"تخطّت مهنة الطبيب الكشف عن حالة المريض وقراءة الصور الشعاعية والفحوصات الطبية،
ولم تعد هذه الخطوات كافية لوصف دواء مناسب أو تقييم حالة صحية تتطلب عملية جراحية.
فبات الألم النفسي معياراً جديداً على الطبيب أخذه في عين الاعتبار قبل القيام بمهامه المعتادة،
وذلك بعدما أثبتت التجارب قوة هذا الألم في الظهور بأشكال مختلفة على صحة الفرد لإنذاره
بوجود مشكلة يجب معالجتها، قد يرافقها عامل بسيط متعلّق بحالة مرَضية"،
أعراض الألم النفسي :
لا تحتاج أوجاع العمود الفقري إلى عملية سريعة لتثبيت الفقرات، ولا تتطلب آلام الجهاز الهضمي أدوية مسكنة،
ولا ترتبط أوجاع الصدر بأمراض القلب، ولا يؤشّر الصداع لمرض خطر في الرأس؛ حتى الضغط على الأسنان ليلاً
لا يدل إلى مشاكل فيها. كلّها مضاعفات نتيجة عامل واحد: الضغوطات اليومية. وهكذا، يتخذ الألم النفسي هويته،
بحيث ينتج عنه عدم قدرة الفرد على إدارة حياته وتنظيم أولوياته.
في هذا الإطار، أشار عقيص إلى أنّ تفاقم ضغوطات الحياة استدعت التركيز على خلق مركز مختص يعنى بإدارة الضغوطات،
يُشرف عليه اختصاصيون من خلفيات متنوعة لتقديم المساعدة وتمكين الفرد من تحسين نوعية حياته إضافة
إلى الاستفادة من طاقته بهدف تطوير نفسه.
العلاجات موجودة :
وحول العلاجات المتعلقة بالألم النفسي، ذكر عقيص أنّ إعطاء الأدوية يقتصر على الحالات التي يعاني
منها المريض من اكتئاب خفيف يظهر في آلام جسدية.
في السياق عينه، إنّ اللجوء إلى مراكز مختصة للتعامل مع هذه المشكلة، لا تؤدي إلى تصنيف حالة الفرد
في خانة "المرض النفسي".
إذ إن مهام المدربين المختصين تقوم على متابعة وفهم وضعية المريض، إضافة إلى تقديم المساعدة اللازمة
من أجل مقاومة المشاكل التي يعانيها عبر استخدام الوسائل اللاشعورية، منها اليوغا التي تدعو إلى العودة للذّات.
وبالتالي، شدّد عقيص على ضرورة "وضع الضغوطات جانباً والالتفات إلى داخلنا لمعرفة مهمتنا في الحياة وإدارتها".