الشاعر والاديب جبران سليم جبور
ولد جبرانم جبور عام 1915 في بلدة كفرحاتا التابعة للكوره في لبنان الشمالي
تعلم في مدرسة كفرحاتا الابتدائية, ثم في مدرسة الأميركان بطرابلس.
اشتغل بالتدريس في عدة مدارس في قرى الشمال إلى أن عمل بمدرسة كفرحاتا الرسمية ثم بعدها تقاعد.
عضو مؤسس للمجلس الثقافي للبنان الشمالي.
دواوينه الشعرية:
ديوان جبران 1973.
من مؤلفاته:
الفصحى في العامية
تاريخ كفر حاتا
قاموس الجيب.
صنوبرة العِرزال
صَنَوْبَرةَ العِرزالِ بالله مَن رَسَمْ ----- بأفنانك الخضرا الحياةَ بلا عَدَمْ
وهل ظلَّلتْ تلك الأفانين قطبةً ----- بجبهته السمرا فحيَّاكِ وابتسم
أكنتِ لآمال الشهيد محجَّةً ----- فأوحيتِ آيات المباديء والقَسَم
أداعبْتِ في دنياه للحق ثورةً ----- إذا داعبَتْكِ الريح أو مسّك النَّسَم
هلِ الثورةُ الأولى التي نُزِفتْ بها ----- دماه سوى همْساتِ وحْيكِ للقلم
إذا قدَّس الإسلامُ للدين كعبةً ----- وقال المسيحيُّ افتدينا فِداً بدم
ففي ظِلّك الدِّينانِ لما تقاسما ----- هدى الله والإيمان جمَّعتِ ما انقسم
صنوبرةَ العرزال إن حنَّ طائرٌ ----- إلى غصنك الذاوي وإن طار أو جثم
سليه إذا ما غطَّ حيناً مغرِّداً ----- أيلتذُّ بالتغريد أم يَأْلفُ النَّغَم
تعَوَّدَ أن يَلقى الطيور تأَلَّفتْ ----- صفوفاً كحبَّات بعِقْد قد انتظم
يعلِّمها التحليق في الجو طائرٌ ----- يلذُّ له التحليق من فوق ذي القمم
سلي عشَّه العرزالَ كم ردَّ بازياً ----- من النَّسْرِ مكسورَ الجناح قد انحَطَم
صنوبرةَ العرزالِ إن تنطحي السما ----- شموخاً فما هذي المهابةُ والشمم
أَمِنْ صدرِهِ المرصوصِ بالمجد والعلى----- أَمَ انكَ في صنِّينَ نارٌ على عَلَم
إذا مرّ بالعرزال في الغاب شاعرٌ ----- يداعبه الشيطان بالشعر.. إن نظم
فقولي له طأطِيْء جبينك رهبةً ----- وفي هذه الغابات زُرْ منشيءَ الأمم
هو الشعر إن لم تبْنِ للحق دولةً ----- وتنسَى أراجيف الخيالات والعدم
يَفُتْكَ جمال الله في الخلق والدنى ----- وإن تِهْتَ في الإحساس تاهتْ بك القيم
أيا هَضَبَاتِ العزّ في شامخ الذُّرى ----- نسينا عهود الله بعدك والذمم
وفي كُفْرنا الإيمان .. ننْحَتُ أمةً ----- ونبني بها ركناً بأديانها انهدم
أنبني وميزان البناء قدِ التوى ----- وآساسُها انهدَّتْ وأحجارها رِمَم
ولكن بنا عزمٌ إذا شاء وثبة ----- يصوِّر روح الله في هيئة العَدَم
تأمَّل بعينيه الحياة كأنها ----- بنور الهدى الآيات سبحان من رَسَم
على قسمات الوجه للَّه رتبةٌ ----- وفي قلبه دينٌ وفي روحه حَرَم
صنوبرة العرزال ما هبَّتِ الصّبا ----- وما ضاء نجم في زواياك أو عَتَم
سيبقى حفيف الغصن فيك زوابعاً ----- تنادي أولي الطغيان بالويل والندم
يفيق ضمير الحُرّ من طيِّ لحْدِهِ ----- ليظلم أرواح الجناة وما ظَلَم
ويخْلُدُ روح الحق رغم عداتِهِ ----- على خشْبة الإعدام حيّاً وما انعدم