علم الدولة : الجنس : المشاركات : 9804 الإقامة : Sweden العـمل : IT-computer المزاج : Good السٌّمعَة : 316 التسجيل : 09/02/2007
موضوع: الشاعر إيليا أبو ماضي الأحد ديسمبر 02, 2012 11:03 pm
إيليا أبو ماضي شاعر عربي لبناني يعتبر من أهم شعراء المهجر في أوائل القرن العشرين. الاسم الحقيقي إيليا ضاهر أبو ماضي ، ولد في قرية المحيدثة قضاء المتن الشمالي في لبنان في 8 أبريل 1888 وتفيد بعض المصادر أنه ولد في 21 مايو 1890، كان من عائلةٍ أرثوذكسية فقيرة، يعتبر من رواد الشعر المعاصر، وأحد أعلام النهضة الأدبية العربية في بدايات القرن العشرين. تقول الشاعرة فدوى طوقان: إنني أرفع أبو ماضي إلى القمة ولا أفضّل عليه شاعراً عربياً آخر لا في القديم ولا في الحديث. فالشعر العربي لم يعرف له من نظير
نـــشـــأتــه: أجبره الفقر أن يترك دراسته بعيد الابتدائية، فغادر لبنان إلى مصر ليعمل في تجارة التبغ، وكانت مصر مركزاً للمفكرين اللبنانيين الهاربين من قمع الأتراك، نشر قصائد له في مجلاتٍ لبنانية صادرة في مصر، اهمها "العلم" و"الاكسبرس"، وهناك، تعرف إلى الأديب أمين تقي الدين، الذي تبنى المبدع الصغير ونشر أولى اعمال إيليا في مجلته "الزهور"
مــســيــرتـه الأدبــيـة : في مصر، أصدر أبو ماضي أول دواوينه الشعرية عام 1911، بعنوان "تذكار الماضي"، وكان يبلغ من العمر 22 عاماً، شعره السياسي والوطني جعله عرضةً لمضايقات السلطة الرسمية، فهاجر عام 1912 إلى امريكا الشمالية، وصل أولاً إلى مدينية سنسيناتي سيتي، وهناك عمل مع أخيه مراد في التجارة، وتنقل بعدها في الولايات المتحدة إلى ان استقر في مدينة نيويورك عام 1916 وهناك عمل نائباً لتحرير جريدة "مرآة الغرب" وتزوج من ابنة مالكها السيدة دورا نجيب دياب وأنجبت له ثلاثة أولاد. تعرف إلى عظماء القلم في المهجر، فأسس مع جبران خليل جبران وميخائيل نعيمة الرابطة القلمية، التي كانت أبرز مقومات الأدب العربي الحديث، وتعتبر هذه الرابطة أهم العوامل التي ساعدت أبي ماضي على نشر فلسفته الشعرية. في 15 أبريل 1919، قام إيليا أبو ماضي بإصدار أهم مجلة عربية في المهجر، وهي مجلة "السمير" التي تبنت الأقلام المغتربة، وقدمت الشعر الحديث على صفحاتها، واشترك في إصدارها معظم شعراء المهجر لا سيما أدباء المهجر الأمريكي الشمالي، وقام بتحويلها عام 1936 إلى جريدة يومية. امتازت بنبضها العروبي. لم تتوقف "السمير" عن الصدور حتى وفاة شاعرنا بنوبة قلبية أسكتت قلبه المرهف بالشعر في 13 نوفمبر 1957.
: أهـم أعمــاله تفرغ إيليا أبو ماضي للأدب والصحافة، وأصدر عدة دواوين رسمت اتجاهه الفلسفي والفكري أهمها: 1. تذكار الماضي (الاسكندرية 1911): تناول موضوعات مختلفة أبرزها الظلم، عرض فيها بالشعر الظلم الذي يمارسه الحاكم على المحكوم، مهاجماً الطغيان العثماني ضد بلاده. 2. إيليا أبو ماضي (نيويورك 1918): كتب مقدمته جبران خليل جبران، جمع فيه إيليا الحب، والتأمل والفلسفة، وموضوعات اجتماعية وقضايا وطنية كل ذلك في إطار رومانسي حالم أحياناً وثائر عنيف أحياناً أخرى، يكرر شاعرنا فيه تغنيه بجمال الطبيعة. 3. الجداول (نيويورك 1927): كتب مقدمته ميخائيل نعيمة. 4. الخمائل (نيويورك 1940): من أكثر دواوين أبي ماضي شهرةً ونجاحاً، فيه اكتمال نضوج ايليا أدبياً، جعله شعر التناقضات، ففيه الجسد والروح، والثورة وطلب السلام، والاعتراف بالواقع ورسم الخيال. 5. تبر وتراب 6. الغابة المفقودة
أهــم الـعـوامل المؤثــره في شـعــر أبـي مـاضي : أحاطته الطبيعة في طفولته، وكانت قرية المحيدثة تحاصر إيليا أبو ماضي بأشكال الجمال الأخضر والجداول المغردة للجمال، فتعلم حب الطبيعة وتعلق بمناجاتها. الفقر، فنشأته في قسوة الفقر، جعلت منه رسولاً للفقراء، فكتب دوماً عن المساواة الاجتماعية، فكلنا من تراب، لا غني ولا فقير. الهجرة، والاغتراب، كان التشرد في الغربة ثاني مدماك في اتجاه أبي ماضي، ومن التشرد تعلم الوفاء للوطن، فأغزر في الشوق اليه والعناية بطيفه الباق في قلبه. الاختلاط بالنخب، ففي المهجر، كان أبي ماضي منغمساً في علاقته برواد النهضة العربية وقادة الفكر التحرري الأدبي، فاستفاد منهم، وبنى منهجه الشعري وأسلوبه الأدبي.
قــراءة في شــعــره : يسميه النقاد: شاعر الأمل والتفاؤل (قال السماء كئيبةً وتجهمَ، قلت ابتسم يكفي التجهم في السما، قال الصبا ولّى فقلت له ابتسم، لن يرجع الأسف الصبا المتصرّما)كان الجمال حاضراً في أغلب أعمال أبي ماضي، وامتاز بعشقه للطبيعة (يا ليتني لصٌ لأسرق في الضحى، سرَّ اللطافة في النسيم الساري، وأَجسَّ مؤتلق الجمالِ بأصبعي، في زرقة الأفقِ الجميلِ العاري) وجعله قريناً بكل شيء، ويوصف بأنه كان يحمل روح الشرق في المهجر، حمل هم أمته، فكتب لمصر عندما هددها الطغيان: (خَلِّني أستصرخُ القومَ النياما، أنا لا أرضى لمصرٍ أن تُضاما، لا تلُم في نصرة الحقِ فتىً، هاجه العابثُ بالحق فلاما). كما لم ينس أوجاع الفقراء والمسحوقين فكتب لهم كثيراً وجعلهم من ثوابت قلمه المبدع (وإن هم لم يقتلوا الأشقياء، فيا ليت شعريَ من يقتلونْ ، ولا يحزننكمُ موتُهمْ، فإنهمُ للردى يولدونْ ، وقولوا كذا قد أراد الإله، وإن قدر الله شيئًا يكونْ). أما الوطن، فلم يغب، فكان لبنان محور يوميات ايليا أبو ماضي ، (اثنان أعيا الدهر أن يبليهما، لبنان والأمل الذي لذويه) وأجاد مع الحرب العالمية في ترجمة الحنين إلى العائلة والأرض شعراً: (يا جارتي كان لي أهلٌ وإخوان، فبتت الحرب ما بيني وبينهم، كما تقطع أمراس وخيطان، فاليوم كل الذي فيه مهجتي ألم، وكل ما حولهم بؤس وأحزان، وكان لي أمل إذا كان لي وطن) نصل إلى الحب، كانت تجارب أبي ماضي قاسيةً عاطفياً، ولكنه احتفظ بالأمل الذي لم يفارق كتاباته، فكان يخرج دوماً حالماً مبرراً القسوة والانكسار جاعلاً منه قلعة تفاؤل وتمسك بالحب، رغم انه لم ينف الحزن في قلبه، الا انه ميزه عن اليأس، (إنما تلك أخلفت قبل ليلين من موعدي، لم تمت لا وإنما أصبحت في سوى يدي).
