مبارك عطاء الرب في الصيام والصلاة ...
كل عام وأنتو بخير
قرأث هالموضوع وحبيت شاركم فيه .
الصوم هو الزمن المقبول لدى الله، هو الزمن الذي يُفتح به باب السماء. إنّه مسيرة توبة وإهتداء ومصالحة مع الذات ومع القريب ومع الله.
زمن الصوم جوهريٌّ في حياة المسيحيّ المدعوّ للموت عن آدم القديم والولادة مع آدم الجديد، يسوع المسيح، القائم من بين الأموات
والمنتصر على الجحيم. نبدأ الصوم بعرس قانا الجليل ونختمه ونكللّه ونتوّجه بعرس القيامة.
جرت العادة منذ حوالي ألفَي سنة على ربط الصوم الكبير بعيد الفصح واعتدنا على إعطائه طابع الحرمان والتقشّف.
إفرحوا أيّها المسيحيّون فهذه السنة لن نصوم كالمرآئين.
إفرحوا أيّها المسيحيّون فهذه السّنة لن نصوم كالفرّيسيين.
إفرحوا أيّها المسيحيّون فهذه السّنة لن نصوم كالثكالى فلا مكان للحزن بيننا.
هذه السّنة سنفرح.
سنفرح لأنّ أبواب السماء إنفتحت.
سنفرح لأنّ السماء ستمطرالمنّ والسلوى.
سنفرح لأنّ غلَبَتنا على الشيطان بدأت. هوذا كلام المسيح تحققّ “هذا الجنس لا يخرج إلاّ بالصلاة والصوم” (متى17/21).
صوموا بفرح فإنّ المسيح قام ولم يعد للموت سلطانًا عليه.
صوموا بإبتهاج يا أبناء النور فلا مكان للظلمة في حياتنا.
ابراهيم سيترك أرضه وبيت أبيه ويتبع الرّب فرحًا الى حيث يريه.
موسى سيواجه فرعون وجيشه.
داود سيرقص فرحًا أمام المسيح القائم.
سليمان سيعيد بحكمته بناء الهيكل الذي تهدّم.
إيليا لن يهرب من إيزابيل مرّة أخرى.
أيّوب لن يحزن بعد اليوم ولن يلبس مسحًا.
يونان لن يهرب مجددًا من وجه الرّب.
إفرحوا أيّها المسيحيّون لأنّ خمر عرس قانا لم ينفذ.
إفرحوا أيّها المسيحيّون لأنّ الأبرص شُفيَ وعاد الى مجتمعه.
إفرحوا أيّها المسيحيّون لأنّ النازفة عبّرت عن إيمانها بعد شفائها.
إفرحوا أيّها المسيحيّون لأنّ الإبن الضال عاد الى حضن أبيه.
إفرحوا أيّها المسيحيّون لأنّ المخلّع عاد يركض كالأيّل.
إفرحوا أيّها المسيحيّون لأنّ أعمى أريحا ترك رداءه وتبع المسيح.
إفرحوا أيّها المسيحيّون لأنّ إبن داود دخل أورشليم منتصرًا.
إفرحوا أيّها المسيحيّون لأنّ عرس القيامة قريب.
صوموا بفرح فإنّ المسيح تغلّب بصيامه على الشيطان وتجاربه.
صوموا بفرح فممالك الأرض ستركع لكم.
إفرحوا فإنّ قوتكم أبدي ونبع مائكم لن ينضب.
إفرحوا فإنّ إلهكم حيّ.
إفرحوا فإنّ الصوم يقرّبكم من الرّب.
إفرحوا فإنّ الصوم يشجّعكم على التوبة.
صوموا فالصوم يحررّ الجسد والنفس.
صوموا فالصوم يروّض الرغبات والشهوات.
إفرحوا لأنّ صومكم سيؤول بكم الى الحريّة.
حررّكم المسيح فلا تدعوا شيئًا يكبّلكم.
صوموا فرحين لأنّ أسماءكم مكتوبة في السماء.
لذلك إفرحوا أيّها المسيحيّون. إفرحوا لأنّ مسيحنا إنتصر. إفرحوا لأنّ صومنا لم يعد كآبة.
إذا فرحتم فلا تفرحوا وحدكم بل أنقلوا هذا الفرح الى العالم أجمع.
وزّعوا سلامكم على المضطربين.
إطبعوا إبتسامتكم على الشفاه الحزينة.
أنشروا أمانكم في النفوس الخائفة.
إزرعوا حبّكم في القلوب الحاقدة.
شاركوا المحتاجين في خيراتكم. قسّموا أرزاقكم على المحتاجين. أطعموا الجياع، أسقوا العطاش، زوروا المرضى، أَلبسوا العراة.
دعوا صومكم يكون فرحًا لكم وإبتهاجًا للآخرين. لا مرض ولا ألم ولا غربة ولا همّ ولا حتّى موت سيمنع عنّا الفرح.
سنصوم فرحين وسنعيّد فرحين فرجاءً لا تدعوني أرى وجوهكم عابسة ولا قلوبكم حزينة. إفرحوا وأقول أيضّا إفرحوا فمن له المسيح له كلّ شيء.
إفرحوا أيّها المسيحيّون لأنّ هذه السّنة لن نصوم كسابقاتها.
إفرحوا أيّها المسيحيّون لأنّ المسيح قام حقًا قام ونحن شهود على ذلك.