علم الدولة : الجنس : المشاركات : 9804 الإقامة : Sweden العـمل : IT-computer المزاج : Good السٌّمعَة : 316 التسجيل : 09/02/2007
موضوع: العاطفة والحب الروحي الإثنين سبتمبر 12, 2011 4:55 pm
كثير ما نردد في حالات الحزن والفرح كلمات نصف بها المرأة أو الرجل أو الأبناء بأنهم عاطفيين أكثر من اللازم .. فياترى ماهو مقياس الشعور العاطفي عند كل فرد . .ربما لايوجد هناك مقياس محدد يتم فيه قياس الشعور أثناء الألم أو الفرح بالرغم من التطور الهائل لعالم التكنولوجيا.. لأن العلوم لم تصل بعد إلى الوصول إلي تصنيع العقل الكامل الألكتروني الذي هو تماما يطابق العقل الكامل للإنسان .. ولكن ربما البعض قاموا بما التجارب عما يحاكي العقل من قياس الشعور عن طريق ترجمة مجموعة من الأحاسيس إلى مايسمى نبضات حسية يتم رسمها أو تسجيلها على جهاز ما .. وعلى كل حال يمكن أن أقول أن التعريف العلمي للعاطفة: هى أتجاه وجداني، نحو موضوع معين، مكتسب بالخبرات والتعليم. وهنا نتجه بالسؤال إلى أنفسنا إلى من تتجه مشاعرنا في حالات الحزن والفرح ؟ وحين يراجع كل منا ذاته ويسأل نفسه ، من هو الإنسان الذي تفرح لرؤيته، وتحزن لمرضه وتقلق لغيابه، وتسر لصحبته، وتضيق لآلامه، وتبتهج لنجاحه، وهل أنا مستعد أن أقدم بعض التنازلات من أجل أن أحتفظ بعلاقة طيبةبه؟ إن تجمع هذه الإنفعالات والمشاعر حول محور واحد هو الذي يطلق عليه عاطفة الحب في حالتي الحزن والفرح .. وهنا لابد يسأل كل منا نفسه ..أننا طالما في حالة حالة تعامل مستمر مع الآخرين، ومع الأشياء أيضاً، فلابد من أن يحس الفرد بعاطفة الشعور بالإعجاب بأشياء دون أخرى وبأشخاص دون أخرين .. لأن تذوق الإنسان للجمال يختلف من خلال تعامله مع الطبيعة والإبداعات البشرية ومع الناس أنفسهم سواء أنتموا إلى نفس الجنس أو إلى الجنس الأخر.. فالإنسان إذن لا يستطيع أن يتوقف عن الإعجاب طالما العقل في حالة تذوق لما تراه العين ..ويمكن أن يكون الإعجاب عدة أتجاهات وبصور متعددة مابين أقصى حالات الحزن وأقصى حالات الفرح والسعادة أي مابين أقصى السلبية بمعناها المجازي إلى أقصى الإيجابية.. فقد أعجب أنا بشىء أحتاجه ولكني لا أستطيع منع نفسي من أقتنائه. وقد أعجب بشخص لأن به صفات تنقصني مما يدفعني للتعامل معه، وشيئاً فشيئاً أكتسب بعضاً من صفاته أو تتداخل مجموعة من صفاتي وعواطفي مع صفاته وعواطفه هذا يدفعني للتعامل معه وبجدية ، وكأني أجد ذاتي فيه بصورة من الصور، فالطيور على أشكالها تقع كما يقال المثل .. وأيا كان سبب الإعجاب، فإنه شيء هام جدا لتحقيق التقارب والتجاذب والارتياح الداخلى بين البشر، فيسهل التعامل وينمي الحب فيما بينهم... وحتى يقود هذا التفاهم في العاطفة إلى حب حقيقي ومتوازن لابد من أن تبقى هناك حدود متوازنة في العاطفة حتى لاتطغي عاطفة أحدهما على الأخر كليا وتقود إلى معنى التملك للشخصية من خلال حالة فوق الإعجاب السريعة التي تقود وفجأة إلى القمة ويعتبر أحد المحبين أن الطرف الثاني هو ملكا له دون الشعور أن هناك في داخل الطرف الثاني أحاسيس ومشاعر تتحرك أيضا .. في هذه الهالة يجب أن يتنبه من يحب الأمتلاك أنها بداية