كل طريق لابد أن يكون له بداية ونهاية مهما كان طوله ولكن معظم الطرق في هذا العالم الواسع ربما تكون مجهولة بالنسبة لكل منا لا نعرف أين بدايتها ولا نهايتها لأننا نجهلها.ولكن طريق واحد واضح المعالم كلنا نعلم معالمه حق المعرفة وهو الطريق الروحي .
الطريق الروحي هو الطريق الوحيد الذي بدايته نحن أنفسنا ونهايته في ملكوت السماوات .
وللوصول إلى نهاية الطريق الروحي لابد من أن نبدأ من حياتنا النفسية والجسدية في هذه الحياة ونسير الخطوة تلو الخطوة على الطريق الصحيح من تعاليم الكتاب المقدس لنصل إلى ملكوت السماوات ..
وكلما كان الهدف في الحياة التي نعيشها على الأرض ساميا تكون قيمة الحياة أعظم ، وتعظم النفوس التي تعيش هذه الحياة لتصل إلى بلوغ الهدف وهذا يتطلب منا حمية نفسية وقلبية وستكون تكاليفها باهظة في هذه الحياة ولكن ستوفر لنا حياة أسعد وأزهر في نهاية الطريق.
أما الذي يعيش بلا هدف ولايعرف أي طريق سيسلك ... فإن حياته تكون مملة وثقيلة عليه ...وتكاليفها باهظة جدا في هذه الحياة وفي الحياة الثانية وحتما ستكون نهاية طريقه مغايرة لنهاية الطريق الروحي ..
كل هدف يبعدك عن الله وعن خلاص نفسك اعتبره خدعه من الشيطان وارفضه في حزم ...
ولنتذكر مالذي حصل لشاول "بولس الرسول" عندما كان في طريقه إلى دمشق وألاف الشياطين كانت في قلبه ورسمت له طريق لم يكن يعرف نهايتها إلى أن كلمه الرب ..
إن كل هدف ضد ملكوت الله هو انحراف عن الطريق الروحي .وكل عمل يصطدم بمحبة الله في قلبك ، اتركه مهما تكن قيمته لأنك لاتستطيع أن تكمل الطريق طالما أنك تخالف تعاليم الرب وتتبع أفكار الشيطان وتذكر دائما أن الرب يعرف نواياك قبل أن تقدم على أي تصرف خاطئ..سيكلفك الكثير وسيحرف مسارك عن طريقك الروحي ..سلم أمرك للرب وأطلب دوما مساعدته عندما تنحرف بوصلتك الداخلية عن هدف مسار طريقك الروحي .
ليكن الله هو هدفك الوحيد . أنت من أجله تخدم . وإذا تعارضت الخدمة مع الله ، اتركها . لأنه ما أسهل على الشيطان أن يتيهك حتى في داخل الكنيسة وسيحاول أن يجربك وبشتى الوسائل إن لم تكن متحصن من الداخل بتعاليم الرب .
إن الله يراك في كل خطوة تسيرها ويتابع تنفيذ أهدافك في كل لحظة وهو الذي سيسألك إلى أين أنت ذاهب كما سأل الرب شاوول عندما كان في طريقه إلى دمشق والرب هو من سيساعدك لبلو غ أهدافك ولكن لابد من أن يسألك إلى أين أنت ذاهب ..ووليكن ملكوت السماوات هو هدفك الأول والوحيد الذي ترغب في الوصول إليه.... عندما سيكون جوابك نعم ..سيفتح لك كل الطرقات أمامك ليوصلك إلى ملكوته ...ويجب عليك ألا تتعب من السير على هذه الطرقات لأنها كلها طرق روحية وكلها ستوصلك إلى باب ملكوت السماوات ..
أضع دوما أمامك خارطة للطرق البرية والبحرية التي تبعها الرسل في أنحاء شتى من المعمورة لتتذكر دائما أن السير في الطريق الروحي دوما تحتاج إلى الصبر والمثابرة والصوم والصلاة ولكنها ممتعة جدا لأنك كل خطوة فيها تقربك أكثر وأكثر من بوابة ملكوت السموات ..
في الطريق الروحي لابد من أن تفكر دوما أن نهاية هدفك هو الوصول إلى ملكوت السماوات ولا يكفي أن تفكر فقط بنهاية الهدف وإنما بكل خطوة تخطيها يجب عليك الإحتفاظ بما حققته في الخطوات السابقة لكي تتمكن من متابعة الخطوات اللاحقة وبمعنى أخر لابد من أن تحتفظ بتفكيرك بالهدف ولا تسمح لأهداف أخرى أن تدخل إليك و تشتت أفكارك ولو جزئيا لتؤخر من بلوغك الهدف وتذكر دوما أن الله لم يكن ظالم في يوم من الأيام ...
فهو من أعطاك فرصة التوبة من الخطية إن تعثرت في إحدى الخطوات في طريقك لوصول الهدف فأعترف له بالخطية إن تهت في طريقك وأطلب منه المغفرة فهو غفور ومحب ويحب أن يساعدك لأنه أرسل إلينا أبنه الوحيد وقدم نفسه على الصليب المقدس ليغفر لنا الخطايا ..
إن التوبة في الطريق الروحي ليست مجرد أجازة مؤقتة من الخطية بحيث يمكن أن يعود الإنسان إليها مرة أخرى . إنما هي قطع كل صلة بها إلى الأبد وبكل تصميم .
في الطريق الروحي لاتعد كم هي الخطوات التي خطوتها ولكن تذكر ما فعلته من أعمال الخير فيها ...ولا تقول أبدا هذا يكفي فقد فعلت الكثير ..فكل مافعلته وستفعله علم به الرب فتابع خطواتك للوصول إلى الهدف وعمق جذورك في الحياة مع الله هنا في الأسفل قبل أن ترتفع للأعلى فلا جذع ولا غصون ولا فروع للشجرة إن لم ثبث جذورها في الأسفل .
اهتم إذن بحياتك كيف ستبنيها من الداخل ، قبل أن تبنيها من الخارج .أبنيها بالعمق ، قبل أن تبنيها بالارتفاع .أبنيها بتصحيح الدوافع ، قبل أن تبنيها بتغير المظاهر .
وكلما بدأت في الطريق الروحي بخطوة خيرة سيسجل لك صفحة بيضاء ، وأحرص أن تكون كل صفحات خطواتك بيضاء وحسابك أبيض حتى لحظة بلوغك الهدف في نهاية
طريقك الروحي ..
هذا سيسرع من دخولك من باب ملكوت السماوات لأنه اذا تلونت صفحات خطواتك بالرمادي ستتأخر كثير على الباب وإن أسودت كامل صفحاتك ستجد الشيطان ينتظرك على بوابات أخرى في العالم الأرضي ..
سبحان أسمك أيها الرب الذي وهبتنا كل شيء في هذه الحياة ورسمت لنا نحن خرافك الطريق الروحي ووعدتنا بأن تأخذنا إلى أحضانك في ملكوت السماوات
فإليك نصلي في كل خطوة من خطواتنا ونختم دوما برسم إشارة الصليب المقدس على صدورنا لنقول آمـين .
....................
يارب تقبل خطواتي على الطريق الروحي