هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأرسل مقالالتسجيلدخول
 

 البطاركة الموارنة الذين جلسوا على الكرسي الماروني

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Amer-H
صديق فيروزي متميز جدا
صديق فيروزي متميز جدا
Amer-H


علم الدولة : Syria
الجنس : ذكر
المشاركات : 9804
الإقامة : Sweden
العـمل : IT-computer
المزاج : Good
السٌّمعَة : 316
التسجيل : 09/02/2007

البطاركة الموارنة الذين جلسوا على الكرسي الماروني Empty
مُساهمةموضوع: البطاركة الموارنة الذين جلسوا على الكرسي الماروني   البطاركة الموارنة الذين جلسوا على الكرسي الماروني Emptyالأحد سبتمبر 01, 2013 7:30 am

البطاركة الموارنة الذين جلسوا على الكرسي الماروني:

بحسب التقاليد الإنطاكية  الكنسية فإنّ القديسين بطرس وبولس هما مؤسسا الكرسي الإنطاكي وذلك بحسب ماورد في أعمال الرسل
حيث عين القديس بطرس أسقفاً على الكنيسة الإنطاكية التي كانت  تشمل منطقة شرق المتوسط، أي دول:
لبنان وسوريا وقبرص وجنوب تركيا. إلا أن غادرها وتوجه إلى روما سنة 53 م ، حيث قتل فيها لإيمانه عام 64 م.
أما الطائفة المارونية فتعود بجذورها إلى القديس مارون الراهب الذي عاش في القرن الرابع (350 – 410) وتنسك على جبل سمعان
الواقع قرب مدينة حلب شمال سوريا، وجمع حوله عشرات الرهبان، وبعد وفاته انتشر رهبانه في شمال سوريا ووصل بعضهم إلى
جبال لبنان مبشرين، ويؤكد بعض المؤرخين أنهم لعبوا دوراً تبشيرياً هاماً ما أدى إلى إضعاف سلطة بطريرك إنطاكيا على المناطق
التي يوجدون فيها، وتوسعت أديارهم حتى قاربت 40 ديراً تحلقت حولها جماعات من المؤمنين الملتزمين العقيدة الخلقيدونية،
ما دفع البطريرك الانطاكي إفرام أميد (529 – 545) لتقريب رهبان مار مارون إليه مستعيناً بعلمهم وخبرتهم اللاهوتية،
ورغم النكبة التي حلت بهم إستمر من نجا منهم برسالته التبشيرية.
إعتباراً من منتصف القرن السادس انتقل النشاط الماروني من شمال سوريا إلى منابع نهر العاصي في منطقة الهرمل
وإلى جبال شمال لبنان،وقد يكون من أسباب هذا الانتشار أن هذه المناطق عالية ووعرة من الصعب على الجنود القادمين
من سهول القسطنطينية وانطاكيا اختراقها بسهولة.
في تلك المرحلة بدأت الهوية المارونية بالبروز وتبلورت مع ظهور عدد من الصلوات الخاصة بالموارنة.

في القرن السابع خرجت انطاكيا نهائياً عن سلطة القسطنطينية بعد أن اجتاحتها الجيوش الاسلامية سنة  636 م
وأصبحت عاصمة المسيحيين في الشرق من دون بطريرك، فعمد الأساقفة في القسطنطينية إلى انتخاب بطريرك فخري لانطاكيا
يقيم في مدينتهم، وما كان يمارس من مهامه شيئاً، وبعد سيطرة الخليفة معاوية على بلاد الشام سمح للمسيحيين
الخلقيدونيين الملكيين الذين يتبعون روما برسامة بطريرك على كرسي انطاكيا، فرسم “البطريرك ثيوكلفت”
لكنه أقام في دمشق، ولم يمارس أي نشاط.

بعد وفاة البطريرك ثيوكلفت عام 681 منع يزيد خليفة معاوية المسيحيين من انتخاب بطريرك جديد لكرسي انطاكيا،
وكان البيزنطيون توقفوا بعد وفاة البطريرك انستاز الثاني في أيلول 669 عن رسامة البطاركة الفخريين لانطاكيا،
فأضحى الكرسي البطريركي الانطاكي شاغراً وأحوال المسيحيين ضائعة من دون بطريرك.

في هذا الوقت. ورغم كل ما تعرضوا له من نكبات، كان عدد الموارنة أصبح كبيراً وانتشارهم يمتد من سهول حلب
وحمص شمالاً حتى قمم جبل لبنان نواحي منابع نهر ابراهيم جنوباً، وإلى دمشق شرقاً، وعدد من رهبانهم أصبحوا أساقفة.

وفي عام 686 اجتمع الرهبان الموارنة وانتخبوا الراهب يوحنا مارون أسقف مدينة البترون منذ عام 675 م
بطريركاً على كرسي انطاكيا الشاغر، وهو البطريرك 63 بعد القديس بطرس مؤسس الكرسي البطريركي
والبطريرك الماروني الأول. وبهذا الانتخاب بدأ بناء وتنظيم الكنيسة المارونية على الصعيد الكنسي والوطني والاجتماعي.
لم يكن الهدف من انتخاب القديس يوحنا مارون بطريركاً الانشقاق عن الكنيسة الأم الجامعة في روما،
بل تعبئة فراغ بعد شغور الكرسي البطريركي الانطاكي، وحفظ الرعية من التشتت والارتهان والذوبان،
وتسريع شؤون المواطنين لأن روما بعيدة جداً عن الشرق.

لذلك فور أنتخابه وجه البطريرك الماروني الأول رسالة إلى قداسة الحبر الأعظم معلناً خضوعه لخليفة
القديس بطرس طالباً درع التثبيت، فأتاه الدرع وأصبح البطريرك الماروني خليفة القديس بطرس في رئاسة الكنيسة الانطاكية،
وراح البطاركة الموارنة يضيفون إسم بطرس خليفة السيد المسيح إلى أسمائهم.

منذ سنة 686 وحتى اليوم لم تنقطع سلسلة البطاركة الموارنة، الذين بلغ عددهم 77 بطريركاً، وسكنوا في المقرات التالية:

في مقر دير كفرحي:
المعروف اليوم بدير مار يوحنا مارون، الواقع في وسط منطقة البترون، وسكن فيه:
1 – يوحنا مارون: عند انتخابه حاول البطريرك الماروني الأول التوجه إلى شمال سوريا، لكنه لم يستطع البقاء
هناك طويلاً فعاد إلى جبل لبنان حاملاً معه هامة القديس مارون، وجعل كرسيه في دير كفرحي في وسط منطقة البترون
الذي أسماه “دير ريش موران” أي “دير رأس سيدنا” باللغة السريانية، واستمر في إدارة شؤون رعيته المارونية
من دير كفرحي، وكان في بعض الأوقات ينتقل إلى قلعة سمار جبيل في منطقة البترون حتى وفاته سنة 707
البطاركة الموارنة الذين جلسوا على الكرسي الماروني Sf610

2 – قورش: هو إبن إخت البطريرك الماروني الأول.
3 – جبرائيل: البطريرك الماروني الثالث.

في مقر دير سيدة يانوح:
الواقع في جرد منطقة جبيل قرب العاقورة، وسكن فيه:
4 – يوحنا مارون الثاني: حاول العودة إلى إنطاكيا لإعادة ملء كرسيها الشاغر، لكن العرب المسيطرين على تلك
النواحي حالوا دون ذلك، فعاد إلى جبل لبنان ولم يسكن دير كفرحي بل صعد إلى دير سيدة يانوح،
فانتقلت البطريركية المارونية إلى هناك. أما سبب انتقاله إلى يانوح فمرده إلى بعدها عن المناطق الساحلية
المسيطر عليها من قبل العرب، ومن الصعب جداً على الخيول العربية الصعود إلى قمم جبل لبنان،
على عكس كفرحي الممكن إقتحامها من قبل الجيوش الاسلامية.

5 – يوحنا الدملصي: من بلدة دملصا في قضاء جبيل.

6 – غريغوريوس: المعاصر لهارون الرشيد الخليفة العباسي الخامس الذي حكم ما بين عامي 786 و809 ميلادية.

7 – إسطفانوس الأول

8 – مرقس

9 – أوسابيوس: المعرّب حوشب

10 – يوحنا: الرابع بهذا الإسم، الذي شارك في مجمع القسطنطينية سنة 869

11 – يشوع

12 – داوود

13 – غريغوريوس

14 – تاوقيلكتوس: أو توافيلقطوس المعرّب حبيب

15 – يشوع: دعي أيضاً عيسى

16 – دوميطيوس: أو ضوميط

17 – إسحاق

18 – يوحنا: الخامس بهذا الإسم، وفي أيامه ظهر المطران داوود مترجم كتاب الهدى

19 – سمعان الأول

20 – أرميا الأول

21 – يوحنا السادس

22 – شمعون الأول

23 – شمعون الثاني

24 – يوسف الجرجسي: كان بطريركاً عند قدوم الصليبيين سنة 1098 وفي عهده ابتدأ الموارنة بدق الأجراس
بدلاً من نواقيس الخشب.
هكذا يكون دير سيدة يانوح مقراً بطريركياً مارونياً لنحو 370 سنة متتالية.

في مقر دير سيدة إيليج:


يقع على الحدود الفاصلة ما بين جرد منطقة البترون وجرد منطقة جبيل، ويتبع إدارياً حالياً منطقة جبيل، وسكن فيه:

25 – بطرس الأول: انتخب سنة 1120 في دير سيدة يانوح، لكنه نقل مقره إلى دير سيدة إيليج، وبقي فيه حتى وفاته سنة 1130.

26 – غريغوريوس: من بلدة حالات عند ساحل جبيل وأقام فيه حتى وفاته سنة 1141.

27 – يعقوب الراماتي: من رامات، ورامات بلدة إندثرت كانت موجودة شرق بلدة جران في وسط منطقة البترون.

28 – يوحنا السابع: المعروف بيوحنا اللحفدي، المنتخب سنة 1151 واننقل للاقامة في دير مار الياس في بلدته لحفد
في وسط منطقة جبيل مسقط رأس الطوباوي الأخ إسطفان نعمه، ومن ثم أقام لبعض الوقت في بلدة هابيل عند ساحل
منطقة جبيل، لكنه عاد إلى دير سيدة إيليج وتوفي فيه سنة 1154.

29 – بطرس الثاني

30 – بطرس الثالث

31 – بطرس الرابع

32 – أرميا العمشيتي: من عمشيت في قضاء جبيل المنتخب سنة 1209 وهو أول بطريرك ماروني يزور حاضرة الفاتيكان
سنة 1213 للمشاركة في المجمع المسكوني المنعقد في لاتران المعروف بالمجمع اللاتراني، الذي قرر إيفاد حملة صليبية
جديدة لاسترجاع الأراضي المقدسة، وبحسب الدويهي عاد إلى لبنان سنة 1215 ونزل في طرابلس في شهر آذار
وصعد إلى دير سيدة إيليج حيث توفي سنة 1230 وذكر إبن القلاعي أنه لما كان البطريرك أرميا يقدّس في
حضرة البابا وانتهى إلى رفع القربان، فرفعه وبقيت “الشيلة” معلقة في الهواء فوق رأسه، فذهل البابا وأمر بنقش
صورة تذكارية لهذه الآية على جدار كنيسة القديس بطرس القديمة، شاهدها الدويهي حين كان طالباً في روما.

33 – دانيال الشاماتي: من بلدة شامات في منطقة جبيل، وبعد انتخابه في دير سيدة إيليج انتقل إلى دير كفيفان
في وسط منطقة البترون، ومنه إلى دير كفرحي المقر البطريركي الأول، وبحسب الدويهي كان سنة 1236 مقيماً
في دير مار جرجس الكفر – جبيل، وعاد إلى دير سيدة إيليج ومات ودفن فيه سنة 1239.

34 – يوحنا بطرس الجاجي: من جاج في قضاء جبيل انتخب في دير سيدة إيليج وأقام فيه لفترة من ثم انتقل
إلى دير سيدة يانوح، وعاد إلى دير إيليج ليعود ويموت ويدفن في يانوح.

35 – سمعان الرابع: المنتخب سنة 1245 وبعد سنة على انتخابه وصل إلى جبل لبنان الأخ لورنسيوس الفرنسيسكاني
زائراً رسولياً متوجهاً إلى الشعب الماروني من قبل البابا إينوشنسيوس الرابع، وفي عهده قرر ملك فرنسا لويس التاسع
عام 1270 قيادة حملة صليبية جديدة إلى الشرق، فاستعد آلاف المقاتلين الموارنة بقيادة الأمير سمعان لملاقاتها،
لكن بسبب تفشي وباء قاتل بين الجنود لم تكمل الحملة طريقها إلى القدس. أقام هذا البطريرك لفترة قصيرة في يانوح
وتوفي سنة 1277 ودفي في دير سيدة إيليج.

36 – يعقوب: الثاني بهذا الإسم، جدد دير سيدة إيليج وأقام ومات فيه

37 – دانيال الحدشيتي: من حدشيت في جبة بشري، وفي عهده وصلت حملة المماليك بقيادة الملك الظاهر
إلى طرابلس سنة 1264 فتصدى لها الموارنة الهابطون من جبالهم وأوقفوا تقدم المماليك إلى جبل لبنان،
الذين أعادوا الكرة سنة 1266 دون أن يحرزوا أي نجاح، ومطلع سنة 1282 وجه المماليك حملة كبيرة
إلى جبل لبنان بقيادة السلطان قلاوون ولاقاه حسام الدين من دمشق وحاصروا جبة بشري واجتاحوا حصرون
والحدث وحاصروا الموارنة المتحصنين في إهدن بقيادة البطريرك دانيال الحدشيتي الذي كان يقود المقاتلين الموارنة
بنفسه مدة 40 يوماً، ولم يتمكنوا من إقتحام إهدن إلا بالحيلة بعد أن قبضوا على البطريرك وقتلوه،
ودفن في إيليج سنة 1282.

وتجدر الإشارة إلى أنه عندما زال الحكم الصليبي من الشرق إلتجأ إلى جبال الموارنة من بقي من الأوروبيين
واندمجوا مع أهالي البلاد، فمنح البابا الكسندر الرابع البطريرك الماروني كل التفويضات والصلاحيات لرعاية المنتسبين
إلى الطقس اللاتيني وإعتبارهم كأبناء الطائفة المارونية، ومن هؤلاء المقاتلين الصليبيين الأوروبيين اللاتينيين تتحدر عشرات
العائلات المارونية اللبنانية التي ما زال بعضها يحمل أسماء أوروبية.
سيطرة المماليك على جبل لبنان، جعلت الموارنة يدفعون ثمن صداقتهم للصليبيين، فراح الحكام الجدد يضطهدونهم
ويضيقون عليهم ويحاربونهم وينكّلون بهم، حتى وصل بهم الأمر إلى إعتقال البطريرك جبرائيل الحجولي وقتله.

38 – لوقا البنهراني: من بلدة بنهران في قضاء الكورة المنتخب سنة 1282 في دير سيدة إيليج، وبحسب الدويهي
تنقل في إقامته ما بين دير إيليج وبلدته بنهران ودير سيدة ديرونا في أعالي بلدة بلا في جبة بشري صيفاً،
كما سكن لفترة في دير مار قوزما ودميانوس قرب بلدة برحليون في جبة بشري، ولم تعرف سنة وفاته ومكانها.

39 – أرميا الدملصاوي: من بلدة دملصا في قضاء جبيل، وهو البطريرك الثالث بهذا الاسم.
انتخب في دير حالات عند ساحل جبيل وسافر إلى روما، وفي عهده جرت نحو سنة 1290 معركة استرداد جبيل
من المماليك، فحاول الموارنة اقتحام المدينة من جهتي وادي الفيدار ووادي المدفون، وكانت مهمة مقاتلي الموارنة
المتحصنين في وادي المدفون بقيادة مقدم كفركده، قطع طريق الامداد القادم من طرابلس لنجدة حامية جبيل،
وجرت في الوادي معركة رهيبة قتل خلالها مقدم كفركده، ومن يومها أصبح وادي المدفون يعرف بهذا الإسم لكثرة
ما دفن فيه من قتلى المماليك، بعد أن كان يعرف بوادي حربا أي وادي الحرب في اللغة السريانية،
وكان إسم وادي حربا أخذ من المعركة التي جرت نحو 693 بين الموارنة المتحصنين في قلعة سمار جبيل
والجيش البيزنطي. وفي عهد هذا البطريرك أنهى المماليك الوجود الصليبي نهائياً في جميع مدن الشرق ما عدا
جزيرتي قبرص وأرواد. توفي سنة 1297 ودفن في دير إيليج

40 – شمعون أو سمعان: الخامس بهذا الإسم، وفي عهده بدأت أفظع حملة تنكيل جردها المماليك ضد الموارنة
وبشكل لم يعرفه التاريخ الماروني من قبل، وسنة 1302 وجّه المماليك حملة إلى جبل لبنان فواجههم الموارنة
بقيادة مقدميهم: خالد مقدم مشمش وسنان وأخوه سليمان مقدما إيليج وسعاده وسركيس مقدما لحفد وعنتر مقدم العاقورة
وبنيامين مقدم حردين. وعند مدخل جبيل كانت الموقعة الرهيبة التي قتل فيها حمدان قائد جيوش المماليك.

41 – يوحنا العاقوري: انتخب سنة 1339 وهو الخامس بهذا الاسم، عاش وتوفي ودفن في دير إيليج.

