علم الدولة : الجنس : المشاركات : 9804 الإقامة : Sweden العـمل : IT-computer المزاج : Good السٌّمعَة : 316 التسجيل : 09/02/2007
موضوع: خميس الصعود الألهي المقدس الخميس مايو 21, 2020 6:01 am
خميس الصعود الألهي المقدس: - بحسب الأنجيل المقدس :
أنجيل القدّيس مرقس 14:16 - 20 أخيرا ظهر للأحد عشر وهم متكئون، ووبخ عدم إيمانهم وقساوة قلوبهم، لأنهم لم يصدقوا الذين نظروه قد قام وقال لهم: اذهبوا إلى العالم أجمع واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها من آمن واعتمد خلص، ومن لم يؤمن يدن وهذه الآيات تتبع المؤمنين: يخرجون الشياطين باسمي، ويتكلمون بألسنة جديدة يحملون حيات، وإن شربوا شيئا مميتا لا يضرهم، ويضعون أيديهم على المرضى فيبرأون ثم إن الرب بعدما كلمهم ارتفع إلى السماء، وجلس عن يمين الله وأما هم فخرجوا وكرزوا في كل مكان، والرب يعمل معهم ويثبت الكلام بالآيات التابعة . آمــــين
رسالة القدّيس بولس إلى أهل أفسس 1:4 - 16 فأطلب إليكم، أنا الأسير في الرب: أن تسلكوا كما يحق للدعوة التي دعيتم بها بكل تواضع، ووداعة ، وبطول أناة، محتملين بعضكم بعضا في المحبة مجتهدين أن تحفظوا وحدانية الروح برباط السلام جسد واحد، وروح واحد، كما دعيتم أيضا في رجاء دعوتكم الواحد رب واحد، إيمان واحد، معمودية واحدة إله وآب واحد للكل، الذي على الكل وبالكل وفي كلكم ولكن لكل واحد منا أعطيت النعمة حسب قياس هبة المسيح لذلك يقول: إذ صعد إلى العلاء، سبى سبيا، وأعطى الناس عطايا وأما أنه صعد، فما هو إلا إنه نزل أيضا أولا إلى أقسام الأرض السفلى الذي نزل هو الذي صعد أيضا فوق جميع السماوات، لكي يملأ الكل وهو أعطى البعض أن يكونوا رسلا، والبعض أنبياء، والبعض مبشرين، والبعض رعاة ومعلمين لأجل تكميل القديسين لعمل الخدمة، لبنيان جسد المسيح إلى أن ننتهي جميعنا إلى وحدانية الإيمان ومعرفة ابن الله. إلى إنسان كامل. إلى قياس قامة ملء المسيح كي لا نكون في ما بعد أطفالا مضطربين ومحمولين بكل ريح تعليم، بحيلة الناس، بمكر إلى مكيدة الضلال بل صادقين في المحبة ، ننمو في كل شيء إلى ذاك الذي هو الرأس: المسيح الذي منه كل الجسد مركبا معا، ومقترنا بمؤازرة كل مفصل، حسب عمل، على قياس كل جزء ، يحصل نمو الجسد لبنيانه في المحبة . آمــــين
ما هو الصعود لاهوتيًّا ومتى يقع؟ الصعود هو العلامة التي تفتتح السماء، أو بالأحرى توجِدها. والصعود هو أيضًا، بمعنى يجب إدراكه، ذهاب المسيح الضروريّ. وهو ذهاب يبدو بالأحرى وجهًا جديدًا لوجوده. لم يعد هذا الوجود خارجيًّا أو محدّد المكان، بل أصبح باطنيًّا وشاملاً. الحضور الحقيقيّ هو على شكل الغياب. فلو لم “يصعد يسوع إلى السماء”، لما زال بيننا، في وسطنا، ولكن إلى جانبنا، خارجًا عنّا، كما أنّي خارج عنكم وأنّكم خارجون عني. كتب القدّيس بولس: صعد إلى السماء “ليملأ كلّ شيء” (أف 4/ 10)». وذهاب المسيح – صعوده – هو في جوهره أحترام من قِبلَه لحريّتنا». وعبّر عنه الرب يسوع بنفسه عندما قال لهم : “خير لكم أن أمضي، فإن لم أمضِ، لا يأتكم الروح القدس، فكتب: يجب أن أُبعد عنكم وجهي لكي تكون لكم نفسي”. ولمّا توارى المسيح في الغمام، كتب القدّيس لوقا أن عيون الرسل ما زالت شاخصة إلى السماء، مع أنّه لم يبق هنالك شيء، لم يبقَ هنالك وَجه. فقال لهم الملاكان: “أيّها الجليليّون، ما لكم قائمين تنظرون إلى السماء؟” (رسل1 : 11 ). وهذا يعني: لا تُضيّعوا الوقت، بل قوموا إلى العمل المفروض عليكم. والقيام بهذا العمل يقتضي منكم كثيرًا من العقل والشجاعة. أنتم أُناس، وعندكم عقول وقلوب. فتغلغلوا، بهذه العقول وهذه القلوب، إلى قلب العالم». فالصعود هو آخر ظهورات يسوع. إنّه ختام رسالة يسوع العلنيّة على الأرض، وختام حضوره المرئيّ والمسموع والملموس في العالم إلى يوم مجيئه الثاني، وهو أيضًا عيد