خلصت دراسة سويدية واسعة في جامعة أوبسالا إلى نتائج غريبة ومذهلة في الوقت نفسه، بأن زيادة عدد أكواب الحليب
التي يشربها الشخص يومياً،
تؤدي إلى خطر الوفاة بأمراض القلب والأوعية الدموية، كما أن شرب الحليب لا يقوي العظام، بل يزيد من احتمال تعرضها للكسر.
إلا أن الدراسة أظهرت أن المنتجات الألبات التي تحتوي على كميات قليلة من اللاكتوز لا ترتبط بالأخطار نفسها.
وشملت الدراسة مسوحات واسعة النطاق وعينات عديدة، حيث ربطت سكر الحليب بالأضرار.
وتابع الباحثون 61 ألف امرأة و 45 ألف رجل في منتصف العمر أو أكبر، من أوبسالا وفيستمانلاند وأوريبرو، ملأوا استبيانات
من ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي حول نمط حياتهم ونظامهم الغذائي، الذي شمل الإجابة عن كميات أكلهم
وشربهم لـ 96 مادة غذائية مختلفة، منها الحليب.
ربط شرب الحليب بمخاطر الكسور والوفاة :
راقبت الدراسة وجود رابط بين ارتفاع نسبة الوفيات وكسور العظام مع زيادة استهلاك الحليب.
وبعد عشرين عاماً من الدراسة، توفيت ربع النساء، فيما تعرضت 17 ألف امرأة إلى كسر في العظام. أما الرجال تمت متابعتهم
لأحد عشر عاماً، توفي عشرة آلاف منهم، وخمسة آلاف تعرضوا لكسور. وبحسب النتائج فإن النساء توفين في وقت مبكر، وزادت
لديهن مخاطر كسور العظام. كما ازدادت نسبة الوفيات لدى الرجال من شرب الحليب دون العثور
على رابط يتعلق بخطر كسور العظام لديهم.
وأكّدت الدراسة أن كل كوب حليب شربته امرأة يومياً، زادت خطر نسبة وفاتها بـ 15% والرجال 3%.
شكوك حول سكر الحليب:
كانت معظم أسباب الوفيات متعلقة بأمراض القلب والأوعية الدموية، حيث ربط الباحثون الآلية التي ترفع المخاطر باللاكتوز
الذي يتألف من سكريات الجلوكوز والجلاكتوز والموجود في جميع أنواع حليب البقر. حيث عثر على الجلاكتوز بكميات كبيرة
في فحوصات البول للأشخاص أنفسهم قيد الدراسة، والذين تناولوا الحليب بكميات كبيرة، كما ازدادت لديهم نسب
الضغط التأكسدي والالتهابات.
وأشار الباحثون إلى أن الجلاكتوز الذي يسمى أيضاً بـ (سكر العقل) يوجد أيضاً بنسب ضئيلة في الفواكه والخضروات،
لكن بشكل كبير في الحليب البقري.
وحول سبب النصح بشرب الحليب في جميع الإرشادات الغذائية، قال الباحث كارل ميكايلسون للتلفزيون السويدي
إن الأمر شائع كون الحليب يحتوي على العديد من المواد المغذية. والحصول عليها مفيد للجسم. لكنه قد يؤذي بطرق أخرى.
مشيراً إلى أن عرض الحليب كمادة مفيدة أصبحت " حقيقة قديمة "، قائلاً: العديد من السياسيين من لارش فيرنر إلى كارل
بيلدت شاركوا في نشر بروباغاندا الحليب، لكن لو نظرنا من وجهة نظر علمية لرأينا أن أساس هذا الموقف ضعيف.
" تركت الحليب وانتقلت إلى اللبن " :
وأكد ميكايلسون أن المؤسسات والأشخاص لم يعززوا من مكانة الحليب بدافع شرير، قائلاً: كان يعتقد أن شرب الحليب أمر جيد
ومفيد للصحة، لكنه اعتقاد قوي فقط"، مضيفاً: "أدرك أن الأمر استفزازي، ولن يُرحّب بالدراسة من قبل الجميع.
لكننا أيضاً وجداً إثباتاً مقنعاً على نتيجتنا.
وتعتقد مجموعة الباحثين أنه من المبكر تحذير الناس من شرب الحليب، وقال ميكايلسون: لا نريد للناس أن تصاب بالذعر
لهذا السبب، لأنه لا يجب علينا الاعتماد على دراسة قبل إعطاء توصيات للمواطنين. وربط النتائج بدراسات أخرى مختلفة.
وأكّد الباحث ميكايلسون أنه شخصياً لم يعد يشرب الحليب، قائلاً: لقد شربت الكثير من الحليب على مر السنين، لكني
توقفت قبل عامين، وانتقلت إلى شرب اللبن بدل ذلك. وبقناعتي الشخصية فإني أرى وجود أدلة لاتخاذ هذه الخطوة، مضيفاً:
أعتقد أن نتائج الدراسة محزنة لمنتجي الحليب، لكن من المهم إظهار الحقائق.