الجنس : المشاركات : 744 العـمر : 49 الإقامة : قطر العـمل : موظف المزاج : so so السٌّمعَة : 4 التسجيل : 13/03/2013
موضوع: الباعوثا وصيام نينوى الإثنين فبراير 26, 2024 9:02 am
الباعوثا : كلمة آرامية تعني: طلب مساعدة الله، التضرع إليه، أو صلاة بتواضع كما أنَّها تُشير أيضًا إلى النبي يونان وصوم أهل نينوى . تحتفل كنيسة المشرق في كل عام بفـترة صوم مدتها ثلاثة أيام. يختلف تاريخها وفقًا لاختلاف تاريخ الصوم الأربعيني -الصوم الكبير- لكن موعدها يكون دوما ثلاثة أسابيع قبل بدء الصوم الكبير. تحديداً في الاسبوع الخامس من موسم الدنح . يبدأ هذا الصوم عادة يوم الاثنين من الأسبوع وينتهي بيوم الأربعاء التالي.يبدأ الصوم صباح يوم الاثنين، ويكون بالامتناع عن تناول الطعام والشراب حتى الظهر، ويُكرر طيلة الأيام الثلاثة. يقضي المسيحيون التابعون لكنيسة المشرق: كلدان وآشوريون هذه الأيام في التضرع والصلاة إلى الله، ويُنهوها بقداس اعتيادي. امّا في اليوم الثالث فيكون القداس احتفالي كبير وذلك لمناسبة انتهاء فترة الحداد والصوم وبدء حياة جديدة.. يكون الصوم في هذه الأيام الثلاثة، كما سبق ان ذكرناه بالتوقف عن شرب الماء والمشروبات والطعام من الزفرين أي كل أنواع اللحوم باستثناء السمك وعن الحليب ومشتقاته. الباعوثا التي مارسها أهل نينوى: يقوم مسيحيو كنيسة المشرق بالاستناد على سفر يونان من الكتاب المقدس سنويا بممارسة طقسية قوامها الصوم والصلاة والتوبة لمدة ثلاثة ايام وتُعـرف عند العامة ب “صوم/ باعوثة نينوى”. الكثيرون من الناس، عندما يواجهون مشكلات خطيرة او نكبات يضعها الله ضمن مسيرة حياتهم نراهم يلتجئون فورًا للمـمارسة الطقسية الشهيرة التي قوامها: الصلاة والصوم والتوبة تذكيرًا لما حدث ليونان النبي.إنهم بالصوم والصلاة والتوبة استطاعوا التغلب على مشكلاتهم الخطيرة والنكبات الني حلّت بهم. نفس الأوضاع واجه يونان لما اخذه الحوت ثمَّ لفظه على الساحل، مكان قريب من نينوى والذي اراد الله ان يصله يونان ليكمل الرسالة التي اودعها الله لعهـدته.الحوت لم يؤذِ يونان البتة ولكن إنَّه قد ساعده وأوصله إلى المكان الذي كان الله يريده ان يصل إليه. إذًا علينا انْ نرى الحوت وكأنه غوّاصة إلهية ساعدت يونان ليصل إلى المكان الذي كان الله يريده ان يصل. كانت هذه الغوّاصة أيضًا بيد الله أداة لتوقظ يونان وتحقق الدعوة التي وجهها الرب الإله ليونان. هيا بنا لتكن لنا شجاعة يونان ولندرك جيدًا حاجتنا لنفهم كلام الله، عندما تمرّ حياتنا عبر الآلام والضيقات التي هي مهمة للغاية في نيلنا الخلاص تروي آيات “سفر يونان” سيرته وكما ذكر السفر أن الله أراد ان يهدي أهل مدينة “نينوى” إحدى المدن الكبيرة الواقعة في شمال العراق نظرًا لما ارتكبوا من معاصي و خطايا مزرية أغضبت الله، فامر الله النبي يونان بأن يذهب اليهم ليدعوهم الى التوبة، وعندما علم النبي يونان بأمر الله له خاف من هذه المسئولية فإعتلى إحدى السفن هربا إلى ترشيش* وروى السفر أن يونان النبي عندما غلبه النعاس عصفت الامواج سفيتنه فاحتشد البحاره وصرخ كل منهم لإلهه فاجتمع الجميع ليعرفوا السبب وراء غضب