فـي دراسة شعـره : يسميه النقاد: شاعر الأمل والتفاؤل (قال السماء كئيبةً وتجهمَ، قلت ابتسم يكفي التجهم في السما، قال الصبا ولّى فقلت له ابتسم، لن يرجع الأسف الصبا المتصرّما)كان الجمال حاضراً في أغلب أعمال أبي ماضي، وامتاز بعشقه للطبيعة (يا ليتني لصٌ لأسرق في الضحى، سرَّ اللطافة في النسيم الساري، وأَجسَّ مؤتلق الجمالِ بأصبعي، في زرقة الأفقِ الجميلِ العاري) وجعله قريناً بكل شيء، ويوصف بأنه كان يحمل روح الشرق في المهجر، حمل هم أمته، فكتب لمصر عندما هددها الطغيان: (خَلِّني أستصرخُ القومَ النياما، أنا لا أرضى لمصرٍ أن تُضاما، لا تلُم في نصرة الحقِ فتىً، هاجه العابثُ بالحق فلاما). كما لم ينس أوجاع الفقراء والمسحوقين فكتب لهم كثيراً وجعلهم من ثوابت قلمه المبدع (وإن هم لم يقتلوا الأشقياء، فيا ليت شعريَ من يقتلونْ ، ولا يحزننكمُ موتُهمْ، فإنهمُ للردى يولدونْ ، وقولوا كذا قد أراد الإله، وإن قدر الله شيئًا يكونْ). أما الوطن، فلم يغب، فكان لبنان محور يوميات ايليا أبو ماضي ، (اثنان أعيا الدهر أن يبليهما، لبنان والأمل الذي لذويه) وأجاد مع الحرب العالمية في ترجمة الحنين إلى العائلة والأرض شعراً: (يا جارتي كان لي أهلٌ وإخوان، فبتت الحرب ما بيني وبينهم، كما تقطع أمراس وخيطان، فاليوم كل الذي فيه مهجتي ألم، وكل ما حولهم بؤس وأحزان، وكان لي أمل إذا كان لي وطن) نصل إلى الحب، كانت تجارب أبي ماضي قاسيةً عاطفياً، ولكنه احتفظ بالأمل الذي لم يفارق كتاباته، فكان يخرج دوماً حالماً مبرراً القسوة والانكسار جاعلاً منه قلعة تفاؤل وتمسك بالحب، رغم انه لم ينف الحزن في قلبه، الا انه ميزه عن اليأس، (إنما تلك أخلفت قبل ليلين من موعدي، لم تمت لا وإنما أصبحت في سوى يدي). فـلســفـته : إيليا أبو ماضي، هو الشاعر الفيلسوف، كان ذو رؤيةٍ فلسفية لكل شيء، فله في الموت فلسفة وفي الكون والوجود، وفي السياسة وفي المجتمع وفي الحب، آمن أن الانسان خالد وأن الموت ليس آخر المطاف، بل تكملة للمسيرة، شارك جبران خليل جبران في ايمانه بالتقمص والعودة بأشكالٍ حياتية أخرى، خصص مساحةً من شعره للماورائيات، عادى التعصب والطائفية، ونبذها في قصائده مبشراً بديانة الانسان!
******************
الطلاسم
جئت، لا أعلم من أين، ولكنّي أتيت ولقد أبصرت قدّامي طريقا فمشيت وسأبقى ماشيا إن شئت هذا أم أبيت كيف جئت؟ كيف أبصرت طريقي؟ لست أدري!
أجديد أم قديم أنا في هذا الوجود هل أنا حرّ طليق أم أسير في قيود هل أنا قائد نفسي في حياتي أم مقود أتمنّى أنّني أدري ولكن... لست أدري!
وطريقي، ما طريقي؟ أطويل أم قصير؟ هل أنا أصعد أم أهبط فيه وأغور أأنا السّائر في الدّرب أم الدّرب يسير أم كلاّنا واقف والدّهر يجري؟ لست أدري!
ليت شعري وأنا عالم الغيب الأمين أتراني كنت أدري أنّني فيه دفين وبأنّي سوف أبدو وبأنّي سأكون أم تراني كنت لا أدرك شيئا؟ لست أدري!
أتراني قبلما أصبحت إنسانا سويّا أتراني كنت محوا أم تراني كنت شيّا ألهذا اللّغو حلّ أم سيبقى أبديّا لست أدري... ولماذا لست أدري؟ لست أدري!
البحر: قد سألت البحر يوما هل أنا يا بحر منكا؟ هل صحيح ما رواه بعضهم عني وعنكا؟ أم ترى ما زعموا زوار وبهتانا وإفكا؟ ضحكت أمواجه مني وقالت: لست أدري!
أيّها البحر، أتدري كم مضت ألف عليكا وهل الشّاطىء يدري أنّه جاث لديكا وهل الأنهار تدري أنّها منك إليكا ما الذّي الأمواج قالت حين ثارت؟ لست أدري!
أنت يا بحر أسير آه ما أعظم أسرك أنت مثلي أيّها الجبار لا تملك أمرك أشبهت حالك حالي وحكى عذري عذرك فمتى أنجو من الأسر وتنجو؟ .. لست أدري!
ترسل السّحب فتسقي أرضنا والشّجرا قد أكلناك وقلنا قد أكلنا الثّمرا وشربناك وقلنا قد شربنا المطرا أصواب ما زعمنا أم ضلال؟ لست أدري!
قد سألت السّحب في الآفاق هل تذكر رملك وسألت الشّجر المورق هل يعرف فضلك وسألت الدّر في الأعناق هل تذكر أصلك وكأنّي خلتها قالت جميعا: لست أدري!
برفض الموج وفي قاعك حرب لن تزولا تخلق الأسماك لكن تخلق الحوت الأكولا قد جمعت الموت في صدرك والعيش الجميلا ليت شعري أنت مهد أم ضريح؟.. لست أدري!
كم فتاة مثل ليلى وفتى كأبن الملوح أنفقا السّاعات في الشّاطىء ، تشكو وهو يشرح كلّما حدّث أصغت وإذا قالت ترنّح أخفيف الموج سرّ ضيّعاه؟.. لست أدري!
كم ملوك ضربوا حولك في اللّيل القبابا طلع الصّبح ولكن لم نجد إلاّ الضّبابا ألهم يا بحر يوما رجعة أم لا مآبا أم هم في الرّمل ؟ قال الرّمل إني... لست أدري!
فيك مثلي أيّها الجبّار أصداف ورمل إنّما أنت بلا ظلّ ولي في الأرض ظلّ إنّما أنت بلا عقل ولي ،يا بحر ، عقل فلماذا ، يا ترى، أمضي وتبقى ؟.. لست أدري!
