بما أنه في الأنجيل المقدس لايوجد ذكر لليوم الذي ولد فيه طفل المغارة لذلك كيف أقر عيد الميلاد المجيد في 25 كانون الأول عند بعض الطوائف و6 كانون الثاني عند بعض الطوائف الأخرى ..
دخل عيد الميلاد التقويم الكنسي في القرن الرابع. ولم تكن الكنيسة في بداية الأمر تحتفل بميلاد الرب يسوع بحسب الجسد، وذلك لعدم رضاها على دعاة الاحتفال بعيد الميلاد الشخصي، إذ رأت في هذه الممارسة شيئًا من الوثنية. وكما هو وارد في الكتاب المقدس، نرى أن ذكر الاحتفال لأشخاص بعيد الميلاد فيه مقتصر على ميلاد فرعون الوثني والاحتفال بمولد هيرودوس الكافر. فإذًا من أين جاء احتفال الكنيسة بعيد ميلاد الرب يسوع بحسب الجسد، وكيف تمّ تحديد زمنه تاريخيًا؟
بالطبع كانت الإمبراطورية الرومانية الممتدة الأطراف تستخدم تقويمًا خاصًا بها ويقوم على سنة تأسيس مدينة روما. ولكن المسيحيين شرعوا في بناء تقويم ينطلق من ميلاد الرب يسوع، وأعلنوا هذا التقويم علنيًا بعد انتهاء الاضطهاد الروماني. في بداية القرن السادس دعا راهب روماني ويُدعى ديونيسيوس اكسيفوس السكيثي إلى جعل ميلاد المسيح أساسًا للتقويم الروماني بدلاً من عام تأسيس روما، وقد لاقت دعوته هذه قبو ً لا، وأخذ المسيحيون يعتمدون التقويم الميلادي منذ سنة 532 م.
وأقرَّت الكنيسة الاحتفال بعيد الميلاد في القرن الرابع، انطلاقًا من إدراكها أنَّ ميلاد الرب يسوع هو حدث خلاصي لا ينبغي علينا تجاهله.
احتفلت الكنيسة، بادئ الأمر، بعيد الميلاد مع عيد الغطاس في السادس من كانون الثاني، ومن ثمَّ تمَّ انفصال العيدين وصارت الكنيسة تعيِّد لميلاد السيِّد في يوم 25 من كانون الأول. ولكن لماذا اختارت الكنيسة هذا اليوم؟. كان هناك عيد كبير للوثنيين في يوم 25 كانون الأول وفيه يقيمون احتفالاً بعيد الشمس وانجرَّ العديد من الوثنيين وراء هذه العادة الوثنية، فرأت الكنيسة أن تجعل من هذا اليوم عيدًا لمولد ربنا يسوع المسيح شمس العدل الحقيقية وخالق الشمس الحسِّية. وتمَّ هذا الأمر على الأرجح بين العامين 336-352 م.
منقول عن أحد المطارنة