ما معنى قول الكتاب المقدس " أعداء الإنسان أهل بيته " ( مت 10 : 36 ) .
هل حقا ننظر إلى آبائنا وأمهاتنا وأقاربنا كأعداء والرب هو الذي قال أكرم أباك وأمك ؟!
إن هذه العبارة قيلت فى مناسبة معينة جدا . وويجب أن لا تؤخذ بالمعنى المطلق أبدا.
قيلت مناسبة هذا الإيمان الجديد الذى ينشره السيد المسيح ، فيقبله بعض أفراد الأسرة ، ويرفضه البعض الآخر .
ويكون الابن فى ذلك ضد أبيه ، والإبنة ضد أمها ، و الكنة ضد حماتها . وأعداء الإنسان أهل بيته ( مت 10 : 34 – 36 ) .
*يكون أعداء الإنسان أهل بيته ، إذا أبعدوه عن الإيمان . باعتبار أنهم يرون أنفسهم مسئولين عن حفظه فى إيمان اجداده . فإن كان أصلا يهودياً أو أمميا وقبل الإيمان بالمسيح ،يقف أهله بيته،ليحولوه عن هذا الإيمان.ويكون أعداء الإنسان أهل بيته .
*ولا يقصد بهذه العبارة المعنى المطلق ، بدليل أن الكتاب يوصينا بأهل بيتنا .وهكذا يقول الرسول " إن كان أحد لايعتنى بخاصته ولاسيما أهل بيته ،فقد أنكر الإيمان وهو شر من غير المؤمن ٍ" (1تي 5: 8).
ماهى المعانى الأخرى لهذه العبارة ؟
*يكون أعداء الإنسان اهل بيته ،إن أحبهم أكثر من الرب .وهكذا يقول الرب بعد هذه العبارة مباشرة " من أحب أبا أو أما أكثر منى فلا يستحقنى . ومن أحب إبنا أو إبنة أكثر منى فلا يستحقنى .. " ( مت 10 : 37 ) . إذن نحب أهل بيتنا ونعتنى بهم . ولكن لا نحبهم أكثر من الله ، ولا نطيعهم أكثر منه ، وإلا يكونون بهذا أعداء لنا . ومع أن الله أمرنا باكرام وطاعة الوالدين ، وإلا أن الكتاب يقول محدداً هذه الطاعة " أيها الأولاد أطيعوا و الديكم فى الرب " ( أف 6 : 1 ) .
وعبارة " فى الرب " تعنى داخل وصية الله ، فإن أخرجتك الطاعة للوالدين عن طاعة الرب ، فإن ذلك يدخل فى عبارة " أعداء الإنسان أهل بيته " على أن هذه العبارة قد تنطبق فى مجالات كثيرة منها :*وقوفهم ضد تكريس الإنسان الله .
قد يدعى خادم إلى الكهنوت ، ويفرح الكل بذلك ويزكونه . أو يقبل على حياة الرهبنة ، ويفرح الكل ويهنئونه . ووسط كل ذلك الفرح يقف ضده أهل بيته . تبكى الأم فى حزن وتمرض . ويصرخ الأب فى غضب ويهدد . وقد يستخدمون معه العنف ، ويضعون أمامه كل ما يستطيعون من عراقيل وكل من يرى هذه المأساة ، يقول فى أسى : حقاً ، أعداء الإنسان أهل بيته .