يا كتاب الدّهر قل لي أله قبل وبعد أنا كالزّورق فيه وهو بحر لا يجدّ ليس لي قصد فهلل للدهر في سيري قصد حبّذا العلم، ولكن كيف أدري؟.. لست أدري!
إنّ في صدري، يا بحر ، لأسرار عجابا نزل السّتر عليها وأنا كنت الحجابا ولذا أزداد بعدا كلّما أزددت اقترابا وأراني كلّما أوشكت أدري... لست أدري!
إنّني ،يا بحر، بحر شاطئاه شاطئاكا الغد المجهول والأمس اللّذان اكتنفاكا وكلانا قطرة ، يا بحر، في هذا وذاك لا تسلني ما غد، ما أمس؟.. إني... لست أدري!
الدير: قيل لي في الدّير قوم أدركوا سرّ الحياة غير أنّي لم أجد غير عقول آسنات وقلوب بليت فيها المنى فهي رفات ما أنا أعمى فهل غيري أعمى؟.. لست أدري!
قيل أدرى النّاس بالأسرار سكّان الصوامع قلت إن صحّ الذي قالوا فإن السرّ شائع عجبا كيف ترى الشّمس عيون في البراقع والتي لم تتبرقع لا تراها؟.. لست أدري!
إن تك العزلة نسكا وتقى فالذّئب راهب وعرين اللّيث دير حبّه فرض وواجب ليت شعري أيميت النّسك أم يحيي المواهب كيف يمحو النّسك إثما وهو إثم؟.. لست أدري!
أنني أبصرت فيّ الدّير ورودا في سياج قنعت بعد النّدى الطّاهر بالماء الأجاج حولها النّور الذي يحي ، وترضى بالديّاجي أمن الحكمة قتل القلب صبرا؟.. لست أدري!
قد دخلت الدّير عند الفجر كالفجر الطّروب وتركت الدّير عند اللّيل كاللّيل الغضوب كان في نفسي كرب، صار في نفسي كروب أمن الدّير أم اللّيل اكتئابي؟ لست أدري!
قد دخلت الدّير استنطق فيه الناسكينا فإذا القوم من الحيرة مثلي باهتونا غلب اليأس عليهم ، فهم مستسلمونا وإذا بالباب مكتوب عليه... لست أدري!
عجبا للنّاسك القانت وهو اللّوذعي هجر النّاس وفيهم كلّ حسن المبدع وغدا يبحث عنه المكان البلقع أرأى في القفر ماء أم سرابا؟.. لست أدري!
كم تمارى ، أيّها النّاسك، في الحق الصّريح لو أراد اللّه أن لا تعشق الشّيء المليح كان إذ سوّاك بلا عقل وروح فالّذي تفعل إثم ... قال إني ... لست أدري!
أيّها الهارب إنّ العار في هذا الفرار لا صلاح في الّذي تفعل حتّى للقفار أنت جان أيّ جان ، قاتل في غير ثار أفيرضى اللّه عن هذا ويعفو ؟.. لست أدري!
بين المقابر: ولقد قلت لنفسي، وأنا بين المقابر هل رأيت الأمن والرّاحة إلاّ في الحفائر؟ فأشارت : فإذا للدّود عيث في المحاجر ثم قالت :أيّها السّائل إني... لست أدري!
أنظري كيف تساوى الكلّ في هذا المكان وتلاشى في بقايا العبد ربّ الصّولجان والتقى العاشق والقالي فما يفترقان أفبذا منتهى العدل؟ فقالت ... لست أدري!
إنّ يك الموت قصاصا، أيّ ذنب للطّهاره وإذا كان ثوابا، أيّ فضل للدعاره وإذا كان يوما وما فيه جزاء أو جساره فلم الأسماء إثم أو صلاح؟.. لست أدري!
أيّها القبر تكلّم، واخبرني يا رمام هل طوى أحلامك الموت وهل مات الغرام من هو المائت من عام ومن مليون عام أبصير الوقت في الأرماس محوا؟.. لست أدري!
إن يك الموت رقادا بعده صحو طويل فلماذا ليس يبقى صحونا هذا الجميل؟ ولماذا المرء لا يدري متى وقت الرّحيل؟ ومتى ينكشف السّرّ فيدري؟.. لست أدري!
إن يك الموت هجوعا يملأ النّفس سلاما وانعتاقا لا اعتقالا وابتداء لا ختاما فلماذا أعشق النّوم ولا أهوى الحماما ولماذا تجزع الأرواح منه؟.. لست أدري!
أوراء القبر بعد الموت بعث ونشور فحياة فخلود أم فتاء ودثور أكلام النّاس صدق أم كلام الناس زور أصحيح أنّ بعض الناس يدري؟.. لست أدري!
إن أكن أبعث بعد الموت جثمانا وعقلا أترى أبعث بعضا أم ترى أبعث كلاّ أترى أبعث طفلا أم ترى أبعث كهلا ثمّ هل أعرف بعد الموت ذاتي؟.. لست أدري!
يا صديقي، لا تعللّني بتمزيق السّتور بعدما أقضي فعقلي لا يبالي بالقشور إن أكن في حالة الإدراك لا أدري مصيري كيف أدري بعدما أفقد رشدي... لست أدري!
القصر والكوخ: ولقد أبصرت قصرا شاهقا عالي القباب قلت ما شادك من شادك إلاّ للخراب أنت جزء منه لكن لست تدري كيف غاب وهو لا يعلم ما تحوي؛ أيدري؟.. لست أدري!
يا مثالا كان وهما قبلما شاء البناة أنت فكر من دماغ غيّبته الظلمات أنت أمنية قلب أكلته الحشرات أنت بانيك الّذي شادك لا ... لا... لست أدري!
كم قصور خالها الباني ستبقى وتدوم ثابتات كالرّواسي خالدات كالنّجوم سحب الدّهر عليها ذيله فهي رسوم مالنا نبني وما نبني لهدم؟.. لست أدري!
لم أجد في القصر شيئا ليس في الكوخ المهين أنا في هذا وهذا عبد شك ويقين وسجين الخالدين اللّيل والصّبح المبين هل أنا في القصر أم في الكوخ أرقى؟ لست أدري!
ليس في الكوخ ولا في القصر من نفسي مهرب أنّني أرجو وأخشى، إنّني أرضى وأغضب كان ثوبي من حرير مذهب أو كان قنّب فلماذا يتمنّى الثوب عاري؟.. لست أدري!
سائل الفجر: أعند الفجر طين ورخام؟ واسأل القصر ألا يخفيه، كالكوخ، الظّلام واسأل الأنجم والرّيح وسل صوب الغمام أترى الشّيء كما نحن نراه؟.. لست أدري!
الفكر: ربّ فكر لاح في لوحة نفسي وتجلّى خلته منّي ولكن لم يقم حتّى تولّى مثل طيف لاح في بئر قليلا واضمحّلا كيف وافى ولماذا فرّ منّي؟ لست أدري!
أتراه سابحا في الأرض من نفس لأخرى رابه مني أمر فأبى أن يستقرّا أم تراه سرّ في نفسي كما أعبر جسرا هل رأته قبل نفسي غير نفسي؟ لست أدري!
أم تراه بارقا حينا وتوارى أم تراه كان مثل الطير في سجن فطارا أم تراه انحلّ كالموجة في نفسي وغارا فأنا أبحث عنه وهو فيها، لست أدري!
صراع وعراك: إنّني أشهد في نفسي صراعا وعراكا وأرى ذاتي شيطانا وأحيانا ملاكا هل أنا شخصان يأبى هذا مع ذاك اشتراكا أم تراني واهما فيما أراه؟ لست أدري!