42 – جبرائيل: من حجولا انتخب سنة 1357 وحجولا بلدة تقع في جرود بلاد جبيل وفي نيسان 1367
أحرقه المماليك عند مدخل طرابلس.
بحسب الدويهي يمكننا تلخيص ظروف استشهاده بالتالي: أغار ملك قبرص الصليبي على الاسكندرية، فأمر سلطان
مصر نائبيه في الشام وطرابلس بالانتقام من الموارنة وبطريركهم، من دون ذنب إقترفوه فقبض نائب طرابلس
على 40 رجلاً مارونياً بعضهم من حجولا قرية البطريرك، مرغماً البطريرك الماروني على الاستسلام، فسلّم ذاته
لإطلاق سراح المحتجزين وما أن تسلمه نائب طرابلس حتى أمر بإحراقه خارج المدينة في محلة طينال،
وكان ذلك في الأول من نيسان 1367

43 – داود الثاني: عرف أيضاً باسم داود يوحنا، انتخب في دير سيدة إيليج وأقام لفترة في بلدة هابيل عند ساحل جبيل،
من ثم انتقل إلى دير مار سركيس في حردين في جرود منطقة البترون ليعود إلى إيليج، وتوفي سنة 1404 ودفن في إيليج.

44 – يوحنا الجاجي: من بلدة جاج في جرود منطقة جبيل، انتخب في إيليج، ومن ثم انتقل إلى قنوبين،
ومعه انتقل مقر البطريركية المارونية إلى وادي قنوبين.
لانتقال البطريركية المارونية إلى قنوبين قصة تقول: عام 1439 وجّه البابا أوجين الرابع إلى البطريرك الماروني
دعوة للمشاركة في المجمع الذي سيعقد في فلورنسا والمخصص لتوحيد الكنيستين الشرقية والغربية،
فلم يتمكن من المشاركة وانتدب عنه رئيس الرهبان الفرنسيسكان في بيروت الأب فراجون باعثاً معه رسالة
تعلن قبول الكنيسة المارونية بكل ما يحدده ويقره المجمع، وتليت الرسالة في المجمع في جلسة 12 شباط 1439
ومطلع تشرين الأول عاد الراهب فراجوان إلى طرابلس حاملاً معه درع التثبيت ورسائل من البابا للبطريرك الماروني
فلاقاه الموارنة إلى المدينة، فأوجس منه نائب طرابلس شراً فاعتقله بحجة أنه جاسوس للصليبيين الذين يحاولون العودة
إلى الشرق. ولما وصل الخبر إلى إيليج أوفد البطريرك الماروني بعض أعيان الطائفة إلى نائب طرابلس كافلين الراهب،
فأطلق سراحه وصعد إلى إيليج وسلم البطريرك درع التثبيت والرسائل، ومن ثم عاد إلى بيروت،
لكن يبدو أن نائب طرابلس بدّل رأيه فطلب إحضار الراهب ولما علم أنه أصبح في بيروت، جرد حملة عسكرية
على دير إيليج، نكّل خلالها الجنود بالرهبان والأهالي وخربوا الدير والبيوت والحقول.
أما البطريرك يوحنا الجاجي فهرب مع العديد من الرهبان والفلاحين الموارنة إلى وادي قنوبين، وكان ذلك عام 1440
فأكمل حبريته في دير سيدة قنوبين حتى وفاته سنة 1445 وبه ابتدأت سلسلة البطاركة الموارنة الذين استقروا
في وادي قنوبين.

في مقر دير سيدة قنوبين:
الواقع في جبة بشري، وسكن فيه:

45 – يعقوب بطرس بن الحدثي: من بلدة الحدث البيروتية، والثالث باسم يعقوب. أقام في قنوبين ومات
في 8 شباط 1468 ودفن في قنوبين.

46 – يوسف بطرس بن يعقوب: الشهير بابن حسان وهو أيضاً من الحدث والثاني باسم يوسف. سكن في قنوبين،
وفي عهده ذاق الموارنة الذل ألواناً من قبل المماليك ما دفع البطريرك إلى بيع حتى أواني الكنائس لتسديد الضرائب
عن الفقراء الموارنة، وتوفي سنة 1492

47 – سمعان بطرس بن داود بن يوسف بن حسان: السادس بهذا الاسم، وفي عهده أرسل البابا لاوون العاشر
قاصداً رسولياً على الطائفة المارونية سنة 1515 فتجول في جبال الموارنة وعاد إلى روما رافعاً تقريراً عن أوضاعهم،
وبعد أن إطلّع عليه البابا وسرّ به أرسل إلى البطريرك الماروني رسالة أعرب فيها عن فرحه ومما جاء فيها:
“…. أشكره تعالى الذي بعظم رحمته شاء أن تكون أمة الموارنة وسط أهل الكفر والبدع مصونة كالورد بين الأشواك،
وذلك لمجد إسمه وارتداد غير المؤمنين إلى الإيمان، ….”. توفي في 27 تشرين الثاني 1524
وله من العمر 120 سنة ودفن في قنوبين.

48 – موسى العكاري: هو موسى بن بطرس بن سعاده من بلدة الباردة في عكار، المعروف بموسى العكاري.
حاول طلب مساعدة الأوروبيين لنيل الاستقلال، فوجه رسالة إلى الأمبراطور شارلكان مؤرخة في 25 آذار 1527
مما جاء فيها: “… منذ أربع سنوات ونحن نترجى جلالتكم كي تهتموا بمساعدتنا على نيل استقلالنا وعندنا 50 ألف مقاتل
من الرماة مدربون أحسن تدريب وعلى أتم الاستعداد لخدمتكم في الحرب الاستقلالية، ….”.
لم يصل البطريرك الماروني إلى مبتغاه، فحاول الاتصال بالسلطان العثماني الذين كان سيطر على الشرق
قبل سنوات قليلة، فأوفد إليه سنة 1550 الأب طانيوس الحصروني الذي التقى السلطان سليم الثاني في مدينة حلب
وشرح له حال الموارنة في جبل لبنان وما كانوا يتعرضون له من ظلم على أيدي المماليك طالباً رفع الظلم عنهم
والمحافظة على استقلالهم الداخلي، فكان له ما أراد وحمّله السلطان العثماني “خطاً همايونياً” إلى قاضي طرابلس يأمره
بعدم التعرض للموارنة.
عاش البطريرك موسى العكاري في قنوبين ومات في 19 آذار 1567 ودفن هناك

49 – مخايل الرزي: هو مخايل بن يوحنا الرزي، والأول بهذا الإسم. من قرية بقوفا قرب إهدن.
انتخب في 31 آذار 1567 وكان حبيساً في محبسة مار بيشاي في وادي قزحيا، عاش في دير قنوبين
وتوفي في 21 أيلول 1581 ودفن فيه.

50 – سركيس الرزي: شقيق البطريرك الأسبق وخليفته في محبسة مار بيشاي، وفي عهده أنشأت المدرسة المارونية
في روما سنة 1584 التي تعتبر فخر إنجازات الطائفة المارونية، ولمع نجم الأمير فخر الدين المعني الثاني الكبير،
وجاء الأب جيروم دنديني سنة 1596 لزيارة الطائفة المارونية وتفقد أحوالها وشارك في مجمع قنوبين الذي عقد
أواخر ذلك العام.
قضى الأب دنديني نحو 3 سنوات في جبل لبنان، جال خلالها في العديد من المناطق التي يسكنها الموارنة
ودوّن مشاهداته فوصف وصفاً دقيقاً المجتمع الماروني: روحياً وثقافياً واجتماعياً وسياسياً وعمرانياً،
ولاحقاً أصبحت تلك المدونات من أهم المراجع التي يستند إليها لوصف الحياة في جبل لبنان ذلك الوقت.
توفي البطريرك سركيس الرزي سنة 1597 ودفن في دير قنوبين

51 – يوسف الرزي: هو يوسف إبن موسى الرزي، ابن شقيق البطريرك الأسبق، والثالث بهذا الإسم.
انتخب بحضور الأب دنديني وهو من أمر باتباع التقويم الغريغوري في الطائفة المارونية خلال المجمع الذي عقده
في السنة التالية لانتخابه، وسكن ومات ودفن في قنوبين في آذار 1608.

52 – يوحنا بن مخلوف الاهدني: الحادي عشر بهذا الاسم، وبحسب الدويهي على أثر وفاة البطريرك يوسف الرزي
لم يتم انتخاب خلف له “بسبب جور الحكام” حتى 16 تشرين الثاني 1608 عندما انتخب في قنوبين البطريرك الجديد
وأقام هناك وفي عهده بني سنة 1624 أول معهد إكليريكي في الطائفة المارونية في دير سيدة حوقا (قرب إهدن)
وبسبب مضايقة حاكم البلاد الكرسي البطريركي انتقل إلى بلدة مجدل المعوش في الشوف حيث بنى كنيسة وداراً،
وزار الأمير فخر الدين المعني الثاني الكبير، الذي كان صديقه ومن ثم عاد إلى قنوبين
حيث توفي في 15 كانون الأول 1633 ودفن في قنوبين.

53 – جرجس عميره الإهدني: إنتخب في قنوبين في 27 كانون الأول 1633 وهو تلميذ المدرسة المارونية
في روما ومؤلف “غراماطيق سرياني – لاتيني”. عاش في قنوبين، وتوفي في 29 تموز 1644 ودفن في قنوبين.

بحسب الدويهي: “خلال حكم المعنيين تنفس الموارنة الصعداء: بنوا الكنائس وركبوا الخيل بسروج ولفوا شاشات
وكرور ولبسوا الزنانير، وقدم المرسلون من بلاد الفرنج وأخذوا السكنى في جبل لبنان لكون غالب عسكره كانوا نصارى،
وكواخيه وخدمه موارنة. وطلب فخر الدين مساعدة البطريرك مخلوف والبطريرك عميرة لنيل إستقلال البلاد فساعداه
على عقد المعاهدات بينه وبين توسكانا وبعض الدول الأوروبية من خلال قداسة الحبر الأعظم، ووضعا تحت تصرفه نخبة
من الأساقفة والعلماء الموارنة لمساعدته كالمطران جرجس مارون الاهدني والمطران سركيس الجمري الاهدني والعلامة
ابراهيم الحقلاني وغيرهم، وبعد استلام الأمير ملحم ابن اخت الأمير فخر الدين الحكم طلب مساعدة البطريرك مخلوف
للاعتراف به من قبل الباب العالي فكتب البطريرك الماروني إلى قداسة الحبر الأعظم مبيناً فضل المعنيين
على الموارنة طالباً منه التدخل لدى حكام أوروبا لاستعمال نفوذهم لدى الباب الحالي لتثبيت الحكم المعني فكان له ما أراد”.

54 – يوسف بن حليب: من العاقورة وعرف أيضاً بيوسف العاقوري، انتخب في 15 آب 1644 وتنقل في إقامته
ما بين قنوبين ودير مار يوحنا حراش في كسروان الذي بناه وعقد فيه مجمعاً كما أقام لفترة في دير مرت موره في إهدن،
حيث عقد مجمعاً آخر، وتوفي في 3 تشرين الثاني 1648 في العاقورة ودفن في كنيستها.

55 – يوحنا البواب: من بلدة الصفرا عند ساحل فتوح كسروان انتخب وسكن وتوفي في 23 كانون الأول 1656
في دير قنوبين ودفن فيه

56 – جرجس رزق الله: هو جرجس ابن الحاج رزق الله. الثاني بهذا الاسم، وهو من بلدة بسبعل في منطقة الزاوية
وتنقل في إقامته ما بين دير قنوبين ودير مار شليطا مقبس في غوسطا في فتوح كسروان حيث توفي هناك
في 13 نيسان 1670 بداء الطاعون ودفن في غوسطا.


57 – إسطفان الدويهي الكبير: فخر الطائفة المارونية ومن أعظم بطاركتها واليه يعود الفضل الأول في حفظ تاريخها.
خريج المدرسة المارونية، انتخب في دير قنوبين في 20 أيار 1670 وسكن معظم سني بطريركيته في الوادي المقدس،
لكنه أقام بضع سنوات في دير مار شليطا مقبس، حيث رمم الكنيسة وشيد داراً لإقامته، وسكن بعض الوقت في
مجدل المعوش في منطقة الشوف، وطاف وهو بطريرك على كل الأبرشيات وزار معظم الرعايا وفحص الكتب البيعية
ودوّن ما وصل إليه فحفظ تاريخ الكنيسة المارونية، وتوفي برائحة القداسة في 3 أيار 1704 في قنوبين ودفن هناك.

58 – جبرائيل البلوزاني: من بلدة بلوزا في منطقة بشري. انتخب في 1 آب 1704 وأقام في قنوبين وتوفي ودفن
هناك في 31 تشرين الأول 1705

59 – يعقوب عواد: هو يعقوب ابن الخوري يوحنا عواد، من بلدة حصرون في جبة بشري وتلميذ المدرسة المارونية.
تنقل في إقامته ما بين قنوبين ودير قزحيا ودير مار شليطا مقبس في غوسطا حيث توفي في 19 شباط 1733 ودفن هناك.

60 – يوسف ضرغام الخازن: من بلدة غوسطا في فتوح كسروان انتخب وسكن في قنوبين، وفي عهده إلتأم المجمع
اللبناني في دير سيدة اللويزة سنة 1736 وتوفي في دير ريفون في 13 أيار 1742 ودفن في كنيسة مار الياس في غوسطا.

61 – سمعان عواد الحصروني: من بلدة حصرون في جبة بشري. انتخب في دير عين ورقة في كسروان
وتنقل في حبريته ما بين قنوبين ودير سيدة مشموشة في منطقة جزين حيث توفي في 12 شباط 1756 ودفن هناك

62 – طوبيا الخازن: من بلدة بقعاتة كنعان في كسروان. انتخب في 28 شباط 1756 في كنيسة مار يوسف
في عينطورة في كسروان، وأقام معظم سني حبريته في عجلتون في كسروان. في مطلع عهده قرر الأساقفة المجتمعون
برئاسته في دير مار أنطونيوس – بقعاتة إضافة عبارة وسائر المشرق إلى لقب البطريرك الماروني القديم
“بطريرك إنطاكيا” توفي في 19 أيار 1766 ودفن في كنيسة السيدة الخاصة بعائلة بيت الخازن في عجلتون.

63 – يوسف إسطفان: من بلدة غوسطا في كسروان، وهو السادس بهذا الإسم. تلميذ المدرسة المارونية في روما.
انتخب في 9 حزيران 1766 في دير مار شليطا مقبس في كسروان، وأقام أكثر الأوقات في دير مار يوسف الحصن
في غوسطا، حيث توفي في 22 نيسان 1793 ودفن فيه.

64 – مخايل فاضل: الثاني بهذا الاسم، وهو من بيروت. انتخب في 20 أيلول 1793 وتأخر انتخابه بسبب تفشي
مرض الطاعون “الذي أهلك الكثير من الخلق”، وعاش في دير مار يوحنا حراش في كسروان ومات ودفن فيه
في 17 أيار 1795 ولم يكن حصل بعد على درع التثبيت من روما الذي وصل مع موفده الخوري
جرجس غانم في 27 حزيران 1795.

65 – فيليبس الجميل: من بكفيا، إنتخب في 13 حزيران 1795 في دير سيدة بكركي، وهو أول بطريرك ماروني
يقيم في بكركي وتوفي بداء الفالج في عجلتون في 12 نيسان 1796 قبل أن يصله درع التثبيت ودفن في بكركي

66 – يوسف التيان: السابع بهذا الإسم، وهو من بيروت وتعود أصوله إلى بلدة حدتون في جرد منطقة البترون.
تلميذ المدرسة المارونية انتخب في 18 نيسان 1796 في دير بكركي وأقام معظم سني حبريته في قنوبين،
وأحياناً في دير مار شليطا مقبس. في 10 أيار 1809 تنازل عن الكرسي البطريركي زهداً وقضى بقية حياته
متنسكاً في قنوبين حيث توفي في 20 شباط 1820 ودفن هناك.
لم تكن إستقالة البطريرك التيان فقط بسبب الزهد، بل نتيجة مؤامرة حاكها ضده الأمير بشير الشهابي والقاصد الرسولي
في لبنان المونسنيور لويس غاندلفي صديق الأمير، وفي التفاصيل أن البطريرك الماروني رفض سياسة الظلم والقهر
والإستبداد ورفع الضرائب على الفقراء التي يتبعها الأمير الشهابي، وإرتفع صوته مندداً بما يجري، حتى هدد الأمير
بشير بالحرم الكنسي الكبير إن لم يخفف ظلمه.
فما كان من الأمير إلا أن طلب معاونة صديقه القاصد الرسولي الذي رفع التقارير إلى الكرسي الرسولي ضد البطريرك،
حتى إضطر البطريرك التيان إلى الاستقالة.

