حينما بلغ الولد مهند سن الزواج إستأذن والده ، غير أن الوالد اشترط على مهند قبوله الزواج أن يتعلم علم النساء
لم يكن مهند سمع يوما ما بهذا العلم وهو الذي درس في المدرسة ، فحينما عجز عن معرفة
هذا العلم طلب من أبيه أن يخبره عن علم النساء ، فض الوالد إخباره لكنه نصحه أن يشد الرحال ويضرب الأرض
بحثا عن هذا العلم ،علم النساء ، طال غياب مهند وطال به السفر في مشارق الأرض ومغاربها
ولم يجد علم النساء الذي يبحث عنه عند اي شيخ من شيوخ العلم الذين سالهم
وذات يوم وهو جالس إلى ظل شجرة أمام بئر ،مهموما مغموما حيرانا ، دنت منه عجوز جاءت لتسقي من البئر غنمها
،واستفسرته عن حاله وقصته.
فتنهد مهند تنهيدة عميقة وقص عليها قصته العجيبة و راح يشرح لها كيف عجز الشيوخ والعلماء أن يدلوه على علم النساء
ضحكت العجوز وقالت له في صمت وهدوء: العلم الذي تبحث عنه ياولدي عندي .
تفاجأ مهند من كلام العجوز وظن أنها ربما تسخر منه ، لكن نظرة العجوز لم تكن توحي بذالك .
فقال لها بلهفة وشوق : فأخبريني يا أماه عنه
عندها قامت العجوز برمي نفسها على حافة البئر ، وصرخت مستنجدة بأبنائها تطلب منهم أن ينقذوها
لم يفهم مهند شيئ من حركة العجوز. وأصاب بالذعر والخوف الشديد وهو يرى أبناء العجوز العشر قد جاؤوا مسرعين
يحملون الفؤوس والخناجر والعصي.
فاقترب من العجوز والخوف يتملكه :أماه ماهذا ماذا فعلت لكي ، سيقتلونني أبناؤك
هنا قامت العجوز من حافة البئر وطلبت من الفتى مهند أن يسكب عليها دلو من الماء
مهند لم يفهم شيئ من طلب العجوز الغريب ، لكنه فعل كما طلبت منه
ولما وصل أبناء العجوز العشرة ورأو أمهم مبللة بالماء ، سالوها عن الخبر
فقالت لهم بهدوء : الحمد لله يا أولادي ، سقطت في البئر وقام هذا الشاب الطيب النبيل بإنقاذي منه
فرح أبناء العجوز بما فعله مهند حسب ظنهم، فضيفوه وأكرموه إكرام الأعزاء
فردت عليه بهدوء وثقة : ألم تسالني عن علم النساء
فرد مهند بسرعة : نعم ولازلت
فأجابت العجوز في إبتسامة عريضة : هذا هو علم النساء ياولدي
بقدر ماتستطيع المرأة أن تقتلك بقدر ماتستطيع أن تحييك
..................