اليوم عيد دخول أمنا مريم العذراء إلى الهيكل
مريم إبنة يواكيم وحنة البارين لما اكملت الثالثة من عمرها قدمها ابواها إلى الهيكل وفاء لنذرهما لتخدم الرب في الهيكل وتتربى فيه .
وكان رئيس الكهنة حسب الناموس يقبل المنذورين للرب ويباركهم في الهيكل .
ان مريم قدمت إلى قدس الاقداس أي إلى الموضع الذي لم يكن لاحد الحق بالدخول إليه إلا رئيس الكهنة وذلك مرة واحدة في السنة
بعد صوم طويل وصلاة يوم التطهير ومعه الدم المضحى عن نفسه وعن خطايا الشعب .
وكان رئيس الكهنة (زكريا) يتعجب من ذلك ويقول في نفسه :
" لابد ان يكون لهذه الابنة شأن عظيم في المستقبل "
وصف القديس ايرنيموس حياتها في الهيكل :
( ان العذراء المغبوطة عاشت منذ طفولتها مع غيرها من جنسها باحتشام فائق ومن الصباح حتى التاسعة نهارا كانت تنتصب للصلاة
ومن الساعة الثالثة حتى التاسعة كانت تتمرن على الاشغال اليدوية وعلى القراءة .
ومن الساعة التاسعة كانت تعود إلى الصلاة حتى يأتيها الملاك بالطعام المألوف )
هكذا كانت حياتها في حمى الهيكل هادئة نقية كالسماء في حالة صفاء
ولكن نحو السنة التاسعة من اقامتها ذاقت اول حزن على الأرض بفقدانها ابويها الهرمين ،
فتوفي يواكيم عن ثمانين سنة ولم تبطئ حنة الطاعنة في السن اذ قضت نحبها أيضا .
إلا ان مريم عرفت ان لاشي بعد يربطها بالارض فاستسلمت بكامل قلبها لله وحده وعللت نفسها برغبة واحدة
وهي البقاء أمة للرب خاضعة أبدا لمشيئته حتى نهاية حياتها ، مواظبة على معيشتها في الهيكل حيث كان الروح القدس
يهيء فيها مسكنا لله الكلمة بارتضاء الله الآب .