رسالة من ميرنا إلى قداسة البابا يوحنا بولس الثاني "18 شباط 1993 "
السفير البابوي يحمل رسالة من ميرنا إلى قداسة البابا :
قبل أن يغادر السفير البابوي دمشق ،شجع ميرنا على توجيه رسالة إلى قداسة البابا. و قد أكد لها أنها ستصل
إلى يد قداسته .فكتبت ميرنا ،بطريقتها ،الرسالة التالية ،و بالعربية طبعاً :
"قداسة البابا يوحنا بولس الثاني
تحية بالرب يسوع أرسلها راجية من الله أن تصلك و أنت بنعمة الرب وسلامه .
ابنتك ميرنا من دمشق ، من بلاد الشرق ، امرأة رجل يدعى نيكولا و أم لطفلين صغيرين ميريام
و يوحنا ....لا أعلم كيف أخاطب قداسة البابا و لا أدري ما ينبغي عليّ ما أقوله لأنني لم أعد أشعر
أنني أملك نفسي بل أنا ملك أسرتي و أسرة الصوفانية و الكنيسة و كل المصلين من كل الطوائف و المذاهب .
لا أعلم إن كانت رسالتي ستقع بين يديك الطاهرتين . مع أنني متأكدة بأن المنسينيور لويجي سيصل إليك حامل
رسالتي الصغيرة ، كما أنني متأكدة من أنك ستقرأ كل كلمة فيها يا أبت. يا أبانا جميعاً . يا أبا الكنيسة .
نحن هنا نصلي كل يوم ،كل يوم نصلي لأمنا العذراء مريم سيدة الصوفانية لكي تبارك كل القيمين على الكنيسة المقدسة
كي يعملوا معاً بتواضع و محبة من أجل تحقيق رغبة ربنا و إلهنا و مخلصنا يسوع المسيح ،له المجد إلى الأبد ،
من يرى أبناءه عائشين في وحدة الإيمان ،و وحدة المحبة ، و في القداسة الحقة ،محققين وحدتهم شهادة إيمانية حقة
وصادقة عن إيمانهم في المسيح يسوع .
أسرتنا في الصوفانية صغيرة . و لكننا كأبناء حقيقيين نصرخ بكل جرأة ،بكل إيمان ،لأبينا السماوي كي يوحد الجميع
في الإيمان و المحبة ....و كل يوم نرفع صلاتنا و نرتل على هذه النية .
قداسة الحبر الأعظم ، نحن بحاجة إليك . بحاجة إلى بركتك . نحن بحاجة ملحة أن نراك فيما بيننا
في بلادنا....لقد كنت في الأرض كلها فلا تنسى أولادك في الصوفانية ، في دمشق ، في سوريا الشرق .
إيماننا بالله كبير . وإيماننا بأمنا العذراء سيدة الصوفانية كبير جداً . و نحن نعيش فرح الاتحاد
نعيش سعادة أبناء الله الذين يصلون معاً بقلب واحد ،و فكر واحد، و محبة واحدة لأبينا السماوي القائل:
"دعوا الأطفال يأتون إلي..."و نحن كالأطفال كل يوم نصلي في بيتنا الصغير الذي يضم كل أولاد الله و لابد أن يسمع
صوت هذا النداء بحسب مشيئته .
نحن بانتظارك في قلوبنا ، في بلادنا ، في ايماننا ،فتعال أيها الأب الأقدس ،تعال وبارك المسيحيين ،
تعال معاً لنطلب من الله و أمنا العذراء أن توحد أبناءها في المحبة و الإيمان و القداسة .
من هنا أسرة الصوفانية تطلب بركتك و تذكرك كل يوم في صلاتها .
وأنا ابنتك ميرنا أقبل يديك الطاهرتين . وأضم صوتي الصغير إلى صوت طفليّ ، و صوت زوجي ،
وأصوات كل المصلين معي ، وأصوات كل أبناء الشرق لأقول لك :"تعال أيها الأب الأقدس إلينا فنحن بحاجة إليك."
ابنتك الصغيرة ميرنا 18 شباط 1993 "