هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأرسل مقالالتسجيلدخول
 

 يونان بن أمتاي ‌وصوم نينوى

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Ramona-k
صديقة فيروزية نشيطة
صديقة فيروزية نشيطة
Ramona-k


الجنس : انثى
المشاركات : 635
العـمر : 58
الإقامة : البيت
العـمل : بيت الله
المزاج : جيد
السٌّمعَة : 11
التسجيل : 19/06/2010

يونان بن أمتاي ‌وصوم نينوى Empty
مُساهمةموضوع: يونان بن أمتاي ‌وصوم نينوى   يونان بن أمتاي ‌وصوم نينوى Emptyالأربعاء فبراير 20, 2019 6:48 pm

يونان بن أمتاي ‌عاش في قرية "جت حافر" في الجليل ، وهي تبعد عن الناصرة مسافة ساعة سيرا على الأقدام ..
كان نبيا لإسرائيل " مملكة الشمال " حوالي عام ٨٢٥ – ٧٨٤ ق.م ، معاصرا لعاموس النبي ..
وقد سجل نبوته غالبا بعد عودته من نينوى ..
اسم يونان في العبرية يعني حمامة وبالسريانية ( يونو = حمامة ) .. وكلمة أمتاي تعنى الحق .
جاء في التقليد اليهودي أن يونان هو ابن الأرملة التي أقامه إيليا النبي في صرفة صيدا ( ١ مل ١٨ : ١٠ – ٢٤ ) ..
إن إيمان شعب نينوى الوثني برسالة يونان العبراني الغريب عنهم ، لم تتم بصورة مفاجئة بل من المرجح أن البحارة
بعد عودتهم إلى الميناء بسلام ، هم من نشروا قصة يونان ، لأنهم رأو يونان وسمعوا منه قصة الحوت وكيف نجا من الموت ..
فنشروا الخبر إلى أن وصل إلى نينوى .. لذلك لا نستغرب من سر توبتهم العجيبة عندما وصل إليهم يونان
وأخبرهم برسالة الله عن دمار نينوى .. حقا ♱ كل الأشياء تعمل معا للخير للذين يحبون الله ♱ رو 8 : 28 ..
لقد حول الله عناد وهروب يونان إلى سبب بركة ليونان المتعصب لليهودية ، ولأهل نينوى وللبحارة الذين آمنوا ..
لقد أخرج الله من الجافي حلاوة ♱ قض 14: 14 ...
مدينة نينوى كانت وثنية وهي عاصمة مملكة أشور وتقع على نهر دجلة مكان مدينة الموصل حاليا ،
يرى البعض أن مدينة الموصل الحالية تقوم على نصف مساحة نينوى القديمة .. كان أهل نينوى وهم في الأصل
بابليون ( تك ١٠ : ١١ ) يعبدون الآلهة الانثى عشتاروت ، وكانوا أغنياء .. وسماها ناحوم النبي مدينة الدماء
ملآنة كذبا وخطفا( نا 3 : 1 ) .. عُرف ملوكها بالعنف الشديد .. وكانت تسليتهم جذع أنوف الأسرى
وقطع أيديهم وأذانهم وعرضهم للسخرية والهزء أمام الشعب ..
طلب الرب من يونان أن يذهب إلى هذه المدينة الوثنية نينوى لينذرها فترجع عن خطاياها فلا يلحقها الدمار ..
لكن يونان كان متعصبا لليهودية ولا يريد خلاص هؤلاء الأمم الوثنيين ، فلم يسمع لكلام الله بل هرب إلى ترشيش
من ميناء يافا ، فوجدا سفينه مبحرة لترشيش في يافا ، فدفع أجرتها وسافر بها ..
لكن الرب الذي يحب خلاص الجميع استخدم القوة مع يونان ليؤدبه .. فأرسل ريح شديدة أحدثت نوءا عظيما في البحر ،
فخاف البحارة من هذا النوء لأنهم وبحسب خبرتهم الطويلة سافروا في الظروف الملائمة للسفر من هدوء للبحر ورؤية جيدة ..