الله عليهم فأقر النبي بهروبه من أمر الله فقرروا أن يلقوا به في أعماق البحر الغاضب فهدأ البحر، وفي تلك الاثناء ابتلع الحوت هذا النبي ومكث بداخله لمدة ثلاثة أيام فصلى إلى الله من جوف الحوت واستجاب له وخلصه فذهب بعدها إلى اهل نينوى يحثهم على التوبة عن الخطايا، وساعده الله في إنجاح ما أرسل من أجله. وفي هذه الفترة التي تصوم الكنيسة تذكارًا لهذه الواقعة وبحسب متى البشير يقول “فَأَجابَ وَقَالَ لَهُمْ: جِيلٌ شِرِّيرٌ وَفَاسِقٌ يَطْلُبُ آيَةً، وَلاَ تُعْطَى لَهُ آيَةٌ إِلاَّ آيَةَ يُونَانَ النَّبِيِّ، لأَنَّهُ كَمَا كَانَ يُونَانُ فِي بَطْنِ الْحُوتِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَال، هكَذَا يَكُونُ ابْنُ الإِنْسَانِ فِي قَلْب الأَرْضِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَال، رِجَالُ نِينَوَى سَيَقُومُونَ فِي الدِّينِ مَعَ هذَا الْجِيلِ وَيَدِينُونَهُ، لأَنَّهُمْ تَابُوا بِمُنَادَاةِ يُونَانَ، وَهُوَذَا أَعْظَمُ مِنْ يُونَانَ ههُنَا.“وَصَارَ قَوْلُ الرَّبِّ إِلَى يُونَانَ بْنِ أَمِتَّايَ قَائِلًا: قُمِ اذْهَبْ إِلَى نِينَوَى الْمَدِينَةِ الْعَظِيمَةِ وَنَادِ عَلَيْهَا، لأَنَّهُ قَدْ صَعِدَ شَرُّهُمْ أَمَامِي”.فالباعوثا او الطلب هي إذا ذكرى لتوبة اهالي نينوى، الذين سمعوا كرازة يونان فقضوا اياما بالصلاة والصوم نادمين على خطاياهم وسائلين الرحمة من الله،وعلى مثالهم نقضي نحن ايضا ثلاثة ايام توبة بالصلاة والصوم والصدقة واعمال الرحمة والمحبة الاخوية والتقرب الى الاسرار لكي يعفوا عنا الرب. “فَآمَنَ أَهْلُ نِينَوَى بِاللهِ وَنَادَوْا بِصَوْمٍ وَلَبِسُوا مُسُوحًا مِنْ كَبِيرِهِمْ إِلَى صَغِيرِهِمْ” لهذا نلتزم بهذا الصوم حتى ان الكثير ينقطع تماما عن الطعام خلال هذا الصوم..من مساء الاحد وحتى صباح الخميس ،لا يتناولون ولا يشربون فيه شيء. ان يونان النبي عرّفهم بإرادة الله وحمل لهم الإنذار بدمارهم المحزن ، هم ومدينتهم ، بسبب أعمالهم المشينة وخطاياهم المتنوعة ومعاصيهم الكثيرة التي أغضبت الله فهددهم بالهلاك .حينئذ عملت فيهم النعمة التي غيرت حياتهم ، بدأوا بالتوبة النصوح ، صاموا جميعا هم وأطفالهم وحيواناتهم وصلوا ولبسوا المسوح ، كما هو مكتوب .وعندما رأى الله هذه التوبة الحقيقية عدل عن قراره وأبعد عنهم عقاب الغضب فخلصوا ولم يهلكوا. تعلمنا هذه الصلوات:. انَّ كل أهل نينوى الوثنيين قد تابوا فكم بالأحرى على المؤمنين المسيحيين أن يفعلوا ذلك. كانت نينوى رمزاً للعنف والحرب لكنَّها عندما سمعت نداء الرب تابَت. فكم علينا أن نحيا أعمال المحبة والتوبة. إنَّ يونان يتمرد ثم يتراجع ويتوب وكذلك نينوى فهما نموذجان للتوبة. ونحن نعيش أيام صوم يونان النبي فأننا نعيش حالة الأستعداد لصوم الأربعيني المقدس التي صامها الرب يسوع ونجد فى يونان النبي أشارة واضحة للمسيح وما حدث له لأتمام الفداء للبشرية جمعاء , يونان يونان أسم عبري معناه حمامة وهو أبن أمتاي وأحد أنبياء أسرائيل وكان من مدينة جت حافر بجوار الناصرة من منطقة الجليل يقال أنه ابن أرملة صرفة الذي أقامه أيليا النبي من الموت,