في القرون الوسطى كان هناك ملكا غنيا جدا وأراد أن يبني ديرا عظيما في مدينته وأمر أن لايشاركه أحدا في بناء ذلك الدير
فقد أراد أن يكون ذلك الدير من ماله فقط دون مساعدة من أحد وحذر وأنذر من أن يساعده أحد في ذلك.
وفعلاً تم البدء في بناء الدير ووضع أسمه عليه، وفي ليلة من الليالي رأى الملك في المنام ملاكاَ من الملائكة نزل من السماء
فمسح أسم الملك عن الدير وكتب أسم أمراة بدل اسمه، فلما أستيقظ الملك من النوم أرسل جنوده ينظرون هل أسمه مازال على الدير ، فذهبوا ورجعوا وقالوا: نعم
أسمك مازال موجود ومكتوب على لوحة الرخام على باب الدير .
وفي الليلة الثانية رأى الملك نفس الرؤيا وأرسل جنوده مرة ثانية ليتأكدوا أن أسمه ما زال موجوداَ على الدير ، ذهبوا ورجعوا وأخبروه
أن أسمه مازال هو الموجود على لوحة الرخام على باب الدير .
تعجب الملك وغضب عندما تكرر الحلم في الليلة الثالثة فقام الملك بحفظ أسم المرأة التي يكتب أسمها على الدير وأمر بإحضارها.
كانت أمرأة عجوز فقيرة ترتعش فسألها الملك: هل ساعدت في بناء ذلك الدير الذي بنيته أنا من مالي؟
قالت: أيها الملك، أنا أمرأة عجوز وفقيرة وكبيرة في السن وقد سمعتك تنهى عن أن يساعد أحد في بناءه فلا يمكنني أن أعصي أوامرك.
فقال لها: أسألك بالله ماذا صنعت في بناء ذلك الدير ؟
قالت: والله ما عملت شيء قط في بناء ذلك الدير ..إلا..
قال الملك: إلا ماذا؟
قالت: إلا أنني مررت ذات يوم من جانب الدير فرأيت أحد الدواب التي تحمل الأخشاب وأدوات البناء للدير مربوط بحبل الى وتد في الأرض
وبالقرب منه سطل به ماء وهو يريد ان يقترب من الماء ليشرب فلم يستطيع بسبب الحبل والعطش فقمت وقربت سطل الماء منه فشرب من الماء، هذا والله الذي صنعت.
فقال الملك : عملت هذا لوجه الله فقبل الله منك، وأنا عملت ليقال دير الملك فلم يقبل الله مني.
وهنا أمر الملك أن يكتب أسم المرأة العجوز على الدير بدلاَ من اسمه..
وبعد ذلك أبتعدت عنه المنامات والكوابيس ..
_________________