67 – يوحنا الحلو: الثالث عشر بهذا الإسم، انتخب في دير مار يوسف عينطورة بتاريخ 8 حزيران 1809 بحضور
القاصد الرسولي المونسنيور لويس غندفلي، أعاد ترميم وتوسيع دير سيدة قنوبين، وأقام فيه معظم حبريته حتى وفاته
في 12 أيار 1823 ودفن هناك.
البطاركة الموارنة الذين جلسوا على الكرسي الماروني Sf1210

في مقر دير سيدة بكركي:
في منطقة كسروان، وسكن فيه:

68 – يوسف حبيش: من ساحل علما، والثامن بهذا الإسم. إنتخب في 25 أيار 1823 في كنيسة سيدة قنوبين
وأقام في دير بكركي شتاءً، وبنى مقراً بطريركياً في الديمان في جبة بشري وأقام فيه صيفاً. أول بطريرك شرقي
يهديه الباب العالي في إسطنبول “النيشان العثماني المرصع” فقبله بتحفظ ووضعه في صندوق ولم يزين به صدره يوماً.
حارب الحكم المصري والمظالم التي ارتكبها، وفي عهده أنشأ نظام القائمقاميتين الذي رفضه مطالباً بإبقاء جبل لبنان موحداً.
توفي في الديمان في 23 أيار 1845 ودفن في كنيسة قنوبين.
البطاركة الموارنة الذين جلسوا على الكرسي الماروني Sf1110

69 – يوسف راجي الخازن: التاسع بهذا الإسم. تأجل إنتخابه إلى 15 آب 1845 بسبب الأحداث التي شهدها
جبل لبنان ربيع وصيف ذلك العام انتخب في دير سيدة ميفوق وأقام في بكركي شتاءً والديمان صيفاً.
توفي في 3 تشرين الثاني 1854 ودفن في قنوبين.
البطاركة الموارنة الذين جلسوا على الكرسي الماروني Sf1010

70 – بولس مسعد: الكاتب والمؤرخ تلميذ المدرسة المارونية وهو من عشقوت في كسروان انتخب في 12 تشرين الثاني 1854
وأقام في بكركي والديمان صيفاً. في عهده جرت ثورة الفلاحين في كسروان سنة 1858 المعروفة بثورة طانيوس شاهين،
وحوادث 1860 وإقرار نظام المتصرفية وثورة يوسف بك كرم. توفي في 18 نيسان 1890 ودفن
في كنيسة مار بطرس وبولس في بلدته.
البطاركة الموارنة الذين جلسوا على الكرسي الماروني Sf810

71 – يوحنا الحاج: هو يوحنا الخوري يعقوب الحاج، والرابع عشر بهذا الاسم. من دلبتا في كسروان
انتخب في 28 نيسان 1890 وهو الذي بنى دير بكركي في حلته الحاضرة وكان بوشر بناؤه زمن البطريرك حبيش
وأقام فيه معظم أيام السنة، وصيفاً في الديمان. في عهده تجددت المدرسة المارونية في روما سنة 1891
وتوفي في بكركي في 24 كانون الأول 1998
البطاركة الموارنة الذين جلسوا على الكرسي الماروني Sf910

72 – الياس الحويك: محقق دولة لبنان الكبير. من بلدة حلتا في وسط منطقة البترون، وتلميذ المدرسة المارونية،
انتخب في 6 كانون الثاني 1899 في بكركي وأقام في بكركي وشيد المقر البطريركي في الديمان في حلته الحاضرة
فأصبح المقر البطريركي الرسمي صيفاً وصرح بكركي المقر الشتوي. من يوم انتخابه وضع إستقلال لبنان هدفه الأول،
فكانت كلمته الأولى بعد تسلمه عصا الرعاية التي أصبحت مضرب مثل: “.. سأبذل جهدي وراحتي بل وحياتي
في سبيل شعبي وكنيستي، ….”. مؤسس راهبات العائلة المقدسة المارونيات، إضطهده جمال باشا السفاح حاكم لبنان
العثماني خلال الحرب العالمية الأولى وكاد أن ينفيه. ترأس سنة 1919 أول وفد لبناني إلى مؤتمر الصلح
في باريس وإليه يعود الفضل بتوسيع حدود لبنان الحالية. توفي في بكركي في 24 كانون الأول 1931
ونقل جثمانه لاحقاً إلى كنيسة دير راهبات العائلة المقدسة المارونيات الأم في بلدة عبرين في منطقة البترون.
البطاركة الموارنة الذين جلسوا على الكرسي الماروني Sf710

73 – انطوان عريضة: من بشري انتخب في 8 كانون الثاني 1932 في بكركي. أكمل بناء صرح الديمان،
وفتح مدرسة مار مارون الاكليريكية في غزير. أقام في بكركي والديمان وتوفي نهار خميس الصعود في 19 أيار 1955
ودفن في كنيسة الديمان.
البطاركة الموارنة الذين جلسوا على الكرسي الماروني Sf410

74 – بولس المعوشي: من وادي الليمون في منطقة جزين، المعيّن في 25 أيار 1955 من قبل البابا بيوس الثاني عشر،
وكان يشغل قبل تعينه منصب رئيس اللجنة الرسولية، وهو أول بطريرك ماروني يصبح كاردينالاً سنة 1965
وفي عهده رفع الأب شربل مخلوف إلى مرتبة الطوباويين. أقام في بكركي والديمان وتوفي في 11 كانون الثاني1975
ودفن في كنيسة بكركي.
البطاركة الموارنة الذين جلسوا على الكرسي الماروني Sf310

75 – أنطونيوس خريش: الثاني بهذا الإسم. من عين إبل في قضاء بنت جبيل في أقصى الجنوب على حدود فلسطين
انتخب في بكركي في 3 شباط 1975 قبل أشهر من إندلاع الحرب اللبنانية، وهو ثاني بطريرك ماروني يصبح كاردينالاً،
وشهدت حبريته ويلات الحرب اللبنانية وما رافقها من مآسي طالت الشعب المسيحي، كما رفع خلالها الطوباوي
شربل مخلوف سنة 1977 إلى مرتبة القديسين وأعلنت الراهبة رفقا الريس طوباوية سنة 1985.
أقام في بكركي والديمان صيفاً، وإن توقف بعض سنوات الحرب عن الصعود إلى الديمان.
قدّم إستقالته في 27 تشرين الثاني 1985 فبادر الكرسي الرسولي إلى تعيين راعي أبرشية صيدا ودير القمر المارونية
المطران ابراهيم الحلو مدبراً رسولياً للكنيسة المارونية، ما دفع معظم المطارنة لرفع كتاب إلى حاضرة الفاتيكان
يعلنون فيه عدم تحبيذهم فكرة تعيين بطريرك لأنه يحق للطائفة المارونية أن تختار البطريرك بنفسها،
وكانت تجربة البطريرك المعوشي ما تزال ماثلة، فكان لهم ما أرادوا. بعد إستقالته عاش البطريرك خريش في دير بكركي
وتوفي فيه في 19 آب 1994 ودفن في مدافن البطاركة في صرح بكركي.
البطاركة الموارنة الذين جلسوا على الكرسي الماروني Sf510

76 – نصر الله صفير: محقق إستقلال لبنان الثاني ربيع العام 2005 من ريفون في كسروان،
إنتخب في بكركي بتاريخ 19 نيسان 1986 وهو ثالث بطريرك ماروني يصبح كاردينالاً. تسلم عصا الرعاية المارونية
والحرب في أوج استعارها والضربات تتوالى على شعبه، فاستطاع قيادة طائفته ووطنه في أقسى الظروف،
وفي مرحلة تسعينيات القرن المنصرم بقي صوته الأعلى والأصلب مطالباً بحرية وسيادة واستقلال لبنان.
في عهده أعلنت الطوباوية رفقا قديسة سنة 2001، والأب نعمة الله الحرديني طوباويا سنة 1998 ومن ثم قديساً سنة 2004،
والأب يعقوب الكبوشي طوباوياً سنة 2008 والأخ إسطفان نعمه طوباوياً سنة 2010.
في أيار 1997 زار قداسة الحبر الأعظم البابا يوحنا بولس الثاني لبنان. أواخر العام 2010 قدم إستقالته إلى حاضرة الفاتيكان
بسبب تقدمه في السن،
توفي البطريرك صفير فجر يوم الأحد 12 مايو 2019 في مستشفى أوتيل ديو الواقعة بِمنطقة الأشرفية ببيروت،
بعد أن أُدخل إليها قبل 14 يومًا من التاريخ المذكور بعد تدهور وضعه الصحي.
وأعلنت إدارة المستشفى سالفة الذكر أن وفاة البطريرك كانت نتيجة حالة صدمية ناتجة عن التهابات حادَّة في الرئة.
البطاركة الموارنة الذين جلسوا على الكرسي الماروني Sf110

77 – بشارة الراعي: من حملايا في قضاء المتن الشمالي، إنتخبه مجلس الأساقفة في 15 آذار 2011 مطلقاً شعاره
“شركة ومحبة” عيّنه البابا بندكتوس السادس عشر كردينالاً وهو الكاردينال الماروني الرابع، والأول الماروني
والشرقي في العصور الحديثة الذي يشارك في انتخاب بابا جديد عام 2013 عندما شارك بانتخاب البابا فرنسيس الأول.
في عهده زار البابا بندكتوس السادس عشر لبنان ما بين 14 و16 أيلول 2012 وما زال يحمل لواء قيادة مسيرة طائفته
ووطنه إلى بر الخلاص. أطال الله بعمره وسدد خطاه.
البطاركة الموارنة الذين جلسوا على الكرسي الماروني Sf210
الخلاصة :
في المحصلة تنقل البطاركة الموارنة في 5 مقار رئيسة هي:

1- دير رأس مارون، أو مار يوحنا مارون حالياً في بلدة كفرحي في وسط منطقة البترون وسكن فيه أول 3 بطاركة طوال نحو 60 سنة.

2- دير سيدة يانوح في جرود منطقة جبيل وسكن فيه طوال 370 سنة 21 بطريركاً.

3- دير سيدة إيليج في ميفوق في أعلى بلاد جبيل، وأقام فيه 20 بطريركاً طوال 320 سنة.

4- دير سيدة وادي قنوبين في جبة بشري وسكن فيه 23 بطريركاً طوال 383 سنة.

5- دير سيدة بكركي في منطقة كسروان، وأصبح منذ الربع الثاني من القرن التاسع عشر المقر البطريركي الماروني
وأقام فيه حتى اليوم 10 بطاركة.
سيبقى تاريخ الكنيسة المارونية تاريخ كنيسة وشعب في آن واحد، وإستمراراً لمسيرة انطلقت في القرن السابع،
وكانت بذورها نمت إعتباراً من القرن الخامس مع مؤسسها ورهبانه، وفي جميع العصور لم تقتصر مهمة الكنيسة المارونية
بقيادة بطاركتها على تدبير الشؤون الروحية والكهنوتية كما شأن باقي الكنائس، بل كان لها في الوقت ذاته قيادة وطنية
تفرض عليها الاهتمام بشتى الأمور الزمنية لما فيه خير شعبها. وشكّل الصرح البطريركي الذي تنقل ما بين كفرحي
ويانوح وايليج وقنوبين وبكركي على مر السنين مرجعية قد تكون الأهم في الشرق قاطبة، وحتماً يلي مباشرة
أهمية الكرسي الرسولي في حاضرة الفاتيكان.

فالبطريركية المارونية مؤسسة لها تاريخها وعراقتها وقيمها وخطها الأصيل الذي لا يتغير ولا يتبدل، ومعروف أن البطريرك الماروني
هو لجميع أبنائه، ويتخذ المواقف التي تحمي الكنيسة وتحصن الوطن. إنه نهج جامع وحيادي أعطى البطريركية المارونية
بعداً وطنياً وجعلها رمزاً يُشعر الجميع بأن الصرح البطريركي هو بيته.

والبطريركية المارونية بنيت على قواعد دينية – روحية وليس على معطيات سياسية – دنيوية، وهي إزدهرت ببطاركتها
أصحاب العلم والمعرفة والفكر والقداسة.
هذا هو الأصل الذي تتمسك به البطريركية المارونية وتعتمد عليه وتواجه العواصف راسخة من دون جزع أو ترجّح،
ولعل كل ذلك يفسّر لماذا يعود الموارنة وباقي الطوائف المسيحية والاسلامية في أزمنة المحن إلى البطريرك الماروني
لإيجاد حلول لأزماتهم الكيانية، كما يعودون في الظروف العادية للاستئناس بآراء البطريرك الماروني وحكمته وتطلعاته
الوطنية والدينية. والمغتربون الموارنة ما زالوا يراجعون البطريركية المارونية حتى في الأمور البسيطة.

ولا يخفى على أحد أنه لولا البطريركية المارونية لما كانت النهضة اللبنانية الروحية والثقافية والعلمية والعمرانية،
ولما كان استقلال جبل لبنان الذاتي طوال سنوات طويلة، ولا كان لبنان الكبير بحدوده الحالية، وحتى في زمن الوصاية
السورية الأخيرة فمن المؤكد أنه لولا الدور الذي لعبته البطريركية المارونية لما تحقق استقلال لبنان الثاني.

باختصار يمكننا التأكيد أيضاً أنه لولا البطريركية المارونية المتحصنة في جبل لبنان لما بقي مسيحي في الشرق
من نساطرة إيران إلى مسيحي جنوب السودان.
يروي الدكتور فؤاد إفرام البستاني أنه خلال مشاركته منتصف ستينيات القرن المنصرم في إحتفالات مرور ألف عام
على ولادة قورش العظيم التي أقيمت في طهران، إلتقى “بكاثيلوكوس الطائفة المسيحية النسطورية السريانية الشرقية”
التي ينتشر أتباعها في شمال العراق وكردستان وبعض مناطق إيران، وسأله عن أوضاعهم فرد البطريرك النسطوري السرياني،
الذي لم يكن زار يوماً لبنان: “قوتنا من قوة بكركي فطالما بكركي قوية فنحن أقوياء، وعندما تضعف نضعف نحن”.

هذا كان وسيبقى دور البطريركية المارونية، وعلى هذا النهج تتابع مسيرتها الخالدة.
ألا سدد الله خطى البطريرك مار بشارة بطرس الراعي الكلي الطوبى ومجلس الأساقفة لما فيه خدمة الشعب الماروني
واللبناني والمسيحي في الشرق وعزة واستقلال وسيادة وحرية  لبنان.

_________________
البطاركة الموارنة الذين جلسوا على الكرسي الماروني 2-1410
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.fairouzehfriends.com/contact.forum
Amer-H
صديق فيروزي متميز جدا
صديق فيروزي متميز جدا
Amer-H


علم الدولة : Syria
الجنس : ذكر
المشاركات : 9804
الإقامة : Sweden
العـمل : IT-computer
المزاج : Good
السٌّمعَة : 316
التسجيل : 09/02/2007

البطاركة الموارنة الذين جلسوا على الكرسي الماروني Empty
مُساهمةموضوع: البطريرك مار بشارة بطرس الراعي   البطاركة الموارنة الذين جلسوا على الكرسي الماروني Emptyالخميس أبريل 15, 2021 9:17 pm

البطريريك مار بشارة بطرس الراعي (1940 - الآن) :
البطاركة الموارنة الذين جلسوا على الكرسي الماروني Ray10

مولده وحياته المبكرة:
ولد بشارة الراعي في قرية حملايا في قضاء المتن محافظة جبل لبنان، في 25 فبراير 1940،
والده هو يوسف الراعي ووالدته ثمينة. انخرط في صفوف الرهبنة المريمية المارونية،
ثاني أكبر رهبنات لبنان بعد الرهبنة اللبنانية المارونية عام 1953 وأبرز نذوره المؤقتة في أكتوبر 1957
وتابع دراسته في اللاهوت والفلسفة في كلية دير سيدة الجمهور التابعة للآباء اليسوعيين،
حتى إبرازه النذور الدائمة في 31 يوليو 1962.

حياة الرهبنة والكهنوت 1962 - 1986 :

إثر إبرازه النذور الدائمة، أوفدته الرهبنة إلى روما حيث تابع دراساته في اللاهوت والفلسفة في
جامعة كاتدرائية القديس يوحنا اللاتراني الحبرية، حتى عام 1975 ونال إجازة الدكتوراه منها في الحقوق الكنسية والمدنية
كذلك درس خلال تلك الفترة المحاماة الكنسية وحصل إلى إجازة الرّوتا الرومانية التي تترجم كقاضي في الكنيسة الجامعة.
تولى الراعي خلال دراسته في روما عددًا من المناصب، فأصبح رئيس تحرير القسم العربي في إذاعة الفاتيكان منذ 1967
وحتى 1975، وشغل أيضًا منصب نائب رئيس دير مار أنطونيوس الكبير في روما والمسمى أيضًا المدرسة المارونية في روما
، وقد سيم كاهنًا هناك في 3 سبتمبر 1967.
عاد الراعي إلى لبنان عام 1975 ليتولى منصب رئيس مدرسة دير سيدة اللويزة في بعبدا، وفي العام 1976 عيّن مرشدًا
روحيًا لراهبات الزيارة في ذوق مكايل وظل في هذا المنصب حتى عام 1986، كما شهد عام 1977 تعيينه قاضيًا
في المحكمة الروحية الابتدائية المارونية التي تنظر بقضايا الأحوال الشخصية وأخذ في العام نفسه يحاضر في مادة الحقوق
في جامعة القديس يوسف في بيروت وظلّ في هذا المنصب حتى تعيينه أسقفًا، وأسس عام 1987 جامعة سيدة اللويزة
وتولى رئاستها.
خلال هذه الفترة، كان الراعي يقوم بالإضافة إلى مهامه في التدريس والقضاء بخدمة عدد من الرعايا في ذوق مصبح
وأدونيس الواقعة في قضاء كسروان.
وعيّن عام 1982 رئيسًا للمحكمة الاستئنافية المارونية،[9] وعام 1983 عضوًا في الزيارة الرسولية للراهبات
المريميات المارونيات، وتفرغ عام 1984 لرعية مار جرجس في ضبية الواقعة ضمن قضاء المتن كما كفّ عن إدارة
مدرسة اللويزة والتدريس فيها ليتفرغ لشؤون مدرسة القديسة ريتا في ضبية.