ولأن البحارة كانوا وثنيين صرخ كل منهم إلى إلهه لكي ينقذهم من هذا النوء.. بينما النبي يونان لم يهتم بهذا النوء
ولا بالمصيبة التي ستحدث لذلك نزل لأسفل السفينة ونام نوما عميقا .. وكأنه يقول في قرار نفسه :
" هؤلاء وثنيون وأشرار وأنجاس يستاهلون ما يجرى لهم ، أما أنا فمؤمن بإله إسرائيل وواثق به ، فلماذا أخاف ؟! "
فمن لا يبالي بكلام الله ووصايا هو مثل يونان يغط في نوم عظيم ويعامل نفسه كبار وتقي ..
وعندما أخبر رئيس البحارة يونان بما يحدث قالو لنلقي قرعة ونعرف من هو سبب هذه المصيبة ،
فوقعت القرعة على يونان .. فأخبرهم كيف أنه هارب من وجه إله السماء الذي صنع الأرض والبحر وطلب منهم أن يلقوه
في البحر لكي يخلصوا ، وبعد أن ألقى البحارة الأمتعة في البحر وعجزوا عن السيطرة على السفينة ، ألقو يونان بالبحر ،
وكان الله قد أعد حوتا كبيرا ليبتلع يونان ( كل الامور مع يونان كانت بمعرفة وإعداد الرب )..
وفجاءة هدء البحر وصار سكون عظيم ، وصلى يونان من جوف الحوت متضرعا الى الله ، وبعد ثلاثة أيام ،
أمر الله الحوت بإلقاء يونان إلى البر ..
وأمر الرب يونان مرة ثانية بالذهاب إلى نينوى لينذرها ، فقام وذهب يونان إلى نينوى ، كان يونان بحاجة إلى درس
شديد ليعلم أن أوامر الله هي أوامر مقدسة ولا يقدر أحد على مقاومتها ..
وقال يونان لأهل نينوى : إن لم تتوبوا فإن مدينتكم نينوى العظيمة ستنقلب عليكم بعد أربعين يوما ..
فسمع الشعب هذا التحذير وخافوا من الله .. فتاب شعب نينوى ورجع عن فعل الشر ، ولبسوا المسوح " جلد الماعز "
( حيث يضع الطرف المشعر منه على جسمه فيسبب له الألم )، ولما سمع ملكهم بتحذير يونان نزل من على كرسيه
ورمى صولجانه جانبا وخلع ثياب الملك وتغطى بالمسح ، وجلس على الرماد ( الجلوس على الرماد تصرف قديم جدا ينم عن الندم والتوبة ) ..
فأمر الملك : ♱ قائلا لا تذق الناس ولا البهائم ولا البقر ولا الغنم شيئا .. لا ترع ولا تشرب ماء
يون 3 : 7 فلما رأى الله توبتهم عفا عنهم ، بينما نبي الله يونان الحاقد على الأمم لم يتعلم مما حدث له مع الحوت ،
يقول الوحي الإلهي : فغم ذلك يونان غما شديدا فاغتاظ " يون 4 :1 فقال له الرب :
هل اغتظت بالصواب يون4 : 4 أي هل ما يغظك هو حق ؟؟
لم يتعلم يونان من درس الحوت التواضع لذلك أعطى الله يونان درسا ثانيا ، فبينما كان يونان يستظل من حر الصيف
ويراقب المدينة من بعيد ، أنبت الله ليونان يقطينة كبيرة نمت بسرعة واستظل يونان بظلها وفرح فرحا عظيما باليقطينة ..
وفي فجر الغد أعد الله دودة فضربت اليقطينة فيبست وعند شروق الشمس أعد الله ريحا شرقية حارة فضربت الشمس
على رأس يونان ، فاغتم يونان وطلب الموت لنفسه ..
فقال له الله : ♱ اغتظت بالصواب حتى الموت ، فقال الرب أنت شفقت على اليقطينة التي لم تتعب فيها
ولا ربّيتها التي بنت ليلة كانت وبنت ليلة هلكت .. أفلا أشفق أنا على نينوى المدينة العظيمة التي يوجد فيها أكثر
من اثنتي عشرة ربوة من الناس الذين لا يعرفون يمينهم من شمالهم وبهائم كثيرة ♱ يون 4 : 11 - 9 ..
بعض الناس يصومون لله وقلبهم مليء بالحقد على الآخرين كيونان النبي فهل هؤلاء يغتاظون بصواب ؟؟
ربما في أنفسهم يقولون نعم نحن بالصواب نغتاظ ؟ لكن الله لا يرى ما يرونه هم ..كما لم يرى اغتياظ يونان الذي ظن أنه على حق ..
استشهد الرب يسوع المسيح بيونان النبي ليؤكد حقيقة موته وقيامته بعد ثلاثة أيام ، يقول القديس مار متى في انجيله :
حينئذ أجاب قوم من الكتبة والفريسيين قائلين : ♱ يا معلم نريد أن نرى منك آية " فأجاب وقال لهم :
" جيل شرير وفاسق يطلب آية ، ولا تعطى له آية إلا آية يونان النبي ..لأنه كما كان يونان في بطن الحوت ثلاثة
أيام وثلاث ليالي ، هكذا يكون ابن الانسان في قلب الأرض ثلاثة أيام وثلاث ليال ♱ مت 12: 38 - 40 ..
إن استشهاد الرب يسوع المسيح بقصة يونان النبي يثبت صحة هذ القصة بسبب غرابتها ، فكثيرا ما شكك بعض الناس
بصحة هذه القصة وأعطوها صفة الاسطورة كيف يبقى انسان في بطن الحوت ...الخ ..
- إن معجزة يونان ليست ببقائه في جوف الحوت ثلاثة أيام وثلاث ليال فقط .. بل أيضا بخروجه حيا بقوة الله ،
بعد هذه الفترة التي كان يعد فيها ميتا ..
- وأيضا معجزة يونان النبي : أن شعب نينوى آمن بدعوة يونان ، وآمن بالرب ، وقدم توبة صادقة ..
لكن يجب الأخذ بعين الاعتبار إن معجزة يونان النبي لم تكن مساوية لمعجزة السيد المسيح من عدة أوجه :
1- السيد المسيح مات ثلاثة أيام وكان في القبر وليس في جوف الحوت ..
2- يونان لم يمت بل بقي حيا ثلاثة أيام وكان في جوف الحوت وليس في القبر ..
3- السيد المسيح هو الله الظاهر بالجسد .. ويونان كان نبي لله مثل باقي الأنبياء ..
4- يونان النبي بقي حيا في جوف الحوت بقوة الله ..
بينما معجزة السيد المسيح الحقيقية هي في انتصاره على الموت والفساد بقوة لاهوته وسلطانه ..
نتعلم من قصة أهل نينوى :
1- إننا نسمي هذا الصوم بصوم نينوى وليس بصوم يونان النبي ، لنتذكر ونتعزى بما كان سيحدث لهذا الشعب الوثني ،
وكيف أنهم أنقذوا أنفسهم من الغضب الالهي ..
2- إن للصوم قوة عجيبة في كسب رضى الله ...
أطلب من ربنا يسوع المسيح أن يتقبل أصوامكم وصلواتكم .. ويمد يمينه المباركة ويبارككم وأولادكم وأسركم
ويحفظكم بدوام الصحة والسعادة ..
آمين .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
يونان بن أمتاي ‌وصوم نينوى
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تاريخ النبي يونان وصوم نينوى/ بقلم قداسة سيدنا البطريرك الكلي الطوبى
» رسالة البطريرك اغناطيوس يوسف الثالث يونان للصوم
» صوم باعوثة نينوى
» صيام نينوى
» صوم باعوثة نينوى

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: 000{ القسم الديني }000 :: أصــدقاء الصور الدينية-
انتقل الى: