الكارما هي فلسفة بسيطة من الفعل وردّة الفعل. "كما تزرع، كما تحصد".
يدعم قانون حماية الطاقة نظرية الكارما. كلّ عمل يقوم به الفرد له نتائجه أو ردّة فعله للفاعل وللبيئة المحيطة.
عندما يفكر الفرد، تكون عملية التفكير أداء لعمل التفكير. وبنفس الطريقة، يكون كل كلام أو عمل أو تصرّف،
أو اختبار شيء ما، مستويات مختلفة من أداء العمل.
عندما نرمي حجراً في البركة، يغرق الحجر لكنه يترك الأمواج في حركة على السطح. تسافر الأمواج حتى تصل الشاطئ،
فترتطم بجزيئات الرمل وتنتج تأثيراً عليها، أمّا بدفعها بعيداً أو بجلبها إلى البركة.
إنّ التأثير في كل مكان، وفي جميع أنحاء البركة وعلى الشاطئ. هكذا يُنتج الفعل ردّة الفعل والتأثير، أو نتيجة في الفاعل
وفي البيئة المحيطة.
من خلال كلّ فكرة وكلمة وعمل ينتج الفرد موجات مؤثرة في الجوّ المحيط. تعتمد نوعية التأثير على نوعية العمل المنجز؛
إن درجة ردّة الفعل المنتشرة في البيئة المحيطة تعتمد على قوّة العمل المنجز.
هكذا نجد أن في كلّ لحظة من الحياة ينتج بعض التأثيرات في الجوّ بأعمال التنفّس والتفكير والكلام والتصرّف في العالم.
تشرح فلسفة الكارما هذه بأنّه مهما كان وضع الرجل، فهو نتيجة لماضيه الخاص. إذا كان سعيداً، فيكون ذلك نتيجة للأعمال الجيدة
في الماضي. إنها نتيجة لما أنتج من الاهتزازات المنسجمة والسعيدة والجيدة في الجوّ في الماضي بأعماله المستقيمة. إذا كان الرجل
يعاني في الحاضر، فهذا نتيجة لأعماله التي قام بها وقت ما، والتي نشرت تأثير البؤس والمرض والمعاناة في الجوّ.
لا يوجد شخص أخر يكون مسؤولاً عن سعادة الإنسان أو معاناته سوى هو بذاته. إذا كان الإنسان يتمتع بشيء ما، فهو يتمتع بما كان
قد قام به، وإذا كان الإنسان يعاني من شيء ما، فهو يعاني نتيجة لما قام به أيضاً.
إذا أتى رجل إلينا، فلندعوه فلان، كان سعيداً جداً وبمزاج جيد ويجلب لنا بهجة كبيرة، نعتقد بأنّه لا شيء سوى حزمة من السعادة.
لكن فلسفة الكارما تقول بأنّ فلان هو فقط حزمة من السعادة لك لأنه في ذلك الوقت يسلّم إليك السعادة التي نشرته مرّة في العالم.
إنّ ردّة فعل الكارما الجيدة تعود إليك منه. إنه يقوم بعملية التسليم لك، تماماً كما هو دور ساعي البريد الذي يسلّم الرسالة معنونة إليك.
لو كان فلان حقيقةً حزمة من السعادة، لما كان رفيقاً حزيناً إلى بعض الآخرين ناحية أخرى من حياته.
_________________