| من روائع القصائد في الشعر العربي | |
|
|
|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
Bassel-a صديق فيروزي
الجنس : المشاركات : 665 العـمر : 35 الإقامة : سوريا العـمل : طالب علم المزاج : رواق السٌّمعَة : 6 التسجيل : 26/02/2007
| موضوع: من روائع القصائد في الشعر العربي الخميس يوليو 25, 2013 11:33 am | |
|
لامية ابن الوردي
اعتزل ذكـر الأغانـي والغـزل --- وقل الفصل وجانب مـن هـزل ودع الذكـرى لأيـام الصبـا --- فلأيـام الصبـا نجـمٌ أفــل إن أهنـا عيـشـة قضّيتـهـا --- ذهبـت لذاتهـا والإثـم حـل واتـرك الغـادة لا تحفـل بهـا --- تُمس فـي عـز وترفـع وتُجـل وافتكر في منتهى حسـن الـذي --- أنت تهـواه تجـد أمـراً جلـل واهجر الخمرة إن كنـت فتـى --- كيف يسعى في جنون من عقـل واتـق الله فتـقـوى الله مــا --- جاورت قلب امرئ إلا وصـل ليس من يقطـع طُرقـاً بطـلاً --- إنمـا مـن يتقـي الله البـطـل صدق الشرع ولا تركـن إلـى --- رجل يرصد فـي الليـل زحـل حارت الأفكار في قـدرة مـن --- قد هدانـا سبلنـا عـز وجـل أي بني اسمـع وصايـا جمعـت --- حكماً خُصت بها خيـر الملـل اطلب العلم ولا تكسـل فمـا --- أبعد الخير على أهـل الكسـل واحتفل للفقـه فـي الديـن ولا --- تشتغـل عنـه بمـال وخـوَل واهجر النـوم وحصلـه فمـن --- يعرف المطلوب يحقر مـا بـذل لا تقـل قـد ذهبـت أربابـه --- كل من سار على الدرب وصـل في ازدياد العلـم إرغـام العـدا --- وجمال العلـم إصـلاح العمـل جمـّل المنطـق بالنحـو فمـن --- يُحرم الإعراب بالنطـق اختبـل مات أهل الفضل لم يبق سـوى --- مكرف أو من على الأصل اتكل أنـا لا أختـار تقبيـل يــدٍ --- قطعها أجمل مـن تلـك القبـل إن جزتني عن مديحي صرت فـي --- رقهـا أولا فيكفينـي الخجـل مُلك كسرى تغني عنـه كسـرةٌ --- وعن البحـر اجتـزاء بالوشـل أعذب الألفاظ قولي لـك خـذ --- وَأَمـرُّ اللفـظ نطقـي بلعـل اعتبـر (نحـن قسمنـا بينهـم) --- تلقـه حقـاً وبالحـق نــزل ليس ما يحوي الفتى مـن عزمـه --- لا ولا ما فات يومـاً بالكسـل اطـرح الدنيـا فمـن عاداتهـا --- تخفض العالي وتعلي مـن سفـل عيشة الراغـب فـي تحصيلهـا * عيشة الجاهـد فيهـا أو أقـل كم جهول وهو مسـرٍ مكثـر --- وعليـم مـات منهـا بالعلـل كم شجاع لم ينل فيهـا المنـى --- وجبان نـال غايـات الأمـل أيُ كف لـم تَفـد ممـا تُفـد --- فرماهـا الله مـنـه بالشـلـل لا تقل أصلـي وفصلـي أبـداً --- إنما أصل الفتى مـا قـد حصـل قد يسود المـرء مـن غيـر أبٍ --- وبحسن السبك قد ينفى الزغـل وكذا الورد من الشـوك ومـا --- يطلع النرجـس إلا مـن بصـل قيمـة الإنسـان مـا يحسنـه --- أكثـر الإنسـان منـه أو أقـل اكتـم الأمريـن فقـراً وغنـى --- واكسب الفلس وحاسب من بطل وادَّرع جداً وكـداً واجتنـب --- صحبة الحمقى وأربـاب الخلـل بيـن تبذيـر وبخـل رتـبـةٌ --- وكـلا هذيـن إن دام قـتـل لا تخض في سب سادات مضـوا --- إنهـم ليسـوا بأهـل للـزلـل وتغافـل عـن أمـور إنــه --- لم يفز بالحمـد إلا مـن غفـل ليس يخلو المرء مـن ضـدٍ وإن --- حاول العزلـة فـي رأس جبـل مِل عن النمـام وازجـره فمـا --- بلـغ المكـروه إلا مـن نقـل دار جار السَّـوء بالصبـر وإن --- لم تجد صبراً فما أحلـى النُقـل جانب السلطان واحذر بطشـه --- لا تعانـد مـن إذا قـال فعـل لا تل الحكم وإن هـم سألـوا --- رغبة فيك وخالف مـن عـذل إن نصف النـاس أعـداء لمـن --- ولي الأحكـام هـذا إن عـدل فهـو كالمحبـوس عـن لذاتـه --- وكلا كفيه فـي الحشـر تغـل إن للنقـص والاستثقـال فـي --- لفظة القاضـي لوعظـاً ومثـل لا تـواز لـذة الحكـم بـمـا --- ذاقه الشخص إذا الشخص انعزل فالولايـات وإن طابـت لمـن --- ذاقها فالسـم فـي ذاك العسـل نَصَبُ المنصب أوهـى جلـَدي --- وعنائي مـن مـداراة السِفـل قصِّر الآمال فـي الدنيـا تفـز --- فدليل العقـل تقصيـر الأمـل غِب وزر غِباً تزد حبـاً فمـن --- أكثـر التـرداد أقصـاه الملـل خذ بحد السيف واتـرك غمـده --- واعتبر فضل الفتـى دون الحُلـل لا يضر الفضـلَ إقـلالٌ كمـا --- لا يضر الشمس إطباق الطفـل حبك الأوطـان عجـز ظاهـرٌ --- فاغترب تلقَ عن الأهـل بـدل فبمكـث المـاء يبقـى آسنـاً --- وسُرى البدر به البـدر اكتمـل لا يغرنـك ليـن مـن فـتـى --- إن للحيـات ليـنـاً يعـتـزل أنا مثـل المـاء سهـل سائـغٌ --- ومتـى سُخـن آذى وقـتـل أنا كالخيـزور صعـب كسـره --- وهو لينٌ كيفما شئـت انفتـل غير أني في زمـان مـن يكـن --- فيه ذا مال هو المولـى الأجـل واجب عنـد الـورى إكرامـه --- وقليـل المـال فيهـم يُستقـل كل أهل العصـر غمـرٌ وأنـا --- منهم فاتـرك تفاصيـل الجمـل | |
|
| |
Bassel-a صديق فيروزي
الجنس : المشاركات : 665 العـمر : 35 الإقامة : سوريا العـمل : طالب علم المزاج : رواق السٌّمعَة : 6 التسجيل : 26/02/2007
| موضوع: اِختِلافُ النَهارِ وَاللَيلِ يُنسي / أحمد شوقي الأحد يوليو 28, 2013 1:58 pm | |
|
اِختِلافُ النَهارِ وَاللَيلِ يُنسي أحمد شوقي
اِختِلافُ النَهارِ وَاللَيلِ يُنسي --- اُذكُرا لِيَ الصِبا وَأَيّامَ أُنسي وَصِفا لي مُلاوَةً مِن شَبابٍ --- صُوِّرَت مِن تَصَوُّراتٍ وَمَسِّ عصفتْ كالصَّبا اللعوبِ ومرّت --- سِنة ً حُلوة ً، ولذَّة ُ خَلْس وسلا مصرَ : هل سلا القلبُ عنها--- أَو أَسا جُرحَه الزمان المؤسّي؟ كلما مرّت الليالي عليه --- رقَّ ، والعهدُ في الليالي تقسِّي مُستَطارٌ إذا البواخِرُ رنَّتْ --- أَولَ الليلِ، أَو عَوَتْ بعد جَرْس راهبٌ في الضلوع للسفنِ فَطْن --- كلما ثُرْنَ شاعَهن بنَقسْ يا ابنة َ اليمِّ ، ما أبوكِ بخيلٌ--- ما له مولع بمنع وحبس أَحرامٌ عَلى بَلابِلِهِ الدَو --- حُ حَلالٌ لِلطَيرِ مِن كُلِّ جِنسِ كُلُّ دارٍ أَحَقُّ بِالأَهلِ إِلّا --- في خَبيثٍ مِنَ المَذاهِبِ رِجسِ نَفسي مِرجَلٌ وَقَلبي شِراعٌ --- بِهِما في الدُموعِ سيري وَأَرسي وَاِجعَلي وَجهَكِ الفَنارَ وَمَجرا--- كِ يَدَ الثَغرِ بَينَ رَملٍ وَمَكسِ وَطَني لَو شُغِلتُ بِالخُلدِ عَنهُ--- نازَعَتني إِلَيهِ في الخُلدِ نَفسي وَهَفا بِالفُؤادِ في سَلسَبيلٍ --- ظَمَأٌ لِلسَوادِ مِن عَينِ شَمسِ شَهِدَ اللَهُ لَم يَغِب عَن جُفوني --- شَخصُهُ ساعَةً وَلَم يَخلُ حِسّي يُصبِحُ الفِكرُ وَالمَسَلَّةُ نادي --- هِ وَبِالسَرحَةِ الزَكِيَّةِ يُمسي وَكَأَنّي أَرى الجَزيرَةَ أَيكاً --- نَغَمَت طَيرُهُ بِأَرخَمَ جَرسِ هِيَ بَلقيسُ في الخَمائِلِ صَرحٌ--- مِن عُبابٍ وَصاحَت غَيرُ نِكسِ حَسبُها أَن تَكونَ لِلنيلِ عِرساً--- قَبلَها لَم يُجَنَّ يَوماً بِعِرسِ لَبِسَت بِالأَصيلِ حُلَّةَ وَشيٍ --- بَينَ صَنعاءَ في الثِيابِ وَقَسِّ قَدَّها النيلُ فَاِستَحَت فَتَوارَت--- مِنهُ بِالجِسرِ بَينَ عُريٍ وَلُبسِ وَأَرى النيلَ كَالعَقيقِ بَوادي --- هِ وَإِن كانَ كَوثَرَ المُتَحَسّي اِبنُ ماءِ السَماءِ ذو المَوكِبِ الفَخمِ ---الَّذي يَحسُرُ العُيونَ وَيُخسي لا تَرى في رِكابِهِ غَيرَ مُثنٍ--- بِخَميلٍ وَشاكِرٍ فَضلَ عُرسِ وَأَرى الجيزَةَ الحَزينَةَ ثَكلى--- لَم تُفِق بَعدُ مِن مَناحَةِ رَمسي أَكثَرَت ضَجَّةَ السَواقي عَلَيهِ--- وَسُؤالَ اليَراعِ عَنهُ بِهَمسِ وَقِيامَ النَخيلِ ضَفَّرنَ شِعراً ---وَتَجَرَّدنَ غَيرَ طَوقٍ وَسَلسِ وَكَأَنَّ الأَهرامَ ميزانُ فِرعَو--- نَ بِيَومٍ عَلى الجَبابِرِ نَحسِ أَو قَناطيرُهُ تَأَنَّقَ فيها --- أَلفُ جابٍ وَأَلفُ صاحِبِ مَكسِ رَوعَةٌ في الضُحى مَلاعِبُ جِنٍّ --- حينَ يَغشى الدُجى حِماها وَيُغسي وَرَهينُ الرِمالِ أَفطَسُ إِلّا --- أَنَّهُ صُنعُ جِنَّةٍ غَيرُ فُطسِ تَتَجَلّى حَقيقَةُ الناسِ فيهِ --- سَبُعُ الخَلقِ في أَساريرِ إِنسي لَعِبَ الدَهرُ في ثَراهُ صَبِيّاً --- وَاللَيالي كَواعِباً غَيرَ عُنسِ رَكِبَت صُيَّدُ المَقاديرِ ---عَينَيهِ لِنَقدٍ وَمَخلَبَيهِ لِفَرسِ فَأَصابَت بِهِ المَمالِكَ كِسرى --- وَهِرَقلاً وَالعَبقَرِيَّ الفَرَنسي يا فُؤادي لِكُلِّ أَمرٍ قَرارٌ --- فيهِ يَبدو وَيَنجَلي بَعدَ لَبسِ عَقَلَت لُجَّةُ الأُمورِ عُقولاً --- طالَت الحوتَ طولَ سَبحٍ وَغَسِّ غَرِقَت حَيثُ لا يُصاحُ بِطافٍ--- أَو غَريقٍ وَلا يُصاخُ لِحِسِّ فَلَكٌ يَكسِفُ الشُموسَ نَهاراً--- وَيَسومُ البُدورَ لَيلَةَ وَكسِ وَمَواقيتُ لِلأُمورِ إِذا ما--- بَلَغَتها الأُمورُ صارَت لِعَكسِ دُوَلٌ كَالرِجالِ مُرتَهَناتٌ --- بِقِيامٍ مِنَ الجُدودِ وَتَعسِ وَلَيالٍ مِن كُلِّ ذاتِ سِوارٍ--- لَطَمَت كُلَّ رَبِّ رومٍ وَفُرسِ سَدَّدَت بِالهِلالِ قَوساً وَسَلَّت --- خِنجَراً يَنفُذانِ مِن كُلِّ تُرسِ حَكَمَت في القُرونِ خوفو وَدارا --- وَعَفَت وائِلاً وَأَلوَت بِعَبسِ أَينَ مَروانُ في المَشارِقِ عَرشٌ --- أَمَوِيٌّ وَفي المَغارِبِ كُرسي سَقِمَت شَمسُهُم فَرَدَّ عَلَيها --- نورَها كُلُّ ثاقِبِ الرَأيِ نَطسِ ثُمَّ غابَت وَكُلُّ شَمسٍ سِوى هاتي --- كَ تَبلى وَتَنطَوي تَحتَ رَمسِ وَعَظَ البُحتُرِيَّ إيوانُ كِسرى--- وَشَفَتني القُصورُ مِن عَبدِ شَمسِ رُبَّ لَيلٍ سَرَيتُ وَالبَرقُ طِرفي--- وَبِساطٍ طَوَيتُ وَالريحُ عَنسي أَنظِمُ الشَرقَ في الجَزيرَةِ بِالغَر --- بِ وَأَطوي البِلادَ حَزناً لِدَهسِ في دِيارٍ مِنَ الخَلائِفِ دَرسٍ --- وَمَنارٍ مِنَ الطَوائِفِ طَمسِ وَرُبىً كَالجِنانِ في كَنَفِ الزَيتو --- نِ خُضرٍ وَفي ذَرا الكَرمِ طُلسِ لَم يَرُعني سِوى ثَرىً قُرطُبِيٍّ --- لَمَسَت فيهِ عِبرَةَ الدَهرِ خَمسي يا وَقى اللَهُ ما أُصَبِّحُ مِنهُ --- وَسَقى صَفوَةَ الحَيا ما أُمَسّي قَريَةٌ لا تُعَدُّ في الأَرضِ كانَت --- تُمسِكُ الأَرضَ أَن تَميدَ وَتُرسي غَشِيَت ساحِلَ المُحيطِ وَغَطَّت --- لُجَّةَ الرومِ مِن شِراعٍ وَقَلسِ رَكِبَ الدَهرُ خاطِري في ثَراها --- فَأَتى ذَلِكَ الحِمى بَعدَ حَدسِ فَتَجَلَّت لِيَ القُصورُ وَمَن في --- ها مِنَ العِزِّ في مَنازِلَ قُعسِ ما ضَفَت قَطُّ في المُلوكِ عَلى نَذ --- لِ المَعالي وَلا تَرَدَّت بِنَجسِ وَكَأَنّي بَلَغتُ لِلعِلمِ بَيتاً --- فيهِ ما لِلعُقولِ مِن كُلِّ دَرسِ قُدُساً في البِلادِ شَرقاً وَغَرباً--- حَجَّهُ القَومُ مِن فَقيهٍ وَقَسِّ وَعَلى الجُمعَةِ الجَلالَةُ وَالنا ---صِرُ نورُ الخَميسِ تَحتَ الدَرَفسِ يُنزِلُ التاجَ عَن مَفارِقِ دونٍ--- وَيُحَلّى بِهِ جَبينَ البِرِنسِ سِنَةٌ مِن كَرىً وَطَيفُ أَمانٍ --- وَصَحا القَلبُ مِن ضَلالٍ وَهَجسِ وَإِذا الدارُ ما بِها مِن أَنيسٍ --- وَإِذا القَومُ ما لَهُم مِن مُحِسِّ وَرَقيقٍ مِنَ البُيوتِ عَتيقٌ --- جاوَزَ الأَلفَ غَيرَ مَذمومِ حَرسِ أَثَرٌ مِن مُحَمَّدٍ وَتُراثٌ --- صارَ لِلروحِ ذي الوَلاءِ الأَمَسِّ بَلَغَ النَجمَ ذِروَةً وَتَناهى --- بَينَ ثَهلانَ في الأَساسِ وَقُدسِ مَرمَرٌ تَسبَحُ النَواظِرُ فيهِ --- وَيَطولُ المَدى عَلَيها فَتُرسي وَسَوارٍ كَأَنَّها في اِستِواءٍ --- أَلِفاتُ الوَزيرِ في عَرضِ طِرسِ فَترَةُ الدَهرِ قَد كَسَت سَطَرَيها --- ما اِكتَسى الهُدبُ مِن فُتورٍ وَنَعسِ وَيحَها كَم تَزَيَّنَت لِعَليمٍ --- واحِدِ الدَهرِ وَاِستَعدَت لِخَمسِ وَكَأَنَّ الرَفيفَ في مَسرَحِ العَي --- نِ مُلاءٌ مُدَنَّراتُ الدِمَقسِ وَكَأَنَّ الآياتِ في جانِبَيهِ --- يَتَنَزَّلنَ في مَعارِجِ قُدسِ مِنبَرٌ تَحتَ مُنذِرٍ مِن جَلالٍ --- لَم يَزَل يَكتَسيهِ أَو تَحتَ قُسِّ وَمَكانُ الكِتابِ يُغريكَ رَيّا --- وَردِهِ غائِباً فَتَدنو لِلَمسِ صَنعَةُ الداخِلِ المُبارَكِ في الغَر --- بِ وَآلٍ لَهُ مَيامينَ شُمسِ مَن لِحَمراءَ جُلِّلَت بِغُبارِ ال --- دَهرِ كَالجُرحِ بَينَ بُرءٍ وَنُكسِ كَسَنا البَرقِ لَو مَحا الضَوءُ لَحظاً --- لَمَحَتها العُيونُ مِن طولِ قَبسِ حِصنُ غِرناطَةَ وَدارُ بَني الأَح --- مَرِ مِن غافِلٍ وَيَقظانَ نَدسِ جَلَّلَ الثَلجُ دونَها رَأسَ شيرى --- فَبَدا مِنهُ في عَصائِبَ بِرسِ سَرمَدٌ شَيبُهُ وَلَم أَرَ شَيباً --- قَبلَهُ يُرجى البَقاءَ وَيُنسي مَشَتِ الحادِثاتُ في غُرَفِ الحَم --- راءِ مَشيَ النَعِيِّ في دارِ عُرسِ هَتَكَت عِزَّةَ الحِجابِ وَفَضَّت--- سُدَّةَ البابِ مِن سَميرٍ وَأُنسِ عَرَصاتٌ تَخَلَّتِ الخَيلُ عَنها--- وَاِستَراحَت مِن اِحتِراسٍ وَعَسِّ وَمَغانٍ عَلى اللَيالي وِضاءٌ --- لَم تَجِد لِلعَشِيِّ تَكرارَ مَسِّ لا تَرى غَيرَ وافِدينَ عَلى التا--- ريخِ ساعينَ في خُشوعٍ وَنَكسِ نَقَّلوا الطَرفَ في نَضارَةِ آسٍ --- مِن نُقوشٍ وَفي عُصارَةِ وَرسِ وَقِبابٍ مِن لازَوَردٍ وَتِبرٍ --- كَالرُبى الشُمِّ بَينَ ظِلٍّ وَشَمسِ وَخُطوطٍ تَكَفَّلَت لِلمَعاني --- وَلِأَلفاظِها بِأَزيَنَ لَبسِ وَتَرى مَجلِسَ السِباعِ خَلاءً--- مُقفِرَ القاعِ مِن ظِباءٍ وَخَنسِ لا الثُرَيّا وَلا جَواري الثُرَيّا --- يَتَنَزَّلنَ فيهِ أَقمارَ إِنسِ مَرمَرٌ قامَتِ الأُسودُ عَلَيهِ --- كَلَّةَ الظُفرِ لَيِّناتِ المَجَسِّ تَنثُرُ الماءَ في الحِياضِ جُماناً --- يَتَنَزّى عَلى تَرائِبَ مُلسِ آخَرَ العَهدِ بِالجَزيرَةِ كانَت --- بَعدَ عَركٍ مِنَ الزَمانِ وَضَرسِ فَتَراها تَقولُ رايَةُ جَيشٍ --- بادَ بِالأَمسِ بَينَ أَسرٍ وَحَسِّ وَمَفاتيحُها مَقاليدُ مُلكٍ --- باعَها الوارِثُ المُضيعُ بِبَخسِ خَرَجَ القَومُ في كَتائِبَ صُمٍّ ---عَن حِفاظٍ كَمَوكِبِ الدَفنِ خُرسِ رَكِبوا بِالبِحارِ نَعشاً وَكانَت --- تَحتَ آبائِهِم هِيَ العَرشُ أَمسِ رُبَّ بانٍ لِهادِمٍ وَجَموعٍ --- لِمُشِتٍّ وَمُحسِنٍ لِمُخِسِّ إِمرَةُ الناسِ هِمَّةٌ لا تَأَنّى --- لِجَبانٍ وَلا تَسَنّى لِجِبسِ وَإِذا ما أَصابَ بُنيانَ قَومٍ --- وَهيُ خُلقٍ فَإِنَّهُ وَهيُ أُسِّ يا دِياراً نَزَلتُ كَالخُلدِ ظِلّاً --- وَجَنىً دانِياً وَسَلسالَ أُنسِ مُحسِناتِ الفُصولِ لا ناجِرٌ في --- ها بِقَيظٍ وَلا جُمادى بِقَرسِ لا تَحِشَّ العُيونُ فَوقَ رُباها --- غَيرَ حورٍ حُوِّ المَراشِفِ لُعسِ كُسِيَت أَفرُخي بِظِلِّكِ ريشاً --- وَرَبا في رُباكِ وَاِشتَدَّ غَرسي هُم بَنو مِصرَ لا الجَميلُ لَدَيهِمُ --- بِمُضاعٍ وَلا الصَنيعُ بِمَنسي مِن لِسانٍ عَلى ثَنائِكِ وَقفٌ ---وَجَنانٍ عَلى وَلائِكِ حَبسِ حَسبُهُم هَذِهِ الطُلولُ عِظاتٍ --- مِن جَديدٍ عَلى الدُهورِ وَدَرسِ وَإِذا فاتَكَ اِلتِفاتٌ إِلى الما --- ضي فَقَد غابَ عَنكَ وَجهُ التَأَسّي
| |
|
| |
Bassel-a صديق فيروزي
الجنس : المشاركات : 665 العـمر : 35 الإقامة : سوريا العـمل : طالب علم المزاج : رواق السٌّمعَة : 6 التسجيل : 26/02/2007
| موضوع: نونية أبي الفتح البستي الثلاثاء يوليو 30, 2013 10:47 am | |
| أبو الفتح البستي هوعلي بن محمد من بلدة بست في بلاد أفغان وهو من شعراء القرن الرابع بدأ حياته معلما للصبيان في بلدته ثم عمل كاتبا في بلاط الدولة الغزنوية ارتحل إلى مدينة بخارى في أوزبكستان وفيها توفي عام 400 هجري. شاعر بارع وكاتب مجيد يهتم كثيرا بتجويد ألفاضه في نثره وشعره كان أبو الفتح شاعر عصره، وكاتب دهره، وأديب زمانه، في النظم والنثر كما شهد له بذلك معاصروه؛ وله شعر رائق تكثر فيه الحكم والمعاني البديعة، كما تشيع فيه الصنعة البلاغية العذبة، وله ديوان شعر مطبوع، وله مدائح كثيرة في الإمام الشافعي ، وله (شرح مختصر الجويني) في فقه السادة الشافعية، ذكره له صاحب (كشف الظنون). وله نثر رائع بديع، يكثر فيه التجنيس والتبديع، فمن أقواله الحكيمة التي جرت مجرى الأمثال: من أصلح فاسده، أرغم حاسده. من أطاع غضبه، أضاع أدبه. عادات السادات، سادات العادات. من سعادة جَدِّك، وقوفك عند حدك. الفهم شعاع العقل. حد العفاف، الرضا بالكفاف. المنية تضحك من الأُمنيَّة. الدعة، رائد الضعة. من حسنت أطرافه، حسنت أوصافه. أحصن الجُنَّة، لزوم السنة. العقل، جهبذ النقل. الإنصاف، أحسن الأوصاف. إذا بقي ما قاتك، فلا تأس على ما فاتك. وقد ترجم له صاحبه الإمام الأديب المؤرخ أبو منصور الثعالبي، في كتابه (يتيمة الدهر في محاسن أهل العصر)، في اثنتين وثلاثين صفحة، فأطنب وأسهب في مدحه والثناء عليه، وأورد من نثره العالي وشعره البديع في مختلف الأغراض الشيء الكثير. (وأكثر أشعار أبي الفتح البستي مقطعات، وأبياتها أبيات القصائد، وفرائد القلائد، وأطول قصائده وأشهرها قافيته النونية في الأمثال، يستهيم في حفظها وروايتها أهل الأدب، يعنى بها الناس حتى الصبيان في المكتب، ومطلعها: (زيادة المرء في دنياه نقصان). وقد شرحها غير واحد من العلماء، وممن شرحها ذو النون بن أحمد السرماري البخاري ثم العينتابي، المتوفى سنة 677، وترجمت إلى الفارسية، ذكر ذلك صاحب كشف الظنون. .................. نونية أبي الفتح البستي
زيـادَةُ المَرء فـي دُنيـاهُ نقصـانُ ...... وربْحُـهُ غَيرَ محض الخَير خُسـرانُ وكُل وِجـدانِ حَظٍّ لا ثَبـاتَ لَـهُ...... فإنَّ مَعنـاهُ فـي التَّحقيق فُقْـدانُ يا عامِـراً لخَـرابِ الدَّهرِ مُجتهِـداً...... باللهِ هـل لخَـرابِ العمر عُمـرانُ ويا حَريـصاً على الأموالِ تَجمَعُهـا...... أُنْسِيـتَ أنَّ سُرورَ المـالِ أحْـزانُ
زَعِ الفـؤادَ عـنِ الدُّنيـا وزينتهـا ......فصَفْوُها كَدَرٌ والوَصـلُ هِجْـرانُ وأَرعِ سَمعَـكَ أمثـالاً أُفَـصِّـلُها ...... كمـا يُفَصَّـلُ يَاقـوتٌ ومَرْجـانُ أحسِنْ إلـى النّـاسِ تَستَعبِدْ قُلوبَهُمُ ...... فطالَمـا استعبدَ الإنسـانَ إحسانُ يا خادمَ الجسم كم تشقـى بِخدمته ...... أتطلب الربح فيمـا فيـه خسرانُ
أقبل على النفس واستكمل فضائلها ...... فأنـت بالنفس لا بالجسم إنسـان وإنْ أسـاءَ مُسـيءٌ فلْيَكنْ لكَ في ...... عُـروضِ زَلَّتِهِ صَفْـحٌ وغُفـرانُ وكُنْ علـى الدَّهر مِعواناً لـذي أمَلٍ ...... يَرجـو نَداكَ فإنَّ الحُـرَّ مِعْـوانُ واشدُدْ يَدْيـكَ بحَبـلِ الله مُعتَصِمـاً ...... فإنَّـهُ الرُّكْنُ إنْ خانَتْـكَ أركـانُ
مَـنْ يَتَّقِ الله يُحْمَـدُ فـي عَواقِبِـه ...... وَيكفِهِ شَرَّ مَـنْ عزُّوا ومَـنْ هانُوا مَـنِ استعـانَ بغَيرِ اللهِ فـي طَلَـبٍ ...... فـإنَّ ناصِـرَهُ عَجـزٌ وخِـذْلانُ مـن كان للخير منّاعـا فليس لـه ...... علـى الحقيقة إخـوان وأَخـدانُ مـَنْ جادَ بالمـالِ مالَ النَّاسُ قاطِبَـة ...... إلَيـهِ والمـالُ للإنسـان فَتّـانُ
مَنْ سالَمَ النّاسَ يسلَمْ مـن غوائِلِهمْ ...... وعـاشَ وَهْوَ قَريرُ العَينِ جَـذْلانُ مَنْ كانَ للعَقلِ سُلطـانٌ عَلَيهِ غَـدا ...... وما علـى نَفسِهِ للحِرْصِ سُلطـانُ مَنْ مّدَّ طَرْفاً لفَرطِ الجَهلِ نحـو هَوى ...... أغضـى على الحَقِّ يَوماً وهْوَ خَزْيانُ مَنْ عاشَرَ النّاسَ لاقـى مِنهُمُ نَصبَـاَ ...... لأنَّ سوسَـهُـمُ بَغْـيٌ وعُـدْوانُ
ومَنْ يُفَتِّشْ عـنِ الإخـوانِ يقلِهِـمُ ...... فَجُلُّ إخْـوانِ هَذا العَصرِ خَـوّانُ منِ استشارَ صُروفَ الدَّهرِ قـامَ لـهُ ...... علـى حقيقةِ طَبعِ الدهـر بُرهـانُ مَنْ يَزْرَعِ الشَّـرَّ يَحصُدْ في عواقبِـهِ ...... نَـدامَـةً ولِحَصـدِ الزَّرْعِ إبّـانُ مَنِ استَنـامَ إلى الأشـرار نامَ وفـي ...... قَميصِـهِ مِنهُـمُ صِـلٌّ وثُعْبـانُ
كُنْ رَيَّـقَ البِشْـرِ إنْ الحُـرَّ هِمَّتُـهُ ...... صَحيفَةٌ وعَلَيهـا البِشْـرُ عُنْـوانُ ورافِـقِ الرِّفْقَ في كُلِّ الأمورِ فلَـمْ ...... يندّمْ رَفيـقٌ ولـم يذمُمْهُ إنسـانُ ولا يَغُرَّنْـكَ حَـظٌّ جَـرَّهْ خـرَقٌ ...... فالخَرْقُ هَـدمٌ ورِفـقُ المَرءِ بُنْيـانُ أحسِنْ إذا كـانَ إمكانٌ ومَقـدِرةٌ فلن ...... يَـدومَ على الإحسـانِ إمكانُ
