبي بِها كَلِفٌ --- أَقَوَت مَنازِلُها مِن بَعدِ أَحوالِ تَمشي النِعاجُ بِها وَالعينُ مُطفِلَةٌ --- إِلى رَواشِحَ قَد حَفَّت وَأَطفالِ ظَلَلتُ فيها كَئيباً غَيرَ مُضطَلِعٍ --- هَمّي وَأَسبَلَ دَمعي أَيَّ اِسبالِ وَجَسرَة الخَلقِ مَنفوجٍ مَرافِقُها --- عَيرانَةٍ كَوبيلِ القشِّ شِملالِ صَعلٌ أَتاهُ بَياضٌ مِن شَواكِلِهِ --- جَونِ السَراةِ أَجَشَّ الصَوتِ صَلصالِ يَغدو عَلى شُسُبٍ شُعثٍ عَقايِقُها --- كَأَنَّ تَصويتَهُ تَصويتُ اهِلالِ أَو فَوقَ أَحقَبَ يَقرو رَملَ واقِصَةٍ --- في رَعلَةٍ كَشَقيقِ التَجرِ أَمثالِ قَد خُضِّبَ الكَعبُ مِن نَسفِ العُروقِ بِهِ --- مِنَ الرُخامى بجنبي حَزمِ أَورالِ هَبَّت عَلَيهِ سَمومُ الصَيفِ لاهبَةً --- وَكَفَّتِ الماءَ عَنهُ صَدرَ شَوالِ إِلّا الثِمادَ فَما يَنفَكُّ يَحفِرُها --- في رَأَسِ شاهِقَةٍ عَيطاءَ مِظلالِ خُضراً كُسينَ دُوَينَ الشَمسِ عَرمَضَهُ --- أَو طُحلُباً بِأَعالي اللِصبِ أَوشالِ كَأَنَّ كَوكَبَ نَحسٍ في مُعَرَّسَةٍ --- أَو فارِسِيّاً عَلَيهِ سَحقَ سِربالِ فَعارَضَت بِكَ في خَرقٍ لَهُ قَثَمٌ --- تَزقو بِهِ الهامُ ذي قَوزٍ وَأَميالِ تُنادي الرَكبُ جاروا عَن طريقِهِمُ --- وَيَتَّقونَ بِهادٍ غَيرِ مِضلالِ إِن تُعرِضي وَتَضِنّي بِالنِوالِ لَنا --- فَواصَلن إِذا واصَلتِ أَمثالي إِنّي صَبورٌ عَلى ما نابَ مُعتَرِفٌ --- أُصَرِّفُ الأَمرَ مِن حالٍ إِلى حالِ أَنمى إِلى مَجدِ أَجدادٍ لَهُم عَدَدٌ --- مُذَلِّلينَ لِوَطءِ الحَقِّ اِزوالِ القائِمينَ لِأَمرٍ لا يَقومُ لَهُ --- إِلّا هُمُ وَمَحاميلٌ لِأَثقالِ وَالمُطعِمينَ إِذا هَبَّت شآمِيَةٌ --- تَذري الهَشيمَ وَثَمَّ الدِندَنِ البالي وَمَرصَدٍ خائِفٍ لا يَستَطيفُ بِهِ --- مِنَ المُسامِحِ إِلّا المُشفِقِ الخالي قَد عَوَّدوهُ قياداً كُلَّ سَلهَبَةٍ --- تَنطو الخَميسَ وَنِعمَ الجَوزِ ذَيّالِ يَجذِبنَ في قَودِ الأَرسانِ قافِلَةً --- مِثلَ القَسِيِّ بَري أَعطافَها الغالي ---------- لَيسَ لِشَيء غَيرَ تَقوى جَداء لَيسَ لِشَيء غَيرَ تَقوى جَداء --- وَكُكُّ شَيءٍ عُمرُهُ لِلفَناء وَالملكُ في الأَقوامِ مُستَودعٌ --- عارِيَّة فَالشَرطُ فيهِ الأَداء إِنَّ أَبا بَكرٍ هُوَ الغَيثُ إِذ --- لَم تَشمَلِ الأَرضُ سَحابٌ بِماء تاللَهِ لا يُدرِكُ أَيّامَهُ --- ذو طُرَّةٍ حافٍ وَلا ذو حِذاء مَن يَسعَ كَي يُدرِكَ أَيّامَهُ --- يَجتَهِدِ الشَدَّ بِأَرضٍ فَضاء المَرءُ يَسعى وَلَهُ راصِدٌ --- تُنذِرُهُ العَينُ وَثَوبُ الضَرّاء يَهرمُ أَو يَقتُلُ أَو يَقهَرُهُ --- يَشكوهُ سُقمٌ لَيسَ فيهِ شِفاء لِلمَجدِ في مَنزِلِهِ بادِياً --- حَوضٌ رَفيعٌ لَم يَخُنهُ الإِزاء المُعطي الجُردِ بِأَرسانِها --- وَالناعِجاتِ المُسرِعاتِ النَجاء
_________________ | |
|
| |
المهندس جورج فارس رباحية
علم الدولة : الجنس : المشاركات : 116 العـمر : 82 الإقامة : حمص العـمل : مهندس زراعي متقاعد المزاج : هادئ السٌّمعَة : 1 التسجيل : 08/07/2011
| موضوع: رد: شعراء الصعاليك الخميس أبريل 10, 2014 6:58 am | |
| كل شكري وامتناني لإضافتك الجميلة | |
|
| |
Amer-H صديق فيروزي متميز جدا
علم الدولة : الجنس : المشاركات : 9804 الإقامة : Sweden العـمل : IT-computer المزاج : Good السٌّمعَة : 316 التسجيل : 09/02/2007
| موضوع: من قصائد : قيس بن الحدادية الخميس أبريل 10, 2014 5:16 pm | |
| من قصائد : قيس بن الحدادية
أَجِدَّكَ إن نُعمٌ نَأَت أَنتَ جازِعُ أَجِدَّكَ إن نُعمٌ نَأَت أَنتَ جازِعُ *** قَدِ اقتَرَبَت لَو أَنَّ ذَلِكَ نافِعُ قَدِ اقتَرَبَت لَو أَنَّ في قُربِ دارِها *** نَوالًا وَلَكِن كَلُّ مَن ضَنَّ مانِعُ وَقَد جاوَرَتنا في شُهورٍ كَثيرَةٍ *** فَما نَوَّلَت وَاللَهُ راءٍ وَسامِعُ فَإِن تَلقَيَن نُعمى هُديتَ فَحَيِّها *** وَسَل كَيفَ تُرعى بِالمَغيبِ الوَدائِع وَظَنّي بِها حِفظٌ لِغَيبي وَرِعيَةٌ *** لِما استُرعِيَت وَالظَنُّ بِالغَيبِ واسِع وَقُلتُ لَها في السِرِّ بَيني وَبَينَها *** عَلى عَجَلٍ أَيّانَ مَن سارَ راجِعُ فَقالَت لِقاءٌ بَعدَ حَولٍ وَحِجَّةٍ *** وَشَحطُ النَوى إِلّا لِذي العَهدِ قاطِعُ وَقَد يَلتَقي بَعدَ الشَتاتِ أُولو النَوى *** وَيَستَرجِعُ الحَيَّ السَحابُ اللَوامِعُ وَما إِنْ خَذولٌ نازَعَت حَبلَ حابِلٍ *** لِتَنجُوَ إِلّا استَسلَمَت وَهيَ ظالِعُ بِأَحسَنَ مِنها ذاتَ يَومٍ لَقيتُها *** لَها نَظَرٌ نَحوي كَذي البَثِّ خاشِعُ رَأَيتُ لَها نارًا تُشَبُّ وَدونَها *** طَويلُ القَرا مِن رَأسِ ذَروَةَ فارِعُ فَقُلتُ لِأَصحابي اصطَلوا النارَ إِنَّها *** قَريبٌ فَقالوا بَل مَكانُكَ نافِعُ فَيا لَكَ مِن حادٍ حَبَوت مُقَيَّدًا *** وَأَنحى عَلى عِرنَين أَنفِكَ جادِعُ أَغَيظًا أَرادَت أَن تُخِبَّ جِمالُها *** لِتَفجَعَ بِالأَضعانِ مَن أَنتَ فاجِعُ فَما نُطفَةٌ بِالطَودِ أَو بِضَرِيَّةٍ *** بَقِيَّةُ سَيلٍ أَحرَزَتها الوَقائِعُ يُطيفُ بِها حَرّانُ صادٍ وَلا يَرى *** إِلَيها سَبيلًا غَيرَ أَن سَيُطالِعُ بِأَطيَبَ مَن فيها إِذا جِئتَ طارِقًا *** مِنَ اللَيلِ وَاخضَلَّت عَلَيكَ المَضاجِعُ وَحَسبُكَ مِن نَأيٍ ثَلاثَةُ أَشهُرٍ *** وَمِن حَزَنٍ أَن زادَ شَوقَكَ رابِعُ سَعى بَينَهُم واشٍ بِأَفلاقِ بِرمَةٍ *** لِيَفجَعَ بِالأَظغانِ مَن هُوَ جازِعُ بَكَت مِن حَديثٍ بَثَّهُ وَأَشاعَهُ *** وَرَصَّفَهُ واشٍ مِنَ القَومِ راصِعُ بَكَت عَينُ مَن أَبكاكَ لا يَعرِفُ البُكا *** وَلا تَتَخالَجكِ الأُمورُ النَوازِعُ فَلا يَسمَعَن سِرّي وَسِرَّكِ ثالِثٌ *** أَلّا كُلُّ سِرٍّ جاوَزَ اثنَينِ شائِعُ وَكَيفَ يَشيعُ السِرُّ مِنّي وَدونَهُ *** حِجابٌ وَمِن دونِ الحِجابِ الأَضالِعُ وَحُبٌّ لِهَذا الرَبعِ يَمضي أَمامَهُ *** قَليلُ القِلى مِنهُ جَليلٌ وَرادِعُ لَهوتُ بِهِ حَتّى إِذا خِفتُ أَهلَهُ *** وَبَيَّنَ مِنهُ لِلحَبيبِ المُخادِعُ نَزَعتُ فَما سِرّي لِأَوّلِ سائِلٍ *** وَذو السِرِ ما لَم يَحفَظِ السِرَّ ماذِعُ وَقَد يَحمَدُ اللَهُ العَزاءَ مِنَ الفَتى *** وَقَد يَجمَعُ الأَمرَ الشَتيتَ الجَوامِعُ أَلا قَد يُسلّى ذو الهَوى عَن حَبيبِهِ *** فَيَسلى وَقَد تُردي المَطِيَّ المَطامِعُ كَما قَد يُسلّى بِالعِقالِ وَبِالعَصا *** وَبِالقَيدِ ضِغنُ الفَحلِ إِذ هُوَ نازِعُ وَما رَاعَني إِلّا المُنادي أَلا اظعَنوا *** وَإِلّا الرَواغي غُدوَةً وَالقَعاقِعُ فَجِئتُ كَأَنّي مُستَضيفٌ وَسائِلٌ *** لِأُخبِرَها كُلَّ الَّذي أَنا صانِعُ فَقالَت تُزَحزِح ما بِنا كُبرُ حاجَةٍ *** إِلَيكَ وَلا مِنّا لِفَقرِكَ راقِعُ فَمازِلتُ تَحتَ السَترِ حَتّى كَأَنَّني *** مِنَ الحَرِّ ذو طِمرَينِ في البَحرِ كارِعُ فَهَزَّت إِلَيَّ الرَأسَ مِنّي تَعَجُّبًا *** وَعُضِّضَ مِما قَد فَعَلتُ الأَصابِعُ فَأَيُّهُما ما أَتبَعَنَّ فَإِنَّني *** حَزينٌ عَلى إِثرِ الَّذي أَنا وادِعُ بَكى مِن فِراقِ الحَيِّ قَيسُ بنُ مُنقِذٍ *** وَإِذراءُ عَينَي مِثلِهِ الدَمعُ شائِعُ بِأَربَعَةٍ تَنهَلُّ لَمّا تَقَدَّمَت *** بِهِم طُرقٌ شَتّى وَهُنَّ جَوامِعُ وَما خِلتُ بَينَ الحَيِّ حَتّى رَأّيتُهم *** بِبَينونَةَ السُفلى وَهَبَّت سَوافِعُ وَإِنّي لَأَنهى النَفسَ عَنها تَجَمُّلًا *** وَقَلبي إِلَيها الدَهرَ عَطشانُ جائِعُ كَأَنَّ فُؤادي بَينَ شِقَّينِ مِن عَصًا *** حِذارَ وُقوعِ البَينِ وَالبَينُ واقِعُ يَحُثُّ بِهِم حادٍ سَريعٌ نَجاؤُهُ *** وَمُعرىً عَنِ الساقَينِ وَالثَوبُ واسِعُ فَقُلتُ لَها يا نُعمَ حُلّي مَحَلَّنا *** فَإِنَّ الهَوى يا نُعمَ وَالعَيشُ جامِعُ فَقالَت وَعَيناها تَفيضانِ عَبرَةً *** بِأَهلِيَ بَيِّن لي مَتى أَنتَ راجِعُ فَقُلتُ لَها تَاللَهِ يَدري مُسافِرٌ *** إِذا أَضمَرَتهُ الأَرضُ ما اللَهُ صانِعُ فَشَدَّت عَلى فيها اللِثامَ وَأَعرَضَت *** وَأَمعَنَ بِالكُحلِ السَحيقِ المَدامِعُ وَإِنّي لِعَهدِ الوُدِّ راعٍ وَإِنَّني *** بِوَصلِكَ ما لَم يَطوِني المَوتُ طامِعُ
**************** إِنَّ الفُؤادَ قَد أَمسى هائِمًا كَلِفًا إِنَّ الفُؤادَ قَد أَمسى هائِمًا كَلِفًا *** قَد شَفَّهُ ذِكرُ سَلمى اليَومَ فَانتَكَسا عَناهُ ما قَد عَناهُ مِن تَذَكُّرِها *** بَعدَ السُلُوِّ فَأَمسى القَلبُ مُختَلَسا وَبَعدَما لاحَ شَيبٌ في مَفارِقِهِ *** وَبانَ عَنهُ الصِبا وَالجَهلُ فَانمَلَسا تَذَكَّرَ الوَصلَ مِنها بَعدَما شَحَطَت *** بِها الدِيارُ فَأَمسى القَلبُ مُلتَبَسا فَعَدِّ عَنكَ هُمومَ النَفسِ إِذ طَرَقَت *** وَاشدُد