هل تركت الحبل..قصة وعبرة ؟؟؟
يحكى أن رجلاً من هواة تسلق الجبال قرر تسلق أعلى جبال العالم وأخطرها وبعد أن هيأ نفسه لهذه المهمة الخطرة،
بدأ في تسلق الجبل ومعه كل ما يلزمه لتحقيق حلمه .. ومرت الساعات سريعة ودون أن يشعر..
فــاجأه الليل بظلامه وكان قد وصل إلى منتصف المسافة، وكانت العودة أصعب بكثير من مواصلة الرحلة،
ولم يعد أمام الرجل سوى مواصلة طريقه الذي ماعاد يراه وسط هذا الظلام الحالك وبرده القا
رس، ولا يعلم ما يخبأه له هذا الطريق المظلم من مفاجآت.
وبعد ساعات أخرى أكثر جهدًا وقبل وصوله إلى القمة إذا بالرجل يفقد اتزانه ويسقط من أعلى قمة الجبل بعد
أن كان على بُعد لحظات من تحقيق انجازه الكبير أو ربما أقل من لحظات وكانت أهم أحداث حياته تمر
بسرعة أمام عينيه وهو يرتطم بكل صخرة من صخور الجبل وفى أثناء سقوطه تمسك الرجل بالحبل الذي
كان قد ربطه في وسطه منذ بداية الرحلة ولحسن الحظ كان خطاف الحبل معلق بقوة من الطرف الآخر بإحدى صخور الجبل.
فوجد الرجل نفسه يتأرجح في الهواء.. لا شئ تحت قدميه سوى فضاء لا حدود له ويديه المملوءة َ بالدم
ممسكة بالحبل بكل ما تبقى له من عزم وإصرار وفي وسط هذا الليل وقسوته التقط الرجل أنفاسه كمن عادت
له الروح يمسك بالحبل باحثــاً عن أي أملٍ في النجاة وفي يأس لا أمل فيه.
صرخ الرجل: إلهـي إلهـي أنقذني
فاخترق هذا الهدوء صوت يجيبـه من داخل عقله: ماذا تريـد من ربك ؟؟
قال الرجل بلهفة: أنقذني يا رب
فأجابه الصوت: أتــؤمن حقـاً أن ربك قادرٌ علي إنقاذك؟؟
أجابه الرجل: بكل تأكيد أؤمن يا إلهي ومن غيرك يقدر أن ينقذني؟
وكان الرد: إذن اترك الحبل الذي أنت ممسكٌ به
وبعد لحظة من التردد لم تطل تعلق الرجل بحبله أكثر فأكثر.
وفي اليوم التالي عثر فريق الإنقاذ على جثة رجل على ارتفاع متر واحد
من سطح الأرض ممسك بيده حبل وقد جمّده البرد تمامـًا
على ارتفاع متر واحد فقط من سطح الأرض!!
ماذا عنك ؟
هل تركت الحبل؟