الحياة الأسقفية 1986 - 2011 :
انتخب البطريرك نصر الله بطرس صفير في 19 أبريل 1986، وفي 5 يوليو 1986 عيّنه البطريرك أسقفًا
برتبة نائب بطريركي في بكركي، فانتقل من رعيته في ضبية إلى بكركي، حيث تمّ سيامته الرسمية وفق الطقوس المارونية
في 12 يوليو 1986.
وعيّن المسؤول المشرف على جمعية كاريتاس لبنان الخيرية وقد ظلّ في هذا المنصب حتى 1991،
كما شهد العام 1986 تعيينه مشرفًا عامًا على عمل المحاكم الروحية المارونية وقد استمر في منصبه حتى 1992؛
ثم أصبح بعد وفاة المطران عبد الله البارد عام 1988 مسؤول منطقة بكركي في الأبرشية البطريركية.
وشهد عام 1988 أيضًا تعيينه من قبل البابا يوحنا بولس الثاني رئيسًا للجنة تنسيق النشاطات الاجتماعية في كنيسة لبنان
واستمر في منصبه حتى العام 2000، كما عينه البابا في العام نفسه عضوًا في المجلس البابوي "قلب واحد" واستمر
في عضوية المجلس حتى 1994.[9] في العام 1990 أعلن البطريرك صفير بموافقة سينودس الكنيسة المارونية،
فصل جبيل عن الأبرشية البطريركية وتحويلها إلى أبرشية مستقلة على رأسها بشارة الراعي.

في العام 1992 عينه البابا يوحنا بولس الثاني منسقًا عامًا لسينودس الأساقفة الكاثوليك الخاص بلبنان،
وقد استمر الراعي في مهمته حتى 1995، كما شهد العام 1992 انتخابه من قبل سينودس الكنيسة المارونية لعضوية
اللجنة القانونية والمحكمة الخاصة بالسينودس وظلّ في هذه المنصب حتى انتخابه بطريركًا،
كما عينه البابا يوحنا بولس الثاني عام 1995 عضوًا في المجلس البابوي لرعاية المهاجرين،
وهو أحد المجالس البابوية الرسمية الدائمة وظلّ في هذا المنصب حتى انتخابه بطريركًا.
كما انتخب عام 1997 من قبل الكنائس الكاثوليكية في لبنان رئيسًا للجنة الأسقفية للإعلام،
والتي تدير المركز الكاثوليكي للإعلام وتنسق السياسة الإعلامية الكاثوليكية في لبنان والمشرق.
عينّ عام 1998 وحتى 2003 عضوًا في اللجنة البطريركية المولجة دراسة كيفية تطبيق رسالة البابا يوحنا بولس الثاني
“رجاء جديد للبنان” والتي قدمها إثر زيارته عام 1997 للبنان، كما عينه البابا يوحنا بولس الثاني عام 1999 عضوًا
في المجلس الحبري لشؤون العائلة، وشارك في الفترة الممتدة بين 1999 و2001 بوضع مجموعة القوانين الجديدة
للكنائس الكاثوليكية الشرقية بالتعاون مع مجمع شؤون الكنائس الشرقية في الفاتيكان. كما انتدبه البطريرك صفير عام 2000
وحتى انتخابه بطريركًا كمندوب عنه في اللجنة الأسقفية لخدمة المحبة، كما تولى بين العامين 2000 و2006 ملف التنسيق
بين الكنيسة المارونية والرهبنات التابعة لها بتفويض من سينودس الكنيسة المارونية.
أصبح الراعي عام 2003 أمين سر السينودس الخاص بالكنيسة المارونية وفي عام 2004 مشرفًا على عمل المحاكم
الروحية للأسقفيات وفي عام 2005 منسقًا عامًا للجان حماية العائلة الكاثوليكية في الشرق الأوسط،
كما انتخب عام 2009 رئيسًا للجنة الأسقفية الكاثوليكية للإعلام، وفي العام 2010 عينه البابا بندكت السادس عشر
عضوًا في اللجنة الحبرية لشؤون الاتصالات الاجتماعية.

أنتخابه بطريركًا :
البطاركة الموارنة الذين جلسوا على الكرسي الماروني Bkrk10

- الخلوة الانتخابية :

الصرح البطريركي في بكركي والذي شهد الخلوة الانتخابية بين 11 مارس و15 مارس 2011
والتي أفضت لانتخاب الراعي بطريركًا.
قدّم البطريرك صفير استقالته في فبراير بعد بطريركية طويلة دامت خمسة وعشرين عامًا بداعي التقدم في السن،
وتشير بعض التحليلات الصحفية أن الكرسي الرسولي في الفاتيكان قد طلب من البطريرك الاستقالة،
تمامًا كما طلب من سلفه البطريرك خريش عام 1985. وقبل الكرسي الرسولي استقالة البطريرك في 26 فبراير 2011،
عن طريق كتاب وجهه البابا بندكت السادس عشر إلى البطريرك صفير، أعرب خلاله عن أن البطريرك قد استقال
بملئ إرداته ما قد يناقض التحليلات السابقة.
بموجب قوانين الكنائس الكاثوليكية الشرقية فإنه عند شغور كرسي البطريركية وجب على مجلس المطارنة الدعوة
خلال عشرة أيام على الأكثر لانتخاب بطريرك جديد؛ وهو ما تقيّد به المجلس إذ دعا إلى بدء الخلوة الانتخابية
في 9 مارس على أن تشمل في اليومين الأولين صلوات ورتب روحية وتبدأ فعليًا بأول جلسة انتخاب في 11 مارس؛
وقد حضر الخلوة 39 مطرانًا من أصل 41 إذ تغيب مطرانا أبرشيتي الولايات المتحدة الإمريكية بداعي التقدم في السن،
وقد حضر أيضًا خلال الخلوة السفير البابوي دون أن يكون له حق التصويت. أما سائر الحضور، من راهبات
مولجات خدمة المطارنة أو حارسي بكركي الذي عهد التقليد بمنصبها لآل الخازن، إحدى عائلات كسروان المارونية
العريقة والتي قام أحد أفرادها وهو خطّار الخازن ببناء الدير البطريركي عام 1703،
فليست مولجة الاشتراك في عمليات الاقتراع، المقسمة إلى أربع دورات في اليوم ولمدة خمسة عشر يومًا فقط
ويجب على المرشح ليغدو فائزًا الحصول على ثلثي الأصوات، أي 26 صوتًا على الأقل خلال خلوة مارس 2011.
وقد ترأسها نائب البطريرك صفير ومدبر الكرسي البطريركي المطران رولان أبو جودة، بوصفه أقدم المطارنة
من حيث الرسامة الكهنوتية.

انعقدت صباح 15 مارس الدورة الانتخابية الثالثة عشر، والتي حصل بموجبها الراعي على أربع وثلاثون صوتًا
من أصل سبعة وثلاثين بعد خروج المطران حميد موراني من الخلوة، لطارئ صحي.
أما الأوراق الثلاثة فقد كانت بيضاء، وبذلك أصبح الراعي بطريرك الكنيسة المارونية السابع والسبعين.

- الانتخاب والتنصيب :


وفق تقاليد انتخاب البطريرك، توجه البطريرك المنتخب يحيط به لفيف المطارنة نحو كنيسة الصرح البطريركي في بكركي
حيث اجتمع الإعلاميين ورجال الدين وبعض شخصيات المجتمع. البطريرك خلال كلمته، شكر البطريرك السابق
نصر الله بطرس صفير والمطارنة الذين انتخبوه كما أعلن عن شعار بطريركيته: «شركة ومحبة».
قبل توجه البطريرك نحو كرسي الصرح، كانت أمانة سر البطريركية قد أعلنت في بيان مقتضب عن حدث الانتخاب
وفتح باب تقبل التهاني، كما حددت يوم 25 مارس موعدًا لتنصيب البطريرك بشكل رسمي، وطلبت من الكنائس المارونية
حول العالم أن تقرع أجراسها إيذانًا بانتخاب البطريرك الجديد. خلال تهاني البطريرك المنتخب، حضرت أغلب
الشخصيات السياسية والاجتماعية اللبنانية وعلى رأسهم رئيس جمهورية لبنان ميشال سليمان، كما توافد عدد من السفراء
ناقلين تهاني الدول بانتخاب البطريرك، إلى جانب الجموع والوفود القادمة من مختلف الرعايا، وقد استمرّ توافد المهنئين
وفق جدول أعمال البطريركية المارونية لمدة ثلاث أيام.
في 25 مارس 2011، توّلى البطريرك الراعي مساءً بحضور البطاركة الكاثوليك وممثلي الكنائس الأرثوذكسية الشرقية
والمشرقية والإنجيليين وجميع أساقفة الكنيسة المارونية الذين شاركوا في عملية الانتخاب، أما الحضور السياسي
فقد حضر رئيس الجمهورية ميشال سليمان وزوجته وفاء سليمان، وكذلك حضر رئيس مجلس النواب نبيه بري
ورئيس مجلس الوزراء اللبناني سعد الحريري وقائد الجيش العماد جون قهوجي كما حضر أغلب النواب والوزراء
ورؤساء الجمهورية السابقين، وحضر مملثون شخصيون عن الجمهورية العربية السورية والمملكة الأردنية الهاشمية
وجمهورية مصر العربية ودولة قطر وجميع السفراء والقناصل المعتمدين في لبنان إلى جانب السفير البابوي
في بيروت والسفير البابوي في دمشق ومفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني ونائب رئيس المجلس
الشيعي الأعلى في لبنان الشيخ عبد الأمير قبلان وشيخ عقل طائفة الدروز، وتزامنًا مع الحدث أبرق البابا
بندكت السادس عشر للبطريرك مهنئًا ومؤكدًا على الشراكة الكنسيّة؛ وقد توّلى رئاسة القداس الإلهي
ومن ثم رتبة التولية البطريرك السابق نصر الله بطرس صفير.
العظة الأولى التي ألقاها بعد رتبة التولية، تطرق بها البطريرك لدور الكنيسة ومستقبلها ومما قاله:
بشارة بطرس الراعي :إننا سنعيش معًا هذه الشركة بالمحبة، في لبنان الذي "مجده" في رسالته.
لقد أطلق على البطريرك الماروني شعار"مجد لبنان اعطي له"، مأخوذًا من نبوءة أشعياء، لكنه يعطى له ولكنيسته
بقدر ما يلتزمان ببناء الشركة والشهادة للمحبة. مجد لبنان ينتقص بالانغلاق على الذات والتقوقع. لكنه ينمو ويعلو
بالانفتاح على الآخر، على هذا الشرق وعلى العالم. بل يعطى "المجد" للبنان وشعبه، إذا كنا كلنا للوطن، كما ننشد.
فالوطن ليس لطائفة أو حزب أو فئة. ولن يحتكره أحد لأن في احتكار فئة له احتقارًا لنا جميعًا، وفقدانًا لهذا "المجد"،
الذي عظمته في تنوع عائلاته الروحية وغناها، ولا أقول في تنوع طوائفه لأنها صبغت بألوان سياسية وحزبية ضيقة
انتزعت من هذه الطوائف قدسيتها وأصالة إيمانها وروحانية دينها. "فالويل لأمة كثرت فيها الطوائف وقلّ فيها الدين"،
نقولها مع ابن الأرز جبران خليل جبران.
أيها الأخوة المطارنة الأحباء:
عشنا معا فرحًا كبيرًا، وأظهرتم لي حبًا عظيمًا، وهذه ثقة كبيرة ودين علي.
قدرني الله بثقتكم وتعاونكم أن نتمكن من حمل خدمتنا معًا. ومن هذه الأيام الجميلة التي عشنا،
اخترت شعارًا لحياتي ورسالتي معكم هو "شركة ومحبة".

- جولة الشكر في لبنان :
بدأ الراعي بطريركيته بجولة غير متصلة، على الأبرشيات المارونية في لبنان بدأها بعيد انتخابه في 3 أبريل بزيارة جونيه،
[21] ثم زار في 9 أبريل قضاء المتن الشمالي وأنطلياس.
كما زار في 11 أبريل العاصمة بيروت حيث التقى مفتي الجمهورية اللبنانية ورئيس المجلس الشيعي الأعلى وشيخ عقل الدروز
فضلاً عن رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي. وفي اليوم نفسه زار بعبدا حيث التقى رئيس الجمهورية ميشال سليمان.
في 28 مايو استكمل الراعي جولته بزيارة مدينة زغرتا شمال لبنان، وبعدها توجه إلى البترون يوم 2 يوليو، مارًا بطرابلس،
كما زار في 19 يوليو المتن الشمالي مجددًا وعرج خلال زيارته إلى بلدته حملايا. وفي 5 أغسطس قام الراعي بزيارة بشري،
وفي اليوم التالي أي في 6 أغسطس وحتى 8 أغسطس قام الراعي بزيارة الشوف وصيدا.
كما زار بين 16 و19 أغسطس أبرشيته السابقة جبيل حيث كان من ضمن جدول الزيارة لقاء رئيس الجمهورية في قريته
عمشيت حيث أقيمت مأدبة على شرف البطريرك.[29] ثم زار بسكنتا في 28 أغسطس في زيارة هي الثانية من نوعها لقضاء كسروان.
وفي أعقاب عودته من زيارته إلى فرنسا زار الراعي كلاً من جنوب لبنان حيث جرى له استقبال شعبي على رأسه
نبيه بري في 24 سبتمبر،[31] كما زار قبلاً بعلبك والهرمل والبقاع الشمالي في زيارة هي الأولى من نوعها لبطريرك
ماروني إليها بين 18 و19 سبتمبر.

في السياسة:
- اللقاء المسيحي :

في يوليو 2011 جمع البطريرك الأقطاب المسيحيين في قوى 14 آذار وقوى 8 آذار في بكركي وكان الاجتماع
فاتحة اجتماعات أخرى جمعت النواب الموارنة الأربع وثلاثون في مجلس النواب اللبناني. تمحورت اللقاءات حول المصالحة
بين الأقطاب الموارنة والتباحث في قانون الانتخابات الأصلح للانتخابات النيابية المزمع إجرائها عام 2013،
والعمل على تذليل الخلافات بين مختلف الفرقاء السياسيين في لبنان. انبثق عن الاجتماع، لجنة فرعيّة للتشاور
والتنسيق الدائم، وأكد المجتمعون على أهمية الوحدة الوطنية وتجنيب لبنان أي حرب أهلية جديدة وأن الحوار هو السبيل
الوحيد في حل مشكلة سلاح حزب الله.
كما انعقد في بكركي قمّة روحية بين مختلف رؤساء الطوائف اللبنانية الثمانية عشر ترأسه البطريرك ومفتي الجمهوريّة
محمد رشيد قباني ونائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى عبد الأمير قبلان.

- تصريحات فرنسا :
صرح البطريرك الراعي في 9 ديسمبر 2011 أن الكنيسة المارونية: "لا توالي ولا تعادي أي نظام سياسي
لافتاً إلى أن ما يهمّها هو احترام حقوق الإنسان في ظلّ أنظمة ديمقراطيّة تؤمن بالتعدديّة والمشاركة".
كان البطريرك قد صرّح خلال زيارته فرنسا في سبتمبر 2011 أن حزب الله يقول أن يبقى مسلحًا طالما هناك احتلال إسرائيلي،
فدعا البطريرك الحكومة الفرنسية والمجتمع الدولي إعادة مزارع شبعا وتلال كفر شوبا المحتلّة "لنزع الذريعة من يد حزب الله"؛
بكل الأحوال فإن هذه التصريحات قد سببت امتعاضًا في أجواء قوى 14 آذار وترحيبًا في أوساط قوى 8 آذار،
رغم أن البطريرك أراد انتهاج الوسطية بين الفريقين المتخاصمين في لبنان، كذلك فقد أثارت ردود فعل سلبية عربية ودولية.
قال البطريرك أن تصريحاته قد أسيء فهمها، وهو ما كرره رئيس اللجنة الفرنسية اللبنانية وعضو البرلمان الفرنسي خلال
زيارته البطريرك في بكركي يوم 5 ديسمبر 2011.
كذلك فقد صرح ميشال سليمان رئيس الجمهورية اللبنانية حول تصريحات الراعي بأن "البطريرك ليس في حاجة إلى
أي شخص للدفاع عنه، وتصدر له مواقف من دوره المركزي باعتباره الشخص المسؤول وطنيًا عن لبنان والمسيحيين
في الشرق الأوسط". وعمومًا فإن تصريحات البطريرك بخصوص حزب الله تعتبر الشق الأول من تصريحاته التي أثارت جدلاً،
إذ كان الشق الثاني بأنه يتخوّف في حال وصل إلى حكم سوريا جماعات متطرفة أن يؤدي ذلك إلى تهجير مسيحيي سوريا
إضافة إلى الانعكاسات السلبية على مسيحييي لبنان، وقال "أن العراق يمثل مثالاً ناصعًا عما حدث".
غير أن البطريرك أوضح في هذا الخصوص أنه يؤيد الإصلاح ويدعو الحكومة السورية للقيام به مسرعة،
كما دعا إلى نبذ العنف الممارس في البلاد خلال اجتماع ترأسه لمجلس المطارنة الموارنة الشهري،
واعتبر كذلك أن كلامه قد "أجتزأ وأخرج عن سياقه"، وصرّح بأنه "مع الإصلاح في العالم العربي على كل المستويات
بما فيها المستوى السياسي وفي كل الدول العربية بما فيها سوريا، كما أننا مع مطالب الناس بحقوقهم وبالحريات العامة.
وبأننا لسنا مع العنف من أي جهة أتى، وثالثًا لسنا مع أي نظام أو ضد أي نظام ولا ندعم أي نظام"،
كما أوضح: "إننا أبرزنا مخاوفنا من ثلاثة أمور أيضًا هي الانتقال من الأنظمة القائمة التي تتصف بالديكتاتورية
إلى أنظمة متشددة، وتاليًا فإن الخوف هو من الاختيار بين السيئ والأسوأ، كما نخشى أن نصل إلى حرب أهلية،
لأن مجتمعاتنا مؤلفة من طوائف ومذاهب، ولا يمكن أن ننسى احتمالات التقسيم إلى دويلات مذهبية يذهب ضحيتها المسيحيون ايضًا".
خلال زيارته تركيا في 29 مارس، قال البطريرك أنّ تركيا نموذج يحتذى للدولة التي تساوي بين جميع مواطنيها
وتضمن تكافؤ فرص، داعيًا دول الربيع العربي للاقتداء بها.

