جاء في رسالة يعقوب 1-13 يقول : " ان الله لا يُجربه الشر ، ولا يجرب احداً "
فكيف اربط بين تجربة المسيح من الشيطان على الجبل وبين " الله لا يُجربه الشر ؟
يسوع من خلال هذه التجربة يُعلمنا أن ما من حيلة تخطر على بال بشر إلا والشيطان يعلمها ويخطط للنيل
من أصحاب النوايا السليمة والقلب الطاهر والعقل المُترفع عن صغائر الأمور وماديتها
وإن ما جاء في رسالة يعقوب 1-13 : " ان الله لا يُجربه الشر ، ولا يجرب احداً "
فهو خير دليل على سماح المسيح بالتجربة لا ليقول لنا أنه لا يُجرّب إنما ليعلمنا كيف ننتصر على كل أنواع التجارب
بالصوم والسهر والصلاة .
فالعبرة من هذه التجربة لا تقتضي الهروب منها أو معاتبة الله عليها ، إنما مواجهتها بقوة الله والإعتماد على مفاعيل
الأسرار الكنسية التي قدّسها المسيح لنتقدّس من خلالها
وكلام يعقوب في رسالته هو جواب واضح يعني به أن الله لا يُهزم لأنه الحب الأسمى ولا يؤذي أبناءه البشر
لأنه الأب الأعظم ( لا يُجَرَب ولا يُجرّب )
وعندما تتم التجربة ، لا خلاص منها إلا بالإتكال عليه وليس على قوانا الذاتية .
الإنجيل واضح ويؤكد وجود الشيطان ويعطيه أسماء متعددة إذ تُذكر أسماؤه "المجرب" و "إبليس" (أي: المشتكي)
و"الشيطان" (أي: العدو). ويصوّره الإنجيل يهاجم يسوع ويريد أن يجعله يخطئ. ويروي لنا قصة تجريب إبليس للمسيح
في إنجيل متى 4:1-11 ، ولوقا 4:1-13.ويُسمى أيضاً "رَئِيسَ هذَا الْعَالَمِ" (يوحنا 16:11)
و"إِلهُ هذَا الدَّهْرِ" (2 كورنثوس 4:4). و"رَئِيسِ سُلْطَانِ الْهَوَاءِ" (أفسس 2:2) لأنه بذكائه الفائق، يتسلَّط على البشر تسلُّطاً
عظيماً وغريباً جداً.
وأهم البراهين على أنه شخص حقيقي مهم ومقتدر أمر يسوع لتابعيه أن يذكروه في صلاتهم مهما اختصروها، ويقولوا:
"نَجِّنَا مِنَ الشِّرِّيرِ" (متى 6:13) ليس من الشر ولا من الأشرار، بل "من الشرير".
ومن الواضح أيضاً من الكتاب المقدس أن تسلط إبليس مقيَّد بالسماح الإلهي، وأن إبليس يعترف بذلك، ويطلب هذا السماح
ويُعطاه أحياناً. إنما القصد الإلهي في هذا السماح هو حبّي محض نحو الذين يُجرَّبون، لأن المنتصرين منهم ينالون التزكية
والتقوية والتمجيد. والذي يدفع كل ريب في مزية الحب الخالص في هذا السماح هو تجربة المسيح،
لأن الروح القدس هو الذي أصعده إلى البرية ليجربه إبليس.
فالعبرة الأعظم هي أن نتعلم كيف ننتصر على الشرير وليس أن نهرب منه لأن الهروب من تجاربه مستحيل ،
إنما القضاء على مكائده أمر أكيد بنعمة الصلاة والأسرار
....................