معنى وضع الرماد على الرأس في بداية الصوم الأربعين:
جرت العادة أن يوضع الرماد على الرؤوس في هذا اليوم وفقاً لما عهده العهد القديم (أيوب 42: 6، المراثي 2: 1) دلالة على التوبة،
إذ يستمد الرماد رمزيته من رواسب ما تتركه النار أو ما يتبقى من الإنسان بعد مماته. فالرماد يرمز إلى هشاشة الوجود البشري وكيانه وخطيئته
نبدأ يوم الاثنين الرماد مسيرة الصوم الكبير: وهي دربٌ يدوم أربعين يوماً ويقودنا إلى فرح فصح الربّ. وجرت العادة أن يوضع الرماد
على الرؤوس في هذا اليوم وفقاً لما عهده العهد القديم (أيوب 42: 6، المراثي 2: 1) دلالة على التوبة، إذ يستمد الرماد رمزيته من رواسب
ما تتركه النار أو ما يتبقى من الإنسان بعد مماته. فالرماد يرمز إلى هشاشة الوجود البشري وكيانه وخطيئته.وعليه في الكتاب المقدس،
يضع المؤمن الرماد على رأسه للدلالة على توبته كما يقول الكاهن عندما يضع الرماد على رأس المؤمنين "توبوا وآمنوا بالإنجيل" (مرقس 1: 15).
والتوبة تعني تغيير وجهتنا في مسيرة الحياة كي نسير عكسَ التيّار الذي غالبًا ما يجرّنا ويسيطر علينا ويستعبدنا للشرّ ونضع نصب أعيننا
الإنجيل الحيّ والشخصيّ، الذي هو يسوع المسيح. فالتوبة هي الـ "نعم" المطلقة التي يعيشها مَنْ أسلم وجوده للإنجيل.
وتمثل هذه الإشارة أيضاً نوعاً من الاعتراف العلني والإقرار بخطيئة الإنسان وضعفه وبدء مسيرة عودته إلى الله:
" أذكر يا إنسان أنَّكَ تُرابٌ وإِلى التُّرابِ تعود" (تكوين 3: 19). لكنّه تراب ثمين في نظر الله، لأنّ الله خلق الإنسان ليكون خالداً.
وهكذا، تجد الصيغة الليتورجيّة ملء معناها بالإشارة إلى آدم الجديد، أي المسيح. ويستمطر الإنسان بالصوم رحمة الله ووعد المسيح بالمكافأة،
أي بالتاج بدل الرماد "لِأَمنَحَهمُ التَّاجَ بَدَلَ الرَّماد وزَيتَ الفَرَحِ بَدَلَ النَّوح وحُلَّةَ التَّسْبيحِ بَدَلَ روحِ الإِعْياء" (أشعيا 61: 3).
أما جلوس التائب على الرماد، مثل أيوب، فيدل على صدق شعوره "فلِذلك أَرجعُ عن كَلامي وأَندَمُ في التُّرابِ والرَّماد" (أيوب 42: 6).
وبعبارة أخرى تدل هذه الإشارة على حالة الإنسان الخاطئ الذي يقرّ بذنبه بين يدي الله بطريقة ظاهرة وبها يعرب عن عزمه الباطن
على الرجوع لله راجياً منه تعالى أن يكون به رؤوفا رحيماً.ففي وضع الرماد نجدّد التزامنا في السير وراء يسوع، وفي ترك سرّه الفصحيّ يحوّلنا،
لكي نتغلّب على الشرّ، لكي نُميت فينا "الإنسان القديم" المرتبط بالخطيئة، ونُحيي "الإنسان الجديد" المتحوِّل بنعمة الله.
فيما نستعدّ للبدء بمسيرة الصوم المتقشّفة، نودّ أن نطلب بثقة خاصّة حماية العذراء مريم ومعونتها.
فلتكن رفيقة دربنا في هذه الأيّام الأربعين من الصوم والصلاة والتوبة، والصدقة كي نصل إلى الاحتفال بالسرّ الكبير لفصح ابنها،
مطهَّرين ومتجدّدين فكراً وروحاً. وصوم مبارك وموفّق لجميعكم.