تعبر الكلمات العبرية واليونانية المترجمة عن كلمة الحق ومشتقاتها، عن الأمانة والصدق واليقين الثابت الراسخ.
الحق الإلهي هو ضمان لمعاملة الرب الرحيمه للبشر، وهذا عنصر هام في تعليم العهد القديم، وكذلك في العهد الجديد
" كُلُّ سُبُلِ الرَّبِّ رَحْمَةٌ وَحَقٌّ لِحَافِظِي عَهْدِهِ وَشَهَادَاتِهِ" مزمور10:25.
كما أن الحق الالهى هو ضمان للناس في عدالة دينونة الخطيئة والخطاة "وَأَيْضًا نَصِيب إِسْرَائِيلَ لاَ يَكْذِبُ وَلاَ يَنْدَمُ،
لأَنَّهُ لَيْسَ إِنْسَانًا لِيَنْدَمَ "1صموئيل29:15. وبصفة عامة فإن الحق الإلهي يمثل ثبات طبيعة الله، ويضمن تجاوبه الكامل
في كل علاقاته مع الكون الذي هو خالقه، وهو حافظه، وهو غايته أيضًا.
فالحق هو الصفة الأدبية والشخصية لله، فهو: "فَالَّذِي يَتَبَرَّكُ فِي الأَرْضِ يَتَبَرَّكُ بِإِلهِ الْحَقِّ، وَالَّذِي يَحْلِفُ فِي الأَرْضِ
يَحْلِفُ بِإِلهِ الْحَقِّ، لأَنَّ الضِّيقَاتِ الأُولَى قَدْ نُسِيَتْ، وَلأَنَّهَا اسْتَتَرَتْ عَنْ عَيْنَيَّ " إشعياء 65: 16.
والرب يسوع هو كلمة
الحق هو مطابقة الحقيقة أو الواقع، والولاء التام للأصل، أو للمقاييس. في أسفار العهد القديم والجديد، يصبح الحق
هو جوهر الأخلاق، والنوعية الشخصية لله. وقد أعلن الله بأنه: «الرَّبُّ إِلهٌ رَحِيمٌ وَرَؤُوفٌ، بَطِيءُ الْغَضَبِ وَكَثِيرُ الإِحْسَانِ
وَالْوَفَاءِ. حَافِظُ الإِحْسَانِ إِلَى أُلُوفٍ. غَافِرُ الإِثْمِ وَالْمَعْصِيَةِ وَالْخَطِيَّةِ خروج 34: 6. وأيضا هُوَ الصَّخْرُ الْكَامِلُ صَنِيعُهُ.
إِنَّ جَمِيعَ سُبُلِهِ عَدْلٌ. إِلهُ أَمَانَةٍ لاَ جَوْرَ فِيهِ. صِدِّيقٌ وَعَادِلٌ هُو تثنية 32: 4.
الحق الإنساني هو استجابة للحق الإلهي ويجب نواله على أساس أنه هبة من الله، وهذه الموهبة تأتي عن طريق التعليم
وعمل الروح القدس في حياة الإنسان، ولا يمكن تواجد الحق الأسمى المتطابق مع الحق المثالي إلا بعمل
إله الحق في روح الإنسان.
إن حرية الإنسان في تحقيق ذاته تعتمد على موقفه من قبول ابن الله، ومن ثم فإن الخلاص بمعناه الكامل يُعبر عنه بالحق
"وَتَعْرِفُونَ الْحَقَّ، وَالْحَقُّ يُحَرِّرُكُمْ". أَجَابُوهُ:"إِنَّنَا ذُرِّيَّةُ إِبْرَاهِيمَ، وَلَمْ نُسْتَعْبَدْ لأَحَدٍ قَطُّ! كَيْفَ تَقُولُ أَنْتَ: إِنَّكُمْ تَصِيرُونَ أَحْرَارًا؟"
أَجَابَهُمْ يَسُوعُ:"الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَعْمَلُ الْخَطِيَّةَ هُوَ عَبْدٌ لِلْخَطِيَّةِ. وَالْعَبْدُ لاَ يَبْقَى فِي الْبَيْتِ إِلَى الأَبَدِ،
أَمَّا الابْنُ فَيَبْقَى إِلَى الأَبَدِ. فَإِنْ حَرَّرَكُمْ الابْنُ فَبِالْحَقِيقَةِ تَكُونُونَ أَحْرَارًا يوحنا 8: 32-36، فيلبي 3: 10-16.
يستخدم العهد القديم كلمة الحق بصفة أساسية عن الله، ثم يطبق القاعدة على الإنسان مع إبراز الهدف العملي دائمًا.
تستخدم في الأناجيل الثلاثة الأولى كما في سفر الأعمال عبارات معينة مثل بالحق, وبالحقيقة ,وحقًا
والحق في أوسع معانيه، هو طبيعة الله الظاهرة في خليقته، في إعلاناته، وفي الرب يسوع المسيح الذي به ;
" أَمَّا النِّعْمَةُ وَالْحَقُّ فَبِيَسُوعَ الْمَسِيحِ صَارَا " يوحنا 17:1.
وأخيرًا في الإنسان الذي يتفهم ويتقبل ويحقق عمليًا القيم الأساسية للحياة، والتي هي إرادة الله.
لقد تجسد الحق في يسوع المسيح، فهو يعبر التعبير الحقيقى عن الله، ويرسم المثل الأعلى للإنسان، ويجمع في
ذاته توافق الوجود، وتوحيد العا لم المضطرب، ومن ثم فهو الحق
يمثل الحق في الكتاب المقدس عنصرًا جوهريًا في طبيعة الله" فِي يَدِكَ أَسْتَوْدِعُ رُوحِي. فَدَيْتَنِي يَا رَبُّ إِلهَ الْحَقِّ "مزمور5:31.
وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَدًا وَحَلَّ بَيْنَنَا، وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ، مَجْدًا كَمَا لِوَحِيدٍ مِنَ الآبِ، مَمْلُوءًا نِعْمَةً وَحَقًّا يوحنا 14:1.
ويقول المرنم: فَدَيْتَنِي يَا رَبُّ إِلهَ الْحَقِّ مزمور 31: 5.
غير أنّ السيد المسيح في الإنجيل يكرر كلمة الحق، فيقول: " الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ .
كيف يمكن أنْ نعرف أنّ المسيح يقول الحق وَأَمَّا أَنَا فَلأَنِّي أَقُولُ الْحَقَّ لَسْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِي يوحنا 8: 45
ويأتي الجواب الذي لا لبس ولا غموض فيه من فم المسيح: أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ يوحنا 14: 6.