-مع العروبة:
في 13 مارس 2012 وخلال زيارته قطر، قال البطريرك أنه فخور بالانتماء إلى "العالم العربي" وصرح أيضًا أننا
"نحتاج إلى أن تشبك الأسرة العربية أيديها أكثر فأكثر، وتتعاون بعضها مع بعض لكي ينتصر كل بلد من بلداننا وينمو،
ونصبح أسرة عربية واحدة".

الزيارات الرعوية :
-  الفاتيكان، روما -  إيطاليا: زيارات متكررة منذ تنصيبه بحكم العلاقة بين الكنيسة المارونية والكرسي الرسولي،
فقد زار الراعي الفاتيكان بين 11 أبريل و16 أبريل لتلقي درع التثبيت،
ثم في 1 مايو إلى 3 مايو للمشاركة في تطويب يوحنا بولس الثاني، وفي 15 مايو للمشاركة في أعمال السينودس
حول الشرق الأوسط،[42] وبين 20 يونيو و22 يونيو للاطلاع على نتائج السينودس السنوي للكنيسة المارونية
الذي انعقد في يونيو، وبالتالي يكون الراعي قد زار روما أربع مرّات خلال الست أشهر الأولى من بطريركيته.
- فرنسا، مارسيليا وتولوز وباريس: من 3 ولغاية 11 سبتمبر 2011 بدعوة من نيكولا ساركوزي.
- الولايات المتحدة، إلينوي، لوس أنجلوس، نيويورك، ميسوري - تكساس - بنسلفانيا من 1 ولغاية 31 أكتوبر 2011
- العراق، بين 1 و3 نوفمبر 2011 التقى خلالها مسؤوليين سياسييين وروحيين عراقيين، بناءً على دعوة
يوسف الثالث يونان بطريرك الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية، وتعتبر الزيارة أول زيارة لبطريرك ماروني إلى العراق.
-  قبرص، بين 10 و13 فبراير 2012.
- الأردن، بين 8 و11 مارس 2012 ترسيخًا "للحوار والانفتاح" و"العلاقة المميزة التي تجمع البطريركية المارونية
والأسرة الهاشمية في الأردن" كما زار النيابة البطريركية المارونية في عمان.
- قطر، بين 12 و14 مارس 2012 التقى خلالها أمير قطر وتناولا شؤون ثورات الربيع العربي ومخاوف المسيحيين.
- مصر، بين 17 و21 مارس 2012، زيارة رعويّة للموارنة في القاهرة والإسكندرية،
كما حضر جنازة البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية الذي توفي خلال اليوم الأول من الزيارة. لم تشمل الزيارة أي لقاءات
رسميّة واكتفت بالجانب الرعوي والديني، علمًا أنه كان من المقرر لقاء شيخ الأزهر الذي ألغي بناءً على طلب الأخير ردًا
على تصريحات البطريرك حول مخاوف المسيحيين من الربيع العربي.
- تركيا، بين 29 و31 مارس 2012، وهي أول زيارة لبطريرك ماروني إلى تركيا منذ زيارة البطريرك إلياس بطرس الحويك
بداية القرن العشرين قبيل سقوط الدولة العثمانية، التقى فيها البطريرك مسؤولين أتراك على رأسهم رجب طيب أردوغان
ورأس بطريركية القسطنطينية المسكونية بارثولوميو الأول، وتناول البحث على وجه الخصوص موضوع الموارنة في قبرص،
وشؤون سياسية واجتماعية أخرى.
- السعودية، في يوم الإثنين 13 نوفمبر 2017، وصل الراعي إلى العاصمة السعودية الرياض في أول زيارة لبطريرك
ماروني للمملكة، وثاني زيارة لبطريرك مسيحي إلى السعودية منذ عام 1975 (زيارة بطريرك أنطاكية وسائر المشرق
للروم الأرثوذكس إلياس الرابع معوض).[54] وفي هذه الزيارة قابل الراعي العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود،
وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، وكذلك رئيس الوزراء اللبناني المستقيل والمتواجد بالرياض آنذاك سعد الحريري.
وناقش الراعي خلال لقائه مع الملك أهمية دور مختلف الأديان والثقافات في تعزيز التسامح ونبذ العنف والتطرف والإرهاب،
وتحقيق الأمن والسلام لشعوب المنطقة والعالم.

سيامة الأساقفة :
حتى فبراير 2012 كان الراعي قد سام خمسة أساقفة هم:

  - المطران حنا علوان، نائبًا بطريركيًا مسؤولاً عن شؤون المحاكم الروحية المارونية ودائرة الشؤون القانونية في البطريركية.[56]
  - المطران كميل زيدان، نائبًا بطريركًا مسؤولاً عن الدوائر البطريركية.[56]
  - المطران ميشيل عون، مطرانًا لجبيل.
  - المطران منير خير الله، مطرانًا للبترون.
  - المطران إلياس سليمان، مطرانًا للاذقية.
  - المطران شربل يوسف عبد الله، مطرانا لصور في 5 كانون الأول 2020 ، خلفا للمطران شكرالله نبيل الحاج.

المؤلفات :
أصدر الراعي عددًا من المؤلفات، بعضها على شكل رسائل رعوية بحكم موقعه كأسقف والبعض الآخر ككتب ودراسات
بحكم موقعه كأستاذ مدرس في عدد من الجامعات اللبنانية، وهي تتعلق باختصاصات دراسته المختلفة فضلاً عن الأحداث
الهامة في تاريخ الكنيسة أو الأبرشية:

  - التنشئة المسيحية، الجزء الأول، 2005، منشورات جامعة سيدة اللويزة.
  - سلسلة التنشئة المسيحية، الجزء الثاني، 2006، منشورات جامعة سيدة اللويزة.
  - سلسلة التنشئة المسيحية، الجزء الثالث، 2007، منشورات جامعة سيدة اللويزة.
  - سلسلة التنشئة المسيحية، الجزء الرابع، 2008، منشورات جامعة سيدة اللويزة.
 - سلسلة التنشئة المسيحية، الجزء الخامس، 2009، منشورات جامعة سيدة اللويزة.
  - الزواج، تعليم واجتهاد قضائي، 2007، منشورات جامعة الحكمة.
  - الأصول العلمية لسير الدعوى أمام المحاكم الكنسية، دور الوكيل والمحامي، 2010، منشورات جامعة الحكمة.

الأوسمة :

-   وسام الاستحاق الوطني من رتبة كومندور،  إيطاليا، عام 1994.
-   وسام الأرز الوطني من رتبة كومندور،  لبنان، عام 2007.

الرسائل الرعوية :
 -  "أنا معكم كاهن ولأجلكم أسقف"، 1990.
 -  "أجهزة الأبرشية الإدارية والاجتماعات والرعوية"، 1990.
 - "مدخل إلى إعداد الجمعية الخاصة لسينودس الأساقفة من أجل لبنان"، 1991.
 -  "تجدّد وشهادة، على هدى المجمع الراعوي من أجل لبنان"، 1992.
 - "أوقاف الرعايا في أبرشية جبيل، الوقف وغاياته - النظام الداخلي - دور العلمانيين"، 1994.
 - "رجاء وتجدد وشهادة، دخول في مسيرة سينودس الأساقفة من أجل لبنان"، 1995.
 - "تطبيق الشرع الخاص بالكنيسة المارونية في أبرشية جبيل"، 1996.  
 - "مواضيع لتحضير الزواج في أبرشية جبيل المارونية"، 1998.
 - "المجمع الأبرشي، يسوع المسيح ينبوع النجدد والشركة في الكنيسة"، 1999.
 - "سنة اليوبيل الكبير المقدسة وترتيبات لنيل الغفرانات"، 2000.
 - "خدمة المحبة في الأوقاف والرعايا والأبرشية، توجيهات إدارية وراعوية"، 2006.
 - "اللّه محبة، رسالة البابا بندكتوس السادس عشر، مواعظ الصوم"، 2006.
 - "دليل الكاهن والرعية والعمل الرعوي"، 2007.
 - "دليل الأسقف والدائرة والهيكليات"، 2008.

_________________
البطاركة الموارنة الذين جلسوا على الكرسي الماروني 2-1410
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.fairouzehfriends.com/contact.forum
Amer-H
صديق فيروزي متميز جدا
صديق فيروزي متميز جدا
Amer-H


علم الدولة : Syria
الجنس : ذكر
المشاركات : 9804
الإقامة : Sweden
العـمل : IT-computer
المزاج : Good
السٌّمعَة : 316
التسجيل : 09/02/2007

البطاركة الموارنة الذين جلسوا على الكرسي الماروني Empty
مُساهمةموضوع: البطريرك الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير   البطاركة الموارنة الذين جلسوا على الكرسي الماروني Emptyالجمعة أبريل 16, 2021 9:18 am

البطريرك الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير ( 1920 - 2019 ):
أنتخبه مجلس المطارنة بطريركاً في 19 نيسان 1986،وهو البطريرك السادس والسبعون في سلسلة البطاركة الموارنة ،
وأستقال لتقدمه بالسن في تاريخ 15 آذار 2011.

البطاركة الموارنة الذين جلسوا على الكرسي الماروني Sfair10

نشأته ودراسته :
وُلد في ريفون - كسروان بتاريخ 15 أيار 1920. في بيت عُرف بالتقوى. والده مارون صفير ووالدته حنه فهد من غوسطا،
وله خمس شقيقات: ماتيلا، جوهرة، أوديت، لور، ميلانه.
أتم دروسه الابتدائية والتكميلية في مدرسة مار عبدا - هرهريا في عرمون بقضاء كسروان بالفترة ما بين 1933 إلى 1939،
ثم دروسه الثانوية في المدرسة الإكليريكية البطريركية المارونية في غزير بكسروان وذلك من 1937 إلى 1939،
وفي المعهد الاكليريكي الشرقي التابع للجامعة اليسوعية بالفترة من عام 1940 إلى 1943،
وتابع دروسه الفلسفية واللاهوتية بالفترة من 1944 إلى 1950.

سيرته الكهنوتية :
في 7 مايو 1950 رقي إلى درجة الكهنوت، وعين خادمًا لرعية ريفون وأمين سر أبرشية دمشق (أبرشية صربا اليوم) وذلك بالفترة من 1950 إلى 1956.
 درس الأدب العربي وتاريخ الفلسفة العربية والترجمة في مدرسة الأخوة المريميين في جونيه وذلك بالفترة من 1951 إلى 1961.
عين أمين سر البطريركية المارونية، وقام بأعمالها من عام 1956 إلى عام 1961.
 رقي إلى الدرجة الأسقفية وعين نائبًا بطريركيًا في 16 يوليو 1961. وفي الفترة ما بين 1974 إلى 1975 عين مدبرًا بطريركيًا
هو والمطران أنطونيوس خريش رئيس أساقفة صيدا في ذلك الوقت. ومن عام 1975 عين رئيسًا للجنة التنفيذية لمجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك
في لبنان وذلك لغايه عام 1986. كما إنه كان ممثلًا لرئيس مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان لدى كاريتاس لبنان
بالفترة ما بين 1977 إلى 1986. كما كان مستشارًا للجنة الخاصة بإعادة النظر في الحق القانوني الشرقي بالفترة بين 1980 و1990.
وكان أيضًا مرشدًا روحيًا لمنظمة فرسان مالطة ذات السيادة بالفترة بين عام 1980 إلى عام 1986.
 في 19 أبريل 1986 انتخبه مجلس المطارنة الموارنة بطريركًا ونصب على كرسي أنطاكية وسائر المشرق في 27 أبريل 1986.
وشارك في 3 مجامع عامة لسينودس الأساقفة بالفترة ما بين عام 1986 وعام 1994. كما إنه عضو مؤسس لمجلس بطاركة الشرق الكاثوليك منذ 1991.
   في 26 نوفمبر 1994 رقي إلى رتبة كاردينال. وشغل أيضًا منصب عضو في المجلس الحبري لتفسير النصوص التشريعية منذ 1994،
وعضوًا في المجلس الحبري لرعوية الخدمات الصحية منذ 1994.

إنجازاته :
1 -على الصعيد الكنسي والإداري:
عيّن نوّابًا بطريركيّين في جبيل، البترون، الجبّه، دير الأحمر، صربا، جونيه. وترأس سيامة 44 أسقفًا منهم البطريرك الحالي،
وأعلن رتبة القداس الماروني الجديد وشارك في السينودس من أجل لبنان: 1995 الذي تلته زيارة قداسة البابا يوحنا بولس الثاني إلى لبنان: 1997.

ألغى الشراكة وملّك الشركاء بيوتهم في الديمان ووادي قنوبين وبلوزا وسرعل وأسّس الصندوق الاجتماعي الماروني والصندوق التعاضدي
الاجتماعي الصحّي واستصلح أراض في الديمان وإنشأ صندوق ضمان المطارنة المتقاعدين المشترك وعمل لتصنيف وادي قنوبين وغابة الأرز
في لائحة التراث العالمي وأسّس المركز الماروني للتوثيق والأبحاث ومؤسّسة البطريرك نصراللّه صفير والمؤسسةو المارونية للانتشار.

2 -على الصعيد العمراني:
- إنشاء جناح جديد، جنوب الصرح، يضم قاعات مختلفة:
قاعة كبيرة للمحفوظات، مكتبة، قاعة البابا يوحنا-بولس الثاني، غرف للأساقفة،. وجناح شمال الصرح، يشتمل على مساكن راهبات وموظّفين
ومرافقي الأساقفة، مع قاعة رحبة للمحاضرات ولاجتماعات مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان:
-  إنشاء ساحة مهيّأة للإحتفالات الدينيّة الكبرى :
مقابل مدخل الصرح، تشتمل على خوروس رحب ومذبح، وتتّسع لحوالي 20 ألف نسمة وأنشاء قاعة في بكركي باسم البابا يوحنا بولس الثاني
وترميم بعض أجزاء المقر البطريركي في قنوبين وإقامة راهبات فيه.
- إنشاء بناء جديد يجمع :
المحكمة الروحيّة المارونيّة والصندوق الاجتماعي الماروني واللجنة البطريركيّة للشؤون الليتورجيّة الأمانة العامة لمجلس البطاركة والأساقفة
الكاثوليك في لبنان ولمجلس بطاركة الشرق الكاثوليك المركز الماروني للتوثيق والأبحاث

3 - على الصعيد الكنسي والإداري:

عيّن نوّابًا بطريركيّين في جبيل، البترون، الجبّه، دير الأحمر، صربا، جونيه. وترأس سيامة 44 أسقفًا منهم البطريرك الحالي،
ضم أبرشية صربا إلى الأبرشية البطريركيّة وإعلان نيابة جبيل البطريركيّة أبرشيّة قائمة بذاتها وضمّ أبرشيّة جونيه إلى الأبرشيّة البطريركيّة
وإعلان نيابة البترون البطريركيّة أبرشيّة قائمة بذاتها.
بناء مركز البطريرك صفير الطبي في منزله الوالدي في ريفون، الذي وهبه لرابطة كاريتاس لبنان لإدارة المركز المذكور والمكتبة والقاعات التابعة له.
تحسين كنيسة سيدة لبنان في باريس وترميم البيت الفرنسي اللبناني وترميم كنيسة سيدة لبنان والبيت الفرنسي-اللبناني في مرسيليا وترميم المدرسة المارونية
في روما وإعادة فتحها

4 -على صعيد الزيارات الراعوية والرسمية :

قام بزيارات رسمية وراعوية إلى: الفاتيكان والاتحاد السوفياتي والجزائر والولايات المتّحدة الأميركيّة والكويت وقبرس والمانيا وأفريقيا الجنوبية
ومصر والأردن واستراليا والبراز يل ونيجيريا، وغانا وشاطئ العاج وتوغو وبنين والسنغال وكندا والأرجنتين والمكسيك والأورغواي وبلجيكا
وسويسرا والسويد وبريطانيا: وقطر واسبانيا
لقد أسهم البطريرك الكاردينال مار نصراللّه بطرس صفير في الكشف عن نفائس الكنوز الروحيّة في كنيستنا المارونيّة، فكان له دور بارز في إعلان
تطويب وتقديس عدد كبير من أبناء الكنيسة المارونيّة الذين عاشوا البرارة وسلكوا بأمانة بحسب نهج القديس مارون.
شارك غبطته، في روما، بحدث إعلان الأب شربل مخلوف الراهب اللبناني الماروني طوباوياً وقديسًا، وشارك في إعلان الأخت رفقا الراهبة
اللبنانية المارونية مكرّمة ثمّ، طوباويّة وقدّيسة وفي إعلان الأب نعمةاللّه الحرديني الراهب اللبناني الماروني مكرّماً ثمّ طوباوياً و قديساً
وفي إعلان الأخ اسطفان نعمه الراهب اللبناني الماروني مكرّماً ثمّ طوباويًا وترأس غطته بتكليف من قداسة كما تمّ فتح دعوى تطويب وتقديس
كلّ من رجل الله المكرّم البطريرك مار اسطفان الدويهي الإهدني. رجل اللّه المطران عبداللّه قراعلي أحد مؤسّسي الرهبانيّتين اللبنانيّة المارونيّة
والمريميّة المارونيّة والأب الحبيس أنطونيوس طربيه الراهب المريمي الماروني.
وفي مطلع سنة 2011 تقدّم غبطته باستقالته، طالباً إعفاءه من المهام البطريركيّة والانصراف إلى التأمّل والصلاة.
فانتُخب المطران بشارة الراعي بطريركاً، بتاريخ 15/3/2011، وهو البطريرك السابع والسبعون.