بينما قلبي يحكي في الضّحى إحدى الخمائل فيه أزهار وأطيار تغني وجداول أقبل العصر فأسى موحشا كالقفر قاحل كيف صار القلب روضا ثمّ قفرا؟ لست أدري!
أين ضحكي وبكائي وأنا طفل صغير أين جهلي ومراحي وأنا غضّ غرير أين أحلامي وكانت كيفما سرت تسير كلّها ضاعت ولكن كيف ضاعت؟ لست أدري!
لي إيمان ولكن لا كأيماني ونسكي إنّني أبكي ولكن لا كما قد كنت أبكي وأنا أضحك أحيانا ولكن أيّ ضحك ليت شعري ما الذي بدّل أمري؟ لست أدري!
كلّ يوم لي شأن ، كلّ حين لي شعور هل أنا اليوم أنا منذ ليال وشهور أم أنا عند غروب الشمس غيري في البكور كلّما ساءلت نفسي جاوبتني: لست أدري!
ربّ أمر كنت لّما كان عندي أتّقيه بتّ لّما غاب عنّي وتوارى أشتهيه ما الّذي حبّبه عندي وما بغّضنيه أأنا الشّخص الّذي أعرض عنه؟ لست أدري!
ربّ شخص عشت معه زمناألهو وأمرح أو مكان مرّ دهر لي مسرى ومسرح لاح لي في البعد أجلى منه في القرب وأوضح كيف يبقى رسم شيء قد توارى؟ لست أدري!
ربّ بستان قضيت العمر أحمي شجره ومنعت النّاس أن تقطف منه زهره جاءت الأطيار في الفجر فناشت ثمره ألأطيار السّما البستان أم لي؟ لست أدري!
رب قبح عند زيد هو حسن عند بكر فهما ضدّان فيه وهو وهم عند عمرو فمن الصّادق فيما يدّعيه ، ليت شعري ولماذا ليس للحسن قياس؟ لست أدري!
قد رأيت الحسن ينسى مثلما تنسى العيوب وطلوع الشّمس يرجى مثلما يرجى الغروب ورأيت الشّر مثل الخير يمضي ويؤوب فلماذا أحسب الشرّ دخيلا؟ لست أدري!
إنّ هذا الغيث يهمي حين يهمي مكرها وزهور الأرض تفشي مجبرات عطرها لا تطيق الأرض تخفي شوكها أو زهرها لا تسل : أيّهما أشهى وأبهى؟ لست أدري!
قد يصير الشوك إكليلا لملك أو نبّي ويصير الورد في عروة لص أو بغيّ أيغار الشّوك في الحقل من الزّهر الجنّي أم ترى يحسبه أحقر منه؟ لست أدري!
قد يقيني الخطر الشّوك الذي يجرح كفّي ويكون السّمّ في العطر الّذي يملأ أنفي إنّما الورد هو الأفضل في شرعي وعرفي وهو شرع كلّه ظلم ولكن ... لست أدري!
قد رأيت الشّهب لا تدري لماذا تشرق ورأيت السّحب لا تدري لماذا تغدق ورأيت الغاب لا تدري لماذا تورق فلماذا كلّها في الجهل مثلي ؟ لست أدري!
كلّما أيقنت أني قد أمطت السّتر عني وبلغت السّر سرّي ضحكت نفسي مني قد وجدت اليأس والحيرة لكن لم أجدني فهل الجهل نعيم أم جحيم؟ لست أدري!
لذة عندي أن أسمع تغريد البلابل وحفيف الورق الأخضر أو همس الجداول وأرى الأنجم في الظلّماء تبدو كالمشاعل أترى منها أم اللّذة منّي... لست أدري!
أتراني كنت يوما نغما في وتر أم تراني كنت قبلا موجة في نهر أم تراني كنت في إحدى النّجوم الزّهر أم أريجا ، أم حفيفا ، أم نسما؟ لست أدري!
فيّ مثل البحر أصداف ورمل ولآل في كالأرض مروج وسفوح وجبال فيّ كالجو نجوم وغيوم وظلال هل أنا بحر وأرض وسماء؟ لست أدري!
من شرابي الشّهد والخمرة والماء الزّلال من طعامي البقل والأثمارواللّحم الحلال كم كيان قد تلاشى في كياني واستحال كم كيان فيه شيء من كياني؟ لست أدري!
أأنا أفصح من عصفورة الوادي وأعذب؟ ومن الزّهرة أشهى ؟ وشذى الزّهرة أطيب؟ ومن الحيّة أدهى ؟ ومن النّملة أغرب؟ أم أنا أوضع من هذي وأدنى؟ لست أدري!
كلّها مثلي تحيا، كلّها مثلي تموت ولها مثلي شراب ، ولها مثلي قوت وانتباه ورقاد، وحديث وسكوت فيما أمتاز عنها ليت شعري؟ لست أدري!
قد رأيت النّمل يسعى مثلما أسعى لرزقي وله في العيش أوطار وحق مثل حقي قد تساوى صمته في نظر الدّهر ونطقي فكلانا صائر يوما إلى ما ...
لست أدري! أنا كالصّهباء ، لكن أنا صهباي ودّني أصلها خاف كأصلي ، سجنها طين كسجني ويزاح الختم عنها مثلما ينشّق عني وهي لا تفقه معناها، وإني... لست أدري!
غلط القائل إنّ الخمر بنت الخابيه فهي قبل الزق كانت في عروق الدّاليه وحواها قبل رحن الكرم رحم الغاديه إنّما من قبل هذا أين كانت؟ لست أدري!
هي في رأي فكر ، وهي في عينّي نور وهي في صدري آمال ، وفي قلبي شعور وهي في جسمي دم يسري فيه ويمور إنّما من قبل هذا كيف كانت؟ لست أدري!
أنا لا أذكر شيئا من حياتي الماضية أنا لا أعرف شيئا من حياتي الآتيه لي ذات غير أني لست لأدري ماهيه فمتى تعرف ذاتي كنه ذاتي؟ لست أدري!
إنّني جئت وأمضي وأنا لا أعلم أنا لغز ... وذهابي كمجيتي طلسم والّذي أوجد هذا اللّغز لغز أعظم لا تجادل ذا الحجا من قال إنّي ... لست أدري!
