لم الألم موجود؟
يعلمنا يسوع المسيح معنى الألم والمعاناة. فلم يعاني أحد مثله ولم يعرف أحد مثله مواجهة الألم واعطائه معنى سماوي.
تُظهر لنا آلام يسوع التي لا تشبه آلام أحد وكونه إله وقديس، ان الألم ليس بقصاص. أما ما يبرهن على ان اللّه لا يرغب
بالألم ولا يرسله قصاصاً لكائن من كان هي الشفاءات والمعجزات وطرد الأرواح، إلخ.
التي قام بها يسوع أي الانتصارات على الشر والألم.
يتساءل البعض قائلين: إن كان اللّه موجوداً، كيف يقبل ويسمح بكل هذا البؤس؟ قدم القديس أوغسطينوس (+430)
الإجابة الكاثوليكية الواضحة لمشكلة الألم كما فعل أيضاً القديس توما الأكويني(+1274):
“لا يُعتبر وجود الشر نتيجة لغياب سلطة اللّه أو طيبته إذ على العكس، وحده هو يسمح بالشر
إذ هو قادر بما فيه الكفاية على استخراج الخير من الشر”. “يتدخل اللّه في جميع الأمور من أجل خير من يحبه.”
إن اللّه، ولكونه كاملاً، لا يسعه أن يكون سبباً للشر، أما الخليقة فهي من قد يسقط لأنها ليست كاملة مثل خالقها.
ومن جهة أخرى، قد يكون الشر أيضاً استخداماً سيئاً للأمور: السكين يُحدث خيراً في يد الطباخ أما شراً في يد القاتل…
وآلام البشرية هي وبشكل أساسي ثمرة الخطيئة. يقول القديس بولس ان نتيجة الخطيئة هي الموت.
تحدث هذه الأخطاء أيضاً آلاماً لخليفتنا. لا يرث الابناء خطايا آبائهم إلا أنها قد تسبب لهم المعناة نتيجةً لتابعات هذه الخطايا.
وقال البابا يوحنا بولس الثاني في الرسالة البابوية حول المعاناة الصادرة في 11 فبراير 1984:
“هو عميق جداً مثل الانسان لأنه يُظهر على طريقته عمق الإنسان وقدرته بطريقةٍ أو بأخرى على تخطيه.
يبدو ان المعاناة مرتبطة بقدرة الانسان على التفوق.”
أعطى اللّه الانسان الحرية والذكاء والإرادة والذاكرة وغيرها من الأمور ليضمن تفوقه.
لا يتفادى اللّه قول الانسان “لا” له، بل على العكس، حافظ له على حريته وإلا أصبح رجلاً ألياً أو دمية.
واللّه لا يحب ذلك. لا يحب اللّه السيطرة إذ هو آب “لا يضرب أولاده” متى اقترفوا الأخطاء.
هذه هي قاعدة العدل القائلة بأن على من يخطئ تحمل تابعات أخطائه إلا ان اللّه لم يكن هو من خلق الموت أو تدمير الكائنات.