في السياسة :
لعب خلال توليه سدة البطريركية المارونية عدة أدوار سياسية، وكان من المساهمين في التأثير على مسارها في محطات مفصلية عدة كان أبرزها:
-  اتفاق الطائف، وقد لعب دور أساسي في ولادته وتغطيته مسيحيًا.
-  المصالحة المارونية / الدرزية في الجبل والتي كرسها بزيارته التاريخية بعام 2001.
-  أسس لقاء قرنة شهوان، الذي ضم قيادات وطنية مسيحية طالبت بالخروج السوري من لبنان.
 - إطلاق شرارة ثورة الأرز في النداء الأول في مجلس المطارنة الموارنة عام 2000، والتي أدت إلى اندلاع الثورة في 14 مارس 2005،
 وقد أدى انسجام مواقفه مع بعض طروحات تحالف 14 آذار إلى حصول مقاطعة من القوى المسيحية الأخرى لبكركي
وذلك لما اعتبروه انحيازًا منه ضدهم.
-  اتخاذ موقف واضح وحاد من مسألة سلاح حزب الله. كما إنه قال في يناير من عام 2009 في مقابلة مع قناة الجزيرة الفضائية
إن المفاوضات مع إسرائيل ستؤدي لخروج إسرائيل من مزارع شبعا وعودة الأمور للوضع الطبيعي. وقال أيضًا أن اتفاقية سايكس بيكو
أدت في النهاية لاستقلال لبنان عن تركيا.

مؤلفاته :
له مؤلّفات عدّة:
- من ينابيع الإنجيل: صدر في اليوبيل الفضي للسيامة الكهنوتية للمطران نصر الله صفير في 7 مايو 1975،
وهو مختارات للعظات التي ألقاها في هذه أو تلك من كنائس الساحل والجبل وعلى مسامع مؤمنين لم يطلقوا الطفولة الروحية
التي لا سبيل بدونها إلى دخول ملكوت السماوات، وتتميز هذه العظات بأناقة أدبية وعمق روحي قائم على بساطة الرسالة الإنجيلية.
 -  وغابت وجوه (1961-1983) الجزء الأول: وهو كناية عن رقم بطريركية وعظات رثاء لوجوه غابت على مدى ربع قرن
وقد شغل بعض أصحابها مناصب رفيعة، وعاش بعضهم الآخر مغمورًا، وقد أصبحوا جميعًا في حضرة الله الذي قادت خطاهم إليه الكنيسة المقدسة،
ورافقتهم في الحياة بالإرشاد، وفي الممات وبعده بالصلاة وهم يرقدون الآن رقدتهم الأخيرة على رجاء القيامة المجيدة، في تربة لينة
حانية هي تربة لبنان ساحلًا وجبلًا.
- وغابت وجوه (1956-1974) الجزء الثاني: يضم عظات رثاء تنضح بالعمق الروحي وصناعة أدبية رفيعة لوجوه برز معظمها
على الساحة السياسية أو الوطنية أو الاجتماعية أو الكنسية اللبنانية. ومن شأن هذه العظات أن تعطي صورة واضحة عن الشخصيات المرثية
وعن مآثرها في الحقلين العام والخاص.
 -  عظة الأحد، خواطر روحية ومواقف وطنية: يجمع العظات التي يلقيها كل أحد في الصرحين البطريركيين في بكركي والديمان
والتي تضم قسمًا روحيًا يعلن فيه السيد البطريرك تعاليمه الكنسية وقسمًا يتناول موقف الكنيسة الوطني من القضايا السياسية والوطنية والاجتماعية
المطروحة على بساط البحث.
كُتبت عنه عدة مؤلفات : (طريق العودة، السادس والسبعون (جزآن)، حارس الذاكرة، الجيل حقًا قام، رحلة إلى أوستراليا،
صوت الراعي. وقام الأب أنطوان ضو والإعلامي جورج عرب بجمع وتحقيق الأعمال الكاملة للبطريرك صفير.

الكتب التي قام بترجمتها :
 -  يسوع حياة النفس، 1966، عن الفرنسية.
 -  دستور رسولي في عقيدة الغفرانات وقواعد اكتساب الغفرانات، 1967، عن اللاتينية.
 -  إرشاد راعوي بشأن وسائل الإعلام، 1971، عن الفرنسية.
 -  توجيهات بشأن العلاقات المتبادلة بين الأساقفة والرهبان في الكنيسة، 1978، عن الفرنسية.

وفاته :
توفي البطريرك صفير فجر يوم الأحد 12 مايو 2019 في مستشفى أوتيل ديو الواقعة بِمنطقة الأشرفية ببيروت، بعد أن أُدخل إليها قبل 14 يومًا
من التاريخ المذكور بعد تدهور وضعه الصحي. وأعلنت إدارة المستشفى سالفة الذكر أن وفاة البطريرك كانت نتيجة حالة صدمية ناتجة
عن التهابات حادَّة في الرئة.

_________________
البطاركة الموارنة الذين جلسوا على الكرسي الماروني 2-1410
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.fairouzehfriends.com/contact.forum
Amer-H
صديق فيروزي متميز جدا
صديق فيروزي متميز جدا
Amer-H


علم الدولة : Syria
الجنس : ذكر
المشاركات : 9804
الإقامة : Sweden
العـمل : IT-computer
المزاج : Good
السٌّمعَة : 316
التسجيل : 09/02/2007

البطاركة الموارنة الذين جلسوا على الكرسي الماروني Empty
مُساهمةموضوع: البطريرك الكاردينال مار أنطون بطرس خريش   البطاركة الموارنة الذين جلسوا على الكرسي الماروني Emptyالسبت أبريل 24, 2021 10:11 am

 البطريرك الكاردينال مار أنطون بطرس خريش (1907 - 1994)
البطاركة الموارنة الذين جلسوا على الكرسي الماروني Sf510

هو البطريرك الماروني الخامس والسبعون بين عامي 1975 و1986
أنتخبه مجلس المطارنة بطريركاً في 2 شباط 1975 بعد وفاة البطريرك بولس بطرس المعوشي،
في حين استقال من منصب البطريرك بداعي التقدم في السن  في 3 أبريل 1986
بعد إستقالته عاش البطريرك خريش في دير بكركي وظلّ في دير بكركي وعضوًا في مجمع الأساقفة ومجمع الكرادلة
وتوفي فيه في 19 آب 1994 ودفن في مدافن البطاركة في صرح بكركي.
خلفه نائبه العام المطران نصرالله بطرس صفير.
قاد الكنيسة المارونية أحد عشر عامًا ونيّف خلال فترة مضطربة من تاريخ لبنان بسبب اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية،
وهو البطريرك الماروني الثاني من جنوب لبنان.

وقفات في سيرته من الولادة :

1- من عين إبل إلى روما:

‌A- من عين إبل:
تبدأ المحطة الأولى في سيرة البطريرك الكاردينال مار أنطونيوس بطرس خريش من تاريخ ولادته في 30 أيلول 1907 في عين إبل
إلى تاريخ سفره إلى روما في أواخر العام 1920.
تلقّى أنطونيوس أيّوب خريش دروسه في مدرسة القديس يوسف في مسقط رأسه، ونشأ في كنف ولدين فاضلين مكافحين.
تيسّر له، على غرار بعض أبناء بلدته، أن ينعم بجانب من أسباب الانفتاح على التعليم بفضل إقامة الآباء اليسوعيين وراهبات القلبين الأقدسين
في عين إبل وإنشائهم فيها مدرسة منذ عام 1866، مُوفّرةً مستوى مناسبًا للأجيال الصاعدة. أتاح التحصيل الدراسي لبعض الفتية
أن يطمحوا إلى مراكز في سلك الكهنوت أو القضاء والتعليم. وكان من بينهم أنطونيوس الذي كان يتطلَّع  في بداية طموحه إلى أن يكون
طبيبًا فلم يجد صعوبة في تحوّل مساره من رسالة الطب إلى رسالة الكهنوت لما بينهما من قواسم مشتركة في قيم التضحية وبذل الذات.
فالعلاقة الودّية التي كانت تجمع ما بين راعي الأبرشية، المطران شكرالله الخوري وجمعية الآباء المرسلين اللبنانيين، من جهة،
وآل خريش من جهة أخرى، آلت إلى أن يقضي الفتى أنطونيوس فترة وجيزة في معهد الرسل في جونيه قبل أن يلتحق بالمدرسة المارونية
الرومانية التي كانت قد عادت إلى فتح أبوابها أمام الشباب الماروني، متابعة لتقليد عريق يمتد إلى سنة 1584.
تشاء الصدف أن يكون أنطونيوس التلميذ العين إبلي الثاني في هذه المدرسة التاريخية، بعد أن كان سبقه إليها أحد أبناء عين إبل وأقربائه الخوري
عبد المسيح الياس الطويل، الحدثي الأصل، الذي كان أوّل كاهن عليها بوضع يد المطران، والبطريرك لاحقًًا، يوسف العاقوري عام 1630.
من عين إبل أستقى أنطونيوس «الطيبة الذكية»، كما قال عنه الشاعر سعيد عقل بعد أيام من توليه السدة البطريركية في شباط 1975،
ومحبة الناس، والشغف بالمعرفة والاطلاع، والنمط البسيط في الحياة، والتقوى، وتلك الأصالة المعبّر عنها في التمسّك بالتقاليد مهما تعصرنت الحياة.
حافظ أنطونيوس، في جميع محطات سيرته، على لهجته العين إبلية، المتوارثة والمطبوعة بالعيش المشترك في بيئة تعدّدية،
منذ عهد الأمير فخر الدين المعني الثاني، والمتميّزة باستعمال «حرف القاف». كان غبطته يعتبر أن الحفاظ على هذا اللهجة هو دليل أصالة،
وليس ما يوجب التخلّي عنها.

B- في روما:
دخل الطالب أنطونيوس خريش جامعة نشر الأيمان وهو في الثالثة عشرة من عمره. لم يكن قد أكمل بعد المرحلة التعليمية التكميلية على يد
الخوري يوسف فرح كاهن رعية عين إبل، خريج الجامعة اليسوعية، ملمًّا بالعربية والفرنسية والسريانية. اضطرّ أن يعمل كثيرًا لكي يضاهي
الطلاب القادمين من بلدان أخرى، ومن يكبرونه سنًا. فنال الدكتورة في الفلسفة وهو لم يتجاوز السابعة عشرة، مثيرًا بذلك إعجاب أساتذته
ورفاقه في الجامعة. كتب المطران شكرالله الخوري في 13/10/1925 إلى البطريرك الياس الحويّك رسالة يستأذن فيها للشمّاس
الدكتور أنطونيوس أن يأتي لقضاء فترة راحة في بلدته: «إن ولد غبطتكم أنطونيوس خريش العين إبلي، تلميذ هذه الأبرشية في مدرستنا
المارونية قد أُذِن له هذه السنة أن يأتي إلى بلدته ليمضي فيها أيام العطلة المدرسية. والولد المذكور ربما كان أحسن تلامذة مدرستنا
بالنظر لحسن سلوكه ونجاحه في المدرسة».

2-العودة إلى لبنان وبدء الرسالة الكهنوتية :
لأسباب صحية، اضطرّ أن يبقى في لبنان. فتابع العلاج في مستشفى أوتيل ديو حيث تأثر كثيرًا بروح التضحية التي كانت تبذلها الراهبات
في خدمة المرضى، ما زاده إيمانًا بمتابعة دروسه اللاهوتية في المعهد الشرقي للاهوت، حيث أمضى ثلاث سنوات لينال في نهايتها الإجازة
على يد الآباء اليسوعيين، وقبل أن يرقّيه المطران شكرالله الخوري إلى الدرجة الكهنوتية في 12 نيسان 1930 في كاتدرائية صور.
اتخذ له شعارًا لذلك اليوم آية من سفر الأخبار الأول من الكتاب المقدّس: «من أنا يا ربّ وما بيتي حتى بلغت بي إلى ها هنا».
آية طبعت على ظهر صورة تمثل وجه المسيح المتألّم مدركًا أن سرّ الألم هو جوهر الرسالة المسيحية، وعليه بالتالي أن يتقبّله بالروح
عينها من القدرة على الصبر والتحمّل، والمشاركة في عمل الفداء.

3- بين جنوب لبنان وبيروت وفلسطين:
بعد سيامته الكهنوتية قام الخوري أنطونيوس بمهمة التعليم في مدرسة مشموشة أولاً  ثم في مدرسة الحكمة في بيروت. كان أستاذًا محبوبًا
من طلابه وناجحًا في تدريس مادَتيَ اللغة الفرنسية والفلسفة العامة، ثم  مادة اللاهوت التي كان يلقي دروسًا فيها على طلاب معهد اللاهوت
في مؤسسة الحكمة التابعة لأبرشية بيروت المارونية. على يده تخرّج رعيل من المفكرين والمحامين ورجال الدين.
تربطه في كل ذلك علاقة ودّية مع سيادة المطران اغناطيوس مبارك، على الرغم مما كان يباعد بين الشخصيتين من مزاج وتباين
في النظرة إلى الوطن والسياسة والقضايا القومية، مما لا مجال لذكره هنا.
بعد تولّي المطران بولس المعوشي مقاليد الكرسي الأسقفي الماروني في صور، طلب سيادته إلى الخوري خريش أن يلتحق بأبرشيته بصفة
أمين سر ونائب أسقفي. في صيف 1935 توجّه المطران مبارك إلى بلدة عين إبل حيث كان المعوشي يقضي بعض الوقت في زيارة
رعائية طالبًا إليه أن يأذن للخوري خريش بمتابعة السنة الدراسية في مدرسة الحكمة لأنه محبوب من تلامذته ولا يمكن للمدرسة أن تستغني
عنه في تدريس الفلسفة واللاهوت.
أذِنَ المطران المعوشي بأن يتابع خريش التدريس لسنة واحدة فقط، وفي السنة التالية كلّفه بأن يقوم بمهام أمانة سرّ مطرانية صور ثم بخدمة
رعية حيفا المارونية في فلسطين، حيث كانت هذه الرعية تنمو نموًًا لافتًا جرّاء موجة النزوح السكاني إليها من الريف الفلسطيني واللبناني
في جنوب لبنان، وبخاصة من منطقتيَ جزّين وعين إبل. لبّى الكاهن الخدمة في الرعية وأحسن إدارتها، وأسّس فيها الجمعيات الشبابية
والنسائية والاجتماعية والخيرية، وجدّد مدرستها، ورأس فيها المحكمة الكنسية. نظّم سجلاّتها بطريقة عصرية تمكّنه من متابعة شؤون أبنائه
والسهر عليها، كراع أمين «يعرف رعيته ورعيته تعرفه». فأحبّه أبناء الطائفة المارونية وأبناء سائر الطوائف المسيحية الأخرى
بحيث اقترح أحد المحامين من أبناء الكنيسة الأرثوذكسية على رؤسائه بأن يكون الخوري والقاضي الكنسي الماروني أنطونيوس خريش قاضيًا
كنسيًا لجميع المسيحيين في حيفا، من الكاثوليك والأرثوذكس. مع العلم أن مثل هذا الاقتراح السابق لعصره آنذاك لا يزال غير مقبول
حتى اليوم على الرغم من التطوّر المحرز على صعيد الحوار المسكوني بين مختلف الكنائس.

