حياة الإنسان دوما متقلبة كتقلبات درجة الحرارة وأحداث الزمن ومجريات الأيام . صحيح أن المرء يستطيع أن يكيف حياته بالشكل الذي يريده و يرضاه ،
و لكن في الحياة أحوالاً لا تخضع لإرادة الإنسان فهي تارة حلوة عذبة المذاق و تارة أخرى فيها مرارة العلقم
وهو في أكثر الأحيان مرغم على تقبل ما يأتيه به الدهر شاء أم أبى .
والواقع أن حوادث الزمن و خطوبه هي مقاييس رجولة المرء و قدرته على تحمل المشاكل ، فالمصائب محك الرجال تكسب المرء
الصلابة و الحنكة و تزوده بالتجربة النافعة ، فإذا استطاع المرء أن يصمد أمام الخطوب و المشاكل في الحياة وأن يتغلب عليها
تمكن من فرض إرادته على الأيام و إخضاعها لمشيئته و جعلها تنقاد له و تنفذ رغباته و مراميه ،
و الحياة في حقيقتها و واقعها سلسلة كفاح وجهاد في سبيل العيش و السعادة و التقدم في مجالات الحياة
وما دامت الحياة هكذا ، فالعاقل يحتال للمستقبل و يتخذ لكل يوم عدته ، عليه أن يستقبل صدمات الدهر بصبر و ثبات و عزم متين لا ينهار أمام النكبات مهما بلغت ،
و همة لا تنحني أمام النوائب مهما عظمت ، فالإنسان الذي يستسلم يائساً إذا داهمته النوازل لا يبقى لحياته معنى
و ليعلم المرء أن كل شديدة تحل به لا بد أن تنكشف و تزول. لأنه دوما بعد العسر يسر.ودوما الصبر يكون مفتاح الفرج ودوما بعد الشدة لابد أن يأتي الرخاء .
وصدق من قال بأن السرور نهار الحياة و الحزن ليلها ، و لابد لليل القاتم امن أن يعقبه النهار الباسم وكل مغيب للشمس يعقبه شروق.
ولابد لكل طلعة أن يعقبها نزلة . فكما هناك جبال عالية هناك وديان منخفضة .
و ليحذر الإنسان من أن يغتر بالدهر و يطمئن إليه ، ففي ذلك هلاكه و دماره ، فالدهر لا يؤمن جانبه و لا يركن إليه ،
وخير الناس من عمل في يوم نعيمه ما يساعده على العيش الكريم في يوم بؤسه ، لأن الدهر كما يقال يومان : يوم لك و يوم عليك
...............
هذه أول مشاركاتي أرجو أن تعجبكم
ج. ملكي