بيّنت الدراسة التي أجراها باحثو جامعة ” آراهوس” بالدنمارك بالتعاون مع جامعة ” كوينز لاند” في أستراليا،
والتي نشرت نتائجها الخميس 6 ديسمبر/ كانون الأول من العام الجاري، في دورية “سايانتيفيك ريبورت” العلمية،
أنّ الأطفال حديثي الولادة الذين يُعانون من نقص مستويات فيتامين “د” أكثر عرضة لخطر الإصابة بمرض انفصام
الشخصية أو “الشيزوفرينيا” في حياتهم في مراحل لاحقة.
وراقب الفريق ما يقارب 2602 من حديثي الولادة، ممّن وُلدوا في الدنمارك بين عامي 1981 و2000،
قام الباحثون بمعرفة نسبة فيتامين “د” في الدم، مع رصد لحالات التوتر النفسية التي أصابت المشاركين عند وصولهم مرحلة
البلوغ، فوجد الباحثون أنّ الأطفال الذين يعانون من نقص فيتامين “د” زاد لديهم خطر الإصابة بانفصام الشخصية بنسبة 44%
عند الكبر، مقارنة بأقرانهم الذين كانت مستويات هذا الفيتامين لديهم طبيعية.
يعتمد الجنين في امتصاصه لفيتامين “د” على الأم، وحصول الأم على كمية كافية منه تقلل من خطر الإصابة بحالات الانفصام،
وهذا ما أكده جون ماكغراث رئيس فريق البحث أن: “الخطوة التالية هي إجراء تجارب سريرية لبيان جدوى حصول
السيدات الحوامل على مكملات فيتامين د من أجل دراسة تأثير ذلك على نمو دماغ الطفل ومخاطر إصابته بالاضطرابات العصبية
مثل التوحد وانفصام الشخصية”، مضيفاً: ” إن نتائج الدراسة تدعم الفرضية القائلة إنه يمكن تقليل خطر انفصام الشخصية
عندما يتمّ علاج نقص فيتامين “د” من خلال المراحل الأولى من حياة المواليد”.
وتؤكد الإحصائيّة الأخيرة لمنظمة الصحة العالمية الصادرة بتاريخ 9 نيسان / 2018م، أنّ عدد المصابين بمرض الفصام
يقدرون ب21 مليون شخص في العالم.
علماً؛ أنّ فيتامين “د” يفيد في الحفاظ على صحة العظام وامتصاص الكالسيوم. وعدم كفايته في الجسم يعرضه لهشاشة العظام
والتشوهات الناجمة عن ذلك؛ كمرض الكساح وغيره، مع العلم أنّ تأثيره في مناطقنا العربية أقل نوعا ما من الدول الأخرى
بسبب التعرض الكافي لأشعة الشمس.