تحتفل الكنيسة المقدسة اليوم الأحد المصادف في 29 كانون الأوّل،
وهو الأحد الأول بعد عيد الميلاد المجيد، بتذكار تهنئة العذراء مريم.
وتدعونا الكنيسة فيه، من خلال نصّين من الرسالة إلى أهل أفسس ومن إنجيل لوقا، إلى شكر الله،
مع مريم العذراء على كلّ ما أنعم به على البشريّة، وخاصّة الابن المتجسّد، يسوع المسيح، هديّة الهدايا!
- في الرّسالة إلى أهل أفسس ، نجد مار بولس يذكّر، في صلاة مباركة لله، بعددٍ من عطايا الله للبشر،
وخاصّة نعمة "التبنّي بيسوع المسيح".
( الرّسالة إلى أهل أفسس – الفصل 3 – الآيات 3 إلى 14)
3 تَبَارَكَ اللهُ أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ الـمَسِيح، الَّذي بَارَكَنَا بِكُلِّ بَرَكَةٍ رُوحِيَّةٍ في السَّمَاوَاتِ في الـمَسِيح؛
4 فإِنَّهُ اخْتَارَنَا فيهِ قَبْلَ إِنْشَاءِ العَالَم، لِنَكُونَ في حَضْرَتِهِ قِدِّيسِين، لا عَيْبَ فينَا؛
5 وقَدْ سَبَقَ بِمَحَبَّتِهِ فَحَدَّدَنَا أَنْ نَكُونَ لَهُ أَبْنَاءَ بِالتَّبَنِّي بِيَسُوعَ الـمَسِيح، بِحَسَبِ رِضَى مَشِيئَتِهِ،
6 لِمَدْحِ مَجْدِ نِعْمَتِهِ الَّتي أَنْعَمَ بِهَا عَلَيْنَا في الـحَبِيب؛
7 وفيهِ لَنَا الفِدَاءُ بِدَمِهِ، أَي مَغْفِرَةُ الزَّلاَّت، بِحَسَبِ غِنَى نِعْمَتِهِ،
8 الَّتي أَفَاضَهَا عَلَيْنَا في كُلِّ حِكْمَةٍ وَفَهْم؛
9 وقَدْ عَرَّفَنَا سِرَّ مَشِيئَتِهِ، بِحَسَبِ رِضَاهُ الَّذي سَبَقَ فَجَعَلَهُ في الـمَسِيح،
10 لِيُحَقِّقَ تَدْبِيرَ مِلْءِ الأَزْمِنَة، فَيَجْمَعَ في الـمَسِيحِ تَحْتَ رَأْسٍ وَاحِدٍ كُلَّ شَيء، مَا في السَّماوَاتِ ومَا عَلى الأَرْض؛
11 وفيهِ أَيْضًا اخْتَارَنَا مِيرَاثًا لَهُ، وقَدْ سَبَقَ فَحَدَّدَنَا بِحَسَبِ قَصْدِهِ، هُوَ الَّذي يَعْمَلُ كُلَّ شَيءٍ بِقَضَاءِ مَشِيئَتِهِ،
12 لِنَكُونَ مَدْحًا لِمَجْدِهِ، نَحْنُ الَّذِينَ سَبَقْنَا فجَعَلْنَا في الـمَسِيحِ رجَاءَنَا؛
13 وفيهِ أَنْتُم أَيْضًا، بَعْدَ أَنْ سَمِعْتُم كَلِمَةَ الـحَقِّ، أَي إِنْجِيلَ خَلاصِكُم، وآمَنْتُم، خُتِمْتُمْ بِالرُّوحِ القُدُسِ الـمَوعُودِ بِهِ،
14 وهُوَ عُربُونُ مِيرَاثِنَا، لِفِدَاءِ شَعْبِهِ الَّذي اقْتَنَاه، ولِمَدْحِ مَجْدِهِ.
- أمّا في إنجيل لوقا فنمجّد الله، مع مريم، على تعظيمه للبشريّة،
في شخصها من خلال أمومتها ليسوع المسيح وللكنيسة وبالتالي لنا!
(لوقا – الفصل الأوّل – الآيات 46 إلى 55)
46 فقالَتْ مَرْيَم: "تُعَظِّمُ نَفسِيَ الرَّبّ،
47 وتَبْتَهِجُ رُوحِي بِاللهِ مُخَلِّصِي،
48 لأَنَّهُ نَظرَ إِلى تَواضُعِ أَمَتِهِ. فَهَا مُنْذُ الآنَ تُطَوِّبُنِي جَمِيعُ الأَجْيَال،
49 لأَنَّ القَدِيرَ صَنَعَ بي عَظَائِم، واسْمُهُ قُدُّوس،
50 ورَحْمَتُهُ إِلى أَجْيَالٍ وأَجْيَالٍ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَهُ.
51 صَنَعَ عِزًّا بِسَاعِدِهِ، وشَتَّتَ الـمُتَكبِّرينَ بأَفْكَارِ قُلُوبِهِم.
52 أَنْزَلَ الـمُقْتَدِرينَ عنِ العُرُوش، ورَفَعَ الـمُتَواضِعِين.
53 أَشْبَعَ الـجِيَاعَ خَيْرَاتٍ، وصَرَفَ الأَغْنِياءَ فَارِغِين.
54 عَضَدَ إِسْرائِيلَ فَتَاهُ ذَاكِرًا رَحْمَتَهُ،
55 لإِبْراهِيمَ ونَسْلِهِ إِلى الأَبَد،كمَا كلَّمَ آبَاءَنا".
في هذا الأحد، تدعونا الكنيسة المقدسة إذاً، إلى شكر وتعظيم الله على فيض نعمه الدائمة علينا!
صلاة
نَشكُرُكَ أيّها الآب السماوي، يا من اخترت مريم لتكون أمّاً لنا.
نشكرك أيّها الابن المسيح، يا من تجسّدت في حشا مريم فكرّست أمومتها لنا.
نشكرك أيّها الروح القدس، يا من تمنحنا روح الأبناء الصادقين لله ولأمنّا العذراء.
هب لنا، اليوم، أن نعظّمك مع مريم ونباركك مع مار بولس ونعيش الوصايا الإلهيّة في حياتنا اليوميّة،
فيتمجّد بنا وفي كلّ شيء، اسمك القدّوس، يا من تحيا وتملك إلى أبد الدهور.
نشكرك أيّها الشركة الإلهية التي سألت مريم أن تشترك في خلاص جنسها من خطيئة أنجبتها حواَّء،
لطاعة ذهبت بها مريم الى حبلٍ عجيب، لهرب الى مصر، لمرافقة ابنها حتى الصليب...
كأنها أسست في مسيرتها ليتورجيَّة الكنيسة التي تحيا حياة يسوع،
لأنك ايها الثالوث جعلتنا بالمعمودية نسل هذه المرأة نشكرك وليكن نشيدها نشيدنا ونشيد جميع أجيالنا :
نفسنا تعظمك إلى الأبد .
آمين.