بِرَحلِكَ مِذعانَ السُرى سُدُسا عَيرانَةً عَنتَريسًا ذاتُ مُعجَمَةٍ *** إِذا الضَعيفُ وَنى في السَيرِ أَو رَجَسا تَجتابُ كُلَّ مَطًا ناءٍ مَسافَتُهُ *** وَمَهمَهٍ ما بِهِ حَبسٌ لِمَن حَبَسا إِذا تَرَدّى السَرابُ القورُ فَالتَمَعَت *** أَشباهُ بيضٍ مُلاءٍ لَم تُصِب دَنَسا خاضَت بِنا غَولَهُ وَالعيسُ وانِيَةٌ *** وَقَد تَخَبّى بَها اليَعفورُ فَاكتَنَسا كَأَنَّها بَعدَما طالَ النِجاءُ بِها *** مُحاذِرٌ ظَلَّ يَحدو ذُبَّلًا عُجُسا أَو مُفرَدٌ أَسفَعُ الخَدَّينِ ذو جُدُدٍ *** جادَت لَهُ مِن جُمادى لَيلَةٌ رَجَسا وَباتَ ضَيفًا لِأَرطاةٍ يَلوذُ بِها *** في مُرجَحِنٍّ مَرَتهُ الريحُ فَانبَجَسا حَتّى إِذا لاحَ ضَوءُ الصُبحِ باكَرَهُ *** مُعاوِدُ الصَيدِ يُشلي أَكلُبًا غُبُسا فَانصاعَ وَانصَعنَ أَمثالَ القِداحِ مَعًا *** تَخالُ أَكرُعَها بِالبيدِ مُرتَعَسا ************** لا تَعذِلينِيَ سَلمى اليَومَ وَانتَظِري لا تَعذِلينِيَ سَلمى اليَومَ وَانتَظِري *** أَن يَجمَعَ اللَهُ شَملًا طالَما افتَرَقا إِن شَتَّتَ الدَهرُ شَملًا بَينَ جيرَتِكُم *** فَطالَ في نِعمَةٍ يا سَلمُ ما اتَفَقا وَقَد حَلَلنا بِقَسرِيًّ أَخي ثِقَةٍ *** كَالبَدرِ يَجلو دُجى الظَلماءِ وَالأُفُقا لايُجبَرُ الناسُ شَيئًا هاضَهُ أَسَدٌ *** يَومًا وَلا يَرتَقونَ الدَهرَ ما فَتَقا كَم مِن ثَناءٍ عَظيمٍ قَد تَدارَكَهُ *** وَقَد تَفاقَمَ فيهِ الأَمرُ وَانخَرَقا -------------
_________________ | |
|
| |
Amer-H صديق فيروزي متميز جدا
علم الدولة : الجنس : المشاركات : 9804 الإقامة : Sweden العـمل : IT-computer المزاج : Good السٌّمعَة : 316 التسجيل : 09/02/2007
| موضوع: من قصائد : الأُحَيمِر السَعدي الخميس أبريل 10, 2014 5:20 pm | |
| من قصائد : الأُحَيمِر السَعدي
عَوى الذِئبُ فَاِستَأنَستُ بِالذِئبِ إِذا عَوى عَوى الذِئبُ فَاِستَأنَستُ بِالذِئبِ إِذا عَوى --- وَصَوَّتَ إِنسانٌ فَكِدتُ أَطيرُ يَرى اللَهُ إِنّي لِلأَنيسِ لَكارِهٌ --- وَتُبغِضُهُم لي مُقلَةٌ وَضَميرُ فَلِلَّيلِ إِن واراني اللَيلُ حكمُهُ --- وَلِلشَمسِ إِن غابَت عَلَيَّ نُذورُ وَإِنّي لَأستَحيي مِنَ اللَهِ أَن أُرى --- أُجَرِّرُ حَبلاً لَيسَ فيهِ بَعيرُ وَأَن أَسأَلَ المَرءَ اللَئيمَ بَعيرَهُ --- وَبَعرانُ رَبّي في البِلادِ كَثيرُ لَئِن طالَ لَيلي بِالعِراقِ لَرُبَّما --- أَتى لِيَ لَيلٌ بِالشَآمِ قَصيرُ مَعي فِتيَةٌ بيضُ الوُجوهِ كَأَنَّهُم --- عَلى الرَحلِ فَوقَ الناعِجاتِ بُدورُ أَيا نَخلاتِ الكَرمِ لا زالَ رائِحاً --- عَلَيكُنَّ مُنهَلُّ الغَمامِ مَطيرُ سُقيتُنَّ ما دامَت بِكَرمانَ نَخلَةٌ --- عَوامِرَ تَجري بَينَكُنَّ بُحورُ سُقيتُنَّ ما دامَت بِنجدٍ وَشيجَةٍ --- وَلا زالَ يَسعى بَينَكُنَّ غَديرُ أَلا حَبِّذا