ما هو العلاج بالموسيقى والفنون؟
يستند مبدأ العلاج بالفنون الإبداعية على أساس أنه عندما يؤدي الشخص أعمالاً إبداعية تحت إشراف طبيب معالِج مؤهل،
يصبح أكثر قدرة على التعبير والتواصل، ويرفع ذلك وعيه بمشاكله وقضاياه، ويحشد طاقته من أجل التغيير.
تتضمن أنواع هذا العمل الإبداعي الموسيقى، وفنون الرسم والتشكيل، وفنون الرقص والحركة، والأنشطة الإبداعية الأخرى.
العلاج بالموسيقى:
بحسب جمعية العلاج بالموسيقى الأميركية AMTA “ "العلاج الفني وسيلة للصحة العقلية تستخدم
العملية الإبداعية من صناعة الفن، وتذوقه، لتحسين وتعزيز الصحة البدنية والعقلية والعاطفية للأفراد من جميع الأعمار".
وأن "العلاج بالموسيقى هو الاستخدام السريري المبني على أدلة من الموسيقى، لتحقيق أهداف فردية ضمن علاقة علاجية
من قبل فنيين معتمدين أكملوا دراسة برنامج العلاج بالموسيقى المعتمد".
يعتمد الطبيب المعالج بالموسيقى على استخدام الموسيقى لتلبية الاحتياجات العاطفية والنفسية والمعرفية والمادية والاجتماعية للعميل.
يبدأ العلاج بالموسيقى من خلال تقويم شامل لتحديد نقاط القوة ومجالات حاجة العميل. بعد التفييم يقوم المعالِج بتدوير الموسيقى
في العملية العلاجية، وتوظيف التدخلات بواسطة هذا الفن لتلبية الأهداف.
يقوم هذا المنهج العلاجي على فرضية أن العملية الإبداعية تسمح بالتعبير الفني عن الذات، ويساعد ذلك الأفراد على حل الصراعات،
وإدارة السلوك، وتحسين احترام الذات، وتطوير الوعي والتبصر، وإدارة الإجهاد، وتطوير مهارات التعامل مع الآخرين.
تمنح الموسيقى مجموعة من الفوائد الصحية عند استخدامها في العلاج، حيث تحرر الجسم والذهن من القلق، والألم،
من خلال توجيه انتباه المستمع إلى الموسيقى نحو الاسترخاء.
يشارك المرضى أيضاً في عملية صُنْع الموسيقى، سواء بالعزف على الطبول، أو الغناء، أو ابتكار الثيمات، ويتم ذلك
من خلال دروس وجلسات للتدريب على استخدام آلة الأورج، أو عزف الطبول، أو تأليف الأغاني.
يؤدي ذلك إلى خفض مستويات الاكتئاب لدى المريض، وقد بينت الأبحاث أنه أيضاً يقلل الشعور بالوحدة، ويساعد الذين يعانون
من اضطرابات الحركة، حيث يقوم التحفيز السماعي بتأهيلهم.
العلاج بالفنون التشكيلية :
يدمج العلاج بالفن نظريات التنمية البشرية، واستخدام الفنون البصرية، وعملية الابتكار.
يُستَخدَم العلاج بالفن التشكيلي في مجموعة من البيئات المتنوعة، بما في ذلك المستشفيات، ومراكز اللياقة البدنية، والعيادات،
ومؤسسات التعليم. يقوم المعالجون بواسطة هذا النوع الفني بعلاج الأطفال والمراهقين، وكبار السن، والمجموعات، والعائلات.
تتضمن العملية الإبداعية الرسم، والنحت، واستخدام الأدوات التشكيلية البصرية المختلفة لتلبية احتياجات الأفراد أو المجموعات.
تزيد العملية الإبداعية من الوضوح لدى المريض، ولهذا أثر بالغ على زيادة الوعي والفهم الذاتي.
يجلب العلاج بالفن احترام الذات، ويزيد القدرة على التعبير عن العواطف. إنه مفيد جداً في الصدمات النفسية، لإطلاق الصور
المكبوتة، واكتشاف الذات.
العلاج بالدراما :
يشير تعريف جمعية العلاج بالدراما في أميركا الشمالية إلى اعتماد الأسلوب العلاجي الذي يقدمه المعالجون
على الارتجال، وألعاب المسرح، وتأليف الروايات والقصص، وفقاً لاحتياجات وقدرات المريض.
يُمَارَس العلاج بالدراما في المستشفيات، والمدارس، ودور رعاية المسنين، والملاجئ.
يتميز العلاج بالدراما بأنه نشط، واختباري، حيث يُطلَب من المشاركين رواية قصصهم، وتحديد الأهداف والمشاكل،
والتعبير عن المشاعر، أو بصيغة أخرى التنفيس.
يولّد العمل التعبيري قدرة على مشاركة العواطف والمشاعر بطريقة مباشرة ومادية، وتولّد القوة الإبداعية طاقة لشفاء العقل
والروح والجسم، وتساعد على حل المشاكل والصراعات.