لايوجد أجمل من القصص الواقعية التي تحدث ومن ثم يكون فيها عبرة روحية وهذه إحداها :
في أحد الأيام كان راهبان يسيران على طريق العودة إلى الدير فصادفا فتاة جميلة ترتدي ثياب جميلة ومتزينة بالجواهر،
فحيت الفتاة الراهبين وقالت: لقد انهار الجسر ليلة أمس بسبب العاصفة وليس من وسيلة لعبور النهر واليوم تُزف صديقتي
وأنا ذاهبة لأحضر العرس، لكنني أخشى النزول في الماء كي لا تتلوث ثيابي النظيفة. فهل يمكنكما مساعدتي لعبور النهر؟
وكان أحد الراهبين عجوزاً اشتعل الشيب في رأسه، وحفر الزمن أخاديد في وجهه. فتقدم من الفتاة وحملها بين ذراعيه
وعبر النهر، وتركها على الضفة المقابلة، وتبعهما الراهب الثاني صامتاً وكان شاباً يافعاً يشع حيوية ونضارة. وعندما ابتعدت
الفتاة عنهما بدأ الراهب الشاب يعنّف العجوز على ما فعله فقال: كيف حملت الفتاة؟ ألا تعلم أن الشيطان يأتي أحياناً
في هيئة ملاك النور، فيجمّل الخطيئة ويخفيها تحت ستار عمل الخير؟ أتدري ما ستقوله هذه الفتاة للناس إنها ستفتخر
بأن راهباً حملها وربما تبالغ في الكلام فتقول إنك وقعت في حبها وتقول .
وتابع الراهب الشاب تأنيبه لرفيقه الراهب العجوز، وهو لا يرده بكلمة حتى وصلا إلى الدير وقبل الدخول توقف الراهب العجوز
وقال: أصغي إليَّ يقول أحد المتصوفين" إن اقتراف الخطيئة هو أقل سوءاً من التفكير فيها واشتهائها، فذاك يدوم للحظة
وهذا يستمر أياماً كثيرة" أنا لا أريد أن أدافع عن نفسي وأبرر موقفي، لكني تركت الفتاة على الضفة الثانية من النهر،
فإذا كنت تحملها في فكرك حتى الآن دعها هنا ولندخل إلى الدير اثنين لا ثلاثة.
غالبا الإنسان يذهب تفكيره لبعيد لحدث أنتهى غالبا مايسبب له مشكلة نتيجة تحميل الفعل أكثر مما يحتمل ويقيس أفعال
الناس بمقياسه الخاص وليس بالمقياس الروحي.
فما رأيكم
..............