قديماً..!! كانت حياة أجدادنا وحياتنا بسيطة جداً..؟؟
في الشتاء طعامنا .. برغل مجدرة .. برغل بحمص .. برغل ببندورة .. برغل بشعيرية .. كشك ... كبة ..فطاير ..
قراص .. ورق عنب مع حامض دبس الرمان .. فاصولياء حب .. سليق بانواعه خبيزة ودردار وهنيدبة مطبوخة بزيت الزيتون مع بصل ..
الخبز شغل أمهاتنا من قمح القرية المطحون بمطحنة الضيعة .. في الشتاء مساء يقدم للضيوف تين يابس وجوز
والقهوة شبه معدومة والشاي كثير وخاصة الشاي البرية الزوفا ..
في الصيف طعامنا من خضراوات القرية فقط مطبوخة بزيت الزيتون وايضا فاكهتنا من القرية فلا تجد دكان يبيع الخضار او الفاكهة ..
بل كل الناس تعتمد على ماتنتجه البساتين والكروم والحقول ..
اما اللحم لا نراه إلا كل فترة وفترة وخاصة في الاعياد .. او عند حلول ضيف فيقدم دجاجة او ديك مطبوخا
مع برغل حصرا والرز قليل مانعرفه ..
ألبسة الصغار حتى عمر الخامسة او السادسة هي فساتين وسراويل من أقمشة مخيطة من قبل احدى النساء
التي تملك مكنة خياطة يدوية سنجر ..
أحذيتنا اما مشاية جلد او حذاء كاوتشوك او جزمة وعادة يكون الحذاء أكبر بنمرة كي نلبسه عامين متتاليين ..
كان معظم الناس تشتري من الدكان بالدين وتنتظر موسم بيع الدخان لتقبض ثمن محصولها ثم تفي ديونها ..
وهناك من كانت عملة الشراء لديه في بعض الاحيان البيض بيض الدجاج حيث يذهب الى الدكان ويشتري بعض حاجياته
ويدفع لصاحب الدكان ثمنها بيضا ..
كل سكان القرية يعملون أطفال ذكور و إناث والنساء والرجال وكبار السن .. لا يوجد أحد عاطل عن العمل ..
الأمراض لا نعرفها إلا السارية منها التي تصيب كامل المجتمع المنتشرة في تلك الحقبة كالسل والملاريا والكوليرا
قبل القضاء عليها لاحقا ..
التعاون بين الأهالي كان طبيعي فالناس تساعد بعضها البعض فالمقصر في شتل الدخان يساعده من انتهى من شتله
او المقصر في حصاد حقله يساعده من انهى حصاده وهكذا يتشارك الناس في الحصاد والدراسة والفلاحة
بل وفي عمارة البيوت وما الى ذلك .. فالناس تشارك بعضها البعض في الافراح والاتراح ..
الكل راض بحياته و سعيد و مرتاح البال لا هم و لا غم ..
لكن كل بحاله لا أحد يؤذي أحداً.. فما الذي تغيّر؟
ثم بدأت تنحسر تلك العادات والقيم وانتشرت الانانية والغش والخداع..
وانتشر خوف الناس من بعضها وبات الشخص لايأمن لجاره او لصديقه.. وصارت الناس تضيق على بعضها
وخاصة على جيرانها في المسكن والأرض ..
لذلك تجدنا دائماً نحنّ ونشتاق إلى ذاك الزمن البعيد الجميل و البسيط ..
ليس لأن العيش فيه كان رغيداً أو مرفهاً ، بل لوجود المحبة والألفة والصدق والمعاملة الحسنة ..
وما أحوجنا إليها تلك الأيام التي خلت ..