الصليب المقدّس
في الشِعْر العربي
المهندس جورج فارس رباحية
(( وأمّا من جهتي فحاشا لي أن افتخر إلاّ بصليب ربنا يسوع المسيح ...... ))
( غلاطية 6 : 14 ) ذكر العرب أن النصارى كانوا يزيّنون هياكلهم بالصليب تنويهاً بموت السيد المسيح مصلوباً . وقد تكرّر ذكره في الشعر وصرّحوا بعبادته . ونبين أدناه ما قاله شعراء العرب في ذكر الصليب في شتّى الظروف : 1 ـ أقسم عُدَيّ بن زيد من شعراء الجاهلية النصارى فقال : سعى الأعداء لا يألون شرّاً عليك وربّ مكّـة والصليب
(الأغاني 2 : 24 ) 2 ـ وقال النابغة الذبياني : ظلت أقاطيــع أنعــام مؤبلة لدى الصليب على الزوراء منصوب
( تاج العروس 1 : 337)3 ـ وذكر الأخطل خروج النصارى لحروبهم والصليب يتقدّمهم :لمّا رأونا والصليب طالعاً خلوا لنا رازن والمزارعا
( ديوان الخطل )4 ـ وممن صرحوا بعبادة العرب للصليب " حجار بن أبي ابجر " فقال يهجو بني عجل النصــارى :يهدّدني عجل وما خلت إنني خلاة لعجل والصليب لها بعل
( الأغاني 13 :47 )5 ـ وقال الأقيشـر : في فنية جعلوا الصليب إلههم حاشاي إني مسلم معذور
( تاج العروس 9:10) 6 ـ وهذا بشر بن أبي خازم يمدح بني الحِداء النصارى : إذا غدوا وعصيّ الطَّلح أرجلهم كما تُنصب فوق البيعة الصلب
( البيان للجاحظ ) 7 ـ وكان المسيحيون يلثمون الصليب ويمسحون أيديهم به فقال جرير في بني تغلب : رويدكم مسح الصليب إذا دنا هلال الجزى واستعملوا بالدراهم
( النقائض )
8 ـ وكان المسيحيون أيضاً يسيمون جباههم بالصليب ، فقال حجة الدين الصقلي : أحب بني العوام طراً لأجـلها ومن أجلها حبيت أخواله كلبا
فإن تسلمي أسلم وإن تتنصري يخط رجال بين أعينهم صلبا
( كتاب أبناء بخباص ) 9 ـ وكان المسيحيون يزينون صدورهم بالصليب ، فقال عبد الله بن عباس الربعي في فتــاة : كم لثمت الصليب في الجيد منها كهــلال مكلـل بشـموس
( الأغاني 17 : 129 ) 10 ـ ومن الشعراء المعاصرين : أمير الشعراء أحمد شوقي فقال مخاطباً اللورد اللنبي :يا فاتح القدس خلِّ السيف ناحية ليس الصليب حديداً بل كان خشباً
11 ـ وقال شوقي مُنَدّداً بالذين أشعلوا الحرب في البلقان : عيسى سبيلك رحمة ومحبــة في العالمين عصمة وسلام
ما كنت سفّاك الدمـا ولا امرءاً هان الضعيف عليه والأيتام
يا حامل الآلام عن هذا الـورى كثرت عليه باسـمك الآلام
أنت الذي جعل العـباد جميعهم رحماء باسمك تقطع الأرحام
خلطوا صليبك والخناجر والمدى كـل أداة للأذى وحمــام
12 ـ وفي قول شوقي مُشيداً بعظمة الصليب الأحمر : سر يا صليب الرفق في ساح الوغى وانشـر عليها رحمـة وحنـانا
وادخل على الموت الصفوف مواسياً وأعـن على آلامـه الإنســان
والمس جراحات البريـة شـــافياً ما كـنت إلاّ للمســيح بنــانا
=============
هذه هي خشبة الصليب التي سُمِّرَ عليها يسوع المسيح لخلاص الجنس البشري ، كما جاءت في كتب العرب أصبحت رمزاً للمجد والافتخار ، للانتصار والفرح ، للغفران والكفارة ، للبركة والتقديس ، لزينة الصدور والتيجان ، وترس للغلبة والقوة في كل محنة . هذه الخشبة التي كان القضاة الرومانيون يسمّنها " القصاص الأقصى " التي قال فيها الخطيب الروماني شيشرون: " يجب أن يبعد الصليب واسم الصليب ليس فقط من أجساد الرومانيين بل من أفكارهم وأعينهم وآذانهم . لأن كل هذه الأشياء ليس وقوعها فقط ، بل إمكان وقوعها وانتظاره وذكره مما يُعيب كل روماني حُرّ " 14/9/2011 المهندس جورج فارس رباحية المصادر والمــراجع: ـ الصليب في جميع الأديان : يسّى منصور . الإسكندرية 1963 ـ المخطوطات العربية لكتبة النصرانية : الأب لويس شيخو . بيروت 1924 ـ مجلة النعمة : دمشق ، 1962 ـ 1963 ـ 1964