فالرَّوضُ يَـزدانُ بالأنْـوَارِ فاغِمـةً ...... والحُرُّ بالعـدلْ والإحسـانِ يَـزْدانُ صُنْ حُرَّ وَجهِـكَ لا تهتِكْ غِـلامتهُ ...... فكُـل حُـرٍّ لِحُـرِّ الوَجـهِ صَـوّانُ فإنْ لَقِيـتَ عـدُوّاً فَالْقَـهُ أبَـداً ...... والوَجـهُ بالبِشْرِ والإشـراقِ غَضّـانُ دَعِ التكاسُلَ في الخَـيراتِ تطلُبُـها ...... فليـسَ يسعَدُ بالخَــيراتِ كَسْـلانُ
لا ظِلَّ للمَرءِ يعرى من تُقىً ونُهـىَ ...... وإن أظلَّتْـهُ أوراقٌ وأغصـانُ والنّاسُ أعـوانُ مَنْ وَالتْـهُ دولَتُـهُ ...... وهُمْ علَيـهِ إذا عـادَتْـهُ أعـوانُ سَحْبـانُ من غَيرِ مالٍ باقِلٌ حَصـرٌ ...... وبـاقِلٌ فـي ثَراءِ المـالِ سَحْبـانُ لا تُودِعِ السِـرَّ وَشَّـاءً يبـوحُ بهِ ...... فما رعـى غَنَماً فـي البدَّوِّ سِرْحـانُ
لا تَحسَبِ النَّاسَ طَبْعاً واحِداً فَلهُمْ ...... غـرائـزٌ لسْتَ تُحصِيـهن ألـوانُ ما كُـلُّ مـاءٍ كصَـدّاءٍ لـوارِدِه...... نَعَمْ ولا كُـلُّ نَبْتٍ فهـو سَعْـدانُ لا تَخدِشَـنَّ بِمَطْلٍٍ وَجْـهَ عارِفَـةٍ ...... فـالبِـرُّ يَخدِشُـهُ مَطْـلٌ ولَيّـانُ لا تَستشِـرْ غيرَ نَدْبٍ حتازِمٍ يَقِـظٍ ...... قـدِ اسْتَـوى فيـه إسْرارٌ وإعْـلانُ
فللِتـدابيـرِ فُرْسـانٌ إذا ركِبـُوا ...... فيهـا أبَـرُّوا كمـا للِحَربِ فُرْسـانُ ولـلأمـور مَواقيـتٌ مُـقَـدَّرَةٌ ...... وكُـلُّ أمـرٍ لـهُ حَـدُّ ومِـيـزانُ فلا تكُـنْ عَجِـلاً بـالأمرِ تطلُبُـهُ ...... فليـسَ يُحمَدُ قبـل النُّضْجِ بُحْـرانُ كفى مِنَ العيـشِ ما قدْ سَدَّ من عَوَزٍ ...... ففيـهِ للـحُـرِّ إن حققـت غُنيـانُ
وذو القَنـاعَةِ راضٍ مـن مَعيشَتِـهِ ...... وصاحبُ الحِرْصِ إن أثـرى فَغَضبْـانُ حَسْبُ الفـتى عقلُـهُ خِـلاًّ يُعاشِرُهُ ...... إذا تـحـامـاهُ إخـوانٌ وخُـلاّنُ هُما رضيـعا لِبـانٍ حِكَمةٌ وتُقـىً ...... وساكِـنـا وَطَـنٍ مـالٌ وطُغْيـانُ إذا نَبـا بـكريـمٍ موطِـنٌ فلَـهُ ...... وراءهُ فـي بسيـط الأرض أوطـانُ
يا ظالمـا فرحـا بالعـزِّ ساعَـدَه ...... إن كنت فـي صلـة فالظهر يقظـانُ ما استَمْرأ الظُّلْمَ لو أنصْتَ آكِلُـهُ ...... وهلْ يلَـذُّ مَـذاقَ المـرء خُـطْبـانُ يا أيُّـها العَالِـمُ المَرضِـيُّ سيرَتُـهُ ...... أبشِـرْ فـأنـتَ بغَـيرِ المـاءِ رَيـانُ ويا أخَا الجَهلِ لو أصبَحْتَ في لُجَجٍ ...... فأنـتَ ما بينَـهـا لاشَـكَّ ضمـآنُ
لا تحسَبَـنَّ سُروراً دائمـاً أبَـداً ...... مَـنْ سَـرَّهُ زمَـنٌ ساءتْـهُ أزمـانُ إذا جفـاك خليـلٌ كنت تألفـه ...... فـاطلب سـواه فكـل الناس إخوانُ وإن نبَتْ فيك أوطان نشأت بهـا ...... فـارحـل فكـل بـلاد الله أوطـانُ يا رافِلاً في الشَّبابِ الرحب مُنتشِياً ...... مِـنْ كأسِهِ هلْ أصابَ الرُّشْدَ نَشْـوانُ
لا تَغتَـرِرْ بشَبـابٍ رائـقٍ نظِـر ٍ ...... فـكَـم تَقـدَّمَ قَبـَل الشّيْبِ شُبّـانُ ويا أخَا الشَّيبِ لو ناصَحتَ نفسَكَ ......لم يكُـنْ لمثِـلكَ فـي اللَّـذاتِ إنعـامُ هبِ الشَّبيبَةَ تُبْذي عُذرَ صاحبـها ...... ما عُـذْرُ أشَيـبَ يَستهويـهِ شَيْطـانُ كُـلُّ الذُّنـوبِ فإنَّ الله يغفِرهـا ...... إن شَيَّـعَ المَـرءَ إخـلاصٌ وإيـمـانُ
وكُـلُّ كَسْـرٍ فإنَّ الديـن يَجبُرُهُ ...... ومـا لِكَسـرِ قَنـاةِ الدِّيـنِ جُبْـرانُ خذهـا سوائـر أمثـالٍ مهذَّبـةً ...... فيهـا لمـن يبتغـي التِّبيـانَ تِبيـانُ ما ضرَّ حسَّـانَها والطبع صائِغُهـا ...... إنْ لم يقُلْهـا قَـريـعُ الشِّـعرِ حَسّـانُ | |
|
| |
Bassel-a صديق فيروزي
الجنس : المشاركات : 665 العـمر : 35 الإقامة : سوريا العـمل : طالب علم المزاج : رواق السٌّمعَة : 6 التسجيل : 26/02/2007
| موضوع: أفاضل الناس أغراض لدى الزمن - أبو الطيب المتنبي الخميس أغسطس 01, 2013 2:33 pm | |
| أبو الطيب المتنبي ، الشاعر المشهور ، أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبدالصمد الجعفي أبو الطيب القحطاني الكندي الكوفي المولد، ولد سنة 915 م ،نسب إلى قبيلة كندة نتيجة لولادته بحي تلك القبيلة في الكوفة . عاش أفضل أيام حياته وأكثرها عطاء في بلاط سيف الدولة الحمداني في حلب . توفي مقتولاً بسبب شعره الهجائي سنة 965 . وهو أحد أعظم شعراء العرب، وأكثرهم تمكناً باللغة العربية وأعلمهم بقواعدها ومفرداتها، وله مكانة سامية لم تتح مثلها لغيره من شعراء العربية. فيوصف بأنه نادرة زمانه، وأعجوبة عصره، وظل شعره إلى اليوم مصدر إلهام للشعراء والأدباء. وهو شاعر حكيم . تدور معظم قصائده حول مدح الملوك. ويقال عنه بأنه شاعر أناني ، ويظهر ذلك في أشعاره. قال الشعر صبياً. فنظم أول أشعاره وعمره 9 سنوات. روائعه كثيرة . منها :
أَفاضِلُ الناسِ أَغراضٌ لِذا الزَمَنِ " " يَخلو مِنَ الهَمِّ أَخلاهُمْ مِنَ الفِطَنِ وَإِنَّما نَحنُ في جيلٍ سَواسِيَةٍ " " شَرٍّ عَلى الحُرِّ مِن سُقمٍ عَلى بَدَنِ حَولي بِكُلِّ مَكانٍ مِنهُمُ خِلَقٌ " " تُخطي إِذا جِئتَ في استِفهامِها بِمَنِ لا أَقتَري بَلَدًا إِلّا عَلى غَرَرٍ " " وَلا أَمُرُّ بِخَلقٍ غَيرِ مُضطَغِنِ وَلا أُعاشِرُ مِن أَملاكِهِمْ أَحَدًا " " إِلّا أَحَقَّ بِضَربِ الرَأسِ مِن وَثَنِ إِنّي لَأَعذِرُهُمْ مِمّا أُعَنِّفُهُمْ " " حَتّى أُعَنِّفُ نَفسي فيهِمِ وَأَني فَقرُ الجَهولِ بِلا عَقلٍ إِلى أَدَبٍ " " فَقرُ الحِمارِ بِلا رَأسٍ إِلى رَسَنِ وَمُدقِعينَ بِسُبروتٍ صَحِبتُهُمُ " " عارينَ مِن حُلَلٍ كاسينَ مِن دَرَنِ خُرّابِ بادِيَّةٍ غَرثى بُطونُهُمُ " " مَكنُ الضِبابِ لَهُم زادٌ بِلا ثَمَنِ يَستَخبِرونَ فَلا أُعطيهِمُ خَبَري " " وَما يَطيشُ لَهُمْ سَهمٌ مِنَ الظِنَنِ وَخَلَّةٍ في جَليسٍ أَتَّقيهِ بِها " " كَيما يُرى أَنَّنا مِثلانِ في الوَهَنِ وَكِلْمَةٍ في طَريقٍ خِفتُ أَعرِبُها " " فَيُهتَدى لي فَلَم أَقدِر عَلى اللَحنِ قَد هَوَّنَ الصَبرُ عِندي كُلَّ نازِلَةٍ " " وَلَيَّنَ العَزمُ حَدَّ المَركَبِ الخَشِنِ كَم مَخلَصٍ وَعُلًا في خَوضِ مَهلَكَةٍ " " وَقَتلَةٍ قُرِنَت بِالذَمِّ في الجُبُنِ لا يُعجِبَنَّ مَضيمًا حُسنُ بِزَّتِهِ " " وَهَل يَروقُ دَفينًا جَودَةُ الكَفَنِ للهِ حالٌ أُرَجّيها وَتُخلِفُني " " وَأَقتَضي كَونَها دَهري وَيَمطُلُني مَدَحتُ قَومًا وَإِنْ عِشنا نَظَمتُ لَهُمْ " " قَصائِدًا مِن إِناثِ الخَيلِ وَالحُصُنِ تَحتَ العَجاجِ قَوافيها مُضَمَّرَةً " " إِذا تُنوشِدنَ لَم يَدخُلنَ في أُذُنِ فَلا أُحارِبُ مَدفوعًا إِلى جُدُرٍ " " وَلا أُصالِحُ مَغرورًا عَلى دَخَنِ مُخَيِّمُ الجَمعِ بِالبَيداءِ يَصهَرُهُ " " حَرُّ الهَواجِرِ في صُمٍّ مِنَ الفِتَنِ أَلقى الكِرامُ الأُلى بادوا مَكارِمَهُمْ " " عَلى الخَصيبِيِّ عِندَ الفَرضِ وَالسُنَنِ فَهُنَّ في الحَجْرِ مِنهُ كُلَّما عَرَضَتْ " " لَهُ اليَتامى بَدا بِالمَجدِ وَالمِنَنِ قاضٍ إِذا التَبَسَ الأَمرانِ عَنَّ لَهُ " " رَأيٌ يُخَلِّصُ بَينَ الماءِ وَاللَبَنِ غَضُّ الشَبابِ بَعيدٌ فَجرُ لَيلَتِهِ " " مُجانِبُ العَينِ لِلفَحشاءِ وَالوَسَنِ شَرابُهُ النَشحُ لا لِلرِيِّ يَطلُبُهُ " " وَطَعمُهُ لِقَوامِ الجِسمِ لا السِمَنِ القائِلُ الصِدقَ فيهِ ما يَضُرُّ بِهِ " " وَالواحِدُ الحالَتَينِ السِرِّ وَالعَلَنِ الفاصِلُ الحُكمَ عَيَّ الأَوَّلونَ بِهِ " " وَالمُظهِرُ الحَقَّ لِلساهي عَلى الذِهنِ أَفعالُهُ نَسَبٌ لَو لَم يَقُل مَعَها " " جَدّي الخَصيبُ عَرَفنا العِرقَ بِالغُصُنِ العارِضُ الهَتِنُ ابنُ العارِضِ الهَتِنِ اب " " نِ العارِضِ الهَتِنِ ابنِ العارِضِ الهَتِنِ قَد صَيَّرَتْ أَوَّلَ الدُنيا وَآخِرَها " " آباؤُهُ مِن مُغارِ العِلمِ في قَرَنِ كَأَنَّهُمْ وُلِدوا مِن قَبلِ أَن وُلِدوا " " أَو كانَ فَهمُهُمُ أَيّامَ لَم يَكُنِ الخاطِرينَ عَلى أَعدائِهِمْ أَبَدًا " " مِنَ المَحامِدِ في أَوقى مِنَ الجُنَنِ لِلناظِرينَ إِلى إِقبالِهِ فَرَحٌ " " يُزيلُ ما بِجِباهِ القَومِ مِن غَضَنِ كَأَنَّ مالَ ابنِ عَبدِ اللهِ مُغتَرَفٌ " " مِن راحَتَيهِ بِأَرضِ الرومِ وَاليَمَنِ لَم نَفتَقِد بِكَ مِن مُزنٍ سِوى لَثَقٍ " " وَلا مِنَ البَحرِ غَيرَ الريحِ وَالسُفُنِ وَلا مِنَ اللَيثِ إِلّا قُبحَ مَنظَرِهِ " " وَمِن سِواهُ سِوى ما لَيسَ بِالحَسَنِ مُنذُ احتَبَيتَ بِأَنطاكِيَّةَ اعتَدَلَتْ " " حَتّى كَأَنَّ ذَوي الأَوتارِ في هُدَنِ وَمُذ مَرَرتَ عَلى أَطوادِها قَرِعَتْ " " مِنَ السُجودِ فَلا نَبتٌ عَلى القُنَنِ أَخلَتْ مَواهِبُكَ الأَسواقَ مِن صَنَعٍ " " أَغنى نَداكَ عَنِ الأَعمالِ وَالمِهَنِ ذا جودُ مَن لَيسَ مِن دَهرٍ عَلى ثِقَةٍ " " وَزُهدُ مَن لَيسَ مِن دُنياهُ في وَطَنِ وَهَذِهِ هَيبَةٌ لَم يُؤتَها بَشَرٌ " " وَذا اقتِدارُ لِسانٍ لَيسَ في المُنَنِ فَمُر وَأَوْمٍ تُطَعْ قُدِّستَ مِن جَبَلٍ " " تَبارَكَ اللهُ مُجري الروحِ في حَضَنِ
عدل سابقا من قبل Bassel-a في الأحد أكتوبر 13, 2013 11:28 am عدل 1 مرات | |
|
| |
Bassel-a صديق فيروزي
الجنس : المشاركات : 665 العـمر : 35 الإقامة : سوريا العـمل : طالب علم المزاج : رواق السٌّمعَة : 6 التسجيل : 26/02/2007
| موضوع: نبضُ الصَّوارِم تفدي الأعيُن السودا السبت أغسطس 03, 2013 12:34 pm | |
|
نبضُ الصَّوارِم تفدي الأعيُن السودا خليل ناصيف اليازجي نبضُ الصَّوارِم تفدي الأعيُن السودا فتلك لا تَبتغي للضرب تجريدا واسمَر الرمح يفدي العطفَ منثنياً فَذاكَ لا يَبتَغي للطعن تسديدا هي المحاسن احلاهنَّ افتكُها بنا واكثرها بطشاً وتبديدا نَهوى العيونَ كما نهوى المنونَ عَلى جهلٍ ونحسَبُ أَنّا نعشق الغيدا قتَّالةٌ بالعيون النُجل مُحييةٌ بالوصل لو أَنَّ من اخلاقها الجودا غَنيَّةٌ بجمالٍ قد بخلنَ بِهِ وَطالَما كان هذا الامر معهودا وَكلما ازددنَ حسناً زِدنَ في بَخَلٍ كأَنَّما كانَ ذا مَع ذاكَ مولودا من كل فاترةِ الاجفان باردةِ ال رُّضاب ناريَّةِ الخدين تَوريدا ما زجَّجت حاجباً كلّا ولا كَحلت عيناً ولا بيَّضَت وجهاً ولا جيدا ولا اِبتغَت جَلبَ حسنٍ غير أَنَّ لَها من الطبيعة تبييضاً وتسويدا احلى المحاسن ما كانت مجرَّدةً كالحب اصدقُهُ ما كانَ تجريدا
