اليوم السابع والعشرون: تأمل في نسيان البشر لإحسانات قلب يسوع الأقدس
ان لم يقاس الان قلب يسوع كلومآ وجراحات جديدة فأنه يقاسي إهانات غريبة منذ رسم سر محبته العجيب. آه ليت شعري؟
ترى كم من الأهانات الشنيعة والاحتقارات الفضيعة إحتملها هذا القلب اللهي منذ قرون كثيرة وسوف يحتملها
إلى منتهى الأجيال من المؤمنين وغير المؤمنين، ومع هذا كله فقد شاء يسوع ان تحل فينا كلمة الله ويدخل بيننا نحن البشر،
ويستمر ضمن قلوبنا، ولازدياد غرامه بنا فاه بكلمات تذهل العقول فقال:( ان نعيمي مع بني البشر ) (ام 8 : 30 ).
آه ياسيدس ترى كيف يسلك معك هؤلاء البشر الناكرون والجميل انك تنتتظرهم ليلا ونهارآ في مقدسك
وتدعوهم إليك فتمضي الليالي والايام والاسابيع بتمامها وهم لا يمتثلون امامك، بل إذا زارك بعضهم مدة قصيرة
من الزمان كانت زيارتهم على سبيل العادة او على عيون الناس. اي نعم انهم يحضرون امامك واما قلبهم لعمري
قد ناى وابتعد عنك انت لا تزال مفتكرى فيهم تحت السر العجيب وكل يوم تقدم نفسك إلى الاب الازلي ضحيه
عنه وتضهر له جروحك لأحلهم. انا هم فاذا يحضرون امامك لا يؤدون السجود اللئق بل إلى عزتك الالهيه
بل يجلسن بدون احترام واحتشام وبهيئه يستحيا منها بل يخجل منها الخطااة انفسهم أولائك الذين ينكرون
وجودك في القربا المقدس. وفي القداس الالهي يدعوهم الكاهن قائلآ:
( ها هوذا حما الله الحامل خطايا العالم، تعالو إليه جميعآ ) ويدعوهم يسوع نفسه قائلآ:
( كلو ايها الاحباء واشربوا واسكروا ايها الاخوان ) (نشيد 5 : 1 ).
تعالو كلو من خبزي، واشربو من الخمر التي مزجنها (امثال 9 : 5 )
اما هم فيفرون منهز مين كأن ليس فيهم جراح يداونها او اثام يمحونها او ادر ان يغسلونها، فيجيونه
بأن دعاهم احد اصدقائهم عنده أو هم مضطرون لخدمة احد غيرهم. فتعجبي ايتها السماوات من هذا،
واقشعري وتحيري جدآ. ابهذا تجازون الرب يا ايها الشعب الجاهل وغير الحكيم؟ (تثية 32 : 6 )
قد اظهر االرب للقديسة مرغريته مريم كم تؤثر في قلبه الألهي تلك الأفعال النحرفة وكم يغتم من عدم
التفات البشر اليه فقال لها: ( اني ذبت شوقآ إلى ان يكرمني االبشر ويحبوني العجيب
ولكني لا ارى احدآ حسب رغبتي فيروي غليلي ويكافؤني ولو بعض المكافأ.
خبر :
جاء في رسالة قلب يسوع الأقدس المطبوعة في بيروت سنة 1931م أن شابآ كاثوليكيآ تزوج فتاة غير متدنية ووعدته
قبل زوجها بأن تدبع إيمانه، غير انها خالفت وعدها بعد زواجها، بل حملت زوجها على ترك الصلاة والتردد إلكنيسة
ايام الاحد والأعياد لاستماع القداس. وبعد حين رزقها الله ولدآ فربته على ارائها ثم ادخلته في مدرسة لا دينية وحذرته
من الذهاب إلى الكنيسة والتمسك بتعاليمها التي كانت تعدها ترهات. فتحنن قلب يسوع الأقدس على هذه العائلة واراد
هدايتها الى معرفته والايام به، فأمتحنها بمرض ثقيل اصاب فجأة ولدها واوصله إلى الموت، فحار الوالدان
في امرهما واستدعيا الطبيب وتوسلا إليه ان يعملمهما ان يقدر ان يعمل شيئآ في سبيل خلاص ولدهما.
أجابهما الطبيب: ليس لديه واصطة لشفاء ولدهما غير عملية خطرة وعليكما انتما بالصلاة لأجله.
ان جرمين وهو إسم المرأة حنى كانا قد نسيا الصلاة منذ سنين ، وها أن الطبيب قد اشار عليهما
بوجوب التضرع إلى الله، ففهما ان الله الحنان انما صربهما بتلك الضربة الثقيلة بمرض ابنهما العزيز
حتى يقسرهما على الصلاة، وشعرا بقوة سماوية تحثما على ممارسة ذلك الواجب المقدس
بدون أدنى تأجيل لألى يحل عليهما الغضب الالهي العاجل، فذهبا معآ إلى غرفة قريبة وركعا احدهما
بجانب الاخر وشرعا يصليان بحرارة. ومنذ ذلك الحين صارا يصليان كل يوم متوسلين الى المولى الرحيم
ان يمنح ولدهما الشفاء التام، لكن مرضه طال كأن الرب لم يسمع ابتها لاتهما المتواترة.
إذ في ذات مساء عاد حتى من شغله وراى بغاية الدهشة صورة قلب يسوع معلقة على حائط بهو بيته،
فقالت له امرأته: اعطتني الراهبة الممرضة هذه الصورة الجميلة واعملتني ان العملية التي اجراها الطبيب
لولدنا نجحت كل النجاح وقد تحسنت حالته من بعدها تحسنآ غريبآ. وبعد
إكرام :
اعط صورة قلب يسوع لمن ليس له فيكون عملك هذا نوعآ من التبشير بعبادة قلب يسوع الأقدس.
نافذة (تقال ثلاث مرات دائماً) :
يا قلب يسوع الأقدس توبني إليك فأتوب.