موضوع: رد: الله يراني للطوباوي اسطفان نعمة الأحد مارس 24, 2013 7:08 pm
جبليّ تربّى على حبّ الأرض التي تنفح منها قداسة استثنائيّة، فتشرّب منها وكبر في جوّ عابق بالتقوى والفضيلة والصّدق ومخافة الرّبّ، في بلدته حردين، بلدة الثلاثين ديراً وكنيسة. فكان درب الرّبّ يناديه ويزيده شوقاً إليه. فدخل يوسف كسّاب دير مار أنطونيوس قزحيا في العشرين من عمره، مملوءاً بنعمة الله وبات يُعرف بالحرديني كنز الرهبانيّة اللبنانية المارونية التي ترأس إدارتها ثلاث مرّات. في حنايا دير كفيفان، عمل في الخياطة وتجليد الكتب، اعتنى بالحقل، تشرّب أصول العلم واللاهوت والفلسفة، بحيث كان مثالاً في الغيرة على تحصيل العلوم مع المحافظة على جميع الرسوم والقوانين الرهبانيّة. عاش الحياة الديرّية المشتركة، فتقدّس من خلالها هذا "الراهب القانونيّ" بل "القانون الرّهبانيّ الحيّ "الذي أتى ليَخدِم لا ليُخدَم، لم تغره المراكز التي تبوّأها بأمر الطاعة، بل كرّسها كلّها لخدمة الله والرهبانيّة، فلطالما كان يردّد: "إنّي أسألُ الله ألّا أموتَ وأنا حاصلٌ على وظيفة." كان نموذجاً حيّاً لراهب قدّيس متواضع ووديع، ذاب في الله فعاش متنسكاً ومتقشّفاً، يعمل ويجتهد في الصلاة والصوم والتأمّل ساجداً طويلاً أمام القربان المقدّس، يتقدّس بالقانون في زمن عصاه الكثيرون، فكانت كلمته الخالدة المدوّية: "الشاطر يلي بيخلّص نفسو." كان قلبه مشدوداً دائماً إلى الكنز السماويّ، إلى نور وجه المسيح وبهائه. رفيقاه الدائمان: الكتاب المقدّس وكتاب أمجاد مريم التي أحبَّها حُبّاً بنويّاً، بل كان هائمًا بهذا الحبّ. ولذلك كان اسمها المبارك على شفتيه بلا انقطاع، يستغيثُ بشفاعتها ليلاً ونهاراً، يشخص إلى صورها المقدَّسة، ويتنفّس الصعداء كأنّه يريد أن يخرج من سجن الجسد ليتمتّع برؤيتها في دار الخلود. وكان، كلّما دخل قلاّيته أو خرج منها، يسجد أمام أيقونتها، ويحيّيها بسلام الملاك. وكان يُكرِّمُ، بنوع خاصّ، سرَّ الحبل بها البريء من الدّنس، وذلك حتّى قبل تثبيت الكنيسة لهذه العقيدة. كرّم القدّيسين وتمثّل بهم. اشتهر بحكمته ونقاوة قلبه وضميره. تجرّد عن العالم وعن كلّ ما يعيق رياضاته الروحيّة ساعياً نحو الكمال الإنجيلي. عُرف بجرأته، لا يحابي الوجوه ولا يستهويه مديح، يُسرّ في حال الامتحان غير مهتمّ سوى بإرضاء الله. أثناء القدّاس، كانت ترتسم على وجهه إمارات الفرح والسرور محرّكاً عواطف الإيمان والعبادة في قلوب الحاضرين، وكانت دموعه تنهمر عند كلام التقديس. على يديه تتلمذ القدّيس شربل، فكان خير معلمّ لخير تلميذ رغب القداسة وعاشها كما نقلها إليه الحرديني في تعاليمه. عند الألم، كان يسوع طبيبه الوحيد، في البرد، لم تدفئه سوى حرارة كلمة الرّبّ. تحمّل الآلام وقهر جسده وجلد ذاته لأجل المسيح مسلّماً نفسه لمشيئته دون اضطراب أو همّ. أظهر الله عظمته من خلاله فاجترح العجائب وهو لا يزال على قيد الحياة، لتنهال النعم على المؤمنين بغزارة منذ لحظة رقاده فأشعّ نور من قبره، نور أضاء قلوب الكثيرين كانوا قد ضلّوا النور الحقيقي الذي عاد ليسطع في نفوسهم من جديد مع قدّيس كفيفان أعجوبة عصره وإحدى أرزات لبنان التي تقدّست فشمخت وجاورت الرّبّ في مسكنه.