| |
|
| |
Bassel-a صديق فيروزي
الجنس : المشاركات : 665 العـمر : 35 الإقامة : سوريا العـمل : طالب علم المزاج : رواق السٌّمعَة : 6 التسجيل : 26/02/2007
| موضوع: أرى بعد نوم طال في الشرق يقظة الأحد أغسطس 04, 2013 3:04 pm | |
| معروف الرصافي 1877 - 1945 م معروف بن عبد الغني البغدادي الرصافي. شاعر العراق في عصره، من أعضاء المجمع العلمي العربي (بدمشق)، أصله من عشيرة الجبارة في كركوك، ويقال إنها علوية النسب. ولد ببغداد، ونشأ بها في الرصافة، وتلقى دروسه الابتدائية في المدرسة الرشيدية العسكرية، ولم يحرز شهادتها. وتتلمذ لمحمود شكري الآلوسي في علوم العربية وغيرها، زهاء عشر سنوات، واشتغل بالتعليم، ونظم أروع قصائده، في الاجتماع والثورة على الظلم قبل الدستور العثماني. ورحل بعد الدستور إلى الأستانة، فعين معلماً للعربية في المدرسة الملكية، وانتخب نائباً عن (المنتفق) في مجلس (المبعوثان) العثماني. وانتقل بعد الحرب العالمية الأولى إلى دمشق سنة (1918)، ورحل إلى القدس وعين مدرساً للأدب العربي في دار المعلمين بالقدس، وأصدر جريدة الأمل يومية سنة (1923) فعاشت أقل من ثلاثة أشهر، وانتخب في مجلس النواب في بغداد. وزار مصر سنة (1936)، ثم قامت ثورة رشيد عالي الكيلاني ببغداد فكان من خطبائها وتوفي ببيته في الأعظمية ببغداد. له كتب منها (ديوان الرصافي -ط) (دفع الهجنة - ط) (محاضرات في الأدب العربي - ط) وغيرها الكثير. ====================
أرى بعد نوم طال في الشرق يقظة معروف الرصافي
أرى بعد نوم طال في الشرق يقظة نهوضيّةٌ فيها طموح إلى المجد ففي مصر شيدت للعلوم معاهد على اسس التحليل والبحث والنقد فلم تتّخذ غير التجارب منهجاً لتحقيقها من جوهر العلم ما يجدي وفي الأفق التركيّ سارت غلى العلا جيوش بأعلام التجدّد تستهدى وفي الهند قامت للتحرّر ثورة سياسية عزلاء قائدها غندي وفارس حلّت عقدة من جمودها وحنّت بمسعاها إلى سالف العهد وفي الصين حرب نارها وطنيّة تزيد بمرّ الدهر وقداً على وقد وبغداد بين الأجنبيّ وبينها مزيد صراع في السياسة مشتدّ على أن حول النيل مثل صراعنا ولكنّه بين الحكومة والوفد ولم تخل من أعشابها بتجّدد على جدبها أرض الحجاز ولا نجد زمان أتى من كل قوم بنهضةٍ سياسية حتى أتت نهضة الكرد تباشير صبح لاح بعد نحوسةٍ مشيراً إلى ما نرتجيه من السعد فيا وفد مصر أنتم خير شاهد على يقظة في الشرق وارية الزند لقد جئتم روّاد علم وحكمة فحيّيتمو أزكى التحيّات من وفد ترودون أهل العلم مرعىً ومنزلاً وتجتنبون الهزل في معرض الجد وقد زرتمو دار السلام زيارة ستذكرها الأقلام بالشكر والحمد ومن ذكرها في كل عصر وموطن ستستنشق الأيام أطيب من ورد وتمتدّ بين النيل منها ودجلة مدى الدهر أسباب التعارف والودّ سلام على مصر التي أرسلت بكم فطاحل علم لا تحيد عن القصد لكم عند أهل الرافدين تجلّة على قدر ما للرافدين من الرفد يا دار قسطنطين أنت فريدة في الحسن لولا جوّكِ المتقلّب لقد اجتوَيتك لا لفقد محاسن لكن هواؤك عارم متذبذب أبداً سماؤك وجهها متلوّن فأراه يبسم تارة ويقطّب وأرى هواءك ناضحاً برطوبة همم الرجال بها تجفّ وتنضب تسري الرطوبة منه بين عروقهم فتكاد من أعصابهم تتحلّب
| |
|
| |
Bassel-a صديق فيروزي
الجنس : المشاركات : 665 العـمر : 35 الإقامة : سوريا العـمل : طالب علم المزاج : رواق السٌّمعَة : 6 التسجيل : 26/02/2007
| موضوع: لِمِصرَ أَم لِرُبوعِ الشامِ تَنتَسِبُ الثلاثاء أغسطس 06, 2013 11:36 am | |
|
لِمِصرَ أَم لِرُبوعِ الشامِ تَنتَسِبُ حافظ أبراهيم لِمِصرَ أَم لِرُبوعِ الشامِ تَنتَسِبُ هُنا العُلا وَهُناكَ المَجدُ وَالحَسَبُ رُكنانِ لِلشَرقِ لا زالَت رُبوعُهُما قَلبُ الهِلالِ عَلَيها خافِقٌ يَجِبُ خِدرانِ لِلضادِ لَم تُهتَك سُتورُهُما وَلا تَحَوَّلَ عَن مَغناهُما الأَدَبُ أُمُّ اللُغاتِ غَداةَ الفَخرِ أُمُّهُما وَإِن سَأَلتَ عَنِ الآباءِ فَالعَرَبُ أَيَرغَبانِ عَنِ الحُسنى وَبَينَهُما في رائِعاتِ المَعالي ذَلِكَ النَسَبُ وَلا يَمُتّانِ بِالقُربى وَبَينَهُما تِلكَ القَرابَةُ لَم يُقطَع لَها سَبَبُ إِذا أَلَمَّت بِوادي النيلِ نازِلَةٌ باتَت لَها راسِياتُ الشامِ تَضطَرِبُ وَإِن دَعا في ثَرى الأَهرامِ ذو أَلَمٍ أَجابَهُ في ذُرا لُبنانَ مُنتَحِبُ لَو أَخلَصَ النيلُ وَالأُردُنُّ وُدَّهُما تَصافَحَت مِنهُما الأَمواهُ وَالعُشُبُ بِالوادِيَينِ تَمَشّى الفَخرُ مِشيَتَهُ يَحُفُّ ناحِيَتَيهِ الجودُ وَالدَأَبُ فَسالَ هَذا سَخاءً دونَهُ دِيَمٌ وَسالَ هَذا مَضاءً دونَهُ القُضُبُ نَسيمَ لُبنانَ كَم جادَتكَ عاطِرَةٌ مِنَ الرِياضِ وَكَم حَيّاكَ مُنسَكِبُ في الشَرقِ وَالغَربِ أَنفاسٌ مُسَعَّرَةٌ تَهفو إِلَيكَ وَأَكبادٌ بِها لَهَبُ لَولا طِلابُ العُلا لَم يَبتَغوا بَدَلاً مِن طيبِ رَيّاكَ لَكِنَّ العُلا تَعَبُ كَم غادَةٍ بِرُبوعِ الشَأمِ باكِيَةٍ عَلى أَليفٍ لَها يَرمي بِهِ الطَلَبُ يَمضي وَلا حيلَةٌ إِلّا عَزيمَتُهُ وَيَنثَني وَحُلاهُ المَجدُ وَالذَهَبُ يَكُرُّ صَرفُ اللَيالي عَنهُ مُنقَلِباً وَعَزمُهُ لَيسَ يَدري كَيفَ يَنقَلِبُ بِأَرضِ كولُمبَ أَبطالٌ غَطارِفَةٌ أُسدٌ جِياعٌ إِذا ما ووثِبوا وَثَبوا لَم يَحمِهِم عَلَمٌ فيها وَلا عَدَدٌ سِوى مَضاءٍ تَحامى وِردَهُ النُوَبُ أُسطولُهُم أَمَلٌ في البَحرِ مُرتَحِلٌ وَجَيشُهُم عَمَلٌ في البَرِّ مُغتَرِبُ لَهُم بِكُلِّ خِضَمٍّ مَسرَبٌ نَهَجٌ وَفي ذُرا كُلِّ طَودٍ مَسلَكٌ عَجَبُ لَم تَبدُ بارِقَةٌ في أُفقِ مُنتَجَعٍ إِلّا وَكانَ لَها بِالشامِ مُرتَقِبُ ما عابَهُم أَنَّهُم في الأَرضِ قَد نُثِروا فَالشُهبُ مَنثورَةٌ مُذ كانَتِ الشُهُبُ وَلَم يَضِرهُم سُراءٌ في مَناكِبِها فَكُلِّ حَيٍّ لَهُ في الكَونِ مُضطَرَبُ رادوا المَناهِلَ في الدُنيا وَلَو وَجَدوا إِلى المَجَرَّةِ رَكباً صاعِداً رَكِبوا أَو قيلَ في الشَمسِ لِلراجينَ مُنتَجَعٌ مَدّوا لَها سَبَباً في الجَوِّ وَاِنتَدَبوا سَعَوا إِلى الكَسبِ مَحموداً وَما فَتِئَت أُمُّ اللُغاتِ بِذاكَ السَعيِ تَكتَسِبُ فَأَينَ كانَ الشَآمِيّونَ كانَ لَها عَيشٌ جَديدٌ وَفَضلٌ لَيسَ يَحتَجِبُ هَذي يَدي عَن بَني مِصرٍ تُصافِحُكُم فَصافِحوها تُصافِح نَفسَها العَرَبُ فَما الكِنانَةُ إِلّا الشامُ عاجَ عَلى رُبوعِها مِن بَنيها سادَةٌ نُجُبُ لَولا رِجالٌ تَغالَوا في سِياسَتِهِم مِنّا وَمِنهُم لَما لُمنا وَلا عَتَبوا إِن يَكتُبوا لِيَ ذَنباً في مَوَدَّتِهِم فَإِنَّما الفَخرُ في الذَنبِ الَّذي كَتَبوا
| |
|
| |
فادي صديق فيروزي مساهم
الجنس : المشاركات : 495 العـمر : 44 الإقامة : !!! العـمل : موظف المزاج : رواق السٌّمعَة : 5 التسجيل : 07/05/2007
| موضوع: رد: من روائع القصائد في الشعر العربي الأربعاء أغسطس 07, 2013 1:32 pm | |
| حلوين جدا باسل ، تابع ياشاطر .. فيك تقول لي هذه القصيدة من الروائع أم لا إذا مانها من الروائع لأحذفها =========== عَـلَى قَـدْرِ أَهـلِ العَـزمِ تَأتِي العَزائِمُ أبو الطيب المتنبي
عَـلَى قَـدْرِ أَهـلِ العَـزمِ تَأتِي العَزائِمُ === وتَــأتِي عَـلَى قَـدْرِ الكِـرامِ المَكـارِمُ وتَعظُـمُ فـي عَيـنِ الصّغِـيرِ صِغارُها === وتَصغُـر فـي عَيـنِ العَظِيـمِ العَظـائِمُ يُكـلّفُ سَـيفُ الدَولَـةِ الجَـيشَ هَمّـهُ === وقـد عَجَـزَتْ عنـهُ الجُيوشُ الخَضارِمُ ويَطلـب عِنـدَ النـاسِ مـا عِنـدَ نَفسهِ === وذلِــكَ مــا لا تَدَّعِيــهِ الضَـراغِمُ يُفــدّي أَتـمُّ الطَّـيرِ عُمـرًا سِـلاحَه === نُســورُ الفَــلا أَحداثُهــا والقَشـاعِمُ وَمــا ضَرَّهـا خَـلْقٌ بِغَـيرِ مَخـالِب === وقــد خُــلِقَتْ أَســيافُهُ والقَــوائِمُ هَـلِ الحَـدَثُ الحَـمراءُ تَعـرِفُ لَونَها === وتَعلَـــمُ أَي الســـاقِيَينِ الغَمــائِمُ سَــقَتها الغَمــامُ الغُـرُّ قَبـلَ نُزولـهِ ===فَلمــا دَنــا منهـا سـقتها الجَمـاجِمُ بَناهــا فــأَعلَى والقَنـا يَقـرَعُ القَنـا === ومَــوجُ المَنايــا حَولَهــا مُتَلاطِـمُ وَكـانَ بِهـا مِثـلُ الجُـنونِ فـأَصبَحَت === ومِــن جُـثَثِ القتَـلَى عَلَيهـا تَمـائِمُ طَرِيــدةُ دَهــرٍ ســاقَها فرددْتهــا === عـلى الـدِينِ بـالخَطّيِّ والدَهـرُ راغِمُ تُفِيــتُ الليـالِي كُـلَّ شـيءٍ أَخذتَـهُ === وهُــنَّ لِمــا يَـأخُذنَ مِنـكَ غَـوارِمُ إذا كـانَ مـا تَنوِيـهِ فِعـلاً مُضارِعًـا === مَضَـى قَبـلَ أن تُلقَـى عَلَيـهِ الجَوازمُ وَكـيفَ تُرَجِّـي الـرُومُ والروسُ هَدمَها === وَذا الطَعــنُ آسَــاسٌ لهــا ودَعـائِمُ وقــد حاكَمُوهــا والمَنايــا حَـواكِمٌ === فمـا مـاتَ مَظلُـومٌ ولا عـاشَ ظـالِمُ أَتَــوكَ يَجُــرُّونَ الحَــدِيدَ كأنّمــا === سَــرَوْا بِجِيــادٍ مــا لَهُـنَّ قَـوائِمُ إِذا بَرَقُـوا لـم تُعـرَفِ البِيـضُ مِنهُـمُ === ثِيـــابُهُمُ مــن مِثلِهــا والعَمــائِمُ خَـمِيسٌ بِشَـرقِ الأرضِ والغَربِ زَحفُهُ === وفــي أذُنِ الجَــوزاءِ منـهُ زمـازمُ تَجَــمّع فيــهِ كُــل لِســنٍ وأَمُّـةٍ === فمــا يُفهِــمُ الحُــدَّاثُ إِلا التَراجِـمُ فلِلّـــهِ وَقـــتٌ ذوَّبَ الغِشَّ نــارُهُ === فلــم يَبــقَ إِلا صـارمٌ أو ضُبـارِمُ تَقَطــع مـا لا يَقطَـعُ الـدِرعَ والقَنـا === وفَـرَّ مـنَ الفُرسـان مَـن لا يُصـادِمُ وَقَفـتَ وَمـا فـي المَـوتِ شَكٌّ لِواقِفٍ === كـأَنكَ فـي جَـفنِ الـرَّدَى وَهْـوَ نـائِمُ تَمُــرُّ بِـكَ الأَبطـالُ كَـلْمَى هَزِيمـةً === ووَجــهُكَ وَضَّــاحٌ وثَغْــرُكَ باسِـمُ تجــاوَزتَ مِقـدارَ الشَـجاعةِ والنُهَـى === إلـى قـولِ قَـومٍ أَنـتَ بـالغَيب عـالِمُ ضَمَمـتَ جَنـاحَيهم عـلى القَلـبِ ضَمّةً === تَمُــوتُ الخَــوافِي تحتَهـا والقَـوادِمُ بِضَـربٍ أَتَـى الهامـاتِ والنَصرُ غائبٌ === وَصـارَ إلـى اللبَّـاتِ والنَصـرُ قـادِمُ حَــقَرتَ الرُدَينيَّـاتِ حَـتَّى طَرَحتَهـا === وحَــتى كـأنَّ السـيف لِلـرُمحِ شـاتِمُ ومَــن طَلَـبَ الفَتـحَ الجَـلِيلَ فإنَّمـا === مَفاتيحُـهُ البِيـض الخِفـافُ الصَـوارِمُ نَــثَرتَهُمُ فَــوقَ الأُحَــيدِبِ كُلِّــهِ === كَمـا نُـثِرت فَـوقَ العَـرُوسِ الـدَراهِمُ تَـدُوسُ بِـكَ الخـيلُ الوُكورَ على الذُّرَى === وقـد كَـثُرَت حَـولَ الوُكـورِ المَطاعِمُ تَظُــنَّ فِــراخُ الفُتـخِ أَنـكَ زرتَهـا === بِأُمَّاتِهــا وَهْــيَ العِتــاقُ الصَّـلادِمُ إِذا زَلِقَـــت مَشَـــيتَها بِبُطُونِهــا === كَمــا تَتَمشَّـى فـي الصَعيـد الأَراقـمُ أَفِــي كُـلِّ يـومٍ ذا الدُّمسـتُق مُقـدِمٌ === قَفــاهُ عــلى الإِقـدامِ لِلوَجـهِ لائِـمُ أَيُنكِــر ريــحَ اللّيـث حـتّى يَذُوقَـه === وقـد عَـرفَتْ رِيـحَ الليُـوث البهـائِمُ وقــد فَجَعَتـهُ بِابنِـهِ وابـنِ صهـرِهِ === وبـالصِهرِ حَـملاتُ الأَمـيرِ الغَواشـمُ مَضَـى يَشكُرُ الأَصحابَ في فَوتِهِ الظُبى === لِمَــا شــغلتها هــامُهُم والمَعـاصِمُ ويفهَــمُ صَــوتَ المَشــرفيَّةِ فيهِـمِ === عــلى أَنَّ أَصـواتَ السُـيُوفِ أَعـاجِمُ يُسَــرُّ بمـا أَعطـاكَ لا عَـن جَهالـةٍ === ولكِــنَّ مَغنومــاً نجـا مِنـكَ غـانِمُ وَلســتَ ملِيكًــا هازِمًــا لِنَظِــيرِه === ولكِــنكَ التَّوحِــيدُ لِلشِــرْكِ هـازمُ تشَــرَّفُ عَدنــانٌ بِــهِ لا رَبيعــةٌ === وتَفتخِــرُ الدُّنيــا بِــهِ لا العَـواصِمُ لَـكَ الحَـمدُ فـى الـدُرِّ الَّـذي لِيَ لَفظُهُ === فـــإِنَّكَ مُعطيــه وإنِّــيَ نــاظِمُ وإِنِّـى لَتَعـدو بـي عَطايـاكَ في الوَغى === فَــلا أَنــا مَذمُـومٌ ولا أَنـتَ نـادِمُ عــلى كُــلِّ طَيَّــارٍ إليهـا بِرِجلِـهِ === إِذا وَقَعَــتْ فــي مِسـمَعَيهِ الغَمـاغِمُ أًلا أَيُّهــا السَّـيفُ الَّـذي لَيسَ مُغمَـداً === وَلا فيــهِ مُرتــابٌ ولا مِنـهُ عـاصِمُ هَنِيئـا لِضَـربِ الهـامِ والمَجـدِ والعُلَى === وَراجِــيكَ والإِســلامِ أَنــكَ سـالِمُ ولِـم لا يَقِـي الرَّحـمنُ حَـدّيكِ ما وَقَى === وتَفلِيقُــهُ هــامَ العِــدَى بِـكَ دائِـمُ | |
|
| |
جورج شماس صديق فيروزي
الجنس : المشاركات : 86 العـمر : 39 الإقامة : سوري ـ حمصي- صدي العـمل : على باب الله المزاج : ممتاز السٌّمعَة : 1 التسجيل : 13/03/2008
| موضوع: عـيدٌ بِـأَيَّةِ حـالٍ عُـدتَ يا عيد الخميس أغسطس 08, 2013 2:05 pm | |
|
المتنبي
عـيدٌ بِـأَيَّةِ حـالٍ عُـدتَ يا عيدُ --- بِـما مَـضى أَم بِـأَمرٍ فيكَ تَجديدُ أَمّـا الأَحِـبَّةُ فَـالبَيداءُ دونَـهُمُ --- فَـلَيتَ دونَـكَ بـيداً دونَها بيدُ لَولا العُلى لَم تَجُب بي ما أَجوبُ بِها --- وَجـناءُ حَـرفٌ وَلا جَرداءُ قَيدودُ وَكـانَ أَطـيَبَ مِن سَيفي مُضاجَعَةً --- أَشـباهُ رَونَـقِهِ الـغيدُ الأَمـاليدُ لَم يَترُكِ الدَهرُ مِن قَلبي وَلا كَبِدي --- شَــيءً تُـتَيِّمُهُ عَـينٌ وَلا جـيدُ يـا سـاقِيَيَّ أَخَـمرٌ في كُؤوسِكُما --- أَم فـي كُـؤوسِكُما هَـمٌّ وَتَسهيدُ إِذا أَرَدتُ كُـمَيتَ الـلَونِ صافِيَةً --- وَجَـدتُها وَحَـبيبُ النَفسِ مَفقودُ مـاذا لَـقيتُ مِـنَ الدُنيا وَأَعجَبُهُ --- أَنّـي بِـما أَنـا باكٍ مِنهُ مَحسودُ أَمـسَيتُ أَروَحَ مُـثرٍ خازِناً وَيَداً --- أَنـا الـغَنِيُّ وَأَمـوالي الـمَواعيدُ إِنّـي نَـزَلتُ بِـكَذّابينَ ضَـيفُهُمُ --- عَـنِ القِرى وَعَنِ التَرحالِ مَحدودُ جـودُ الرِجالِ مِنَ الأَيدي وَجودُهُمُ --- مِـنَ الـلِسانِ فَلا كانوا وَلا الجودُ مـا يَقبِضُ المَوتُ نَفساً مِن نُفوسِهِمُ --- إِلّا وَفـي يَـدِهِ مِـن نَـتنِها عودُ مِـن كُـلِّ رِخوِ وِكاءِ البَطنِ مُنفَتِقٍ --- لا فـي الرِحالِ وَلا النِسوانِ مَعدودُ أَكُـلَّما اِغـتالَ عَبدُ السوءِ سَيِّدَهُ --- أَو خـانَهُ فَـلَهُ فـي مِـصرَ تَمهيدُ صـارَ الـخَصِيُّ إِمـامَ الآبِقينَ بِها --- فَـالحُرُّ مُـستَعبَدٌ وَالـعَبدُ مَعبودُ نـامَت نَـواطيرُ مِصرٍ عَن ثَعالِبِها --- فَـقَد بَـشِمنَ وَمـا تَفنى العَناقيدُ الـعَبدُ لَـيسَ لِـحُرٍّ صـالِحٍ بِأَخٍ --- لَـو أَنَّـهُ فـي ثِـيابِ الحُرِّ مَولودُ لا تَـشتَرِ الـعَبدَ إِلّا وَالـعَصا مَعَهُ --- إِنَّ الـعَـبيدَ لَأَنـجـاسٌ مَـناكيدُ مـا كُـنتُ أَحسَبُني أَحيا إِلى زَمَنٍ --- يُـسيءُ بي فيهِ كَلبٌ وَهوَ مَحمودُ وَلا تَـوَهَّمتُ أَنَّ الـناسَ قَد فُقِدوا --- وَأَنَّ مِـثلَ أَبـي الـبَيضاءِ مَوجودُ وَأَنَّ ذا الأَسـوَدَ الـمَثقوبَ مِشفَرُهُ --- تُـطيعُهُ ذي الـعَضاريطُ الرَعاديدُ جَـوعانُ يَأكُلُ مِن زادي وَيُمسِكُني --- لِـكَي يُـقالَ عَظيمُ القَدرِ مَقصودُ إِنَّ اِمــرَءً أَمَـةٌ حُـبلى تُـدَبِّرُهُ --- لَـمُستَضامٌ سَـخينُ الـعَينِ مَفؤودُ وَيـلُـمِّها خُـطَّةً وَيـلُمِّ قـابِلِها --- لِـمِـثلِها خُـلِقَ الـمَهرِيَّةُ الـقودُ وَعِـندَها لَـذَّ طَـعمَ المَوتِ شارِبُهُ --- إِنَّ الـمَـنِيَّةَ عِـندَ الـذُلِّ قِـنديدُ مَـن عَـلَّمَ الأَسوَدَ المَخصِيَّ مَكرُمَةً --- أَقَـومُهُ الـبيضُ أَم آبـائُهُ الصيدُ أَم أُذنُـهُ فـي يَـدِ النَخّاسِ دامِيَةً --- أَم قَـدرُهُ وَهـوَ بِالفَلسَينِ مَردودُ أَولـى الـلِئامِ كُـوَيفيرٌ بِـمَعذِرَةٍ --- فـي كُـلِّ لُؤمٍ وَبَعضُ العُذرِ تَفنيدُ وَذاكَ أَنَّ الـفُحولَ الـبيضَ عاجِزَةٌ --- عَـنِ الجَميلِ فَكَيفَ الخِصيَةُ السودُ
| |
|
| |
Bassel-a صديق فيروزي
الجنس : المشاركات : 665 العـمر : 35 الإقامة : سوريا العـمل : طالب علم المزاج : رواق السٌّمعَة : 6 التسجيل : 26/02/2007
| موضوع: وما الفقرُ عيباً ما تَجمَّلَ أهلُهُ السبت أغسطس 10, 2013 12:22 pm | |
|
فادي وجورج شكرا ، كل شعر موزون ومكتوب صحيح يكون فيه نغمة موسيقية عند القراءة ....................... وما الفقرُ عيباً ما تَجمَّلَ أهلُهُ ابن الرومي وما الفقرُ عيباً ما تَجمَّلَ أهلُهُ .... ولم يسألوا إلا مُداواة َ دائِهِ ولا عيب إلا عيبُ من يملك الغِنى .... ويمنعُ أهلَ الفقرِ فضلَ ثرائهِ عجِبتُ لعيب العائبينَ فقيرهَم .... بأمرٍ قَضاهُ ربُّه من سمائه وتركِهِمُ عيبَ الغنيِّ ببخله .... ولؤمِ مساعيه وسُوءِ بلائه وأعجَبُ منه المادحونَ أخا الغنى .... وليس غِناهُ فيهمُ بغنَائِهِ ولو أنه أغنَى ووَكَّل نفسه .... بجمع فضول المالِ بعد اقتنائه لَمَا كان أهلُ الحمد من قُربائه .... إذا أْتَمروا رُشداً ولا بُعدائه ولا حَمِدَ اللهُ الأولى يَحْمَدونه .... ولا اعتدَّهم في الناس من أوليائه أولئك أتباعُ المطامع والمنى .... جزاهم مليكُ الناس شرَّ جزائه يعيبهم أهل العفافِ ومدْحِهِمْ .... حريصاً يكُدُّ النفسَ بعد اكتفائه يؤثّل لا للحمدِ ما هو كاسبٌ .... ولا الأجرِ في إصباحه ومسائه ولكنْ لكنزٍ من لُجينٍ وعَسْجَدٍ .... يودُّ فناءَ العُمر قبل فسائه يقيه ويحميه بصفحه وجهه .... ويجعل أيضاً عِرضَه من فدائه ولو حُظَّ أضحى مالُه من أمامه .... وِقاءً وأضحى عِرضُه من ورائه ولكنْ أبى إلا الخَسَارَ لغَيِّهِ .... وما فوق عَيْنَيْ قلبهِ من غطائه ولو وَزنَ استمتاعَهُ بغَنائِهِ .... إذاً ما وفَى استمتاعُهُ بعَنائه سأمنحُهُ ذمِّي وأختصُّ حِزبَهُ .... بأوفَى نصيب من قبيحِ ثنائه رضيتُ لمن يشقى عقاباً شقاءه .... وإن لم أكن أرضى له بشفائه إذا حُرم الفاني من الخير حَظَّهُ .... فَلِمْ يفرح الباقي بطول بقائه ضَلالاً لمن يسعى إلى غير غاية ٍ .... ولايرتجى ناهيهِ عند انتهائه
| |
|
| |
Bassel-a صديق فيروزي
الجنس : المشاركات : 665 العـمر : 35 الإقامة : سوريا العـمل : طالب علم المزاج : رواق السٌّمعَة : 6 التسجيل : 26/02/2007
| موضوع: قد طال للغرب فوق الأرض سلطانُ الثلاثاء أغسطس 13, 2013 2:39 pm | |
|
جميل صدقي الزهاوي قد طال للغرب فوق الأرض سلطانُ
قد طال للغرب فوق الأرض سلطانُ وطال في الشرق إقرارٌ وإذعانُ الغرب فيه نشاطٌ خلف حاجته يسعى ليبلغها والشرق كسلانُ الغرب مستلبٌ والشرق مهتضمٌ والغرب منتبهٌ والشرق وسنانُ إن أنقض الغرب ظهر الشرق يرهقه فالدهر والأرض والعادات أعوانُ وقد يثور من الإرهاق منفجراً كما يثور من التضييق بركانُ متى تقلم أظفارٌ محددة فلا يجور على الإنسان إنسان وهل يُرجَّى وفاقٌ بعدما اختلفت مطامع وسجيات وأديان لا يحفظ السلم أبرار ملائكة ويوقد الحرب إما شاء شيطانُ زكت دماءٌ لأجل الحق سائبةٌ فإنها وحدها للمجد أثمانُ إن لم تكن قوةٌ للمرء بالغةٌ فكل حقٍّ به قد لاذ بطلان
| |
|
| |
Bassel-a صديق فيروزي
الجنس : المشاركات : 665 العـمر : 35 الإقامة : سوريا العـمل : طالب علم المزاج : رواق السٌّمعَة : 6 التسجيل : 26/02/2007
| موضوع: ريمٌ عَلى القاعِ بَينَ البانِ وَالعَلَمِ" الخميس أغسطس 15, 2013 2:19 pm | |
|
ريمٌ عَلى القاعِ بَينَ البانِ وَالعَلَمِ"
أحمد شوقي