الماء الَّذي قابَلَ الحِمى --- وَمُرتَبِعٌ مَن أَهلِنا وَمَصيرُ وَأَيّامُنا بِالمالِكِيَّةِ إِنَّني --- لَهُنَّ عَلى العَهدِ القَديمِ ذَكورُ وَيا نَخلاتِ الكَرخِ لا زالَ ماطِرٌ --- عَلَيكُنَّ مُستَنُّ الرِياحِ ذَرورُ وَما زالَتِ الأَيّامُ حَتّى رَأَيتُني --- بِدَورَقَ مُلقىً بَينَهُنَّ أَدورُ تُذَكِّرُني أَظلالُكُنَّ إِذا دَجَت --- عَلَيَّ ظِلالَ الدَومِ وَهيَ هَجيرُ وَقَد كُنتُ رَملِياً فَأَصبَحتُ ثاوِياً --- بِدَورَقَ مُلقى بَينَهُنَّ أَدورُ وَقَد كُنتُ ذا قُربٍ فَأَصبَحتُ نازِحاً --- بِكَرمانَ مُلقى بَينَهُنَّ أَدورُ وَنُبِّئتُ أَنَّ الحَيَّ سَعداً تَخاذَلوا --- حَماهُم وَهُم لَو يَعصِبونَ كَثيرُ أَطاعوا لِفِتيانِ الصَباحِ لِئامَهُم --- فَذوقوا هَوانَ الحَربِ حَيثُ تَدورُ خَلا الجَوفُ مِن قُتّالِ سَعدٍ فَما بِها --- لِمُستَصرِخٍ يَدعو الثُبورَ نَصيرُ نَظَرتُ بِقصرِ الأَبرَشِيَّةِ نَظرَةً --- وَطَرفي وَراءَ الناظِرينَ بَصيرُ فَرَدَّ عَلَيَّ العَينَ أَن أَنظُرَ القُرى --- قُرى الجَوفِ نَخلٌ مُعرِضٌ وَبُحورُ وَتَيهاءُ يَزوَرُّ القَطا عَن فَلاتها --- إِذا عَسبَلَت فَوقَ المِتانِ حَرورُ كَفى حَزَناً أنَّ الحِمارَ بنَ بَحدَلٍ --- عَلَيَّ بِأَكنافِ السَتّارِ أَميرُ وَأَنَّ اِبنَ موسى بائِعَ البَقلِ بِالنَوى --- لَهُ بَينَ بابٍ وَالسِتارِ خَطيرُ وَإِنّي أَرى وَجهَ البُغاةِ مُقاتِلاً --- أُدَيرَةَ يَسدي أَمرَنا وَيُنيرُ هَنيئاً لِمَحفوظٍ عَلى ذاتِ بَينِنا --- وَلِاِبنِ لَزازٍ مَغنَمٌ وَسُرورُ أَناعيمُ يَحويهِنَّ بِالجَرَعِ الغَضا --- جَعابيبُ فيها رِثَّةٌ وَدُثورُ ------------- أَراني وَذِئبَ القَفرِ إِلَفَينِ بَعدَما أَراني وَذِئبَ القَفرِ إِلَفَينِ بَعدَما --- بَدَأنا كِلانا يَشمَئِزُّ وَيُذعَرُ تَأَلَّفَني لَمّا دَنا وَأَلِفتُهُ --- وَأمكَنَني لِلرَميِ لَو كُنتُ أَغدِرُ وَلَكِنَّني لَم يَأتَمِنّي صاحِبٌ --- فَيَرتابَ بي ما دامَ لا يَتَغَيَّرُ ------------- قُل لِلُصوصِ بَني اللَخناءِ يَحتَسِبوا قُل لِلُصوصِ بَني اللَخناءِ يَحتَسِبوا --- بَزَّ العِراقِ وَيَنسوا طُرفَةَ اليَمَنِ وَيَترُكو الخَزَّ وَالديباجَ يَلبَسُهُ --- بيضُ المَوالي ذَوو الأَعناقِ وَالعُكَنِ أَشكوإلى اللَه صَبري عَن زَوامِلِهِم --- وَما أُلاقي إِذا مَرَّت مِنَ الحَزَنِ لَكِن لَيالِيَ نَلقاهُم فَنَسلِبَهُم --- سَقياً لِذاكَ زَماناً كانَ مِن زَمَنِ فَرُبَّ ثَوبٍ كَريمٍ كُنتُ آخِذَهُ --- مِنَ القِطارِ بِلا نَقَدٍ وَلا ثَمَنِ
_________________ | |
|
| |
Amer-H صديق فيروزي متميز جدا
علم الدولة : الجنس : المشاركات : 9804 الإقامة : Sweden العـمل : IT-computer المزاج : Good السٌّمعَة : 316 التسجيل : 09/02/2007
| موضوع: من قصائد : مالك بن الريب الخميس أبريل 10, 2014 6:44 pm | |
| من قصائد : مالك بن الريب
وَلَقَد قُلتُ لابنَتي وَهيَ تَكوي وَلَقَد قُلتُ لابنَتي وَهيَ تَكوي --- بِدَخيلِ الهُمومِ قَلباً كَئيبا وَهيَ تَذري مِنَ الدُموعِ عَلى الخَدْ --- دَينِ مِن لَوعَةِ الفِراقِ غُروبا عَبراتٍ يَكدنَ يَجرَحنَ ما جُز --- نَ بِهِ أَو يَدَعنَ فيهِ نُدوبا حَذَرَ الحَتفِ أَن يصيبَ أَباها --- وَيُلاقي في غَيرِ أَهلٍ شَعوبا أُسكُتي قَد حَزَزتِ بِالدَمعِ قَلبي --- طالَما حَزَّ دَمعُكُنَّ القُلوبا فَعَسى اللَّهُ أَن يُدافِعَ عَنّي --- رَيبَ ما تَحذرينَ حَتّى أَؤوبا لَيسَ شَيءٌ يَشاؤُهُ ذو المَعالي --- بعَزيزٍ عَلَيهِ فَاِدعي المُجيبا وَدَعي أَن تُقَطّعي الآنَ قَلبي --- أَو تريني في رِحلَتي تَعذيبا أَنا في قَبضَةِ الإِلَهِ إِذا كُن --- تُ بَعيداً أَو كُنتُ مِنكِ قَريبا كَم رَأَينا اِمرأً أَتى مِن بَعيدٍ --- وَمُقيماً على الفِراشِ أُصيبا وَدَعيني مِن اِنتِحابِكِ إِنّي --- لا أُبالي إِذا اِعتَزَمتُ النَحيبا حَسبِيَ اللَّهُ ثُمَّ قَرَّبتُ لِلسَي --- رِ عَلاةً أَنجِب بِها مَركوبا
---------------- أَذِئبَ الغَضا قَد صِرتَ لِلناسِ ضِحكَة أَذِئبَ الغَضا قَد صِرتَ لِلناسِ ضِحكَة --- تغادى بِها الرُكبانُ شَرقاً إِلى غَربِ فَأَنتَ وَإِن كُنتَ الجَريءَ جَنانُهُ --- مُنيتَ بِضِرغامٍ مِن الأسدِ الغُلبِ بِمَن لا يَنامُ الليلَ إِلا وَسَيفُهُ --- رَهينَةُ أَقوامٍ سِراعٍ إِلى الشَّغبِ أَلَم تَرَني يا ذِئبُ إِذ جِئتَ طارِقاً --- تُخاتِلُني أَنّي اِمرؤٌ وافِرُ اللُّبِّ زَجَرتُكَ مَرّاتٍ فَلَمّا غَلَبتَني --- وَلَم تَنزَجِر نَهنَهتُ غَربَكَ بِالضَربِ فَصِرتَ لُقىً لما عَلاكَ اِبنُ حُرَّةٍ --- بِأَبيَضَ قَطّاعٍ يُنَجّي مِنَ الكَربِ أَلا رُبَّ يَوم ريبَ لَو كُنتَ شاهِداً --- لَهالَكَ ذِكري عِندَ مَعمَعَةِ الحَربِ وَلَستَ تَرى إِلا كَمِيّاً مُجَدَّلاً --- يَداهُ جَميعاً تَثبُتانِ مِنَ التُّربِ وَآخَرَ يَهوي طائِرَ القَلبِ هارِباً --- وَكُنتُ اِمرأً في الهَيجِ مُجتَمعَ القَلبِ أصولُ بِذي الزرَّينِ أَمشي عِرضنَةً --- إِلى المَوتِ وَالأَقرانُ كَالإِبِلِ الجُربِ أَرى المَوتَ لا أَنحاشُ عَنهُ تَكَرُّماً --- وَلَو شِئتُ لَم أَركَب عَلى المَركَبِ الصَعبِ وَلَكِن أَبَت نَفسي وَكانَت أَبِيَّةً --- تَقاعَسُ أَو يَنصاعُ قَومٌ مِنَ الرُعبِ -------------------- إِنّي لأَستَحيي الفَوارِسَ أَن أُرى إِنّي لأَستَحيي الفَوارِسَ أَن أُرى --- بِأَرضِ العِدا بَوَّ المَخاضِ الرَوائِمِ وَإِنّي لأَستَحيي إِذا الحَربُ شَمَّرَت --- أَنِ ارخيَ دونَ الحَربِ ثوبَ المُسالِمِ وَما أَنا بِالنائي الحَفيظَةِ في الوَغى --- وَلا المُتَّقي في السِلمِ جَرَّ الجَرائِمِ وَلا المُتَأَنّي في العَواقِبِ لِلَّذي --- أهمُّ بِهِ مِن فاتِكاتِ العَزائِمِ وَلَكِنَّني