_________________
عدل سابقا من قبل Amer-H في السبت ديسمبر 14, 2019 10:56 am عدل 1 مرات
Bassel-a صديق فيروزي
الجنس : المشاركات : 665 العـمر : 35 الإقامة : سوريا العـمل : طالب علم المزاج : رواق السٌّمعَة : 6 التسجيل : 26/02/2007
موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي الإثنين ديسمبر 03, 2012 12:27 pm
كم تشتكي وتقول إنّك معدم ........... والأرض ملكك والسما ولأنجم ؟ ولك الحقول وزهرها وأريجها........... ونسيمها والبلبل المترنّم والماء حولك فضّة رقراقة ........... والشمس فوقك عسجد يتضرّم والنور يبني في السّفوح و في الذّرى........... دورا مزخرفة وحينا يهدم فكأنّه الفنّان يعرض عابثا ........... آياته قدّام من يتعلّم وكأنّه لصفائه و سنائه........... بحر تعوم به الطّيور الحوّم هشّت لك الدّنيا فما لك واجما ؟........... وتبسّمت فعلام لا تتبسّم إن كنت مكتئبا لعزّ قد مضى........... هيهات يرجعه إليك تندّم أو كنت تشفق من حلول مصيبة........... هيهات يمنع أن تحلّ تجهّم أو كنت جاوزت الشّباب فلا تقل........... شاخ الزّمان فإنّه لا يهرم أنظر فما تطلّ من الثّرى........... صور تكاد لحسنها تتكلّم ما بين أشجار كأنّ غصونها........... أيد تصفّق تارة وتسلّم وعيون ماء دافقات في الثّرى........... تشفي السقيم كأنّما هي زمزم و مسارح فقتن النسيم جمالها........... فسرى يدندن تارة و يهمهم فكأنّه صبّ بباب حبيبة........... متوسّل ، مستعطف ، مسترحم والجدول الجذلان يضحك لاهيا........... والنرجس الولهان مغف يحلم وعلى الصعيد ملاءه من سندس........... وعلى الهضاب لكلّ حسن ميسم فهنا مكان بالأريج معطّر........... و هناك طود بالشّعاع مهمّم صور و أيات تفيض بشاشة........... حتّى كأنّ الله فيها يبسم فامش بعقلك فوقها متفهّما........... إنّ الملاحة ملك من يتفهّم أتزور روحك جنّة فتفوقها........... كيما تزورك بالظنون جهنّم ؟ وترى الحقيقة هيكلا متجسّدا ........... فتعافها لوساوس تتوهّم يا من يحنّ إلى غد في يومه........... قد بعت ما تدري بما لا تعلم قم بادر اللّذّات فواتها............ ما كلّ يوم مثل هذا موسم واشراب بسرّ حصن سرّ شبابه ........... وارو أحاديث المروءة عنهم المعرضين عن الخنا ، فإذا علا ........... صوت يقول : "إلى المكارم" أقدموا ألفاعلين الخير لا لطماعة........... في مغنم ، إنّ الجميل المغنّم أنت الغنيّ إذا ظفرت بصاحب........... منهم و عندك للعواطف منجم رفعوا لدينهم لواء عاليا ........... و لهم لواء في العروبة معلم إن حاز بعض النّاس سهما في العلى........... فلهم ضروب لا تعدّ و أسهم لا فضل لي إن رحت أعلن فضلهم........... بقصائدي ، إنّ الضحى لا يكتم لكنّني أخشى مقالة قائل........... هذا الذي يثني عليهم منهم أحبابنا ما أجمل الدنيا بكم........... لا تقبح الدّنيا و فيها أنتم
!!!
علم الدولة : الجنس : المشاركات : 2093 الإقامة : ! العـمل : ! المزاج : ! السٌّمعَة : 86 التسجيل : 13/11/2010
موضوع: رد: الشاعر إيليا أبو ماضي الإثنين ديسمبر 03, 2012 1:27 pm
قال : " السماء كئيبة ! " و تجهّما قلت : ابتسم يكفي التجهّم في السما ! قال : الصذبا ولّى ! فقلت له : ابتسم لن يرجع ال|أسف الصّبا المتصرّما ! قال : التي كانت سمائي في الهوى صارت لنفسي في الغرام جهنّما خانت عهودي بعدما ملّكتها قلبي ، فكيف أطيق أن أتبسّما ؟ قلت : ابتسم واطرب فلو قارنتها قضّيت عمرك كلّه متألّما ! قال : التّجارة في صراع هائل مثل المسافر كاد يقتله الظما أو غادة مسلولة محتاجه لدم ، و تنفث ، كلّما لهثت ، دما ! قلت : ابتسم ما أنت جالب دائها و شفائها ، فإذا ابتسمت فربّما ... أيكون غيرك مجرما ، و تبيت في وجل كأنّك أنت صرت المجرما قال : العدتى حولي علت صياحهم أأسرّ و الأعداء حولي في الحمى ؟ قلت : ابتسم ، لم يطلبوك بذمّهم لو لم تكن منهم أجلّ و أعظما ! قال : المواسم قد بدت أعلامها و تعرّضت لي في الملابس و الدمى و عليّ للأإحباب فرض لازم لكنّ كفّي ليس تملك درهما قلت : ابتسم ، يكفيك أنّك لم تزل حيّا ، و لست من الأحبّة معدما ! قال : اللّيالي جرّعتني علقما قلت : ابتسم و لئن جرعت العلقما فلعلّ غيرك إن رآك مرنّما طرح الكآبة جانبا و ترنّما أتراك تغنّم بالتّبرّم درهما أم أنت تخسر بالبشاشة مغنما ؟ يا صاح ، لا خطر على شفتيك أن تتثلّما ، و الوجه أن يتحطّما فاضحك فإنّ الشهب تضحك و الدجى متلاطم ، و لذا يحبّ الأنجما ! قال : البشاشة ليس تسعد كائنا يأتي إلى الدنيا و يذهب مرغما
أيّهذا الشّاكي وما بك داء .... كيف تغدو اذا غدوت عليلا؟ انّ شرّ الجناة في الأرض نفس .... تتوقّى، قبل الرّحيل ، الرّحيلا وترى الشّوك في الورود ، وتعمى .... أن ترى فوقها النّدى إكليلا هو عبء على الحياة ثقيل .... من يظنّ الحياة عبئا ثقيلا والذي نفسه بغير جمال .... لا يرى في الوجود شيئا جميلا ليس أشقى مّمن يرى العيش مرا .... ويظنّ اللّذات فيه فضولا أحكم النّاس في الحياة أناس .... عللّوها فأحسنوا التّعليلا فتمتّع بالصّبح ما دمت فيه .... لا تخف أن يزول حتى يزولا وإذا ما أظلّ رأسك همّ ....قصّر البحث فيه كيلا يطولا أدركت كنهها طيور الرّوابي .... فمن العار أن تظل جهولا ما تراها_ والحقل ملك سواها .... تخذت فيه مسرحا ومقيلا تتغنّى، والصّقر قد ملك الجوّ ....عليها ، والصائدون السّبيلا تتغنّى، وقد رأت بعضها يؤخذ .... حيّا والبعض يقضي قتيلا تتغنّى ، وعمرها بعض عام .... أفتبكي وقد تعيش طويلا؟ فهي فوق الغصون في الفجر تتلو .... سور الوجد والهوى ترتيلا وهي طورا على الثرى واقعات ....تلقط الحبّ أو تجرّ الذيولا كلّما أمسك الغصون سكون .... صفّقت الغصون حتى تميلا فاذا ذهّب الأصيل الرّوابي .... وقفت فوقها تناجي الأصيلا فأطلب اللّهو مثلما تطلب الأطيار .... عند الهجير ظلاّ ظليلا وتعلّم حبّ الطلّيعة منها .... واترك القال للورى والقيلا فالذي يتّقي العواذل يلقى .... كلّ حين في كلّ شخص عذولا أنت للأرض أولا وأخيرا ....كنت ملكا أو كنت عبدا ذليلا لا خلود تحت السّماء لحيّ .... فلماذا تراود المستحيلا ؟.. كلّ نجم إلى الأقوال ولكنّ .... آفة النّجم أن يخاف الأقولا غاية الورد في الرّياض ذبول ....كن حكيما واسبق إليه الذبولا وإذا ما وجدت في الأرض ظلاّ .... فتفيّأ به إلى أن يحولا وتوقّع ، إذا السّماء اكفهرّت .... مطرا يحيي السهولا قل لقوم يستنزفون المآقي .... هل شفيتم مع البكاء غليلا؟ ما أتينا إلى الحياة لنشقى .... فأريحوا ، أهل العقول، العقولا كلّ من يجمع الهموم عليه .... أخذته الهموم أخذا وبيلا كن هزارا في عشّه يتغنّى .... ومع الكبل لا يبالي الكبولا لا غرابا يطارد الدّود في الأرض .... ويوما في اللّيل يبكي الطّلولا كن غديرا يسير في الأرض رقراقا .... فيسقي من جانبيه الحقولا تستحم النّجوم فيه ويلقى .... كلّ شخص وكلّ شيء مثيلا لا وعاء يقيّد الماء حتى .... تستحل المياه فيه وحولا كن مع الفجر نسمة توسع الأزهار .... شمّا وتارة تقبيلا لا سموما من السّوافي اللّواتي .... تملأ الأرض في الظّلام عويلا ومع اللّيل كوكبا يؤنس الغابات .... والنّهر والرّبى والسّهولا لا دجى يكره العوالم والنّاس .... فيلقي على الجميع سدولا أيّهذا الشّاكي وما بك داء .... كن جميلا تر الوجود جميلا .....................
