أظهرت دراسة بريطانية حديثة أن ردة فعل المرء وسرعة بديهته عند مضغه العلكة تزيد بنسبة 10 بالمئة، وأن ثماني مناطق في الدماغ تتأثر بذلك. وتشير النظريات إلى أن مضغ العلكة يرفع من معدل اليقظة، ويؤدي إلى تحسن مؤقت في انسياب الدم إلى الدماغ.
وقد أُجريت الدراسة على عدد من المتطوعين كان بعضهم يمضغ العلكة وآخرون لا يمضغونها. وكانت العلكة المستخدمة عديمة النكهة لتجنب تلهي المتطوع بها.
واعتمدت الاختبارات، التي استمرت لمدة 30 دقيقة، على زرّ يضغط المتطوع عليه بإبهامه الأيمن أو الأيسر حسب اتجاه سهم يظهر على شاشة أمامه. ويخضع المتطوعون لاختبار آخر أكثر تعقيداً من الأول. وفي كلي الاختبارين، جرى قياس درجات الانتباه وردة الفعل.
وأظهرت النتائج أن درجات الانتباه وردة الفعل تتحسن أثناء مضغ العلكة. وقد استغرق الأمر من الرجال والنساء، ممن لم يكونوا يمضغون العلكة 545 جزءاً من الألف من الثانية للاستجابة للمؤثر، في مقابل 493 جزءاً من الألف من الثانية من الماضغين.
وأثبتت نتائج الفحص الذي أُجري على أدمغة المتطوعين أن أكثر مناطق الدماغ حيوية أثناء المضغ كانت تلك التي اتسمت بالحركة والانتباه. إلا أن مدى عمق تأثير المضغ يظل غير واضح، رغم وجود نظريات في ذلك. ففي إحدى التجارب الصغيرة أدى مضغ قطعة علكة لمدة 20 دقيقة إلى زيادة في معدل ضربات القـلب. ولعل أحد الاحتمالات أن هذه التجربة تزيد من معدل تدفق الأوكسـيجين والمواد المغـذية إلى الدماغ.
وثمة احتمال آخر، وهو أن المضغ يؤدي إلى إفراز كميات أكبر من الـ«أنسولين»، التي بدورها تُحفز مناطق في الدماغ مسؤولة عن الذاكرة واليقظة.
ووصف الأستاذ في جامعة «كارديف» أندي سميث نتائج الدراسة بأنها مثيرة للاهتمام، قائلاً لصحيفة «الإندبندنت» البريطانية «إن التحسن في معدل ردة الفعل أو الاستجابة مسألة بغاية الأهمية في حياتنا».