مُستَوحِدُ العَزمِ مُقدِمٌ --- عَلى غَمراتِ الحادِثِ المُتَفاقِمِ قَليلُ اِختِلافِ الرَأي في الحَربِ باسِلٌ --- جَميعُ الفُؤادِ عِندَ حَلِّ العَظائِمِ -------------------- لَو كُنتُم تُنكِرونَ الغَدرَ قُلتُ لَكُم لَو كُنتُم تُنكِرونَ الغَدرَ قُلتُ لَكُم --- يا آلَ مَروانَ جاري مِنكُم الحَكَمُ وَأَتقيكُم يَمينَ اللَّهِ ضاحِيَةً --- عِندَ الشُهودِ وَقَد تُوفي بِها الذِّمَمُ لا كُنتُ أَحدَثتُ سوءاً في إِمارَتِكُم --- وَلا الَّذي فاتَ مِنِّي قَبلَ ينتقمُ نَحنُ الَّذينَ إِذا خِفتُم مُجَلِّلَةً --- قُلتُم لَنا إِنَّنا مِنكُم لِتَعتَصِموا حَتّى إِذا اِنفَرَجَت عَنكُم دُجُنَّتها --- صِرتُم كَجَذمٍ فَلا إِلٌّ وَلا رَحِمُ --------------------
_________________ | |
|
| |
Amer-H صديق فيروزي متميز جدا
علم الدولة : الجنس : المشاركات : 9804 الإقامة : Sweden العـمل : IT-computer المزاج : Good السٌّمعَة : 316 التسجيل : 09/02/2007
| موضوع: من أقوال: شِظاظُ الضَّبّيُّ الخميس أبريل 10, 2014 7:03 pm | |
| من أقوال: شِظاظُ الضَّبّيُّ
اللَهُ نَجّاكَ مِنَ القَصيمِ --- وَبطنِ فَلجٍ وَبَني تَميمِ وَمِن أَبي حَردَبَةَ الأَثيمِ --- وَما لِكٍ وَسَيفِهِ المَسمومِ وَمِن شِظاظَ الأَحمَرَ الزَنيمِ --- وَمِن غَوَيثٍ فاتِحِ العُكومِ -------------
رَبِّ عَجوزٍ مِن نُمَيرٍ شَهبَرَه --- عَلَّمتُها الإِنقاضَ بَعدَ القَرقَرَه
_________________ | |
|
| |
Amer-H صديق فيروزي متميز جدا
علم الدولة : الجنس : المشاركات : 9804 الإقامة : Sweden العـمل : IT-computer المزاج : Good السٌّمعَة : 316 التسجيل : 09/02/2007
| موضوع: يَـعْـلَى الأحول الأَزْدِي الخميس أبريل 10, 2014 7:24 pm | |
| يَـعْـلَى الأحول الأَزْدِي
أَرِقتُ لِبَرقٍ دونَهُ شَدَوانِ أَرِقتُ لِبَرقٍ دونَهُ شَدَوانِ --- يَمانٍ وَأَهوى البَرقَ كُلَّ يَمانِ فَبِتُّ لَدى البَيتِ الحَرامِ أَشيمُهُ --- وَمَطوايَ مِن شَوقٍ لَهُ أَرِقانِ إِذا قُلتُ شيماهُ يَقولانِ وَالهَوى --- يُصادِفُ مِنّا بَعضَ ما يَرَيانِ جَرى مِنهُ أَطرافَ الشَرى فَمُشَيِّعٍ --- فَأَبيانَ فَالحَيّانِ مِن دِمِرانِ فَمَرّانَ فَالأَقباصِ أَقباصِ أَملَجٍ --- فَماوانَ مِن واديهِما شَطَنانِ هُنالِكَ لَو طَوَّفتُما لَوَجَدتُما --- صَديقاً مِنِ اِخوانٍ بِها وَغَوانِ وَعَزفَ الحَمامِ الوُرقِ في ظِلِّ أَيكَةٍ --- وَبِالحَيِّ ذو الرودَينِ عَزفَ قِيانِ أَوَيحَكُما يا واشِيَي أُمِّ مَعمَرٍ --- بِمَن وَإِلى مَن جِئتُما تَشِيانِ بِمَن لَو أَراهُ عانِياً لَفَدَيتُهُ --- وَمَن لَو رَآني عانِياً لَفَداني أَلا لَيتَ حاجاتي اللَواتي حَبَسنَني --- لَدى نافعٍ قُضّينَ مَنذُ زَمانِ وَما بي بُغضٌ لِلبِلادِ وَلا قِلىً --- وَلَكِنَّ بَرقاً في الحِجازِ دَعاني فَلَيتَ القِلاصَ الأُدمَ قَد وَخَدَت بِنا --- بِوادِ يَمانٍ ذي رُبىً وَمَحانِ بِوادٍ يمان يُنبِتُ السِدرَ صَدرُهُ --- وأَسفَلُهُ بِالمَرخِ وَالشَبُهانِ يُدافِعُنا مِن جانِبَيهِ كِلَيهِما --- غَريفانِ مِن طَرفائِهِ هَدِبانِ وَلَيتَ لَنا بِالجَوزِ وَاللَوزِ غيلَة --- جَناها لَنا مِن بَطنِ حَليَةَ دانِ وَلَيتَ لَنا بِالديكِ مُكّاءَ رَوضَةٍ --- عَلى فَنَنٍ مِن بَطنِ حَليَةَ دانِ وَلَيتَ لَنا مِن ماءِ زَمزَمَ شَربَةً --- مُبَرَّدَةً باتَت عَلى طَهَيانِ
_________________ | |
|
| |
Amer-H صديق فيروزي متميز جدا
علم الدولة : الجنس : المشاركات : 9804 الإقامة : Sweden العـمل : IT-computer المزاج : Good السٌّمعَة : 316 التسجيل : 09/02/2007
| موضوع: من قصائد : مالك بن حريم الهمداني الخميس أبريل 10, 2014 7:39 pm | |
| من قصائد : مالك بن حريم الهمداني
إِذا سَأَلَتكَ نَفسُكَ أَن تَرانا إِذا سَأَلَتكَ نَفسُكَ أَن تَرانا --- بِمُلكِ الجَوفِ النِجادا تَرانا بِالقَرارَةِ غَيرَ شَكٍّ --- نُقَوِّدُها مُسَوَّمَةً جِيادا عَلَينا كُلُّ فَضفاضٍ دِلاصٍ --- وَأَسيافٌ وَرَثناهُنَّ عادا سَنَحمي الجَوفَ ما دامَت مَعينٌ --- بِأَسفَلِهِ مُقابِلَةً عُرّادا وَنُلحِقُ مَن يُزاحِمُنا عَلَيهِ --- بِأَعراضِ اليَمامَةِ أَو جُرّادا نَبيتُ مَعَ الثَعالِبِ حَيثُ باتَت --- وَنَجعَلُ صَمغَ عُرفُطِهِنَّ زادا -------------- أُنبِئتُ وَالأَيامُ ذاتُ تَجارِبٍ أُنبِئتُ وَالأَيامُ ذاتُ تَجارِبٍ --- وَتُبدي لَكَ الأَيّامُ ما لَستَ تَعلَمُ بِأَنَّ ثَراءَ المالِ يَنفَعُ رَبَّهُ --- وَيُثني عَلَيهِ الحَمدَ وَهوَ مُذَمَّمُ وَإِنَّ قَليلَ المالِ لِلمَرءِ مُفسِدٌ --- يِحِزُّكُما حَزَّ القَطيعُ المُحَرَّمُ يَرى دَرَجاتِ المَجدِ لا يَستَطيعُها --- وَيَقعُدُ وَسطَ القَومِ لا يَتَكَلَّمُ -------------- تَدارَكَ فَضلي الأَنعَمِيُّ وَلَم يَكُن تَدارَكَ فَضلي الأَنعَمِيُّ وَلَم يَكُن --- بِذي نِعمَةٍ عِندي وَلا بِخَليلِ فَقُلتُ لَهُ قَولاً فَأُلفيتُ عِندَهُ --- وَكُنتُ حَرياً أَن أُصَدِّقَ قيلي أَجودُ عَلى العافي وَأَحذَرُ ذَمَّهُ --- إِذا ضَنَّ بِالمَعروفِ كُلُّ بَخيلِ بِذَلِكَ وَصّاني حَريمُ بِنُ مالِكٍ --- وَإنَّ قَليلَ الذَمِّ غَيرُ قَليلِ -------------- سائِل بني ثَورٍ فَهَل لاقاكُمُ سائِل بني ثَورٍ فَهَل لاقاكُمُ --- يَومَ العُروبَةِ جَحفَلٌ خَطّابُ مُتَشَنِّعونَ لِأَن يَشِنّوا غارَةً --- بيضُ الصَوارِمِ فيهُمُ وَالغابُ وَأَغَرُّ مُنخَرِقُ القَميصِ سمَيدَعٌ --- يَدعو لِيَغزو ظالِماً فَيُجابُ مُتَعَمِّمٌ بِالشَرِّ مُؤتَزِرٌ بِهِ --- ضَرِمُ الشَذاةِ قُضاقِضٌ قَصّابُ قَد مَدَّ أَرسانَ الجِيادِ مِنَ الوَجى --- فَكَأَنَّما أَرسانُها أَطنابُ
_________________ | |
|
| |
| شعراء الصعاليك | |
|