Bassel-a صديق فيروزي
الجنس : المشاركات : 665 العـمر : 35 الإقامة : سوريا العـمل : طالب علم المزاج : رواق السٌّمعَة : 6 التسجيل : 26/02/2007
موضوع: الرجل و المرأة الثلاثاء أغسطس 20, 2013 2:12 pm
الرجل و المرأة يا ربّ قائلة و القول أجمله ---- ما كان من غادة حتى و لو كذبا إلى م تحتقر الغادات بينكم---- وهنّ في الكون أرقى منكم رتبا كن لكم سببا في كلّ مكرمة ---- و كنتم في شقاء المرأة السّببا زعمتم أنّهنّ خاملات نهى ---- و لو أردن لصيّرن الثّرى ذهبا فقلت لو لم يكن ذا رأي غانية ---- لهاج عند الرّجال السخط و الصّخبا لم تنصفينا و قد كنّا نؤمّل أن ---- لا تنصفينا لهذا لا نرى عجبا هيهات تعدل حسناء إذا حكمت ---- فا الظلم طبع على الغادات قد غلبا
يحاربالرّجل الدنيا فيخضعها ---- و يفزع الدّهر مذعورا إذا غضبا يرنو فتضطرب الآساد خائفة ---- فإن رنت حسن ظلّ مضطربا فإن تشأ أودعت أحشاءه بردا ---- و إن تشأ أودعت أحشاءه لهبا يفنى الليالي في همّ و في تعب ---- حذار أن تشكي من دهرها تعبا و لو درى أنّ هذي الشهب تزعجها أمسى يروع في أفلاكها الشّهبا يشقى لتصبح ذات الحلى ناعمة ---- ويحمل الهمّ عنها راضيا طربا فما الذي نفحته الغانيات به ---- سوى العذاب الذي في عينه عذبا ؟ هذا هو المرء يا ذات العفاف فمن ---- ينصفه لا شكّ فيه ينصف الأدبا عنّفته و هو لا ذنب جناه سوى ---- أن ليس يرضى بأن يغدو لها ذنبا
Bassel-a صديق فيروزي
الجنس : المشاركات : 665 العـمر : 35 الإقامة : سوريا العـمل : طالب علم المزاج : رواق السٌّمعَة : 6 التسجيل : 26/02/2007
موضوع: لمن الديار تنوح فيها الشمأل الخميس أغسطس 10, 2017 5:43 pm
شوق يروح مع الزّمان ويغتدي--- والشّوق ، إن جدّدته يتجدّد دع عنك نصحي بالتّبلّد ساعة يا صاح، قد ذهب الأسى بتبلّدي ما زاد في أسف الحزين وشجوه--- شيء كقولك للحزين تجلّد ما زلت أعصيه إلى أن هاجني --- ذكر الحمى فعصيت كلّ منفّد وأطار عن جفني الكرى وأطارني--- عن مرقدي مشي الهموم بمرقدي في جنح ليل مثل حظّي حالك--- كالبحر ساج ... مقفر كالفدفد أقبلت أنظر في النّجوم مصعدا--- عيني بين مصوب ومصعد أو واجف أو راجف مترجرج --- أو ظافر أو حائر متردّد يمشين في هذا الفضاء وفوقه--- وكأنّما يمشين فوق الأكبد والبدر منبعث الشّعاع لطيفه--- صاف كذهن الشّاعرالمتوقّد ما زال ينفذ في الدّجى حتّى استوى --- فيه ، فيا لك أبيضا في أسود والشهب تلمع في الرّفيع كأنّها --- أحلام أرواح الصّغار الهجّد ينظرون عن كثب إليه خلسة --- نظر الملاح إلى الغرير الأمرد فعجبت مّمن نام ملء جفونه --- والكون يشهد مثل هذا المشهد ورأيتني فوق الغمام محلقا --- في الأفق ما بين السّهاوالفرقد فسمعت صوتا من بعيد قائلا--- يا أيّها السّاري مكانك تحمد ما دمت في الدّنيا فلا تزهد بها --- فأخو الزّهادة ميت لم يلحد لا تقنطنّ من النّجاح لعثرة --- ما لا ينال اليوم يدرك في غد كم آكل ثمرا سقاه غيره --- دمه ، وكم من زارع لم يحصد لو كان يحصد زرعه كلّ امرىء--- لم تخلق الدّنيا ولم تتجدّد بالذكر يحيا المرء بعد مماته --- فانهض إلى الذكر الجميل وخلّد فلئن ولدت ومتّ غير مخلّد--- أثرا فأنت كأنّما لم تولد حتّى م في لا شيء يقتتل الورى--- إنّ الحمام على الجميع بمرصد طاشت حلوم المالكين ، فذاهل--- لا يستفيق وحائرلا يهتدى وأفقت ، إذ قطع الكلام مكلّمي--- فنظرتني فإذا أنا لم أصعد ما للكواكب لا تنام ولا تني--- قد طال سهدك يا كوكب فارقدي كم تنظرين إلى الثّرى من حالق--- ما في الثّرى لأخي الأسى من مسعد أو تريني عندما اشتّدّ الدّجى ---واشتدّ دائي نام عني عوّدي حتّى لقد كاد القريض يعقّني --- ويصون عنّي ماءه وأنا الصّدى أمسي أهمّ به ويظلع خاطري --- فكأنّما أنا ماتح من جلمد لا تسألني لم سهدت فإنّني --- لو كان في وسعي الكرى لم أسهد صرفت يد البلوى يدي عن أمرها--- ما خلت أمري قطّ يخرج من يدي في أضلعي نار أذابت أضلعي--- ومشت إلى كبدي ولّما تخمد أخشى على الأحشاء من كتمانها--- وأخاف أن أشكو فيشمت حسّدي ومليحة لا هند من أسمائها ---كلاّ، وليست كالحسان الخرّد نشز الجواري والإماء تمردّدت--- وونت فلم تنشز ولم تتمرّد في النّفس منها ما بها من دهرها--- أزكى السّلام عليك أرض الموعد يا ليت شعري كم أقول لها انهضي--- وتقول أحداث الزّمان لها اقعدي ليس الذي لاقته هينا إنّما --- حمل الأذى هين على المتعوّد!