ريمٌ عَلى القاعِ بَينَ البانِ وَالعَلَمِ" "أَحَلَّ سَفكَ دَمي في الأَشهُرِ الحُرُمِ رَمى القَضاءُ بِعَينَي جُؤذَرٍ أَسَدًا" "يا ساكِنَ القاعِ أَدرِك ساكِنَ الأَجَمِ لَمّا رَنا حَدَّثَتني النَفسُ قائِلَةً" "يا وَيحَ جَنبِكَ بِالسَهمِ المُصيبِ رُمي جَحَدتُها وَكَتَمتُ السَهمَ في كَبِدي" "جُرحُ الأَحِبَّةِ عِندي غَيرُ ذي أَلَمِ رُزِقتَ أَسمَحَ ما في الناسِ مِن خُلُقٍ" "إِذا رُزِقتَ اِلتِماسَ العُذرِ في الشِيَمِ يا لائِمي في هَواهُ وَالهَوى قَدَرٌ" "لَو شَفَّكَ الوَجدُ لَم تَعذِل وَلَم تَلُمِ لَقَد أَنَلتُكَ أُذنًا غَيرَ واعِيَةٍ" "وَرُبَّ مُنتَصِتٍ وَالقَلبُ في صَمَمِ يا ناعِسَ الطَرفِ لا ذُقتَ الهَوى أَبَدًا" "أَسهَرتَ مُضناكَ في حِفظِ الهَوى فَنَمِ أَفديكَ إِلفًا وَلا آلو الخَيالَ فِدًى" "أَغراكَ باِلبُخلِ مَن أَغراهُ بِالكَرَمِ سَرى فَصادَفَ جُرحًا دامِيًا فَأَسا" "وَرُبَّ فَضلٍ عَلى العُشّاقِ لِلحُلُمِ مَنِ المَوائِسُ بانًا بِالرُبى وَقَنًا" "اللاعِباتُ بِروحي السافِحاتُ دَمي السافِراتُ كَأَمثالِ البُدورِ ضُحًى" "يُغِرنَ شَمسَ الضُحى بِالحَليِ وَالعِصَمِ القاتِلاتُ بِأَجفانٍ بِها سَقَمٌ" "وَلِلمَنِيَّةِ أَسبابٌ مِنَ السَقَمِ العاثِراتُ بِأَلبابِ الرِجالِ وَما" "أُقِلنَ مِن عَثَراتِ الدَلِّ في الرَسَمِ المُضرِماتُ خُدودًا أَسفَرَتْ وَجَلَتْ" "عَن فِتنَةٍ تُسلِمُ الأَكبادَ لِلضَرَمِ الحامِلاتُ لِواءَ الحُسنِ مُختَلِفًا" "أَشكالُهُ وَهوَ فَردٌ غَيرُ مُنقَسِمِ مِن كُلِّ بَيضاءَ أَو سَمراءَ زُيِّنَتا" "لِلعَينِ وَالحُسنُ في الآرامِ كَالعُصُمِ يُرَعنَ لِلبَصَرِ السامي وَمِن عَجَبٍ" "إِذا أَشَرنَ أَسَرنَ اللَيثَ بِالعَنَمِ وَضَعتُ خَدّي وَقَسَّمتُ الفُؤادَ رُبًى" "يَرتَعنَ في كُنُسٍ مِنهُ وَفي أَكَمِ يا بِنتَ ذي اللَبَدِ المُحَميِّ جانِبُهُ" "أَلقاكِ في الغابِ أَم أَلقاكِ في الأُطُمِ ما كُنتُ أَعلَمُ حَتّى عَنَّ مَسكَنُهُ" "أَنَّ المُنى وَالمَنايا مَضرِبُ الخِيَمِ مَن أَنبَتَ الغُصنَ مِن صَمصامَةٍ ذَكَرٍ" "وَأَخرَجَ الريمَ مِن ضِرغامَةٍ قَرِمِ بَيني وَبَينُكِ مِن سُمرِ القَنا حُجُبٌ" "وَمِثلُها عِفَّةٌ عُذرِيَّةُ العِصَمِ لَم أَغشَ مَغناكِ إِلا في غُضونِ كِرًى" "مَغناكَ أَبعَدُ لِلمُشتاقِ مِن إِرَمِ يا نَفسُ دُنياكِ تُخفى كُلَّ مُبكِيَةٍ" "وَإِن بَدا لَكِ مِنها حُسنُ مُبتَسَمِ فُضّي بِتَقواكِ فاهًا كُلَّما ضَحِكَتْ" "كَما يَفُضُّ أَذى الرَقشاءِ بِالثَرَمِ مَخطوبَةٌ مُنذُ كانَ الناسُ خاطِبَةٌ" "مِن أَوَّلِ الدَهرِ لَم تُرمِل وَلَم تَئَمِ يَفنى الزَمانُ وَيَبقى مِن إِساءَتِها" "جُرحٌ بِآدَمَ يَبكي مِنهُ في الأَدَمِ لا تَحفَلي بِجَناها أَو جِنايَتِها" "المَوتُ بِالزَهرِ مِثلُ المَوتِ بِالفَحَمِ كَم نائِمٍ لا يَراها وَهيَ ساهِرَةٌ" "لَولا الأَمانِيُّ وَالأَحلامُ لَم يَنَمِ طَورًا تَمُدُّكَ في نُعمى وَعافِيَةٍ" "وَتارَةً في قَرارِ البُؤسِ وَالوَصَمِ كَم ضَلَّلَتكَ وَمَن تُحجَب بَصيرَتُهُ" "إِن يَلقَ صابا يَرِد أَو عَلقَمًا يَسُمُ يا وَيلَتاهُ لِنَفسي راعَها وَدَها" "مُسوَدَّةُ الصُحفِ في مُبيَضَّةِ اللَمَمِ رَكَضتُها في مَريعِ المَعصِياتِ وَما" "أَخَذتُ مِن حِميَةِ الطاعاتِ لِلتُخَمِ هامَت عَلى أَثَرِ اللَذّاتِ تَطلُبُها" "وَالنَفسُ إِن يَدعُها داعي الصِبا تَهِمِ صَلاحُ أَمرِكَ لِلأَخلاقِ مَرجِعُهُ" "فَقَوِّمِ النَفسَ بِالأَخلاقِ تَستَقِمِ وَالنَفسُ مِن خَيرِها في خَيرِ عافِيَةٍ" "وَالنَفسُ مِن شَرِّها في مَرتَعٍ وَخِمِ تَطغى إِذا مُكِّنَت مِن لَذَّةٍ وَهَوًى" "طَغيَ الجِيادِ إِذا عَضَّت عَلى الشُكُمِ إِن جَلَّ ذَنبي عَنِ الغُفرانِ لي أَمَلٌ" "في اللَهِ يَجعَلُني في خَيرِ مُعتَصِمِ أَلقى رَجائي إِذا عَزَّ المُجيرُ عَلى" "مُفَرِّجِ الكَرَبِ في الدارَينِ وَالغَمَمِ إِذا خَفَضتُ جَناحَ الذُلِّ أَسأَلُهُ" "عِزَّ الشَفاعَةِ لَم أَسأَل سِوى أُمَمِ وَإِن تَقَدَّمَ ذو تَقوى بِصالِحَةٍ" "قَدَّمتُ بَينَ يَدَيهِ عَبرَةَ النَدَمِ لَزِمتُ بابَ أَميرِ الأَنبِياءِ وَمَن" "يُمسِك بِمِفتاحِ بابِ اللهِ يَغتَنِمِ فَكُلُّ فَضلٍ وَإِحسانٍ وَعارِفَةٍ" "ما بَينَ مُستَلِمٍ مِنهُ وَمُلتَزِمِ عَلَّقتُ مِن مَدحِهِ حَبلاً أُعَزُّ بِهِ" "في يَومِ لا عِزَّ بِالأَنسابِ وَاللُّحَمِ يُزري قَريضي زُهَيرًا حينَ أَمدَحُهُ" "وَلا يُقاسُ إِلى جودي لَدى هَرِمِ مُحَمَّدٌ صَفوَةُ الباري وَرَحمَتُهُ" "وَبُغيَةُ اللهِ مِن خَلقٍ وَمِن نَسَمِ وَصاحِبُ الحَوضِ يَومَ الرُسلِ سائِلَةٌ" "مَتى الوُرودُ وَجِبريلُ الأَمينُ ظَمي سَناؤُهُ وَسَناهُ الشَمسُ طالِعَةً" "فَالجِرمُ في فَلَكٍ وَالضَوءُ في عَلَمِ قَد أَخطَأَ النَجمَ ما نالَت أُبُوَّتُهُ" "مِن سُؤدُدٍ باذِخٍ في مَظهَرٍ سَنِمِ نُموا إِلَيهِ فَزادوا في الوَرى شَرَفًا" "وَرُبَّ أَصلٍ لِفَرعٍ في الفَخارِ نُمي حَواهُ في سُبُحاتِ الطُهرِ قَبلَهُمُ" "نورانِ قاما مَقامَ الصُلبِ وَالرَحِمِ لَمّا رَآهُ بَحيرًا قالَ نَعرِفُهُ" "بِما حَفِظنا مِنَ الأَسماءِ وَالسِيَمِ سائِل حِراءَ وَروحَ القُدسِ هَل عَلِما" "مَصونَ سِرٍّ عَنِ الإِدراكِ مُنكَتِمِ كَم جَيئَةٍ وَذَهابٍ شُرِّفَتْ بِهِما" "بَطحاءُ مَكَّةَ في الإِصباحِ وَالغَسَمِ وَوَحشَةٍ لِاِبنِ عَبدِ اللَهِ بينَهُما" "أَشهى مِنَ الأُنسِ بِالأَحسابِ وَالحَشَمِ يُسامِرُ الوَحيَ فيها قَبلَ مَهبِطِهِ" "وَمَن يُبَشِّر بِسيمى الخَيرِ يَتَّسِمِ لَمّا دَعا الصَحبُ يَستَسقونَ مِن ظَمَإٍ" "فاضَت يَداهُ مِنَ التَسنيمِ بِالسَنَمِ وَظَلَّلَتهُ فَصارَت تَستَظِلُّ بِهِ" "غَمامَةٌ جَذَبَتها خيرَةُ الدِيَمِ مَحَبَّةٌ لِرَسولِ اللَهِ أُشرِبَها" "قَعائِدُ الدَيرِ وَالرُهبانُ في القِمَمِ إِنَّ الشَمائِلَ إِن رَقَّت يَكادُ بِها" "يُغرى الجَمادُ وَيُغرى كُلُّ ذي نَسَمِ وَنودِيَ اِقرَأ تَعالى اللهُ قائِلُها" "لَم تَتَّصِل قَبلَ مَن قيلَت لَهُ بِفَمِ هُناكَ أَذَّنَ لِلرَحَمَنِ فَاِمتَلأَتْ" "أَسماعُ مَكَّةَ مِن قُدسِيَّةِ النَغَمِ فَلا تَسَل عَن قُرَيشٍ كَيفَ حَيرَتُها" "وَكَيفَ نُفرَتُها في السَهلِ وَالعَلَمِ تَساءَلوا عَن عَظيمٍ قَد أَلَمَّ بِهِمْ" "رَمى المَشايِخَ وَالوِلدانِ بِاللَمَمِ يا جاهِلينَ عَلى الهادي وَدَعوَتِهِ" "هَل تَجهَلونَ مَكانَ الصادِقِ العَلَمِ لَقَّبتُموهُ أَمينَ القَومِ في صِغَرٍ" "وَما الأَمينُ عَلى قَولٍ بِمُتَّهَمِ فاقَ البُدورَ وَفاقَ الأَنبِياءَ فَكَمْ" "بِالخُلقِ وَالخَلقِ مِن حُسنٍ وَمِن عِظَمِ جاءَ النبِيّونَ بِالآياتِ فَاِنصَرَمَتْ" "وَجِئتَنا بِحَكيمٍ غَيرِ مُنصَرِمِ آياتُهُ كُلَّما طالَ المَدى جُدُدٌ" "يَزينُهُنَّ جَلالُ العِتقِ وَالقِدَمِ يَكادُ في لَفظَةٍ مِنهُ مُشَرَّفَةٍ" "يوصيكَ بِالحَقِّ وَالتَقوى وَبِالرَحِمِ يا أَفصَحَ الناطِقينَ الضادَ قاطِبَةً" "حَديثُكَ الشَهدُ عِندَ الذائِقِ الفَهِمِ حَلَّيتَ مِن عَطَلٍ جِيدَ البَيانِ بِهِ" "في كُلِّ مُنتَثِرٍ في حُسنِ مُنتَظِمِ بِكُلِّ قَولٍ كَريمٍ أَنتَ قائِلُهُ" "تُحيِ القُلوبَ وَتُحيِ مَيِّتَ الهِمَمِ سَرَت بَشائِرُ باِلهادي وَمَولِدِهِ" "في الشَرقِ وَالغَربِ مَسرى النورِ في الظُلَمِ تَخَطَّفَتْ مُهَجَ الطاغينَ مِن عَرَبٍ" "وَطَيَّرَت أَنفُسَ الباغينَ مِن عُجُمِ ريعَت لَها شَرَفُ الإيوانِ فَاِنصَدَعَتْ" "مِن صَدمَةِ الحَقِّ لا مِن صَدمَةِ القُدُمِ أَتَيتَ وَالناسُ فَوضى لا تَمُرُّ بِهِمْ" "إِلا عَلى صَنَمٍ قَد هامَ في صَنَمِ وَالأَرضُ مَملوءَةٌ جَورًا مُسَخَّرَةٌ" "لِكُلِّ طاغِيَةٍ في الخَلقِ مُحتَكِمِ مُسَيطِرُ الفُرسِ يَبغي في رَعِيَّتِهِ" "وَقَيصَرُ الرومِ مِن كِبرٍ أَصَمُّ عَمِ يُعَذِّبانِ عِبادَ اللَهِ في شُبَهٍ" "وَيَذبَحانِ كَما ضَحَّيتَ بِالغَنَمِ وَالخَلقُ يَفتِكُ أَقواهُمْ بِأَضعَفِهِمْ" "كَاللَيثِ بِالبَهْمِ أَو كَالحوتِ بِالبَلَمِ أَسرى بِكَ اللَهُ لَيلاً إِذ مَلائِكُهُ" "وَالرُسلُ في المَسجِدِ الأَقصى عَلى قَدَمِ لَمّا خَطَرتَ بِهِ اِلتَفّوا بِسَيِّدِهِمْ" "كَالشُهبِ بِالبَدرِ أَو كَالجُندِ بِالعَلَمِ صَلّى وَراءَكَ مِنهُمْ كُلُّ ذي خَطَرٍ" "وَمَن يَفُز بِحَبيبِ اللهِ يَأتَمِمِ جُبتَ السَماواتِ أَو ما فَوقَهُنَّ بِهِمْ" "عَلى مُنَوَّرَةٍ دُرِّيَّةِ اللُجُمِ رَكوبَةً لَكَ مِن عِزٍّ وَمِن شَرَفٍ" "لا في الجِيادِ وَلا في الأَينُقِ الرُسُمِ مَشيئَةُ الخالِقِ الباري وَصَنعَتُهُ" "وَقُدرَةُ اللهِ فَوقَ الشَكِّ وَالتُهَمِ حَتّى بَلَغتَ سَماءً لا يُطارُ لَها" "عَلى جَناحٍ وَلا يُسعى عَلى قَدَمِ وَقيلَ كُلُّ نَبِيٍّ عِندَ رُتبَتِهِ" "وَيا مُحَمَّدُ هَذا العَرشُ فَاستَلِمِ خَطَطتَ لِلدينِ وَالدُنيا عُلومَهُما" "يا قارِئَ اللَوحِ بَل يا لامِسَ القَلَمِ أَحَطتَ بَينَهُما بِالسِرِّ وَانكَشَفَت" "لَكَ الخَزائِنُ مِن عِلمٍ وَمِن حِكَمِ وَضاعَفَ القُربُ ما قُلِّدتَ مِن مِنَنٍ" "بِلا عِدادٍ وَما طُوِّقتَ مِن نِعَمِ سَل عُصبَةَ الشِركِ حَولَ الغارِ سائِمَةً" "لَولا مُطارَدَةُ المُختارِ لَم تُسَمَ هَل أَبصَروا الأَثَرَ الوَضّاءَ أَم سَمِعوا" "هَمسَ التَسابيحِ وَالقُرآنِ مِن أُمَمِ وَهَل تَمَثَّلَ نَسجُ العَنكَبوتِ لَهُمْ" "كَالغابِ وَالحائِماتُ الزُغْبُ كَالرُخَمِ فَأَدبَروا وَوُجوهُ الأَرضِ تَلعَنُهُمْ" "كَباطِلٍ مِن جَلالِ الحَقِّ مُنهَزِمِ لَولا يَدُ اللهِ بِالجارَينِ ما سَلِما" "وَعَينُهُ حَولَ رُكنِ الدينِ لَم يَقُمِ تَوارَيا بِجَناحِ اللهِ وَاستَتَرا" "وَمَن يَضُمُّ جَناحُ اللهِ لا يُضَمِ يا أَحمَدَ الخَيرِ لي جاهٌ بِتَسمِيَتي" "وَكَيفَ لا يَتَسامى بِالرَسولِ سَمي المادِحونَ وَأَربابُ الهَوى تَبَعٌ" "لِصاحِبِ البُردَةِ الفَيحاءِ ذي القَدَمِ مَديحُهُ فيكَ حُبٌّ خالِصٌ وَهَوًى" "وَصادِقُ الحُبِّ يُملي صادِقَ الكَلَمِ اللهُ يَشهَدُ أَنّي لا أُعارِضُهُ" "من ذا يُعارِضُ صَوبَ العارِضِ العَرِمِ وَإِنَّما أَنا بَعضُ الغابِطينَ وَمَنْ" "يَغبِط وَلِيَّكَ لا يُذمَم وَلا يُلَمِ هَذا مَقامٌ مِنَ الرَحمَنِ مُقتَبَسٌ" "تَرمي مَهابَتُهُ سَحبانَ بِالبَكَمِ البَدرُ دونَكَ في حُسنٍ وَفي شَرَفٍ" "وَالبَحرُ دونَكَ في خَيرٍ وَفي كَرَمِ شُمُّ الجِبالِ إِذا طاوَلتَها انخَفَضَتْ" "وَالأَنجُمُ الزُهرُ ما واسَمتَها تَسِمِ وَاللَيثُ دونَكَ بَأسًا عِندَ وَثبَتِهِ" "إِذا مَشَيتَ إِلى شاكي السِلاحِ كَمي تَهفو إِلَيكَ وَإِن أَدمَيتَ حَبَّتَها" "في الحَربِ أَفئِدَةُ الأَبطالِ وَالبُهَمِ مَحَبَّةُ اللَهِ أَلقاها وَهَيبَتُهُ" "عَلى اِبنِ آمِنَةٍ في كُلِّ مُصطَدَمِ كَأَنَّ وَجهَكَ تَحتَ النَقعِ بَدرُ دُجًى" "يُضيءُ مُلتَثِمًا أَو غَيرَ مُلتَثِمِ بَدرٌ تَطَلَّعَ في بَدرٍ فَغُرَّتُهُ" "كَغُرَّةِ النَصرِ تَجلو داجِيَ الظُلَمِ ذُكِرتَ بِاليُتمِ في القُرآنِ تَكرِمَةً" "وَقيمَةُ اللُؤلُؤِ المَكنونِ في اليُتُمِ اللهُ قَسَّمَ بَينَ الناسِ رِزقَهُمُ" "وَأَنتَ خُيِّرتَ في الأَرزاقِ وَالقِسَمِ إِن قُلتَ في الأَمرِ «لا» أَو قُلتَ فيهِ «نَعَم»" "فَخيرَةُ اللهِ في «لا» مِنكَ أَو «نَعَمِ» أَخوكَ عيسى دَعا مَيتًا فَقامَ لَهُ" "وَأَنتَ أَحيَيتَ أَجيالاً مِنَ الزَّمَمِ وَالجَهلُ مَوتٌ فَإِن أوتيتَ مُعجِزَةً" "فَابعَث مِنَ الجَهلِ أَو فَابعَث مِنَ الرَجَمِ قالوا غَزَوتَ وَرُسلُ اللَهِ ما بُعِثوا" "لِقَتلِ نَفسٍ وَلا جاؤوا لِسَفكِ دَمِ جَهلٌ وَتَضليلُ أَحلامٍ وَسَفسَطَةٌ" "فَتَحتَ بِالسَيفِ بَعدَ الفَتحِ بِالقَلَمِ لَمّا أَتى لَكَ عَفوًا كُلُّ ذي حَسَبٍ" "تَكَفَّلَ السَيفُ بِالجُهّالِ وَالعَمَمِ وَالشَرُّ إِن تَلقَهُ بِالخَيرِ ضِقتَ بِهِ" "ذَرعًا وَإِن تَلقَهُ بِالشَرِّ يَنحَسِمِ سَلِ المَسيحِيَّةَ الغَرّاءَ كَم شَرِبَتْ" "بِالصابِ مِن شَهَواتِ الظالِمِ الغَلِمِ طَريدَةُ الشِركِ يُؤذيها وَيوسِعُها" "في كُلِّ حينٍ قِتالاً ساطِعَ الحَدَمِ لَولا حُماةٌ لَها هَبّوا لِنُصرَتِها" "بِالسَيفِ ما انتَفَعَت بِالرِفقِ وَالرُحَمِ لَولا مَكانٌ لِعيسى عِندَ مُرسِلِهِ" "وَحُرمَةٌ وَجَبَت لِلروحِ في القِدَمِ لَسُمِّرَ البَدَنُ الطُهْرُ الشَريفُ عَلى" "لَوحَينِ لَم يَخشَ مُؤذيهِ وَلَم يَجِمِ جَلَّ المَسيحُ وَذاقَ الصَلبَ شانِئُهُ" "إِنَّ العِقابَ بِقَدرِ الذَنبِ وَالجُرُمِ أَخو النَبِيِّ وَروحُ اللهِ في نُزُلٍ" "فَوقَ السَماءِ وَدونَ العَرشِ مُحتَرَمِ عَلَّمتَهُمْ كُلَّ شَيءٍ يَجهَلونَ بِهِ" "حَتّى القِتالَ وَما فيهِ مِنَ الذِّمَمِ دَعَوتَهُمْ لِجِهادٍ فيهِ سُؤدُدُهُمْ" "وَالحَربُ أُسُّ نِظامِ الكَونِ وَالأُمَمِ لَولاهُ لَم نَرَ لِلدَولاتِ في زَمَنٍ" "ما طالَ مِن عُمُدٍ أَو قَرَّ مِن دُهُمِ تِلكَ الشَواهِدُ تَترى كُلَّ آوِنَةٍ" "في الأَعصُرِ الغُرِّ لا في الأَعصُرِ الدُهُمِ بِالأَمسِ مالَت عُروشٌ وَاعتَلَتْ سُرُرٌ" "لَولا القَذائِفُ لَم تَثلَمْ وَلَم تَصُمِ أَشياعُ عيسى أَعَدّوا كُلَّ قاصِمَةٍ" "وَلَم نُعِدَّ سِوى حالاتِ مُنقَصِمِ مَهما دُعيتَ إِلى الهَيجاءِ قُمتَ لَها" "تَرمي بِأُسْدٍ وَيَرمي اللهُ بِالرُجُمِ عَلى لِوائِكَ مِنهُم كُلُّ مُنتَقِمٍ" "للهِ مُستَقتِلٍ في اللهِ مُعتَزِمِ مُسَبِّحٍ لِلِقاءِ اللهِ مُضطَرِمٍ" "شَوقًا عَلى سابِخٍ كَالبَرقِ مُضطَرِمِ لَو صادَفَ الدَهرَ يَبغي نَقلَةً فَرَمى" "بِعَزمِهِ في رِحالِ الدَهرِ لَم يَرِمِ بيضٌ مَفاليلُ مِن فِعلِ الحُروبِ بِهِمْ" "مِن أَسيُفِ اللهِ لا الهِندِيَّةُ الخُذُمُ كَم في التُرابِ إِذا فَتَّشتَ عَن رَجُلٍ" "مَن ماتَ بِالعَهدِ أَو مَن ماتَ بِالقَسَمِ لَولا مَواهِبُ في بَعضِ الأَنامِ لَما" "تَفاوَتَ الناسُ في الأَقدارِ وَالقِيَمِ شَريعَةٌ لَكَ فَجَّرتَ العُقولَ بِها" "عَن زاخِرٍ بِصُنوفِ العِلمِ مُلتَطِمِ يَلوحُ حَولَ سَنا التَوحيدِ جَوهَرُها" "كَالحَليِ لِلسَيفِ أَو كَالوَشيِ لِلعَلَمِ غَرّاءُ حامَتْ عَلَيها أَنفُسٌ وَنُهًى" "وَمَن يَجِد سَلسَلاً مِن حِكمَةٍ يَحُمِ نورُ السَبيلِ يُساسُ العالَمونَ بِها" "تَكَفَّلَتْ بِشَبابِ الدَهرِ وَالهَرَمِ يَجري الزَمانُ وَأَحكامُ الزَمانِ عَلى" "حُكمٍ لَها نافِذٍ في الخَلقِ مُرتَسِمِ لَمّا اعتَلَت دَولَةُ الإِسلامِ وَاتَّسَعَتْ" "مَشَتْ مَمالِكُهُ في نورِها التَّمَمِ وَعَلَّمَتْ أُمَّةً بِالقَفرِ نازِلَةً" "رَعيَ القَياصِرِ بَعدَ الشاءِ وَالنَعَمِ كَم شَيَّدَ المُصلِحونَ العامِلونَ بِها" "في الشَرقِ وَالغَربِ مُلكًا باذِخَ العِظَمِ لِلعِلمِ وَالعَدلِ وَالتَمدينِ ما عَزَموا" "مِنَ الأُمورِ وَما شَدّوا مِنَ الحُزُمِ سُرعانَ ما فَتَحوا الدُنيا لِمِلَّتِهِمْ" "وَأَنهَلوا الناسَ مِن سَلسالِها الشَبِمِ ساروا عَلَيها هُداةَ الناسِ فَهيَ بِهِمْ" "إِلى الفَلاحِ طَريقٌ واضِحُ العَظَمِ لا يَهدِمُ الدَهرُ رُكنًا شادَ عَدلَهُمُ" "وَحائِطُ البَغيِ إِن تَلمَسهُ يَنهَدِمِ نالوا السَعادَةَ في الدارَينِ وَاِجتَمَعوا" "عَلى عَميمٍ مِنَ الرُضوانِ مُقتَسَمِ دَع عَنكَ روما وَآثينا وَما حَوَتا" "كُلُّ اليَواقيتِ في بَغدادَ وَالتُوَمِ وَخَلِّ كِسرى وَإيوانًا يَدِلُّ بِهِ" "هَوى عَلى أَثَرِ النيرانِ وَالأَيُمِ وَاترُك رَعمَسيسَ إِنَّ المُلكَ مَظهَرُهُ" "في نَهضَةِ العَدلِ لا في نَهضَةِ الهَرَمِ دارُ الشَرائِعِ روما كُلَّما ذُكِرَتْ" "دارُ السَلامِ لَها أَلقَتْ يَدَ السَلَمِ ما ضارَعَتها بَيانًا عِندَ مُلتَأَمٍ" "وَلا حَكَتها قَضاءً عِندَ مُختَصَمِ وَلا احتَوَت في طِرازٍ مِن قَياصِرِها" "عَلى رَشيدٍ وَمَأمونٍ وَمُعتَصِمِ مَنِ الَّذينَ إِذا سارَت كَتائِبُهُمْ" "تَصَرَّفوا بِحُدودِ الأَرضِ وَالتُخَمِ وَيَجلِسونَ إِلى عِلمٍ وَمَعرِفَةٍ" "فَلا يُدانَونَ في عَقلٍ وَلا فَهَمِ يُطَأطِئُ العُلَماءُ الهامَ إِن نَبَسوا" "مِن هَيبَةِ العِلمِ لا مِن هَيبَةِ الحُكُمِ وَيُمطَرونَ فَما بِالأَرضِ مِن مَحَلٍ" "وَلا بِمَن باتَ فَوقَ الأَرضِ مِن عُدُمِ خَلائِفُ اللهِ جَلّوا عَن مُوازَنَةٍ" "فَلا تَقيسَنَّ أَملاكَ الوَرى بِهِمِ مَن في البَرِيَّةِ كَالفاروقِ مَعدَلَةً" "وَكَابنِ عَبدِ العَزيزِ الخاشِعِ الحَشِمِ وَكَالإِمامِ إِذا ما فَضَّ مُزدَحِمًا" "بِمَدمَعٍ في مَآقي القَومِ مُزدَحِمِ الزاخِرُ العَذبُ في عِلمٍ وَفي أَدَبٍ" "وَالناصِرُ النَدبُ في حَربٍ وَفي سَلَمِ أَو كَابنِ عَفّانَ وَالقُرآنُ في يَدِهِ" "يَحنو عَلَيهِ كَما تَحنو عَلى الفُطُمِ وَيَجمَعُ الآيَ تَرتيبًا وَيَنظُمُها" "عِقدًا بِجيدِ اللَيالي غَيرَ مُنفَصِمِ جُرحانِ في كَبِدِ الإِسلامِ ما اِلتَأَما" "جُرحُ الشَهيدِ وَجُرحٌ بِالكِتابِ دَمي وَما بَلاءُ أَبي بَكرٍ بِمُتَّهَمٍ" "بَعدَ الجَلائِلِ في الأَفعالِ وَالخِدَمِ بِالحَزمِ وَالعَزمِ حاطَ الدينَ في مِحَنٍ" "أَضَلَّتِ الحُلمَ مِن كَهلٍ وَمُحتَلِمِ وَحِدنَ بِالراشِدِ الفاروقِ عَن رُشدٍ" "في المَوتِ وَهوَ يَقينٌ غَيرُ مُنبَهِمِ يُجادِلُ القَومَ مُستَلًّا مُهَنَّدَهُ" "في أَعظَمِ الرُسلِ قَدرًا كَيفَ لَم يَدُمِ لا تَعذُلوهُ إِذا طافَ الذُهولُ بِهِ" "ماتَ الحَبيبُ فَضَلَّ الصَبُّ عَن رَغَمِ يا رَبِّ صَلِّ وَسَلِّم ما أَرَدتَ عَلى" "نَزيلِ عَرشِكَ خَيرِ الرُسلِ كُلِّهِمِ مُحيِ اللَيالي صَلاةً لا يُقَطِّعُها" "إِلا بِدَمعٍ مِنَ الإِشفاقِ مُنسَجِمِ مُسَبِّحًا لَكَ جُنحَ اللَيلِ مُحتَمِلاً" "ضُرًّا مِنَ السُهدِ أَو ضُرًّا مِنَ الوَرَمِ رَضِيَّةٌ نَفسُهُ لا تَشتَكي سَأَمًا" "وَما مَعَ الحُبِّ إِن أَخلَصتَ مِن سَأَمِ وَصَلِّ رَبّي عَلى آلٍ لَهُ نُخَبٍ" "جَعَلتَ فيهِم لِواءَ البَيتِ وَالحَرَمِ بيضُ الوُجوهِ وَوَجهُ الدَهرِ ذو حَلَكٍ" "شُمُّ الأُنوفِ وَأَنفُ الحادِثاتِ حَمى وَأَهدِ خَيرَ صَلاةٍ مِنكَ أَربَعَةً" "في الصَحبِ صُحبَتُهُم مَرعِيَّةُ الحُرَمِ الراكِبينَ إِذا نادى النَبِيُّ بِهِمْ" "ما هالَ مِن جَلَلٍ وَاشتَدَّ مِن عَمَمِ الصابِرينَ وَنَفسُ الأَرضِ واجِفَةٌ" "الضاحِكينَ إِلى الأَخطارِ وَالقُحَمِ يا رَبِّ هَبَّتْ شُعوبٌ مِن مَنِيَّتِها" "وَاستَيقَظَت أُمَمٌ مِن رَقدَةِ العَدَمِ سَعدٌ وَنَحسٌ وَمُلكٌ أَنتَ مالِكُهُ" "تُديلُ مِن نِعَمٍ فيهِ وَمِن نِقَمِ رَأى قَضاؤُكَ فينا رَأيَ حِكمَتِهِ" "أَكرِم بِوَجهِكَ مِن قاضٍ وَمُنتَقِمِ فَالطُف لأَجلِ رَسولِ العالَمينَ بِنا" "وَلا تَزِد قَومَهُ خَسفًا وَلا تُسِمِ يا رَبِّ أَحسَنتَ بَدءَ المُسلِمينَ بِهِ" "فَتَمِّمِ الفَضلَ وَاِمنَح حُسنَ مُختَتَمِ
| |
|
| |
Bassel-a صديق فيروزي
الجنس : المشاركات : 665 العـمر : 35 الإقامة : سوريا العـمل : طالب علم المزاج : رواق السٌّمعَة : 6 التسجيل : 26/02/2007
| موضوع: تحيّة الشام - إيليا أبو ماضي الثلاثاء أغسطس 20, 2013 2:46 pm | |
|
