قصيدة في إقامة اليعازر من الموت
الشاعر جرجس عيسى اللبناني
اليوم أعجبُ كل يومٍ يومٍ معجبِ
اليوم أعجبُ كل يومٍ يومٍ معجبِ ... بقيامة الموتى بأَمرٍ مرهبِ
علم العليم بأن عازر قد غُدِر ... ولهُ من الايام اربعةٌ قُبر
نبَّا التلامذة الكرامَ المقتدِر ... وسرى الى عنيا بأحفل موكبِ
لاقتهُ مرتا تذرف الدمع السخي ... وتصيح ويحي قد فقدتك يا أخي
نادى بها المولى دموعَكَِ فانسخي ... سيقوم عازرُ عاجلاً لا تعجبي
قالت لهُ ربي كنورٍِ مشرقِ ... يوم القيامة سوف معهُ نلتقي
فأَجابها نوري تبلَّج حقَّقي ... والآن ينهض فاسكني لا ترعبي
فجثت على قدميهِ تنثر شعرها ... وتنوح ناديةَ وتقرع صدرها
ولذاك باركها وشرَّف قدرها ... وغدت مثالاً ثابتاً لم يذهبِ
قالت لهُ ربّي لو أنك عندنا ... ما كان عازرُ خلَّف البلوى لنا
اضحى بحفرتهِ ضجيعاً منتنا ... والنطقُ منهُ صار اصعب مطلبِ
قال القدير لقد تسامت قدرتي ... والكون اجمعُ تحت راية إمرتي
فضعي الأَمانة بي تسرُّك دعوتي .. كَوني صدوق القول غير مكذَّبِ
قالت اصدّق انك المولى القدير ... ذو السلطة العظمى على العرش المنير
فارحم فؤادي واجبر القلب الكسير ... وادعُ الحبيب أخي بقولٍ موجبِ
يسأَل الجموع فأَين عازر يا ترى ... وهو الذي بيمينهِ خلق الورى
وسرى اليهِ سريَ حدٍّ كي يرى ... وبكى لعودتهِ لدار تعذّبِ
أبدى الدعا نحو السما مستحسنا ... أَن يُنهضَ الميتَ الدفينَ المنتنا
ثم انثنى نحو الضريح وأَعلنا ... عازارُ قُم قم من ضريحك واذهبِ
لبَّى لعازر للمخلّص قائماً ... حيًّا كمن كان ارتضاءً نائما
ومضوا بعازر وهو يشدو دائما ... حمدَ المقيم لهُ بصوتٍ معجبِ