Lydia Goubran
الجنس : المشاركات : 13 العـمر : 32 الإقامة : فلسطين العـمل : مربية المزاج : جيد السٌّمعَة : 0 التسجيل : 17/03/2018
موضوع: الفردوس الضائع الإثنين مايو 28, 2018 8:08 am
الفردوس الضائع ما زال يمشي في الأمو بفكره .... حتّى تمشّى النّوم في الأجفان وكما يرى الوسنان راء كأنّه.... في النّعش ميت هامد الجثمان وعلى جوانب نعشه صفّان.... من جند ((ألبرت)) الرّفيع الشّان يبكونه لا شامتين بموته .... ليس الشّماتة عادة الشجعان ورأى حواليه جماهير الورى ....تستعلرض الملحود في الأكفان وكأنّما كره اختلاط رفاته ....في الأرض بالضّعفاء والعبدان أو أنّ مرأى الحشد أقلق روحه ....في جسمه فهفا إلى الطّيران ومن العجائب في كرى أنّ الفتى.... يغدو به وكأنّه شخصان ... أمّ السّماء وقد توهّم أنّه ....لا شكّ والجها بلا استئذان ما زال يرقى صاعدا حتى انتهى ....حيث الغناء مثالث ومثاني فرمى بناظره فأبصر بابها ....فمشى إليه مشية العجلان وأقام يفرعه فأقبل ((بطرس)) ....ذو الأمر في الفردوس والسّلطان وأدار فيه لحظه فإذا به ....ضيف، ولكن ليس كالضّيفان ما جاءنا بك؟ صاح ((بطرس)) غاضبا ....يا شرّ إنسان على الإنسان إذهب فما لك في السّما من موضع ....يا أيّها الرّجل الأثيم الجاني ثمّ انثنى للباب يحكم سدّه ....والضّيف لم ينبس ببنت لسان ما ذي الفظاظة ؟ قال((وليم)) وانثنى ....لليأس كالمصفود في الأقرا وبمثل لمح الطّرف أسرع هابطا ....نحو الجحيم يقول ذاك مكاني هيهات يحرم من جهنّم عائد ....من جانب الفرّدوس بالحرمان حتّى إذا ما صار دون رتاجها ....سميع ((الزّعيم)) يصيح بالأعوان أبني جهنّم أوصدوا أبوابكم ....واستعصموا كالطّير بالأوكان كونوا على حذر ففي هذا الضّحى... يأتي إلينا قيصر الألمان إن كنتم لم تعلرفوه فإنّه ....رجل بلا قلب ولا وجدان أخشى على أخلاقكم إن زاركم ....وهي الحسان تصير غير حسان إيّاكم أن تسمحوا بدخوله ....فدخوله خطر على السّكان أمري لكم أصدرته فخذوا به ....وحذار ثمّ حذار من عصياني ماذا تراني؟ صاح ((وليم)) باكيا ....حتّى الأبالس لا تحبّ تراني ابليس ، يا شيخ الزّبانية الألى ....كانوا لأخداني من الأخدان رحماك بي ،فاللّيل قاس برده ....والهول يملأ ناظري وجناني بجهنّم، بالسّاكني حجراتها ....بمواقد النّيران ، بالنّيران وبكلّ شيطان مريد ماكر ....وبكلّ تابع مارد شيطان مر ينفتح باب الجحيم فإنّني ....قد كاد يجمد للصقيع لساني يا ليت شعري أين أذهب بعدما ....سدّ السّبيل وأوصد البابان مر لي بزاوية أزجّ بمهجتي فيها، وإن تك من حميم آن هلاّ قبلت تضرّعي؟ فأجابه ....إبليس، وهو يروع كالسّرحان لو كنت أعلم ما سكتّ فلا تزد ....لا أرى للحيران في الحيران عبثا تحاول أن تصادف عندنا ....نزلا، فهذا ليس بالإمكان لا تذكرنّ ليّ الحنان وما جرى ....مجراه، إني قد قتلت حناني لا يدخلنّ جهنّما ذو مطمع ....بالمجد أو بالأصفر الرّنّان إن كنت تشتاق الإقامة في اللّظى ....فالنّار والكبريت كلّ مكان فاجمعهما واصنع لنفسك منهما ....ولمن تحبّهم جحيما ثاني وهنا تقهقر ((وليم)) ثمّ اختفى ....ما بين ليل حالك ودخان فأفاق مذعورا يقلّب طرفه ....للرّعب في الأبواب والحيطان ويقول لا أنساك يا حلمي ولو ....نسجت علّي عناكب النّسيان ما راعني أنّي طردت من السّما ....أنا قانط من رحمة الدّيّان لكنّ طردي من جهنّم، إنّه ....ما دار في خلدي ولا حسباني
Lydia Goubran
الجنس : المشاركات : 13 العـمر : 32 الإقامة : فلسطين العـمل : مربية المزاج : جيد السٌّمعَة : 0 التسجيل : 17/03/2018
موضوع: الفقير الجمعة يونيو 01, 2018 7:55 am
الفقير همّ ألم به مع الظلماء .... فنأى بمقلته عن الاغفاء نفس أقام الحزن بين ضلوعه.... والحزن نار غير ذات ضياء يرعى نجوم الليل ليس به هوى.... ويخاله كلفا بهنّ الرائي في قلبه نار (الخليل) وانما ....في وجنتيه أدمع (الخنساء) قد عضة اليأس الشديد بنابه ....في نفسه والجوع في الاحشاء يبكي بكاء الطفل فارق أمه.... ما حيلة المحزون غير بكاء! فأقام حلس الدار وهو كأنه.... -لخلو تلك الدار_ في بيداء حيران لا يدري أيقتل نفسه.... عمدا فيخلص من أذى الدنياء أم يستمر على الغضاضة والقذى.... والعيش لا يحلو مع الضراء طرد الكرى وأقام يشكو ليله ....يا ليل طلت وطال فيك عنائي يا ليل قد أغريت جسمي بالضنا.... حتى ليؤلم فقده أعضائي ورميتني يا ليل بالهم الذي.... يفري الحشا، والهم أعسر داء يا ليل مالك لا ترق لحالتي.... أتراك والأيام من أعدائي؟ يا ليل حسبي ما لقيت من الشقا.... رحماك لست بصخرة صماء بن يا ظلام عن العيون فربّما.... طلع الصباح وكان فيه عزائي وارحمتا للبائسين فانهم.... موتى وتحسبهم من الاحياء إني وجدت حظوظهم مسودّة .... فكأنما قدت من الظلماء ابدأ يسر الزمان ومالهم.... حظ كغيرهم من السرّاء ما في أكفهم من الدنيا سوى ....ان يكثروا الأحلام بالنعماء تدنو بهم آمالهم نحو الهنا.... هيهات يدنو بالخيال النائي ابطر الأنام من السرور وعندهم.... ان السرور مرادف العنقاء إني لاحزن ان تكون نفوسهم.... غرض الخطوب وعرضة الارزاء أنا ما وقفت لكي اشبب بالطلا.... مالي وللتشبب بالصهباء؟ لا تسألوني المدح أو وصف الدمى.... إني نبذت سفاسف الشعراء باعوا لأجل المال ماء حيائهم.... مدحا وبت أصون ماء حيائي لم يفهموا ما الشعر؛ إلا انه.... قد بات واسطة إلى الاثراء فلذاك ما لاقيت غير مشبب.... بالغانيات وطالب لعطاء ضاقت به الدنيا الرحيبة فانثنى.... بالشعر يستجدي بني حواء شقي القريض بهم وما سعدوا به.... لولاهم اضحى من السعداء نادوا علينا بالمحبة والهوى.... وصدورهم طبعت على البغضاء ألفوا الرياء فصار من عادتهم.... لعن المهيمن شخص كل مرائي! إن يغضبوا مما أقول فطالما .... كره الأديب جماعة الغوغاء أو ينكروا أدبي فلا تتعجبوا.... فالرمد طلوع ذكاء أو كلما نصر الحقيقة فاضل....قامت عليه قيامة السفهاء أنا ما وقفت اليوم فيكم موقفي.... إلا لأنذب حالة التعساء عليّ احرّك بالقريض قلوبكم ....ان القلوب مواطن الاهواء لهفي على المحتاج بين ربوعكم.... يمسي و يصبح وهو قيد شقاء امسى سواء ليله وصباحه.... شتان بين الصبح والامساء قطع القنوط عليه خيط رجائه.... والمرء لا يحيا بغير رجاء لهفي! ولو أجدى التعيس تلهفي.... لسفكت دمعي عنده ودمائي قل للغني المستعز بماله.... مهلا لقد اسرفت في الخيلاء جبل الفقير أخوك من طين ومن.... ماء، ومن طين جبلت وماء فمن القساوة ان تكون منعما ....ويكون رهن مصائب وبلاء وتظل ترفل بالحرير أمامه.... في حين قد امسى بغير كساء اتضن بالدينار في اسعافه.... وتجود بالآلاف في الفحشاء انصر أخاك فان فعلت كفيته.... ذلّ السؤال ومنة البخلاء أذوي اليسار وما اليسار بنافع.... إن لم يكن أهلوه أهل سخاء كم ذا الجحود ومالكم رهن البلا.... وبم الغرور وكلكم لفناء؟ ان الضعيف بحاجة لنضاركم.... لا تقعدوا عن نصرة الضعفاء انا لا اذكّر منكم أهل الندى.... ليس الصحيح بحاجة لدواء ان كانت الفقراء لا تجزيكم.... فاللّه يجزيكم عن الفقراء
Amer-H صديق فيروزي متميز جدا
علم الدولة : الجنس : المشاركات : 9804 الإقامة : Sweden العـمل : IT-computer المزاج : Good السٌّمعَة : 316 التسجيل : 09/02/2007
موضوع: الإنسان و الدّين الثلاثاء فبراير 12, 2019 8:32 am
الإنسان والدّين إنّي عرفت من الإنسان ما كانا ....فلست أحمد بعد اليوم إنسانا بلوته و هو مشتدّ القوى أسدا ....صعب المراس و عند الضّعف ثعبانا تعود الشّرّ حتّى لو نبت يده ....عنه إلى الخير سهوا بات حسرانا خفه قديرا و خفه لا اقتدار له ....فالظّلم و الغدر إمّا عزّ أو هانا القتل ذنب شنيع غير مغتفر ....والقتل يغفره الإنسان أحيانا أحلّ قتل نفوس السائمات له ...والطير و القتل قتل حيثما كانا أذاق ذئب الفلا من غدره طرفا ...فلا يزال مدى الأيام يقظانا و نفّر الطير حتّى ما تلمّ به إلاّ ...كما اعتادت الأحلام و سنانا سروره في بكاء الأكثرين له... و حزنه أن ترى عيناه جذلانا كأنّما المجد ربّ ليس يعطفه ...إلاّ إذا قدّم الأرواح قربانا هو الذي سلب الدّنيا بشاشتها ...وراح يملأها همّا و أحزانا لا تصطفيه وإن أثقلته منّنا ...يعدو عليك وإن أولاك شكرانا قالوا ترّقى سليل الطّين قلت لهم ...ألآن تمّ شقاء العالم الآنا إنّ الحديد إذا ما لان صار مدى ...فكن على حذر منه إذا لانا و المرء وحش و لكن حسن صورته ...أنسى بلاياه من سمّاه إنسانا قد حارب الدّين خوفا من زواجره ...كأنّ بين الورى و الدّين عدوانا ورام يهدم ما الرحمن شيّده ...و ليس ما شيّد الرّحمن بنيانا إنّي ليأخذني من أمره عجب ...أكلّما زاد علما زاد كفرانا ؟ و كلّما انقادت الدّنيا و صار له ...زمامها انقاد للآثام طغيانا ؟ يرجو الكمال من الدّنيا و كيف له ...نيل الكمال من الدّنيا و ما دانا ؟ إذا ارتدى المرء ما في الأرض من برد ...و عاف للدّين بردا عاد عريانا هو الحياة التي ما غادرت جسدا ...إلاّ اغتدى الميت أحيامنه وجدانا وهو الضّياء الذي يمحو الظّلام فمن ...لا يهتدي بسناه ظلّ حيرانا والمنهل الرائق العذب الورود فمن ...لا يسقي منه دام الدّهر عطشانا ليس المبذّر من يلقي دراهمه ...إنّ المبذّر من للدّين ما صانا ليس الكفيف الذي أمسى بلا بصر ...إنّي أرى من ذوي الأبصار عميانا
_________________
Rania صديقة فيروزية متميزة
علم الدولة : الجنس : المشاركات : 487 العـمر : 39 الإقامة : سوريا العـمل : مقبول المزاج : رومانسي السٌّمعَة : 8 التسجيل : 10/02/2007
موضوع: أيها القلم الخميس ديسمبر 12, 2019 5:49 pm
أيها القلم
ماذا جنيتَ عليهمْ ، أيها القلمُ واللهِ ما فيكَ الا النُّصحُ والحكمُ اني ليحزنني ان يسجنوكَ وهم لولاكَ في الأرضِ لم تثبتْ لهم قدمُ خلقتَ حراً كموجِ البحرِ مندفعاً فما القيودُ وما الأصفادُ واللجمُ ؟ ان يحسبوا الطائرَ المحكيَّ في قفصٍ فليسَ يُحبسُ منه الصوتُ والنغمُ أللهُ في أمةٍ جارَ الزمانُ بها يفنى الومانُ ولا يفنى لها ألمُ كأنما خصَّها بالذُّلَّ بارثها أو أقسم الدهرُ لا يعلو لها علمُ مهضومةُ الحقَّ لا ذنبَ جنتهُ سوى أنَّ الحقوقَ لديها ليسَ تنهضم مرَّتْ عليها سنونٌ كلُّها نقمٌ ما كانَ أسعدها لو أنها نعمُ ؟ عدّوا شكايتها ظلماً وما ظلمتْ وانما ظلموها بالذي زعموا ما ضرَّهمْ أنها باتتْ تُسائُلهُمْ أينَ الموثيقُ ، أين العهد والقسمُ ؟ أما كفى أنَّ في آذانهمْ صمماً حتى أرادوا بأنْ ينتابها الصَّممُ ؟ كأنما سئموا أن لا يزالَ بها روحٌ على الدَّهرِ لم يظفرْ بها السَّأمُ فقيّدوها لعلّ القيدَ يُسكتها وعزَّ أن يسكتَ المظلومُ لو علموا وأرهقوا الصحفَ والأقلامَ في زمنٍ يكادُ يعبدُ فيهِ الطرسُ والقلمُ ان يمنعوا الصحفَ فينا بث لوعتنا فكلنا صحفٌ في مصرَ ترتسمُ إنا لقومٌ لنا مجدٌ سنذكرهُ ما دامَ فينا لسانٌ ناطقٌ وفمُ كيفَ السبيلُ الى سلوانِ رفعتنا وهي التي تتمنى بعضها الأممُ ؟ يأبى لنا العزُّ أن نرضى المذلةَ في عصرٍ رأينا بهِ العبدانَ تُحترمُ للموتُ أجملُ من عيشٍ على مضضٍ انَّ الحياةَ بلا حريةٍ عدمُ