العالم فى يد الانسان و ليس فى يد الله فقط .. لا للإتكالية والقضاء والقدر ولا للحتمية ..
فالإنسان يستطيع أن يخلق عالم كله حب أو كله كراهية ، فيه تضامن أو أنانية...
أمام المرض لا تقل : هذه إرادة الله ، بل كافح المرض . أمام الفقر لا تقل : إنها مشيئة الله ، بل كافح الفقر ..
كذلك أمام الأمية لا تقل : هذا قدرنا ، بل كافح الأمية .. نكافح جميع أنواع العذاب والآلام والشر سواء كانت بدنية أو معنوية أو اجتماعية ..
أين دور الله مادام الإنسان هو وحده يملك زمام التغيير وبالتالي يملك مصيره بيديه ؟ هل يقف الله موقف المتفرج ؟
يمكن القول أن الله يتصرف ، لا من فوق ، بل من تحت ، فهو فى داخل الانسان لا فى خارجه.
ليس الله اذا بمتفرج ولا بغائب ، بل هو حاضر ، ولكن من خلال عمل الإنسان ، من يده و عقله و قلبه...
يحب من خلال قلبي و يعمل من خلال يدي و يفكر من خلال عقلي.... الله يعمل و يغير العالم من خلالي..
اذا أنا مع الله و ليس الله بمفرده و لا الانسان بمفرده.
فاذا تصورنا أن الله وحده هو الذى يغير العالم ، نقع فى الاتكالية وهو مفهوم غير مسيحي للتاريخ ،
و اذا قلنا "الانسان بمفرده" ، نقع فى الغرور و هو المفهوم الماركسي للتاريخ.
أما المسيحي فيقول : الله و الانسان يتضافران معا. الله فى الانسان و الانسان فى الله وكلاهما يصنعان التاريخ والعالم الجديد.
الأب / هنري بولاد اليسوعي