عودته بالمجد إلى السماء و”جلوسه عن يمين الآب”. إنّه تواري المسيح الّذي يولي شهوده مسؤولية عمله على الأرض. إنّه يوم انطلاق الكنيسة التي سمعت الربّ يدعوها للانطلاق إلى البشارة، ليعمّ فرح الإنجيل الكون بأسره. الصعود هو أنّ يسوع القائم من الموت ترك الأرض لينضمّ إلى الله في مكانه الخاصّ: السماء. «والسماء (أو السموات)، حيث “صعد” يسوع هي بالضبط أُلفَة الله , هي صلة كيان الإنسان بكيان الله، واللقاء الحميم بين الله والإنسان . هي مستقبل الإنسان، مستقبل البشريّة» يقع هذا العيد دائمًا يوم الخميس من بعد الأحد الخامس بعد القيامة أي بعد أربعين يومًا من قيامة الربّ يسوع. وتجدر الإشارة هنا إلى أنّ الليتورجيا انتظرت القرن الرابع لتحدّد عيد الصعود في اليوم الأربعين بعد الفصح. وقبل هذا كانوا يعيّدونه يوم العنصرة أو في يوم بين الفصح والعنصرة. كما ونشير أيضًا إلى أنّ عبارة أربعين يومًا لا تعني مباشرة زمن الصعود، بل زمن تعليم يسوع لرسله. إنّ هذا العدد يدل في التوراة والتقليد اليهوديّ على زمن الوحي. ظل موسى أربعين يومًا على جبل سيناء (خر 24/ 8)، ومثله إيليّا (1 مل 19/ 8)، وبقي عزرا أربعين يومًا حين كان يملي رؤاه (4 عز 14/ 23-45). وكذا فعل باروك على قمة الجبل (رؤيا باروك بالسّريانيّة 76/ 1-4). الأربعون يومًا هو زمن الرؤيا والاستعداد بالصوم بالأخص صوم يسوع. فكما استعدّ يسوع لرسالته أربعين يومًا في البرّيّة، فهو يهيّئ كنيسته خلال أربعين يومًا فيحدّثها عن ملكوت الله. أصوله في التاريخ : لم يرد ذكر عيد الصعود إلاّ نادرًا قبل القرن الميلاديّ الخامس. ذكره أوسابيوس أسقف قيصرية فلسطين ( 340) الملقّب “أبو التاريخ الكنسيّ” نحو سنة (263/ 313)، ولكن ضمن احتفال اليوم الخمسينيّ. وهكذا ذكرته أيضًا الراهبة إيجيرية التي كانت في أورشليم نحو سنة (383). وهو كذلك أيضًا معروف في تقليد سريانيّ قديم. أما يوحنّا الذهبي الفم ( 407) فقد عرف هذا العيد وذكره في اليوم الأربعينيّ في أنطاكية (354/ 383)، وفي القسطنطينية (398). هذا بالنسبة إلى الشرق. وبالنسبة إلى الغرب فقد ورد ذكره في اليوم الأربعينيّ على لسان القدّيس أوغسطينوس ( 430) في مدينة هيبو-أفريقيا الشمالية- (354/ 391). إذن يرجع أصل هذا العيد إلى نهاية القرن الرابع الميلاديّ وقد يكون من طقوس كنيسة أورشليم القديمة التي، اهتمامًا منها بمراحل التدبير الخلاصيّة، ورغبة في إقامة الاحتفالات متسلسلة، وحسب أماكنها التاريخيّة، قسّمت العيد الخمسينيّ الكبير. لا نجد هذا الحدث في العهد الجديد إلاّ عند لوقا في إنجيله كخاتمة ليومٍ فصحيّ عاشه التلاميذ (24: 50-53)، وفي بداية أعمال الرسل حيث ربط الصعود بالعنصرة (1:1-14). ومع مرور الزمن، وخاصّة في الغرب، فقد عيد الصعود معناه الأصلي: الاحتفال بتمجيد ربّنا يسوع المسيح وارتفاعه إلى السماء وإعلانه ربًّا وملكًا على الكون. وأصبح عيدًا مستقلاً منفصلاً، نوعًا ما، عن العيد الخمسينيّ، وذكرًا لنهاية حضور المسيح الجسديّ والتاريخيّ على الأرض وخاتمة ظهوره لتلاميذه. حيث صار في القرون الوسطى يوم حزن ووداع، إلى درجة أنّ بعض الكنائس كانت تعبّر عن حزنها هذا برفع تمثال يسوع أو إطفاء الشمعة الفصحيّة. يُطلق على هذا العيد أيضًا “عيد الرش”: تسمية شعبية تتعلّق بتقليد شعبي قديم يجري فيه رش الماء على الآخرين. ولا تزال آثار هذه العادة باقية في عدّة أماكن من الشرق وبصورة خاصّة في شمال العراق. هل هو نتيجة الحر؟ أم لجلب انتباه الآخرين على عدم البقاء في التطلع إلى السماء والاهتمام بأمور حياتهم العادية طبقًا لما جاء في كتاب أعمال الرسل: “(…) ما لَكُم قائمينَ تَنظُرونَ إِلى السَّماء؟ (…)” (1: 11). يشير هذا العيد إلى أنّ أبواب السماء انفتحت أمامنا لكي نصعد نحن أيضًا حيث المسيح جالس عن يمين الآب، ونحيا مثله ومعه إلى الأبد.