Ginwa صديقة فيروزية نشيطة
الجنس : المشاركات : 1347 العـمر : 54 الإقامة : لبنان العـمل : عمل مكتبي المزاج : ماشي الحال السٌّمعَة : 4 التسجيل : 06/04/2007
موضوع: درب القداسة - رفيق خويري الجمعة يونيو 07, 2013 9:35 am
درب القداسة - رفيق خويري
Mariam Tanous
الجنس : المشاركات : 629 العـمر : 40 الإقامة : لبنان -الكورة العـمل : موظفة المزاج : جيد السٌّمعَة : 0 التسجيل : 07/02/2013
موضوع: اشفع لنا يا نعمة الله - غيتا حرب الثلاثاء يوليو 02, 2013 4:57 pm
اشفع لنا يا نعمة الله - غيتا حرب
عطر الليل
الجنس : المشاركات : 62 العـمر : 54 الإقامة : طرابلس العـمل : عمل مكتبي المزاج : رومانسي السٌّمعَة : 0 التسجيل : 05/05/2013
موضوع: رد: الله يراني للطوباوي اسطفان نعمة الأربعاء يوليو 03, 2013 3:14 pm
صلاة للطوباوي أسطفان نعمة أنعمْ عَلينا، يا ربَّنا يسُوعَ المسيح، أنْ نَكونَ، على مِثالِ الأخ إسطِفان، حَبّاتِ قمحٍ مُبارَكة، مَزروعةً في أرضٍ طيِّبة، فَنَموتَ مِنْ أجلِ اسمِكَ القُدُّوس، ثُمَّ نَقومَ حامِلينَ غَلاّتٍ كثيرةً ثلاثينَ وسِتِّينَ ومئة، فَنُمجِّدَكَ إلى الأبد. أيّها الرّوح القدس، لقدْ هديتَ البارّ إسطفان، وأعطيتَهُ قُدوةً من رُهبانٍ صالحين، طَبَعوا فيهِ حُبَّ الطّاعةِ والعِفَّةِ والفقْر، حتّى غَدا غْرسَةً واعِدةً في كَرْمِكَ، عَلِّمنا نحنُ أيضًا أنْ نَكونَ قُدْوةً صالحةً بَعضُنا لبَعض، ومعًا نرْفَعُ إليكَ المجْدَ والشُكْرَ إلى الأبد. أيُّها المسيح إلَهُنا، أنتَ ألْهَمْتَ كَنيسَتَكَ المُقدّسَةَ صَلاةَ الورديّة، الّتي تَجْمَعُ أهمَّ أسرار حياتِكَ على أرضِنا. فتأمَّلَها إسطفان، وقد شَكّلَتْ لهُ سُلَّمًا في ارتِقاءِ دَرجات الكمال، وأعانَتْهُ في الإنتصار على التّجارِب، وفي اكتِساب حِكمَةٍ روحيَّةٍ أغنَتْهُ بالفضائِل، ليُصبحَ لنا شاهدًا في محبَّةِ اللهِ وإكرامِ العذراء، على مثالِ القدِّيسينَ نِعمة الله وشربل، اللّذَينِ ما زالَ عبيرُ فَضائِلِهما وعرفْ قداستِهما يَفوحانِ في أجواءِ دَيرِ كفيفان. نسألُكَ الآن، أيُّها المسيحُ إلهُنا على عِطر هذا البخور، بِشفاعةِ الطُّوباويّ إسطِفان، أن تُلهِمَنا التأمُّلَ في أسرارِكَ بِتلاوةِالمِسبحةِ الورديَّةِ في عيالِنا، وفي أديارِنا، فَنُدركُ في العُمقِ اتّحادَ العذراءِ أمِّكَ المملوءةِ نِعمةً، وعنْ بَهاءِ عَظَمتِها، وشُمُوليَّةِ محبَّتِها، وقُدرةِ شفاعتِها. ومع البارِّ إسْطِفان، والقدِّيسينَ والقدِّيساتِ جميعًا، نرفعُ المجدَ والشُّكرَ إليكَ وإلى أبيكَ المبارَكِ وروحِكَ القدُّوس، الآن وإلى الأبد. آمين
Mariam Tanous
الجنس : المشاركات : 629 العـمر : 40 الإقامة : لبنان -الكورة العـمل : موظفة المزاج : جيد السٌّمعَة : 0 التسجيل : 07/02/2013
موضوع: رد: الله يراني للطوباوي اسطفان نعمة الأحد أغسطس 30, 2015 4:59 pm
أيُّها الطُّوباويُّ البارُّ إسطِفان، يا مَنْ بارتفاعِ عقْلِكَ وقلبِكَ الدَّائِمِ الى الله، كُنتَ حقًّا مُواطنًا سماويًّا، تُردِّدُ طُولَ نهارِكَ: “اللهُ يراني!”، فبلَغْتَ وطَنَكَ السّماويّ، بَعدَ أنْ قَضَيتَ في الرهبانيَّة ثلاثًا وثلاثينَ سنةً، على عدَدِ السَّنواتِ التي عاشها ربُّنا يسوعُ المسيحُ على أرضِنا، وما زالَ جثمانُكَ الطّاهر حيًّا عندنا، وقد حصلتْ بواسطتِهِ شَفاءاتٌ عديدة. نسألُكَ الآن أن تُعَمِّق في قُلوبِنا محبَّة الحياةِ المُستَتِرة مَعَ المَسيح، وَتَمُنَّ علينا أن نَنْهَلَ مِن مَعينِ روحانيَّتِكَ ما يُنْعِشُ حياتَنا المسيحيّة الحقَّة.
إننا لَنَفْرَحُ بالتأمُّلِ في سيرتِكَ راهبًا عابدًا وعاملاً فيقوى إيمانُنا، ويتجسّدَ تكرُّسًا والتزامًا، بذلاً وعطاءً فننعمَ بمشاهدةِ وجهِ الله ونهتفَ معكَ بفرح القلبِ والروحِ والكيان: يا لَلسعادة، “اللهُ يراني”! أيها الطوباوي البار إسطفان نعمة …. صلي لأجلنا الآن وإلى الأبد. آمين