تحيّة الشام - إيليا أبو ماضي حيّ الشآم مهندا و كتابا --- والغوطة الخضراء و المحرابا ليست قبابا ما رأيت و إنّما --- عزم تمرّد فاستطال قبابا فالثم بروحك أرضها تلثم عصورا --- للعلى سكنت حصى و ترابا واهبط على بردى يصفّق ضاحكا --- يستعطف التلعات و الأعشابا روح أطلّ من السماء عشية --- فرأى الجمال هنا .. فحنّ ، فذابا وصفا و شفّ فأوشكت ضفاته --- تنساب من وجد به منسابا با أدمع حور الجنان ذرفنها --- شوقا ، و لم تملك لهنّ إيابا بردى ذكرتك للعطاشى فارتووا --- و بنى النهى فترشّفوك رضابا مرت بك الأدهار لم تخبث ولم --- تفسد وكم خبث الزمان وطابا ****** بأبي و أمّي في العراء موسّد --- بعث الحياة مطامعا و رابا لما ثوى في ميسلون ترنّحت --- هضباتها و تنفّست أطيابا وأتى النجوم حديثه فتهافتت --- لتقوم حرّاسا له حجّابا ما كان يوسف واحدا بل موكبا --- للنور غلغل في الشموس فغابا هذا الذي اشتاق الكرى تحت الثرى --- كي لا يرى في جلّق الأغرابا وإذا نبا العيش الكريم بماجد --- حرّ رأى الموت الكريم صوابا إنّي لأزهى بالفتى و أحبه --- يهوى الحياة مشقّة و صعابا ويضوع عطرا كلما شدّ الأسى --- بيديه يعرك قلبه الوثّابا ويسيل ماء إن حواه فدفد --- و إذا طواه الليل شعّ شهابا وإذا العواصف حجّبت وجه السما --- جدل العواصف للسما أسبابا و إذا تقوّض صرح آمال بنى --- أملا جديدا من رجاء خابا فابن الكوكب كلّ أفق أفقه --- وابن الضراغم ليس يعدم غابا ****** عجبا لقومي و العدوّ ببابهم --- كيف استطابوا اللّهو و الألعابا ؟ و تخاذلت أسيافهم عن سحقه --- في حين كان النصر منهم قابا تركوا الحسام إلى الكلام تعلّلا --- يا سيف ليتك ما وجدت قرابا دنياك ، يا وطن العروبة ، غابة --- حشدت عليك أراقما و ذئابا فالبس لها ماء الحديد مطارفا --- واجهل لسانك مخلبا أو نابا لا شرع في الغابات إلاّ شرعها --- فدع الكلام شكاية و عتابا هذي هي الدنيا التي أحببتها --- وسقيت غيرك حبّها أكوابا وضحكت مع أحلامها ، و بكيت في --- آلامها ، وجرعت معها الصّابا وأضلّ روحك في السرى و أضلّها --- ما خلته ماء فكان سرابا ونظرت ، و الأوصاب تنهش قلبها ،--- فرأيت كلّ لذاذة أوصابا شاء الظلوم خرابها فإذا الورى --- لا يبصرون سوى نهاه خرابا دنيا تألّق أمسها في يومها --- فاستجمع الأنساب و الأحسابا و سرى سناء الوحي من آفاقها --- يغشى العصور ويغمر الأحقابا ألحقّ ما رفعت به جدرانها --- والخير ما زانت به الأبوابا فاستنطق التاريخ هل في سفره --- مجد يضاهي مجدها الخلّابا ؟ شابت حضارات ، و دالت و انطوت --- أمم ، و مجد أميّة ما شابا الأمس كان لها و إنّ لها غدا --- تتلفّت الدنيا له إعجابا غنّيت من قبل المحولة و العرا --- أفلا تغنّي الروضة المخصابا ؟ عطفت لياليها عليك بشاشة --- فانس الليالي غربة و عذابا وانشر جناحك فالفضاء منوّر--- و املأ كؤوسك قد وجدت شرابا فلشدو مثلك كوّنت ، و لمثلها --- خلق الإله البلبل المطرابا ****** ليت الرياض تعيرني ألوانها --- لأصوغ منها للرئيس خطابا وأقول إنّي عاجز عن شكره --- عجز الأنامل أن تلم عبابا أشكو إلى نفسي العياء فتشتكي--- مثلي ، وتصمت لا تحير جوابا فلقد رأيت البحر حين رأيته --- فوقفت مضطرب الرؤى هيّابا أعميد سوريّا و كاشف ضرّها --- خلقت يداك من الشيوخ شبابا وبلابل كانت تئنّ سجينة --- أطلقتها وأطرتها أسرابا يا صاحب الخلق المصفّى كالنّدى--- لو لم تكن بشرا لكنت سحابا أمل الشبيبة في يديك وديعة --- فارفع لها الأخلاق و الآدابا فالجهل أنّي كان فهو عقوبة ،--- و العلم أنّى كان كان ثوابا يا ويح نفسي كم تطارني النّوى --- وتهدّ منّي القلب و الأعصابا ودّعت خلف البحر أمس أحبّة --- وغدا أودّع ها هنا أحبابا | |
|
| |
Bassel-a صديق فيروزي
الجنس : المشاركات : 665 العـمر : 35 الإقامة : سوريا العـمل : طالب علم المزاج : رواق السٌّمعَة : 6 التسجيل : 26/02/2007
| موضوع: ألا انهض وشمِّر أيها الشرق للحرب معروف الرصافي الأحد أغسطس 25, 2013 3:02 pm | |
|
ألا انهض وشمِّر أيها الشرق للحرب معروف الرصافي
ألا انهض وشمِّر أيها الشرق للحرب وقبِّل غِرار السيف واسل هوى الكتب ولا تغتر أن قيل عصر تمدُّن فإن الذي قالوه من أكذب الكذب ألست تراهم بين مصر وتونس أباحُوا حِمى الإسلام بالقتل والنهب وما يُخذ الطليان بالذنب وحدهم ولكن جميع الغَرب يؤخذ بالذنب فإني أرى الطليان منهم بمنزل يُعدّ وهم يُغرونه منزل الكلب فلولاهم لم يَنقُضِ العهد ناقض ولا ضاع حقّ في طرابُلُس الغرب بلاد غدت في الحرب تندب أهلها فتبكي وتستبكي بني الترك والعُرب قد اغتالها الطليان وهي بمضجع من الأمن لم يُقضِض برعب على الجنب فما انتهبت إلاّ لصرخة مِدفع وما نهضت إلاّ إلى موقف صعب فأمست وأفواه المدافع دونها تمُجّ عليها النار كالوابل السكب صواعق من سُحب الدخان تدُكّها وتنسفها نسف الزلازل للهضب غدت ترتمي فيها عشيّاً وبُكرة فلا يابساً أبقت ولم تُبق من رطب وما أن شكا من عضّة الحرب أهلها ولكنهم شاكونْ من غصَة الجدب فما خفقت عند الهياج قلوبهم ولا أخذت أعصابهم رجفة الرُعب ولكن جرت نُكب الرياح بأرضهم فجرَّت عليها كلكل الحِجج الشهب يعزّ علينا أهل برقة أنكم تدور عليكم بالدمار رَحى الحرب وأنا إذا ما تستغيثون لم نجد إليكم على بُعد المسافة من درب وقد علم الأعداء أن سيوفنا تململ في الأغماد شوقاً إلى الضرب ولكن هو البحر الذي حال بيننا فلم نستطع زحفاً على الضُمَّر القُب ولولاه فاجأنا العدوّ بفيلق يبين ضحاً من هَوله مطلع الشهب فيا بحر فاجمد أو فغُر إن جيشنا عليك غدا كالبحر يَزخَر بالعتب ويا سحب هلاَ تنزلين فتحملي إلى الحرب جيشنا ينشر النقع كالسحب ويا ريح قد ضِقنا فهل لك طاقة بحمل منايانا إلى المعرك الرحب إلى خير أرض داسها شرّ معشر بأرجلهم قُطّعن من أجرل جُرب أما والعلا يا أرض برقة إننا لنشرَق من جرَاك بالبارد العذب نراك على بُعد تُسامين ذِلةً فيحزُننا أن لم نكن منك بالقُرب وما نحن إلاّ الليث شُدَّت قيوده وأُلقي حياً شبله في فم الذئب يرى الشبل مأكولاً فيزأر مُوثَقاً ويضرب كفَّيه على الأرض للوثب فلا يستطيع الوثب إلاّ تمطِّياً وزَأراً وانشابَ المخالب بالترب ويا أهل بنغازي سلام فقد قضت صوارمكم حق المّواطن في الذَب حميتم حمى الأوطان بالموت دونها وذاك بما فيكم لهنّ من الحبّ ومن مبلغ عنا السَنوسيّ أنه يمدّ لهذا الصدع منه يدَ الرَأب فإنا لنرجو أن يقود إلى الوغى طلائع من خيل ومن إبل نُجْب فيَحمي بلاد المسلمين من العدى وينهض كشافاً لهم غُمّة الخطب فإن حشا الإسلام أصبح دامياً إلى الله يَشكو قلبه شدة الكرب فقم أيها الشيخ السنوسي مُدرِكاً جنود بني عثمان في الجبل الغربي وكن أنت بين الجُند قطب رحى الوغى وهل من رحى إلاّ تدور على قُطب ويا معشر الطليان قُبّحت معشراً ولا كنت يا شعب المخانيث من شعب تركت وراء البحر مَزحف جيشنا وأججت ناراً في طرابلس الغرب أتحسب هاتيك الديار وقد خَلَت من الجند تخلو من ضراغمة غُلْب فما هي إلاّ أرض أكرام معشر من العُرب لم تنبت سوى البطل الندب سترجع عنها بالفضيحة ناكصاً وتَذكرك الأيام باللعن والسَبّ مشيتم إلينا معجَبين بجمعكم تظنون حرب المسلمين من اللعب فلما حللتم أرضنا ذقتم الردى بأسيافنا حتى صحوتم من العُجب سنُلبسكم ثوب المهالك ضافياً ونحملكم منها على مَركب صعب ونستَمطِر الأهوال حتى نُخيضكم بسيل دم فوق البسيطة منصّب وما دعوة البابا لكم مستجابة فقد أغضبت طغواكم غَيرة الرَبّ أجل إنكم أغضبتم الله فاتقُوا وإن رضِيَت تلك الحكومات في الغرب أيا زعماء الغرب هل من دلالة لديكم على غير الخديعة والكذب تقولون إن العصر عصر تمدُّن أمن ذلكم قتل النفوس بلا ذنب ألم تُبصروا القَتْلى تمجّ دماءها على الأرض والجرحى يئنون في الحرب أفي الحق أم في العلم أن لا يسوءكم ويُخجلكم شنّ الإغارة للغصب وهل أغْلَفَت هذي العلومُ قلوبكم بأغْطِية قُدّت من الحجر الصُلب كذبتم فإن العصر عصر مطامع تُقَدّ لها الأوداج بالصارم العضب فلا تُغضبوا الإسلام إن سيوفه مواضٍ كما قد كُنّ في سالف الحُقب
| |
|
| |
Bassel-a صديق فيروزي
الجنس : المشاركات : 665 العـمر : 35 الإقامة : سوريا العـمل : طالب علم المزاج : رواق السٌّمعَة : 6 التسجيل : 26/02/2007
| موضوع: الخيل و الليل و البيداء تعرفني أبو الطيب المتنبي الإثنين سبتمبر 23, 2013 1:56 pm | |
|
الخيل و الليل و البيداء تعرفني أبو الطيب المتنبي
واحر قلباه ممن قلبه شبم ومن بجسمي وحالي عنده سقم ما لي أكتم حبا قد برى جسدي وتدعي حب سيف الدولة الأمم إن كان يجمعنا حب لغرته فليت أنا بقدر الحب نقتسم قد زرته و سيوف الهند مغمدة وقد نظرت إليه و السيوف دم فكان أحسن خلق الله كلهم وكان أحسن مافي الأحسن الشيم فوت العدو الذي يممته ظفر في طيه أسف في طيه نعم قد ناب عنك شديد الخوف واصطنعت لك المهابة مالا تصنع البهم ألزمت نفسك شيئا ليس يلزمها أن لا يواريهم بحر و لا علم أكلما رمت جيشا فانثنى هربا تصرفت بك في آثاره الهمم عليك هزمهم في كل معترك و ما عليك بهم عار إذا انهزموا أما ترى ظفرا حلوا سوى ظفر تصافحت فيه بيض الهندو اللمم يا أعدل الناس إلا في معاملتي فيك الخصام و أنت الخصم والحكم أعيذها نظرات منك صادقة أن تحسب الشحم فيمن شحمه ورم وما انتفاع اخي الدنيا بناظره إذا استوت عنده الأنوار و الظلم سيعلم الجمع ممن ضم مجلسنا بانني خير من تسعى به قدم انا الذي نظر العمى إلى ادبي و أسمعت كلماتي من به صمم انام ملء جفوني عن شواردها ويسهر الخلق جراها و يختصم و جاهل مده في جهله ضحكي حتى اتته يد فراسة و فم إذا رايت نيوب الليث بارزة فلا تظنن ان الليث يبتسم و مهجة مهجتي من هم صاحبها أدركته بجواد ظهره حرم رجلاه في الركض رجل و اليدان يد وفعله ماتريد الكف والقدم ومرهف سرت بين الجحفلين به حتى ضربت و موج الموت يلتطم الخيل والليل والبيداء تعرفني والسيف والرمح والقرطاس و القلم صحبت في الفلوات الوحش منفردا حتى تعجب مني القور و الأكم يا من يعز علينا ان نفارقهم وجداننا كل شيء بعدكم عدم ما كان أخلقنا منكم بتكرمة لو ان أمركم من أمرنا أمم إن كان سركم ما قال حاسدنا فما لجرح إذا أرضاكم ألم و بيننا لو رعيتم ذاك معرفة غن المعارف في اهل النهى ذمم كم تطلبون لنا عيبا فيعجزكم و يكره الله ما تأتون والكرم ما أبعد العيب و النقصان عن شرفي أنا الثريا و ذان الشيب و الهرم ليت الغمام الذي عندي صواعقه يزيلهن إلى من عنده الديم أرى النوى تقتضينني كل مرحلة لا تستقل بها الوخادة الرسم لئن تركن ضميرا عن ميامننا ليحدثن لمن ودعتهم ندم إذا ترحلت عن قوم و قد قدروا أن لا تفارقهم فالراحلون هم شر البلاد مكان لا صديق به و شر ما يكسب الإنسان ما يصم و شر ما قنصته راحتي قنص شبه البزاة سواء فيه و الرخم بأي لفظ تقول الشعر زعنفة تجوز عندك لا عرب ولا عجم هذا عتابك إلا أنه مقة قد ضمن الدر إلا أنه كلم | |
|
| |
| من روائع القصائد في الشعر العربي | |
|