نزار قباني لقد كتبنا .. وأرسلنا المراسيلا
وقد بكينا وبلّلنا المناديلا
قل للذين بأرض الشام قد نزلوا
قتيلكم بالهوى مازال مقتولا
يا شام. يا شامة الدنيا ، ووردتها
يا من بحسنك أوجعت الأزاميلا
وددت لو زرعوني فيك مئذنة
أو علقوني على الأبواب قنديلا
يا بلدةَ السبعة الأنهار .. يا بلدي
ويا قميصاً بزهر الخوخ مشغولا
ويا حصاناً تخلّى عن أعنته
وراح يفتح معلوماً، ومجهولا
هواك يا بردى، كالسيف يسكنني
وما ملكتُ لأمر الحب تبديلا
ماللدمشقية كانت حبيبتنا
لاتذكر الآن طعم القبلة الأولى
يا من على ورق الصفصاف يكتبني
شعراً .. ويزرعني في الأرض أيلولا
يا من يعيد كراريسي .. ومدرستي
والقمح، واللوز ، والزرق المواويلا
يا شام إن كنت أخفي ما أكابده
فأجمل الحب حبٌ بعدُ ما قيلا
أحمد شوقي آمَنـــتُ بِاللَـهِ وَاِستَثنَـيـــتُ جَنَّـتَـهُ
دِمَشـقُ روحٌ وَجَنّـاتٌ وَرَيـحــــانُ
قالَ الرِفـاقُ وَقَـد هَبَّـت خَمائِلُهـــا
الأَرضُ دارٌ لَهـا الفَيحـاءُ بُسـتـانُ
جَرى وَصَفَّـــقَ يَلقانـا بِهـا بَـــرَدى
كَمـا تَلقـاكَ دونَ الخُلـدِ رَضـــوانُ
دَخَلتُــــهـا وَحَواشيـــهـا زُمُـــــــرُّدَةٌ
وَالشَمسُ فَوقَ لُجَيـنِ المـاءِ عِقيـانُ
محمود درويش
دمشق الطريق
و مفترق الرسل الحائرين أمام الرمادي
إني أغادر أحجاركم ليس مايو جدارا
أغادر أحجاركم و أسير
وراء دمي في طريق دمشق
أحارب نفسي.. و أعداءها
و يسألني المتعبون، أو المارة الحائرون عن اسمي
فأجهله..
اسألوا عشبة في طريق دمشق !
و أمشي غريبا
و تسألني الفتيات الصغيرات عن بلدي
فأقول: أفتش فوق طريق دمشق
و أمشي غريبا
و يسألني الحكماء المملون عن زمني
فأشير حجر أخضر في طريق دمشق
و أمشي غريبا
و يسألني الخارجون من الدير عن لغتي
فأعد ضلوعي و أخطئ
إني تهجيت هذي الحروف فكيف أركبها ؟
دال.ميم. شين. قاف
فقالوا: عرفنا- دمشق !
سعيد عقل شامُ يا ذا السَّـيفُ لم يغب
يا كَـلامَ المجدِ في الكُتُــبِ
قــبلَكِ التّاريـــخُ في ظُلمـــةٍ
بعدَكِ استولى على الشُّهُبِ
لي ربيـــعٌ فيـــكِ خبَّأتُـهُ
مِـلءَ دُنيا قلبـيَ التّعِـبِ
يومَ عَينَاها بِسـاطُ السَّــما
والرِّمَاحُ السودُ في الهُدُبِ
محمد مهدي الجواهري يا جِلَّقَ الشَّامِ والأَعْوامُ تَجْمَعُ لي
سَبْعاً وسَبْعينَ ما الْتاما ولا افْتَرَقا
ما كانَ لي منهما يومانِ عِشْتُهُما
إلاّ وبالسُّؤْرِ مِن كَأْسَيْهِما شَــرِقا
يُعاوِدانِ نِفاراً كلّما اصْطَـــحَبا
ويَنْسَيانِ هوىً كانا قدِ اغْتَبَقا
ورُحْتُ أَطْفو على مَوْجَيْهِما قَلِقاً
أَكادُ أَحْسُـدُ مَــرْءًا فيــهما غَرِقا
الأخطل الصغير سَلُ عن قديم هواي هذا الوادي
هـل كان يخفق فيه غيــر فؤادي
أنــا مــذ أتيــتُ النــهرَ آخــر ليلة
كانــــت لنـــا ذكَّـــرتُه إنشـادي
بردى هل الخلد الذي وُعِدوا به
إلاكَ بيـــن شــوادن وشــوادي
قالوا: تُحب الشام؟ قلت: جوانحي
مقصــوصــة فيهــا، وقلت: فــؤادي