خاطئة أن يصل بقمة إعجابه خلال فترة موجزة ويعتبر نفسه أنه مالك للطرف الأخر في هذه الحالة تبدأ قمة الإعجاب بالهبوط والإنحسار التدريجي ليكتشف الفرد أن أنانيته قد بدأت تهوي به إلى الهاوية .. لأنه من الخطأ السيطرة الكلية على الطرف الثاني من خلال تحجيم عواطفه وشعوره وأفكاره وتقيد تفكيره دون تبادل معه الكثير من الأمور المشتركة .. هنا تصبح الحالة كمثل الكاهل الغني الذي تزوج فاتة في ربيع عمرها وبات يفكر أنها دمية بين يديه. أنا بإعتقادي أن العواطف المشتركة تقود إلى تفاهم وحب وهذا الحب إذا قاد إلي الزواج فإنه دوام الحب في الزواج لايستمر أكثر من أربع سنوات لأنه يتحول من معنى الهيام في الحب إلى تبادل عاطفي مشترك في كل أمور الحياة من الحدود القصوى للحزن إلى الحدود القصوى من الفرح وهذا هو المعنى الحقيقي للحب الروحي والذي هضم في داخل معانيه من خلال الشعور العاطفي المعنى الجسدي للحب .. وإن لم يظهر هذا الحب الروحي بعد ثلاثة سنوات من الزواج لابد من إعادة النظر بكل العواطف المشتركة بين الطرفين .. وهنا الكثير منا يتسائل وكيف نعرف أنه ظهر ذلك ..حتما الدليل لذلك سهل جدا لأن الحب الروحي عند كلا الطرفين لابد أن يدور حول محور واحد في الحياة .. فليس من الصعب أن ندرك بأن الإنسان الذي يحب إنسان أخر لابد من أن تكون دائرة حبهما قد توسعت من خلال حب بعض الأماكن يسعدان بالوجود فيها .. كالحجرة والمكتب والمطبخ وبعض الأكلات ..وكذلك من خلال قراءة بعض الكتب الأدبية .. ومشاهدة بعد الأفلام والمسلسلات التلفزيونية ...ومن خلال الإعجاب ببعض اللوحات .. حتى حب بعض الحيوانات الأليفة ..كل ذلك يجعل الشعور العاطفي أقوى والحب الروحي أمتن .. ولكن إن لم يحدث ذلك وللأسف ستكون هنا نتائج ضارة في الإعجاب والحب الروحي وستترك أثار سلبية على الجسد والنفس في نفس الوقت وهذا يؤدي أيضا إلى ترك أثار سلبية على كل نواحي الحياة العملية في أماكن العمل وفي أوقات الفراغ لأنها تؤدي إلي القلق والإكتئاب في الحياة الإجتماعية .. وهنا لابد أن نتذكر ماقاله بولس الرسول للقديس تيموثاوس "أما الحدثات فعاملهن بكل طهارة كأخوات" وواضح من قول القديس بولس أن أن هناك شرطين في الحب الأول هو أن يكون الحب طاهراً لا تطغى عليه الشهوات والثاني أنها محبة أخوية لمجموعة كبيرة وليس واحدة تتحول إلى علاقات عاطفية عنيفة يصعب الانتصار عليها أو ضبطها، ولها نتائجها على حياتنا الروحية إذا طغت الجوانب الجسديةعلى الروحية ،وأيضاً لها نتائجها الاجتماعية فهي إساءة إلى سمعة كل الأطراف، ولها آثارها النفسية فالعلاقة السطحية يمكن نسيانها ولكن إذا تعمقت يصعب إزالتها وتصبح بمثابة مشكلة حين يتباعد الطرفين عن بعض نتيجة لسبب ما كظروف العمل أو السفر المستمر .. وبالنهاية أجد أن الشعور والإعجاب العاطفي الداخلي عند الفرد يبدأ بلحظة ولابد أن يبنى بخطوات حذرة جدا وبالتدريج بحيث يوسع قاعدته العرضية ثم يبدأ بالإرتفاع نحو الأعلى وكل لبنة فيه لابد من أن تثبت بشكل متين على اللبنات القاعدية بحيث يتدرج وضع اللبنات مع مرور العمر ولابد من الوصول إلى مرحلة تفضيل الطرف الثاني عن النفس الذاتية .