4-صديق الفقراء واللاجئين ورجل العمران والعمل الاجتماعي:
على أثر نكبة فلسطين عام 1948 ونزوح مئات الألوف إلى لبنان عاد المونسنيور أنطونيوس خريش إلى القسم اللبناني من أبرشيته صور،
كاهنًا وقاضيًا، ونائبًا لرئيس اللجنة البابوية لغوث اللاجئين الفلسطينيين، السفير البابوي المونسنيور مارينا. كانت ظروف اجتماعية وإنسانية
أبدى فيها حسن التدبير والغيرة على المشرّدين والفقراء الذين التجأوا إلى منطقة صور في جنوب لبنان. تقديرًا لهذه الجهود عيّنه البابا
بيوس الثاني عشر مطرانًا فخريًا على طرطوس في سوريا (بتاريخ 25/4/1950). بعد أشهر من ذلك جرى الاحتفال بسيامته
الأسقفية في الديمان (15/10/1950) بوضع يد البطريرك  أنطون عريضة،  وعيّن على الأثر معاونًا للمطران اغوسطينوس البستاني
في صيدا، ثم مدبّرًا رسوليًا، فأسقفًا أصيلاً على الأبرشية (25/11/1957).
بين سنوات 1950 و1957، وهي فترة زمنية وقع في أثنائها زلزال أتى على أجزاء من مناطق الجنوب اللبناني والشوف والبقاع الغربي،
ومعظمها واقع في نطاق أبرشية صيدا المارونية، كان على المطران الجديد أن يواجه وضعًا اجتماعيًا وعمرانيًا عسيرًا.
فراح يعمل على إيجاد السبل لترميم عشرات الكنائس والمؤسسات الدينية والأوقاف، وعلى بناء مؤسسات أخرى جديدة. في موازاة اهتمامه
بشؤون الحجر لم يهمل خصوصًا شؤون البشر. فبذل قصارى جهده لينقل المؤسسة الكنسية من إطارها التقليدي إلى إطار عصري
كان فيه للتربية والتعليم والتنشئة المستديمة للكهنة، والضمان الاجتماعي للكهنة المسنّين والمرضى قسط لافت. فكان المطران خريش،
من خلال هذا النهج الرعوي، من السبّاقين في خوض هذه الميادين الاجتماعية التي كانت الكنائس الغربية، والمجتمعات المعاصرة،
توليه أهمية كبرى في برامجها وسياساتها.
خلال الفترة الزمنية (1950-1957) شاءت العناية الإلهية أن يرافق المطران خريش رجلاً كبيرًا من رجال الكنيسة المارونية
والوطن اللبناني، هو المطران اغوسطينوس البستاني. وقد عرف بنفوذه المعنوي والوطني، وبعلاقاته الطيّبة وتأثيره على القيادات،
ومنها علاقاته الودّية المتينة مع الطائفة الدرزية الكريمة عمومًا وآل جنبلاط بخاصة، حتى لُقّب، جرّاء ذلك بـ«مطران الدروز».
فأفاد المطران خريش من ذلك الاختبار الوطني والروحي الذي أقامه سلفه، فعقد بدوره، من خلال كرسي المطرانية الواقع
على مسافة قريبة من القصر الجمهوري الصيفي في بيت الدين، أطيب العلاقات مع رؤساء الجمهورية والحكومات اللبنانية
وقادة السياسة والرأي. كان ذلك ما ساهم في تأهيل المطران خريش للاضطلاع بدور على رأس الكنيسة المارونية عندما حانت الظروف.
وما ضاعف ربما من عمق الاختبار لاحقًا، بدءًا من الحرب العربية الإسرائيلية عام 1967 الوعي بضرورة المواجهة الاجتماعية لذيول
هذه الحرب على لبنان عمومًا والجنوب خصوصًا. مع انطلاقة «العمل الفدائي»، وما رافقه من وقوع جزء من جنوب لبنان
تحت السيطرة الفلسطينية (فتح لاند) وتصاعد «حركة المحرومين» بقيادة الإمام موسى الصدر، الظاهرة الشيعية المميّزة،
كان على مطران صيدا الماروني أن يحسن التكيّف مع الأوضاع المأساوية المستجدّة، حفاظًا على النسيج الوطني، وحماية للوجود
المسيحي المهدّد على غير صعيد. لذلك عرف كيف يحافظ على خيوط العلاقة وتمتينها مع هذه التيارات، مجسّدًا إياها في مشاريع عملية،
تعبيرًا عن حوار الحياة مع أبناء المنطقة المتمثل بالعيش الواحد والتعاطف في  القضايا المصيرية المشتركة. لقد استبق الظروف
فأسس «كاريتاس لبنان الجنوبي» في صيف 1972، تحسّبًا للمعضلات الاجتماعية الناجمة عن الأوضاع المستجدّة، وإرساء لإطار
من التعاون الفعلي مع الجنوبيين وفي ما بينهم في الملمات المنذرة بالوقوع. استبق من جهة أخرى الظروف بتأسيسه «هيئة نصرة الجنوب»
بالتعاون مع الإمام موسى الصدر ورجال الدين المسلمين شيعة وسنّة ودروزًا، ويدًا بيد مع مطارنة الجنوب من كل الكنائس (في 13/5/1970)،
إدراكًا من الجميع بأهمية الهدف الوطني لمثل هذا القرار، الذي سيعمل سيادته على تنميته لاحقًا في السدّة البطريركية، قاطعًا بذلك
الطريق على كل من يريد صبغ الحرب بصبغة الطائفية، وصونًا لجوهر الصيغة اللبنانية القائمة على وحدة الحياة، في إطار الوطن الواحد
الحاضن للجميع.

5-بطريرك الحوار والإصلاح الكنسي (1975- 1985):
عندما انتخب البطريرك خريش بالإجماع من قبل مجمع الأساقفة الموارنة في الصرح البطريركي في بكركي، قيل أنه انتخب بتدخُّل
من الروح القدس، عبارة تقليدية ولكنها أخذت هذه المرة معنى تجاوز التقليد إلى الإيمان الفعلي بالنسبة لمن عايشوا الحدث.
فثبَّت أن بعض الأحداث في التاريخ لا يوجّهه دائمًا المصنّفون أقوياء بمنطق البشر، بل الضعفاء الأقوياء بمنطق الله.
لم يمضِ أكثر من شهرين على انتخابه (بين 3/2 و13/4/1975) حتى اندلعت الحرب في لبنان. فجاءت بياناته ومواعظه العديدة،
بمثابة «مزامير سلام» ودعوة إلى الحوار والمصالحة مع الذات والقريب والله.
لم تكن اللغة التي كان يتقنها البطريرك الجديد، لتلقى الصدى الايجابي لدى السامعين. فكان من بين الموارنة من أعلن احتجاجه على انتخابه،
قبل أن يعود عن كلامه معتذرًا: «ما كان يجب أن يولّى ابن عكا في جبل لبنان»، تلميحًا - ربما - إلى خدمة خريش في حيفا
أو إلى تعاطفه المعروف مع الجانب العادل في القضية الفلسطينية... في وقت عصيب راحت فيه القوى الفلسطينية المسلّحة تهدّد السلم الأهلي
والجمهورية اللبنانية. لم يكن منطق الحوار، الذي اختير البطريرك الجديد لأجله، هو الغالب في الأجواء اللبنانية التي أدّت إلى الحرب اللبنانية.
كان مصممًا ألاّ تجرفه المواقف المتصلّبة، مهما تفاقمت ضدّه لغة التهديد والعنف. قال للذي حاول أن يطلق عليه الرصاص على درج بكركي:
«أطلق إذا كنت تعتقد أن في موتي خلاصًا للبنان».
يقول البطريرك في رسالة الصوم للعام 1976: «إن رسالتنا هي في هذه البقعة من الشرق رسالة المسيح المصلوب (...)
رسالة الفداء الكبير والمحبة العظمى (يو 15/13) شهادة يصحبها تعب ومشقة واضطهاد (لوقا 21/12-13) وقد أدّينا هذه الشهادة
بالأمس واليوم وسنؤدّيها غدًا مثلما أدّاها الآباء والأجداد»، في عين إبل وفي كل بقعة من لبنان والإطار الإنطاكي.
لا شك أن روحه المسالمة وتشبّعه بتعاليم المجمع الفاتيكاني الثاني الإصلاحية، وحبّه للعدالة والحقيقة، هي من الايجابيات التي لعبت
دورًا بارزًا في وقوع اختيار مجمع المطارنة عليه ليكون على رأس الكنيسة المارونية. حسبنا أن نشير إلى أن ما قام به البطريرك خريش
على صعيد وضع توصيات المجمع الفاتيكاني الثاني موضع التطبيق كان قد بدأت تظهر نتائجه، من خلال إطلاق عملية الحوار على
جميع المستويات:
A- على الصعيد الماروني:
كان اهتمامه مميزًا في شؤون التربية الكهنوتية، في المدرسة الإكليريكية في غزير، وفي كلية اللاهوت الحبرية في جامعة الروح القدس- الكسليك،
والمشاريع الاجتماعية والإنسانية التي ساهم في تأسيسها وتنظيمها، منها ما شهدت انطلاقتها في عهده، ومنها ما ظهر في عهد خليفته غبطة
ونيافة البطريرك الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، مثل الإعداد للمجمع البطريركي الماروني وتأسيس الأبرشيات الجديدة في النطاق
البطريركي وعالم الانتشار، «ومشروع اتحاد العائلات» الذي ظهر للنور لاحقًا من خلال ما يعرف بالصندوق الماروني والمشاريع الإسكانية
والإنمائية المتصلة به. من الأمور اللافتة التي تصبّ في جوهر المسائل التي يعاني منها لبنان والتي تعني وحدة الكنيسة المارونية
واستمرارها، كانت المساعي العديدة لتحقيق المصالحة المارونية الداخلية، ولا سيّما منها مسألة أهدن، التي بذل خريش كثيرًا من جهوده لنجاحها،
إلاّ أن النازع الانقسامي ظلّ أقوى من إرادة الوحدة، كما ظلّ تحدّيًا مطروحًا على الضمير الماروني حتى الساعة.
B- على الصعيد المسكوني والحوار المسيحي الإسلامي:
انطلقت في عهد البطريرك دينامية غير مسبوقة، فأصبحت لقاءات البطاركة والأساقفة الكاثوليك شبه منتظمة بعد أن كانت من الأمور النادرة
في عهد البطريرك المعوشي الذي لم يكن يبدي شديد الحماس لتطبيق توصيات المجمع الفاتيكاني الثاني، باعتباره له  أنه يعني الكنائس الغربية
أكثر مما يعني الكنائس الشرقية. إلى ذلك كانت بكركي مسرحًا بل مركزًا - كما هي اليوم أيضًا -  لقرارات جريئة في شأن الحوار المسيحي الإسلامي.
تعددت اللقاءات الودية والاتصالات بين الثلاثي «خريش وخالد والصدر». وفَّرَ التلاقي بين البطريرك الماروني ومفتي الجمهورية
ورئيس المجلس الشيعي (أو نائبه الإمام محمد مهدي شمس الدين) وشيخ عقل الدروز الكثير من الدمار والآلام على اللبنانيين.
عمل خريش على ألاَّ يصدر بيان عن أحدهم، أو عن  المؤسسات التي يمثِّلها كل منهم، من دون تشاور في ما بينهم، وذلك لكي يأتي الإعلان
- بقدر الإمكان- منسجمًا مع روح الوحدة والعيش المشترك، ولكي يقطعوا على أصحاب النظريات الطائفية أي استغلال لها.
برهنت الأيام أن «وصايا الإمام» للشيخ محمد مهدي شمس الدين، يمكن أن تكون أيضًا وصايا بطريرك، نظرًا للروح السَّمحاء والرؤية الصافية
التي انتهى إليها بعد نضوج إلى ما يختص بالوطن اللبناني. إن تراجع الإمام عن نظرية «الديمقراطية العددية»، و تراجع سلفه الإمام
موسى الصدر عن شعاره «السلاح زينة الرجال»، وتراجع المفتي خالد عن شعار «الفلسطينيون جيش المسلمين»، كلُّها تؤكد على التآلف
بين الرؤساء الروحيين حول رسالة رجل الدين في خدمة الوطن، بعيدًا عن الانغماس في مزج وظيفة السياسة بوظيفة الدين السامية.
هذه النقلة لم تكن لتحصل، ربّما، في وعي رجل الدين اللبناني المسلم، إلى هذا الحدّ، لولا الصداقة وبالتالي التفاهم الودّي الذي كان يجمع
بين رؤساء المقامات الروحية اللبنانية، والتي اضطلع فيها البطريرك خريش بدور أساسي، قبل أن تصبح جزءًا من التراث الوطني والروحي اللبناني.
وهو الذي عرف عنه، بالإضافة إلى هذا الانفتاح، دعوته الصريحة إلى علمنة الدولة وتأييده للزواج المدني، الأمر الذي جعل شخصيته أكثر مقبوليةً
من جهة الأحزاب والتيارات التقدمية واليسارية المناهضة لسلطة رجال الدين (أنتي كليريكال). فأقام إلى جانب الحوار المسيحي الإسلامي،
حوارًا شبه موازٍ له هو الحوار المسيحي اليساري. حوار لم تعمل المؤسسة الكنسية فيما بعد على تشجيعه وتنميته

6-  الثاني من جنوب لبنان:
قد يكون الخامس لا الثاني من جنوب لبنان إذا عدنا إلى سلسلات غير رسمية لأسماء البطاركة الموارنة. يعود هذا الاختلاف في الروايات
إلى الحقبة الغامضة من تاريخ الكنيسة المارونية بين 685 و1120 (ورد في تاريخ الكنيسة الإنطاكية السريانية المارونية للأب مخايل الشبابي
- المجلد 2 القسم الأول – بعبدا لبنان 1904 في الصفحة 117 والحاشية 1، أسماء لأربعين من البطاركة لم ترد في مدونات البطريرك
الدويهي من بينها ثلاثة من جنوب لبنان هم: مرقص وأتناسيوس من صور وحزقيال من درب الصين (السيم)، بالإضافة إلى ستة آخرين
من فلسطين هم: أتناسيوس من عكا، بولس من حيفا إبراهيم من الناصرة، يواكيم وزكريا من القدس الشريف).
ما أن توفي البطريرك الكاردينال بولس المعوشي الجزيني  في كانون الثاني من العام 1975 حتى راح الرأي العام، والأوساط كافة،
يتساءلون مَن يكون البطريرك الجديد، ومن هو بين الأساقفة الموارنة الأكثر أهلية للقيادة الروحية في مثل تلك الظروف المصيرية
التي شهدتها بداية الحرب في لبنان؟
بعضهم رأى أنّه لا بدّ، بعد المجمع الفاتيكاني الثاني والمقررات الإصلاحية التي خرج بها، من مجيء بطريرك قادر يضطلع  بدور الحَكَم،
مُنفتح وقدّيس خصوصًا، وبوسعه أن يضع تلك الإصلاحات موضع التنفيذ، بما فيها روح الانفتاح، والمشاركة، والحوار المسكوني،
وما بين الأديان، والعدالة الاجتماعية وسواها من القضايا الملحّة.
كان على البطريرك الجديد أن يواجه هيكليّات وعقليّات وتقاليد ليس من السهل التعامل معها، في ظل نظام طائفي، ووجود قوى مسلّحة تهدّد
الأمن الأهلي، وكيان الدولة، وصيغة العيش المشترك.
بعضهم تصوّر البطريرك الجديد على مثال البطاركة الأوّلين، قائدًا يجمع بين يدَيه السلطات كلها، أو رئيسًا للبلاد على مثال الرئيس القبرصي
المطران مكاريوس. هذا الموضوع طُرح جدّيًا على بساط البحث كما يؤكّده القانوني وجدي ملاّط عندما اقترح أن يتولى البطريرك
رئاسة الجمهورية لمدة انتقالية، ظنًّا أنه لو يقبل بذلك لوفّر الكثير من المآسي التي وقعت فيما بعد  على لبنان واللبنانيين منذ مطلع الأحداث.
لكن هذا الاقتراح كان وسيظل لدى بطاركة العصر الحديث من المستحيلات، نظرًا  لتعارضه مع مبدأ فصل الدين عن السياسة وعدم المزج
بين وظيفة رجل الدين مع وظيفة رجل السياسة.
في هذا الاتجاه كان هناك من يرى أن على البطريرك الماروني ألاّ ينغمس في أي شكل من أشكال الصراع، ليبقى الحكَم والأب للجميع.
من هنا  فإن طبيعة البطريرك خريش المسالمة ورؤيته الكنسية في ضوء المجمع المسكوني الذي شارك في أعماله مشاركة فاعلة،
بالإضافة إلى رؤيته  في ما يتعلق برسالة لبنان في محيطه العربي والإسلامي، كل ذلك لم يكن إلاّ ليحمله على أن يكون الأب الروحي للجميع،
التزامًا بتراث وعقيدة ثابتة في تاريخ المارونية ومتأصلّة في إنجيل التطويبات. أثبتت الأيام متانة هذه الرؤية، من خلال مواقفه الحكيمة،
غير الآبهة أحيانًا بالتهديد الذي كاد يؤدّي به إلى الاستشهاد. مواقف تدحض ما نُسب إليه ظلمًا من عجز وضعف بمقاييس القوة البشرية،
مبرهنة في محطات عديدة، من حياته، شابًا وكاهنًا ثم بطريركًا،  عن شجاعة نادرة في مواجهة الموت دفاعًا عما يعتبره واجبًا وحقًا:
- ففي عين ابل، عام 1920، نجا من الموت في فاجعة أليمة أودت بحياة 92 شخصًا من أهل قريته، معظمهم من الأطفال والنساء والشيوخ،
وعاش ألم التهجير مدّة ثلاثة أشهر في القرى الفلسطينية المحاذية للحدود اللبنانية بين أيار ,آب من العام  1920.
- وقبل عام 1948، حين كان خور-أسقفا وقاضيًا في المحكمة الكنسية المارونية في حيفا تعرّض للموت أكثر من مرّة، دفاعًا عمّا يعتقده
صوابًا في أحكامه القانونية بوجه متقاضين يحتكمون إلى القوة.
- وفي عام 1949 أصيب بعدد من الطلقات في جسده، بينما كان برفقة مطران الأبرشية آنذاك، بولس المعوشي، في مزرعة البطيشية التابعة
لأوقاف مطرانية صور المارونية على الحدود اللبنانية الجنوبية.
- وفي بداية الأحداث اللبنانية، وبعد أن أصبح بطريركًا على الكنيسة المارونية، هدّده بالقتل أحد المسلّحين الموارنة على درج الصرح
البطريركي في بكركي بعدما أبى الموافقة على المشاركة في تمويل مشروع لم يكن موافقًا عليه، له علاقة بالحرب والسلم. وهي حادثة معروفة
يرويها أهل الصرح البطريركي ممَّن هم أحياء يرزقون.
- تحمّل بصبر عميق ألم فقدان ابن شقيقه المونسنيور ألبير خريش، أستاذ مادة القانون الدولي في الجامعة اللبنانية والقاضي الكنسي
في المحكمة الكنسية المارونية، والمرشد الروحي في المدرسة الإكليريكية البطريركية في غزير: «كان شهيد حرية التعبير وشهيد الكنيسة».
استشهد على شكل مأساوي، بعد أن كان ينادي بضرورة التجاوب مع دعوة قداسة البابا يوحنا بولس الثاني منذ عام 1984 إلى الشباب اللبناني،
من أجل التخلّي عن السلاح والانصراف إلى بناء الذات والوطن.
في سياق هذا السرد عن مواقف البطريرك خريش المتّسمة بالشجاعة وتحمّل الآلام، لا بدّ من وقفة متأملة وعميقة  على معنى استقالته النموذجية
من المهام البطريركية، بعد بلوغه السنّ القانونية، احترامًا منه لقانون شارك في وضعه، ووفاءً لوعد كان قد قطعه على نفسه بأن يحترم القانون،
متضرّعًا لربّه «ألاّ يميته إلاّ على القانون». لقد ترك للأجيال بهذا الموقف النادر والشجاع في تاريخ المارونية عبرة يرجى أن
لا تذهب سدى في السلوكيتين الكنسية والوطنية.
على الرغم من كل ذلك وُجد من يشوّه هذه الصورة الصافية. كان همّه في كل حياته، وبخاصة أثناء ولايته البطريركية،
أن يرضي الله وضميره قبل كل شيء. يقول: «همي أن أُرضي ضميري، وأن أقوم بما هو خير لشعبي وبلادي، وسيفهمون في المستقبل»
إن لم يفهموا في الحاضر (من كلمة للمطران رولان أبو جوده، في كنيسة القلب الأقدس – بدارو، في 20/9/1994).
من أين أبدأ في بحثي هذا عن شخصية لها في قلبي احترام كبير ومعزّة خاصة. هل أتحدّث بلغة القلب، وهو القريب والنسيب؟
أم بلهجة العقل والموضوعية؟ ولا فضل لي في ذلك مهما توسَّلت.
إن سيرة البطريرك خريش لم تكتب بعد، وهي تنتظر من يضعها بالأسلوب التاريخي الملائم. حسبي في هذا البحث العاجل أن أتوقّف
على بعض مراحل سيرته، مبيّنًا فيها مواقفه ومبادئه، وللتاريخ بعد ذلك أن يتابع ويحكم.

6- أفكاره الروحية والاجتماعية:
للوقوف على أفكاره الروحية والاجتماعية، وخصوصًا على آرائه ومواقفه من الأحداث الأليمة التي انفجرت في الأشهر الأولى من ولايته،
وما يزال لبنان يعاني منها حتى اليوم، لا بد من العودة إلى مجموعة العظات والرسائل والتصريحات التي قام بها خلال السنوات العشر
من ولايته البطريركية. وهو عمل بحاجة إلى من يجمع شتات وثائقه وتحليلها ونشرها:
- في رسالته الأولى «أمثولات الأحداث»، التي صدرت في صوم 1976، يتوقّف على أسباب الحرب ومظاهرها المأساوية واللا أخلاقية،
التي لا يمكن الخروج منها بحسب رأيه، إلاّ بالعودة إلى الله تعالى وإلى الحوار الأخوي الصادق بين الجميع.
- في رسالة الفصح حول «الأزمة اللبنانية»، من العام نفسه (17/4/1976)، والتي صدرت عنه وعن مجلس البطاركة والأساقفة،
الذي أحيا دوره وفعّله، يحثّ فيها أبناءه المسيحيين على المثابرة في الإيمان وعلى تحمّل مسؤولياتهم، وعلى التجدّد، الذي من أولى
شروطه تغيير الذهنيات.
- في 2/5/1976 يوجّه البطريرك رسالة أخرى، حول الأزمة اللبنانية، إلى رؤساء وأعضاء المجالس الأسقفية في العالم الكاثوليكي
يطلعهم فيها على حقيقة ما يجري في لبنان من أحداث، مبيِّنًا فيها أن الحرب الدائرة في لبنان ليست حربًا أهلية ولا دينية، كما تصوّرها
وسائل الإعلام. بل أن لبنان هو ضحية قوى سياسية عمياء. فيذكّر الأسرة الدولية بواجباتها في ما يخصّ الحفاظ على الدول الأعضاء
وعلى شعوبها.
- ثم يعود في رسالة عيد الميلاد للعام نفسه، متوجِّهًا إلى ضمائر اللبنانيين، كي يعملوا على «بناء لبنان»، انطلاقًا من بناء الإنسان،
وعلى أساس العدالة الاجتماعية والقيم الأخلاقية والسلام والحرية، مؤكدًا أن الدولة التي تقوم على أساس الدين والعرق لا تستطيع أن تتغلب
على الويلات. الدولة العادلة توفّر لجميع مواطنيها تكافؤ الفرص وفي كل الميادين. هذه الشروط لا تتوفّر إلاّ في الدولة الديمقراطية.
«من شأن هذا النظام أن يشرك جميع المواطنين في مسؤولية إدارة الدولة وتخطيط سياستها عن طريق انتخابات حرة، وأن يصون
لهم كرامتهم فلا يفسح مجالاً ليسار يستبد بهم فيستعبدهم لدولة أو حزب، ولا ليمين يستغلّهم فيفقرهم ليكسب الأموال على حسابهم.
وهذا النظام يتيح للمواطنين حل مشاكلهم بالحوار الهادئ والاقتناع ضمن إطار أحزاب سياسية معترف بها شرعًا».
- في 11/8/1976 يوجّه البطريرك نداءً آخر إلى أبنائه الموارنة، إكليروسًا وعلمانيين مقيمين ومغتربين، يعرض فيه ما يصحّ أن يكون
برنامج بكركي للإصلاح والخروج من الأزمة الراهنة: برنامج يشمل تعزيز دور العلمانيين والخدمة الاجتماعية، بحيث تتضافر الجهود
«في إطار هيئة منظمة لها قوانينها والمسؤولون عنها ووسائلها...» ويعترف بها رسميًا لمواجهة الحالة الراهنة.
وقد أطلق عليها اسم «الهيئة المارونية للتخطيط والإنماء». غايتها أولاً «إيجاد الموارد لمساعدة منكوبي الأحداث، وفي طليعتهم المهجرون
والمشوهون وعائلات الضحايا»، وثانيًا، «العمل باستمرار (...) على المساعدة لتوفير الأسباب الرامية إلى تطوير الكنيسة المارونية
ورفع مستوى أبنائها الديني والاجتماعي والتربوي والثقافي وفقًا للميادين الإنجيلية السامية».
- في 16/2/1977 يوجه البطريرك خريش رسالة رعوية في مناسبة الصوم الكبير بعنوان: «خواطر في التربية الدينية والخُلقية والوطنية».
يتساءل في مطلعها: «تُرى لو كان الدين أرسخ في القلوب، والأخلاق أثبت في النفوس، والوطنية أوطد في الأذهان،
هل كان حدث ما حدث من منكرات شوّهت تلك البطولات، وأثارت اشمئزاز العقلاء واستغراب الأصدقاء؟». ثم يذكّر بواجبات العائلة في هذه التربية،
استنادًا إلى تعاليم المجمع الفاتيكاني الثاني والوثائق الدولية الصادرة عن الأمم المتحدة، كما يذكِّر بدور المدرسة، وبخاصة المدرسة الكاثوليكية
وبدور الدولة التي من واجبها «مراعاة العدالة التوزيعية بحيث يتمكن الوالدون من أن يختاروا بحرية تامة لأولادهم المدرسة التي توافق
ما يمليه عليهم ضميرهم...». فإلى التربية الدينية التي لا يجب إهمالها، على الدولة الاهتمام بالتربية الخلقية، بنور العقل والبديهيات التي يدركها
الإنسان بالفطرة، وعلى أساس التقليد الحميد الذي هو جزء من التراث القومي. وهكذا يرسم البطريرك ما يصلح لأن يكون قواعد لبرنامج
تربوي ديني ومدني معا للأجيال اللبنانية، يأخذ بالاعتبار الأسس المشتركة بين اللبنانيين لبناء وطن الإنسان والرسالة، حيث ينشأ المواطن
والمؤمن واعيًا لمسؤولياته، متقيدًا بالأنظمة والقوانين. يمكن اعتبار هذه الرسالة نموذجًا من التعاليم الكنسية الموجَّهة لا إلى الموارنة وحسب
بل إلى الضمير اللبناني والإنساني عامة. ربما كان الأسلوب الراقي الذي اتسمت به هذه الرسالة وسواها من رسائل البطريرك «القرشي»
(والتعبير هو للرئيس سليمان فرنجية) هو ما حمل السيد هاني فحص أن يصف أسلوب البطريرك خريش في الكتابة بأنها
«لغة عربية صافية مشتقة من لغة القرآن ونهج البلاغة (...) بالكلام البليغ يعيد الحق إلى نصابه (...) إنهم الروحيون الكبار يشحذهم الإيمان
سيوفًا قاطعة فوق رقاب الظلمة والجبابرة مشكى ضيم للمظلومين، مصدر عزاء وأمل، بلسمًا للجراح وجبرًا للخواطر والكسور»
- لم تنقطع الرسائل والنداءات المتلاحقة في العامين الأوَّلين من ولاية البطريرك خريش، وكأنها - كما قيل - «مزامير سلام» ونداءات
إلى الضمائر المحلية والإقليمية والعالمية، وعلى كل المستويات، لوقف النزيف المستبد بجسم الوطن اللبناني وبأبنائه. فبعد الرسالة العميقة
الأبعاد في التربية الدينية المشار إليها كان له رسالة أخرى لا تقل عمقًا وأهمية في معاني «التوبة» (الصوم الكبير 1978)،
و«في حقوق الطفل» (الصوم الكبير 1979) و«قيمة الألم» (1984)... إلى نداءات مدوّية أطلقها في 25/3/1978 حيث يستصرخ
ضمائر المسؤولين كيلا لا يقعوا في تجربة التقسيم، وفي 19/6/1978، حيث يوجّه نداء شديد اللهجة، مفعمًا بالحزن والألم، على أثر الصدامات
التي وقعت بين المسيحيين في أهدن، في شمالي لبنان من أجل الوحدة بين المسيحيين والارتفاع فوق الجراح إلى المصالحة والغفران.
وفي 6 تموز 1978 يوجه نداءً إلى المسؤولين السوريين، على أثر قصف الجيش السوري بوحشية للعاصمة اللبنانية بيروت وبخاصة للأحياء
ذات الغالبية السكانية المسيحية فيها، ونداء  في صيف عام 1983 إلى أبناء الطائفة الدرزية، إثر الانسحاب الإسرائيلي من منطقة الشوف،
حيث يحذر من  أن مستقبل لبنان مهددٌ جرّاء القتال المميت بين الذين بنوا معًا هذا الجبل، داعيًا الأطراف إلى العودة لأحضان الشرعية
والوطن الواحد الذي صنعه الأجداد معًا.

8- مارونية الصليب والبساطة والانفتاح:

إن نظرته إلى السلام في لبنان والمنطقة عبّر عنها بما عرف عنه من روح الانفتاح والتسامح في اختبار، تميّز بالتواضع والألم والحوار،
وعاشه في بيئته اللبنانية الجنوبية التعدّدية، وفي خدمته الكهنوتية في فلسطين. ولعلّ أعمق وأصدق ما عبّرت عنه رؤيته «النبوية»
إلى الأحداث في لبنان والمنطقة هو ما جاء في التقرير الذي وضعه في مطلع الثمانينات الكاردينال أوكونور، رئيس أحبار نيويورك،
الذي كان يعتبر نفسه صديقًا للبطريرك خريش والموارنة ولبنان، حيث قال إن مأساة لبنان لن تنتهي قبل أن تنتهي مأساة فلسطين.
هذه الحقيقة التي ما زالت قائمة هي التي، ربّما، جعلت صورة البطريرك «القرشي»، مهمّشةً في كنائس جبل لبنان.
وذلك لتعارض نظرتة في قضايا مسيحية ووطنية جوهرية مع نظرة أمراء الحرب اللبنانية، ولا سيّما بعض المسيحيين منهم.
إن استمرار سيطرة مثل هذه النظرة والواقع، يحول، بلا ريب حتى الآن، دون قراءة موضوعية ومنصفة لما قام به البطريرك أنطونيوس خريش
في خدمته للبنان الرسالة، وهي خدمة تتواصل بشكل حكيم من خلال النهج الذي يتبعه خلفه البطريرك نصرالله صفير،
حتى وإن بدا أن هذا النهج في بعض جوانبه المحليَّة يستعيد ما فقده خلال الولايتين الجنوبيتين السابقتين. لقد برهنت ولاية البطريركين
الجنوبيين المعوشي وخريش وسواهم من البطاركة الجنوبيين المغمورين، أن المارونية، وإن ارتبطت جغرافيًا بجبل معيّن، هو جبل لبنان،
إلاّ أنّها تبقى بما تحمله من روح الانفتاح على الشرق والغرب معًا، كنيسة الإنسان المتألم، تحمل قضاياه، كما تحمل قضية المصلوب دائمًا،
أينما وأنّى كان، كما عبّر عن هذه الحقيقة خير تعبير الأبَوان ميشال حايك، ويواكيم مبارك: «لا مستقبل للمارونية ما لم تتحرّر من قيود
العنف والبهرجة الفارغة».
في ضوء هذا الرأي، الذي أختم به هذا البحث، يمكن تقييم ولاية البطريرك خريش التي تميّزت بروح البساطة والحوار والدينامية الهادئة
التي رأى فيها - بحق - أحد أصدقائنا المفكرين الموارنة أن «البطريرك خريش أكمل مهام كل البطاركة ولعب أدوارهم وكان له من المواقف
الأساسية آراء خاصة به هي انقلابية قياسًا بما درج على الاعتقاد به البطاركة» .

9 -مؤلفاته:
إذا كانت أفكار البطريرك خريش الروحية والاجتماعية قد تضمَّنتها أكثر ما تضمَّنتها رسائله العشر التي كانت تصدر
في مناسبة الصوم الكبير وهي على التوالي:
- أمثولات الأحداث، 1976.
- خواطر في التربية الدينية والخلقية والوطنية، 1977.
- في التوبة، 1978.
- في حقوق الطفل، 1980.
- في واجب تثقيف الضمير، 1981.
- في ممارسة الأسرار الإلهية، 1982.
- في يوبيل الفداء، 1983.
- في الألم وقيمته الخلاصية، 1984.
- في وجوب العودة إلى الذات وإلى الله وإلى القريب، 1985.
فإن الخطب والكلمات العديدة التي ألقيت في مناسبات زيارته إلى الفاتيكان وفرنسا والولايات المتحدة تشكِّل أثارًا قيّمة تتجلى فيها رؤيته
إلى دور لبنان ورسالته الحضارية في خدمة السَّلام لكل العالم، من خلال ما يقدِّمه من نموذج فريد في التعايش بين الجماعات المتعددة الأديان والثقافات،
ما يملي على الضمير العالمي والأسرة الدولية الحفاظ على هذا الوطن.

9 - وفاته:
بعد إستقالته في 3 أبريل 1986عاش البطريرك خريش في دير بكركي وظلّ عضوًا في مجمع الأساقفة ومجمع الكرادلة
وتوفي فيه في 19 آب 1994 ودفن في مدافن البطاركة في صرح بكركي.
وخلفه نائبه العام المطران نصرالله بطرس صفير.

_________________
البطاركة الموارنة الذين جلسوا على الكرسي الماروني 2-1410
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.fairouzehfriends.com/contact.forum
 
البطاركة الموارنة الذين جلسوا على الكرسي الماروني
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» انتم الذين بالمسيح اعتمدتم
» غرامة 500 دولار إذا جلسوا في الأماكن غير المخصصة
» أسماء بطاركة الكرسي الرسولي الأرثوذكسي الأنطاكي
» البطاركة الأنطاكيون يحذرون من المخاطر المحيطة بالمسيحيين بالشرق الأوسط
» قادة الكنائس ورسائل الصيام الكبير لعام 2019

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: 000{ القسم الديني }000 :: أصــدقاء الكنيسة والكتاب المقدس-
انتقل الى: